م.أديب الحبشي
01-30-2011, 10:33 AM
القبوة والخانات في جدة
والخانات : هي مجموعة من الدكاكين المتراصة تفتح وتفلق على بعض . . ويسمى الخان أيضاً( القيسارية) وهناك "الخانات" التي ينزل بها الغرباء والتجار وتقع عادة قرب مداخل المدينة مثل باب مكة . . والقبرة : كانت أحد الخانات الرئيسية في جدة ، وكانت تضم دكاكين صياغة وبيع الذهب ودكاكين بيع المفارش والسجاد . . وكذا سوق الحراج ( خان الدلالين) حيث تباع الأغراض المنزلية والذهب ويسمى "حراج الصبح" ومن أشهر دلاليه "المحرجين" "صالح دياب" ، محمود بارودي ، عبيد قرشي . . ومن أقدم مشايخ الدلالين اللذين عرفوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري : الشيخ / محمد على كيال . .
أما حراج العصر والذي كانت تباع فيه الأدوات الكهربائية والعجلات الهوائية وخلافه فكان يقع في باب شريف بمحاذاة حارة البخارية.
ومن الشخصيات التي اشتهرت في القبوة الشيخ / "محمد طاهر كبوها" الذي تولى مشيخة الجوهرجية لفترة من الوقت وكان يجاور دكانه عدد من الدكاكين عائدة لكل من ( سليمان غيث ، أحمد بن سالم ، وصاحب الخلق الرفيع و عفة اللسان و الكلمة الحبية عبيد عابد قرشي ، حسين عبد الغي ) . .
وفي القبوة أيضاً كان يوجد "ميزان القباني" لوزن الحبوب وبالات الأقمشة والمثقلات . . والميزان عبارة عن ثلاث أخشاب متساوية توقف على الأرض وتسمى "السيبه" وفي وسطها "الخطاف" ويعلق في الحبل كما يقلق فيه الميزان وهو عبارة عن قطعة حديد مستقيمة عليها أرقام . ويعمل علبه "وزان" و"رقام" يقيم رقم الحمولة أو الوزن على الكيس أو البالة كما يعمل معه الصبانيه" أي الحمال الذين يعلقون الحمولة . . والميزان كما يتضح متنقل أو متحرك بحيث يتم نقله من موقع إلى موقع آخر للعمل حسب الحاجة . . وكان صاحب الميزان الشيخ / مصطفي أمين يوسف يرحمه الله ويعمل لديه ككتبة : حامل حجار وتاجر جدة العصامي الشيخ / محمود متبولي . .واستسمح القارئ بالتوقف عند هذه الشخصية . .
محمود متبولى : من عائلة جداوية كريمة . بدأ رحلته كمسجل أوزان كما أسلفت- في سن مبكرة جداً بعد أن اضطر لترك مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية بعد وفاة والده . . واتسمت رحلته العملية بالكفاح والإصرار. وتعتبر تجربته الفذة في مجال الأعمال نموذجا حياً لما ينبغي ان يكون عليه طموح الشباب . . ويتجسد نجاحه في شركة المتبولى التي أسسها وتعتبر حالياً من أكبر البيوت التجارية وأنجحها في جدة والمملكة عموماً . .
وكانت بدايتها مشاركة مع صديق عمره الشيخ / سليمان زقزوق تحت اسم ( الزقزوق والمتبولي ) وحينما توسعت انفضت الشراكة واستقل كل منهما بشركته الخاصة . . وكان انفضاض الشراكة بصورة سلسلة ومثالية أعطت نموذجاً رائعاً لما يبقي أن يكون عليه التعامل الواقي في مثل هذه الحالات .
وبالعودة للقبوة . . فقد كانت تتصل بها أيضاً دكاكين القطانة ( المنجدين ) . وأذكر منهم : درويشى شحبر ، ومصطفي ومحمد سروجي ، وعباس قطان (بخش) ، والمؤذن ، وأشهر مشايخ المنجدين عبد الله رزه ثم درويش حامد شحبر . .
ومن أشهر خانات جدة أيضاً قصبة الهنود التي كانت تنشط فيها تجارة الأقمشة الحريرية والفضية المذهبة ومحلات التنجيد وخلافها ، وغالبية تجار القصبة من الهنود . . وفي المقابل كان بعض كبار تجار جدة قد إفتتحوا فروعاً لهم في الهند مثل بيت زينل وبيت الحاج سليم الخنجي وبيت الجمجموم وبيت الفضل وبيت الزاهد في كراتشى . وهذا يؤكد صلات المنطقة الواسعة مع الهند . . هذا وقد أزيلت قصبة الهنود وخان الدلالين وخان العطارين بافتتاح شارع الذهب .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
والخانات : هي مجموعة من الدكاكين المتراصة تفتح وتفلق على بعض . . ويسمى الخان أيضاً( القيسارية) وهناك "الخانات" التي ينزل بها الغرباء والتجار وتقع عادة قرب مداخل المدينة مثل باب مكة . . والقبرة : كانت أحد الخانات الرئيسية في جدة ، وكانت تضم دكاكين صياغة وبيع الذهب ودكاكين بيع المفارش والسجاد . . وكذا سوق الحراج ( خان الدلالين) حيث تباع الأغراض المنزلية والذهب ويسمى "حراج الصبح" ومن أشهر دلاليه "المحرجين" "صالح دياب" ، محمود بارودي ، عبيد قرشي . . ومن أقدم مشايخ الدلالين اللذين عرفوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري : الشيخ / محمد على كيال . .
أما حراج العصر والذي كانت تباع فيه الأدوات الكهربائية والعجلات الهوائية وخلافه فكان يقع في باب شريف بمحاذاة حارة البخارية.
ومن الشخصيات التي اشتهرت في القبوة الشيخ / "محمد طاهر كبوها" الذي تولى مشيخة الجوهرجية لفترة من الوقت وكان يجاور دكانه عدد من الدكاكين عائدة لكل من ( سليمان غيث ، أحمد بن سالم ، وصاحب الخلق الرفيع و عفة اللسان و الكلمة الحبية عبيد عابد قرشي ، حسين عبد الغي ) . .
وفي القبوة أيضاً كان يوجد "ميزان القباني" لوزن الحبوب وبالات الأقمشة والمثقلات . . والميزان عبارة عن ثلاث أخشاب متساوية توقف على الأرض وتسمى "السيبه" وفي وسطها "الخطاف" ويعلق في الحبل كما يقلق فيه الميزان وهو عبارة عن قطعة حديد مستقيمة عليها أرقام . ويعمل علبه "وزان" و"رقام" يقيم رقم الحمولة أو الوزن على الكيس أو البالة كما يعمل معه الصبانيه" أي الحمال الذين يعلقون الحمولة . . والميزان كما يتضح متنقل أو متحرك بحيث يتم نقله من موقع إلى موقع آخر للعمل حسب الحاجة . . وكان صاحب الميزان الشيخ / مصطفي أمين يوسف يرحمه الله ويعمل لديه ككتبة : حامل حجار وتاجر جدة العصامي الشيخ / محمود متبولي . .واستسمح القارئ بالتوقف عند هذه الشخصية . .
محمود متبولى : من عائلة جداوية كريمة . بدأ رحلته كمسجل أوزان كما أسلفت- في سن مبكرة جداً بعد أن اضطر لترك مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية بعد وفاة والده . . واتسمت رحلته العملية بالكفاح والإصرار. وتعتبر تجربته الفذة في مجال الأعمال نموذجا حياً لما ينبغي ان يكون عليه طموح الشباب . . ويتجسد نجاحه في شركة المتبولى التي أسسها وتعتبر حالياً من أكبر البيوت التجارية وأنجحها في جدة والمملكة عموماً . .
وكانت بدايتها مشاركة مع صديق عمره الشيخ / سليمان زقزوق تحت اسم ( الزقزوق والمتبولي ) وحينما توسعت انفضت الشراكة واستقل كل منهما بشركته الخاصة . . وكان انفضاض الشراكة بصورة سلسلة ومثالية أعطت نموذجاً رائعاً لما يبقي أن يكون عليه التعامل الواقي في مثل هذه الحالات .
وبالعودة للقبوة . . فقد كانت تتصل بها أيضاً دكاكين القطانة ( المنجدين ) . وأذكر منهم : درويشى شحبر ، ومصطفي ومحمد سروجي ، وعباس قطان (بخش) ، والمؤذن ، وأشهر مشايخ المنجدين عبد الله رزه ثم درويش حامد شحبر . .
ومن أشهر خانات جدة أيضاً قصبة الهنود التي كانت تنشط فيها تجارة الأقمشة الحريرية والفضية المذهبة ومحلات التنجيد وخلافها ، وغالبية تجار القصبة من الهنود . . وفي المقابل كان بعض كبار تجار جدة قد إفتتحوا فروعاً لهم في الهند مثل بيت زينل وبيت الحاج سليم الخنجي وبيت الجمجموم وبيت الفضل وبيت الزاهد في كراتشى . وهذا يؤكد صلات المنطقة الواسعة مع الهند . . هذا وقد أزيلت قصبة الهنود وخان الدلالين وخان العطارين بافتتاح شارع الذهب .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)