أحمد كتبي
04-04-2011, 08:26 PM
أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس . وقد ذكرناه في اسمه في العين ، ونسبناه هناك ، وذكرنا شيئاً من أخباره . وأمه امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة . قال طائفة منهم الواقدي : كان أبو موسى حليفاً لسعيد بن العاص ، ثم أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة ، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر . وقال الواقدي ، عن خالد بن إياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم . وكان علامة نسابة . قال : ليس أبو موسى من هاجرة الحبشة ، وليس له حلف قي قريش ، ولكنه أسلم قديماً بمكة ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل السفينتين ، وإنما الأمر على ما ذكرته .
قال أبو عمر : إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه أقبل مع قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا في سفينة ، فألقتهم إلى الحبشة ، وخرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة ، وهولاء في سفينة ، فقدموا جميعاً حين افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقسم لأهل السفينتين . ويصدق هذا القول ما أخبرنا بن يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما ، عن مسلم بن الحجاج : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا : حدثنا أبو أسامة ، حدثني بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين أنا وإخوان لي ، أنا أصغرهما . أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم ، إما قال : بضع ، وإما قال : ثلاثة وخمسون رجلاً من قومي . قال : فركبنا السفينة ، فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا ، وأمرنا بالإقامة ، فأقيموا . فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً . قال : فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر ، فأسهم لنا . أو قال : أعطانا منها . وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه ، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه . وهذا حديث صحيح . وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لهم . واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد المغيرة بن شعبة ، ثم إن عثمان عزله ، فلما منع أهل الكوفة سعيد بن العاص أميرهم على الكوفة ، طلبوا من عثمان أن يستعمل عليهم أبا موسى ، فاستعمله ، فلم يزل عليها حتى استخلف علي ، فأقره عليها . فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها ، أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه ، فمنعهم أبو موسى وأمرهم بالقعود في الفتنة ، فعزله علي عنها ، وصار أحد الحكمين ، فخدع فانخدع ، وسار إلى مكة فمات بها . وقيل : مات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين . وقيل : سنة أربع وأربعين . وقيل : سنة خمسين . وقيل : سنة اثنتين وخمسين . أخرجه أبو نعيم ، وأبو موسى مختصراً ، وأخرجه أبو عمر مطؤلاً ، وقد تقدم في اسمه أكثر من هذا .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير
أبو موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس . وقد ذكرناه في اسمه في العين ، ونسبناه هناك ، وذكرنا شيئاً من أخباره . وأمه امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة . قال طائفة منهم الواقدي : كان أبو موسى حليفاً لسعيد بن العاص ، ثم أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة ، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر . وقال الواقدي ، عن خالد بن إياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم . وكان علامة نسابة . قال : ليس أبو موسى من هاجرة الحبشة ، وليس له حلف قي قريش ، ولكنه أسلم قديماً بمكة ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل السفينتين ، وإنما الأمر على ما ذكرته .
قال أبو عمر : إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه أقبل مع قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا في سفينة ، فألقتهم إلى الحبشة ، وخرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة ، وهولاء في سفينة ، فقدموا جميعاً حين افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقسم لأهل السفينتين . ويصدق هذا القول ما أخبرنا بن يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما ، عن مسلم بن الحجاج : حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا : حدثنا أبو أسامة ، حدثني بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين أنا وإخوان لي ، أنا أصغرهما . أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم ، إما قال : بضع ، وإما قال : ثلاثة وخمسون رجلاً من قومي . قال : فركبنا السفينة ، فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا ، وأمرنا بالإقامة ، فأقيموا . فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً . قال : فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر ، فأسهم لنا . أو قال : أعطانا منها . وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه ، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه . وهذا حديث صحيح . وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لهم . واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد المغيرة بن شعبة ، ثم إن عثمان عزله ، فلما منع أهل الكوفة سعيد بن العاص أميرهم على الكوفة ، طلبوا من عثمان أن يستعمل عليهم أبا موسى ، فاستعمله ، فلم يزل عليها حتى استخلف علي ، فأقره عليها . فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها ، أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه ، فمنعهم أبو موسى وأمرهم بالقعود في الفتنة ، فعزله علي عنها ، وصار أحد الحكمين ، فخدع فانخدع ، وسار إلى مكة فمات بها . وقيل : مات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين . وقيل : سنة أربع وأربعين . وقيل : سنة خمسين . وقيل : سنة اثنتين وخمسين . أخرجه أبو نعيم ، وأبو موسى مختصراً ، وأخرجه أبو عمر مطؤلاً ، وقد تقدم في اسمه أكثر من هذا .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير