شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أبو طلحة الأنصاري


سندس كتبي
04-08-2011, 05:43 PM
أبو طلحة الأنصاري

أَبو طلحَةَ الأَنصَاري ، اسمه زيدُ بن سهيل الأنصاري النجاري ‏.‏ تقدم نسبه فيمن اسمه زيد ‏.‏ وهو عَقَبِي بدري نقيب ‏.‏ أَخبرنا أَبو جعفر بإسناده عن يونس ، عن ابن إِسحاق ، فيمن شهد العقبة من الخزرج ، ثم من بني مالك بن النجار‏ :‏ ‏" ‏أَبو طلحة ، وهو ‏:‏ زيد بن سهل بن الأَسود بن حَرَام ، وشهد بدراً‏ " ‏‏.‏

وبالإِسناد عن ابن إِسحاق ، فمن شهد بدراً وأَبو طلحة ، وهو زيد بن سهل بن أَسود بن حرام ‏.‏ ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون إِلى المدينة‏ .‏ آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أَبي عُبَيدة بن الجراح ، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏ .‏ وكان من الرماة المذكورين من الصحابة ، وهو من الشجعان المذكورين ، وله يوم أُحد مقام مشهود ، كان يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، ويرمي بين يديه ، ويتطاول بصدره ليقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول‏ :‏ ‏" ‏نحرِي دون نحرك ، ونفسي دون نفسك ‏.‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏:‏ ‏"‏ صوتُ أَبِي طَلحَةَ فِي الجيش خير من مائة رجل ‏" ‏‏.‏

وقتَلَ يوم حنين عشرين رجلاً ، وأَخذ أَسلابهم‏ .‏

أَخبرنا أَبو القاسم بن صدقة بن علي الفقيه ، أَخبرنا أَبو القسم بن السمرقندي ، أَخبرنا علي بن أَحمد بن محمد البشري ، وأَحمد بن محمد بن أَحمد البزاز قالا‏ :‏ حدثنا المخلص ، أَخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال ‏:‏ حدثني صالح بن محمد ، عن صالح المُري ، عن ثابت ، عن أَنس قال ‏:‏ حدثني أَبو طلحة قال‏ :‏ دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأَيت من بشره وطلاقته ما لم أَره على مثل تلك الحال ، قلت‏ :‏ يا رسول الله ، ما رأَيتك على مثل هذه الحال أَبدأ ؟ قال ‏:‏ ‏"‏ وَمَا يمنعني يا أبا طلحة ، وقد خرج جبريل من عندي آنفاً ، وأتاني ببشارة من ربي عز وجل‏ :‏ إن الله بعثني إليك مبشراً أنه ليس أحد من أمتك يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عز وجل وملائكته عليه عشراً ‏"‏‏ . ‏أَخبرنا أَبو الفضل المنصور بن أَبي الحسن الفقيه بإسناده عن أَبي يعلى ‏:‏ حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجُمَحي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أَنس ‏:‏ أَن أَبا طلحة قرأَ سورة براءة، فأتى على هذه الآية‏ :‏ ‏" ‏انفروا خفافاً وثقالاً‏ " ‏، قال ‏:‏ أَرى ربي يستنفرني شاباً وشيخاً ، جهزوني ‏.‏ فقال له بنوه‏ :‏ قد غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض ، ومع أَبو بكر ومع عمر ، فنحن نغزو عنك‏ .‏ فقال ‏:‏ جهزوني ‏.‏ فجهزُوه ، فركب البحر فمات ، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إِلا بعد سبعة أَيام ، فلم يتغير ‏.‏ وكان زوج أُم سليم أُم أَنس بن مالك ‏.‏ وقيل‏ :‏ إِنه توفي بالمدينة سنة إِحدى وثلاثين ‏.‏ وقيل‏ :‏ سنة أَربع وثلاثين ، وهو ابن سبعين سنة ‏.‏ وصلى عليه عثمان بن عفان‏ .‏

وروى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أَنس أَن أَبا طلحة سَرَد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَربعين سنة‏ .‏ وقال المدايني ‏:‏ مات أَبو طلحة سنة إِحدى وخمسين ‏.‏ وهذا يشهد لقول أَنس أَنه صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَربعين سنة‏ .‏ وكان لا يَخضِب ، وكان آدم مربوعاً‏ .‏ أَخرجه أَبو نُعَيم ، وأَبو عمر ، وأَبو موسى ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير