شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ذو الكلاع


سلسبيل كتبي
04-07-2011, 01:20 PM
ذو الكلاع

ذو الكلاع‏.‏ واسمه‏:‏ أسميفع بن ناكور‏.‏ وقيل‏:‏ سميفع، بغير همزة، وهو حميري، يكنى‏:‏ أبا شرحبيل‏.‏ وقيل‏:‏ أبو شرحبيل‏.‏ وكان إسلامه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
روى ابن لهيعة ،عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب الحميري، قال‏:‏ سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اتركوا الترك ما تركوكم‏"‏‏.‏
وكان رئيساً في قومه متبوعاً، أسلم وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون على قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بن عبد الله البجلي، وقيل‏:‏ جابر بن عبد الله‏.‏ والأول أصح‏.‏ وقد تقدمت القصة في ذي عمرو‏.‏
ثم إن ذا الكلاع خرج إلى أهل الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين، وقتل فيها، قيل‏:‏ إن معاوية سره قتله‏.‏ وذلك أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر‏:‏ ‏"‏تقتله الفئة الباغية‏"‏‏.‏ فقال لمعاوية وعمرو‏:‏ ما هذا‏؟‏ وكيف نقاتل علياً وعماراً‏.‏ فقالوا‏:‏ إنه يعود إلينا ويقتل معنا‏.‏ فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار، قال معاوية‏:‏ لو كان ذو الكلاع حياً لمال بنصف الناس إلى علي‏.‏
وقيل‏:‏ إنما أراد الخلاف على معاوية، لأنه صح عنده أن علياً بريء من دم عثمان‏.‏
قال أبو عمر‏:‏ ولا علم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ولا علم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك‏.‏
ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إلى الأشعث بن قيس يرغب إليه في جثة أبيه، فقال الأشعث‏:‏ إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة‏.‏ وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي، لئلا يفسدوا عليه‏.‏ فأتى ابن ذي الكلاع إلى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعيد بن قيس، فأذن له، فأتى سعيداً، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها‏.‏ وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشتر النخعي، وقيل‏:‏ حريث بن جابر‏.‏
روى عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني قال‏:‏ رأيت عمار بن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت‏:‏ ألم يقتل بعضكم بعضاً‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى، ولكن وجدنا الله عز وجل واسع المغفرة، قال‏:‏ فقلت‏:‏ ما فعل أهل النهر‏؟‏ يعني الخوارج‏.‏ فقيل لي‏:‏ لقوا برحاً، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل بيت وقيل‏:‏ عشرة آلاف‏.‏ والله أعلم‏.‏
أخرجه الثلاثة‏.‏
المرجع :
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير