شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الصحف والمجلات في عهد الملك عبد العزيز


ثروت كتبي
04-13-2011, 11:40 PM
الصحف والمجلات في عهد الملك عبد العزيز


المطبوعات الصحفية التي صدرت خلال عهد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية في حكمه الذي دام نحو ثلاثة وخمسين عاماً ( 1319هـ 1902م-1373هـ-1953م ). كما أن من المناسب ذكره أن الصحافة وإن بدأت في الحجاز منذ عام 1326هـ ( 1906م ) إلا أنها لا تحتسب سعودية ( أي منتمية للعهد السعودي ) إلا عندما انضمت ولاية الحجاز إلى الدولة السعودية عام 1343هـ ( 1924م ) كما أن سلطنة نجد قبل هذا التاريخ لم تشهد صدور أي مطبوعة صحفية مما يعني ببساطة أن التاريخ الفعلي والحقيقي لبدء الصحافة السعودية هو عام 1343هـ ( 1924م ) وهو ما يصادف بداية الثلاثين عاماً الأخيرة من عهد الملك عبد العزيز وحياته رحمه الله .

كانت قد ظهرت في إقليم الحجاز (مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة) مجموعة من الصحف والمجلات ، يعد بعضها الأول "عثمانياً" لأنه صدر في ظل الحكم التركي ، كما يعد البعض الآخر هاشمياً ، لأنه صدر أبان استقلال الأشراف بحكم الإقليم ، لكن المقام لا يتسع للتفصيل فيها .
إلا أن السرد التاريخي لبداية الصحافة السعودية – موضوعنا يقتضي الإشارة بصفة خاصة إلى جريدة (القبلة) التي كانت أخر الصحف الهاشمية الحجازية وأقواها ، والتي توقفت وقت مغادرة الشريف حسين مكة المكرمة في منتصف عام 1343هـ تقريباً ، فلقد دخل الملك عبد العزيز المدينة المقدسة ، وكان من أولى قراراته استئناف إصدار هذه الجريدة تحت اسم (أم القرى) بالاعتماد على تجهيزاتها وكادرها الفني ، فاصبحت بذلك أول صحيحة سعودية ، وإن لم تكن – كما أشرت – أول صحيفة حجازية .
وبالإضافة إلى ريادتها التاريخية تلك ، أضفي عليها منذ ذلك الحين وحتى الآن صفة الجريدة الرسمية المعتمدة لنشر الوقائع والمراسيم والأنظمة والمعلومات ذات الطبعة التوثيقية .
ظلت (أم القرى) ولعدة أعوام تالية ، الوحيدة في مطلع الدولة السعودية ، لا توجد أية وسيلة إعلامي أخرى تعاضدها أو تنافسها ، وان كان من الحيطة ذكره ظهور صحيفة أخرى لمدة عام في جدة (بريد الحجاز) كانت تصدر إبان حكم الشريف علي بن الحسين ، آخر الحكام الهاشميين في الحجاز ، الذي انزوى في جدة مدة تقرب من عام قبل أن يشمل الحكم السعودي كل أنحاء الحجاز .
اكتسبت أم القرى أهمية توثيقية خاصة خلال السنوات المبكرة لصدورها ، وبخاصة عند غياب الصحف الأخرى ، وقبل بدء الإذاعة السعودية 1368هـ-1949م ، حيث كانت المرجع ، بل المصدر شبه الوحيد للبيانات والأخبار والمعلومات الرسمية ، باستثناء ما تضمنته الكتب التي صدرت في تلك الفترة ، بتكشيف – فهرسة – ما تضمنته السنوات الثلاثون الأولى من مواد هذه الجريدة (وهي الفترة التي كانت تحتل العقود الثلاثة الأخيرة من عهد الملك عبد العزيز) .
ظلت هذه الصحيفة – كما ذكر – الوحيدة في الساحة ، لا ينازعها أي مطبوعة صحفية – حكومية أو أهلية – أخرى حتى عام 1350هـ - 1930م وذلك باستثناء مجلة ثقافية – الإصلاح – التي أصدرتها مديرية المعارف العامة بشكل شهري ، وظهر منها نحو (35) عدداً ، وكان يحررها الشيخ حامد الفقي مدير شعبة الطبع والنشر في تلك المديرية ، وقد انحصر صدورها بين عامي 1347هـ - 1928م وعام 1349هـ .
وفي عام 1350هـ - 1932م اقدمت مجموعة من مثقفي الحجاز على إصدار أول مطبوعة صحفية أهلية (صوت الحجاز) ، التي منح إصدار ترخيصها للشيخ محمد صالح نصيف (محرر جريدة بريد الحجاز السابق ذكرها) .
واذا كانت أم القرى أهم صحيفة حكومية احتلت مكان الصدارة في تلك الفترة فإن صحيفة صوت الحجاز سرعان ما تبوأت مكاناً صحفياً مرموقاً ، وصارت ميداناً رحباً اجتذب أقلام المثقفين والأدباء السعوديين واتسع لهم ولأفكارهم / محررين وكتاباً .
وقد دام صدور هذه الصحفية عشر سنوات لم يوقفها إلا اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وما تبعه من ظروف نقص الورق وضعف الموارد الاقتصادية ، والتي ما إن زالت بعد خمسة أعوام حتى عاودت الصدور بالقوة ذاتها التي بدأت بها ، ساعدها في ذلك طاقم تحريري جديد وملكية قادرة مستنيرة ، واسم أشمل (البلاد) قدر له أن يبقى على اليوم .
وفي غضوب شهرين (اخر شهر من سنة 1355هـ وأول شهر في عام 1366هـ - فبراير وأبريل 1937م) شهدت المدينة المنورة ظهور أول مطبوعتين صحفيتين في العهد السعودي ، هما : مجلة المنهل وجريدة المدينة ، اللتان استمرتا في الصدور حتى اليوم ، محفظتين على مستواهما الجيد الذي بدأتا به ، وقد ارتبط اسم الأولى بالعلامة الموسوعي عبد القدوس الأنصاري ، والثانية باسم اثنين من أبرز أعلام الصحافة السعودية : علي وعثمان حافظ ، إلا أنهما ما لبثتا ، لظروف فنية واقتصادية ، أن انتقلتا إلى جدة ، حيث تصدران الآن .
ولابد هنا من الإشارة على جلة عابرة صدرت في العام نفسه 1356هـ - 1937م وهي مطبوعة إسلامية شهرية كانت موجهة للجالية الجاوية في الحجاز ، وكانت تطبع في مكة المكرمة ، ولكن بعضاً من أعدادها طبع في إندونيسيا ثم توقفت بعد عام ونصف بعد صور عدد غير منتظم منها .
وبعد نحو عشر سنوات ظهت في المنطقة الشرقية أول مطبوعة صحفية في تاريخا (صحيفة الشمس والوهج Sun akd Flare) ، وقد قامت على دمج نشرتين كانت ارامكو تصدرهما لمنسوبيها .
تكمن ايضاً أهمية هذه الجريدة في كونها أول صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية في تاريخ البلاد ، ثم استمرت في الصدور فيما بعد تحث اسم (الشمس العربية) .
وفي رجب من عام 1366هـ - مايو 1947م اصدرت مديرية الحج بوزارة المالية مجلة الحج الشهرية ، وكان الأديب والإعلامي السعودي هاشم زواوي أول من تولى رئاسة تحريرها .
بقي بعد هذا ثلاث مجلات إضافية مهمة كانت أولاها – حسب التسلسل الزمني للصدور – هي مجلة الغرفة التجارية بجدة التي صدرت أول ما صدرت عام 1367هـ - يناير 1948م وما تزال تصدر إلى اليوم وكانت الثانية مجلة اليمامة ، أول مطبوعة صحفية تصدر في منطقة الرياض ، منح امتيازها وتولى رئاسة تحريرها الاستاذ حمد الجاسر ، وقد صدر عددها الأول في ذي الحجة 1372هـ - أغسطس 1953م ، وكانت مجلة ثقافية واجتماعية وسياسية جامعة ما تزال تصدر إلى اليوم تحت مظلة مؤسسة اليمامة الصحفية .
وكانت الثالثة والأخيرة مجلة قافلة الزيت التي اصدرتها ارامكو في الظهران (بالمنطقة الشرقية) في صفر 1373هـ - أكتوبر 1953م قبل شهر واحد من وفاة الملك عبد العزيز ، وهي مجلة عالية المستوى الطباعي ، والمحتوي الموضوعي ، مستمرة في الصدور .
وهكذا يتضح من هذا الموضوع أن عدد المطبوعات الصحفية – ما بين مجلة وجريدة – الرائدة التي صدرت في عهد الملك عبد العزيز – مؤسس المملكة العربية السعودية هو غحدى عشر مطبوعة ن وأن تسعاً منها ما تزال تصدر حتى اليوم ، وأن عهده رحمه الله قد شهد صدور أول مطبوعة صحفية سعودية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والظهران ، وأن ثلاثاً منها كانت حكومية ، وكانت ست منها مطبوعات أهلية ، ومطبوعتان لشركة أرامكو ، وكانت واحدة تابعة للقطاع الخاص (الغرفة التجارية) .
ومن الطبيعي أن يصحب قيام تلك الصحف تأسيس مطابع جديدة في كل تلك المناطق وتطوير مطابع قائمة ، أسهمت في نمو الحركة الثقافية في البلاد .