أم شمس
04-03-2011, 10:27 AM
أحمد علي عمر المنيني
أحمد بن علي بن عمر بن صالح بن أحمد بن سليمان بن ادريس بن إسماعيل بن يوسف ابن إبراهيم الحنفي الطرابلسي الأصل المنيني المولد الدمشقي المنشأ الشيخ العالم العلم العلامة ألفهامة المفيد الكبير المحدث الامام الحبر البحر ألفاضل المتقن المحرد المؤلف المصنف كان فائقاً ذائقا له مسامرة جيده ولطافة ونباهة من شيوخ دمشق الذين عمت فضائلهم وكثرت فوائدهم وطالت فواضلهم المعيا لغوياً نحوياً أديباً أريباً حاذقاً لطيف الطبع حسن الخلال عشوراً متضلعاً متطلعاً متمكناً خصوصاً في الأدب وفنونه حسن النظم والنثر ولد بقرية منين سحر ليلة الجمعة ثاني عشر محرم افتتاح سنة تسع وثمانين وألف ولما بلغ سن التمييز قرأ القرآن العظيم ثم لما بلغ من السن ثلاثة عشر سنة قدم إلى دمشق وقطن بحجرة داخل السميساطية عند أخيه الشيخ عبد الرحمن وكان له أخ آخر يقال له الشيخ عبد الملك ارتحل لبلاد الروم وصار مفتياً بأحد بلادها وشغله أخوه الشيخ عبد الرحمن المذكور بقراءة بعض المقدمات كالسنوسية والجزرية والاجرومية وتصريف العزى على بعض المشايخ وله رواية في الحديث عن والده عن قاضي الجن عبد الرحمن الصحابي الجليل الملقب بشمهورش فأنه اجتمع به والده في حدود سنة ثلاث وسبعين وألف وصافحه وآخاه وأمره بقراءة شيء من القرآن فقرأه وهو يسمع فلما أتم قراءته قال له هكذا قرأه علينا النبي صلى الله عليه وسلم بين الأبطح ومكة وتكرر اجتماعه به بعد ذلك وقد توفي شمهورش المذكور في سنة تسع وعشرين ومائة وألف وأخبر بوفاته الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ووافق تاريخ وفاته فقد الجني شمهورش ثم أن المترجم طلب العلم بعد أن تأهل له فقرأ على سادات أجلاء ذكرهم في ثبة منهم الشيخ أبو المواهب المفتي الحنبلي وولده الشيخ عبد الجليلي وجل أنتفاعه عليه والشيخ محمد الكامل والشيخ الياس الكردي نزيل دمشق والأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ يونس المصري نزيل دمشق والشيخ عبد الرحيم الكاملي نزيل دمشق والشيخ عبد الرحمن المعروف بالمجلد والشيخ عبد القادر التغلبي المجلد والشيخ عبد الله العجلوني والشيخ عثمان الشهير بالشمعة والشهاب أحمد الغزي العامري والشيخ نور الدين الدسوقي والشيخ الصالح محب الدين ابن شكر وأخذ عن علماء الحجاز كالامام عبد الله بن سالم المكي البصري والشيخ أحمد النخلي المكي والشيخ محمد البصير الاسكندري المكي والشيخ عبد الكريم الخليفتي العباسي والشيخ أبي الطاهر الكوراتي المدني والشيخ علي المنصوري لصراي نزيل القسطنطينية وعلامة الروم المولى سليمان بن أحمد رئيس الوعاظ بدار السلطنة العلية وأخذ عن الشيخ محمد الحليلي القدسي والشيخ محمد شمس الدين الرملي وأخذ طريق السادة النقشبندية مع بعض العلوم عن الجد الشيخ مراد البخاري الحسيني الحنفي وطريق الخلوتية عن الشيخ حسن المرجأني البقاعي الحلوتي الشهير بالطباخ وطريق القادرية عن الشيخ السيد يسن الحموي القادري الكيلأني ومهر وفضل وطهر كالشمس في رابعة النهار ونشرت تلاميذه وقرأ عليه الوالد حصة من العلوم وأخذ عنه الحديث وغيره واجازه بسائر مروياته وأسأنيده وتزوج وكان يوده ويحبه ومن تآليفه نحو ألف ومائتي بيت من كامل الرجز نظم بها أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب وشرحها فتح القريب ومنها شرح رسالة العلامة قاسم بن قطلوبغا في اصول ألفقه ومنها شرح تاريخ لعتبي في نحو أربعين كراساً للغة في رحلة الرومية بطلب من مفتي الدولة العثمانية في ذلك الوقت وهو كتاب مفيد وشرح بشروح كثيرة لكن هو استوفى الجميع وزاد عليها زيادات حسنة ومنها النسمات السحرية في مدح خير البرية وهي تسع وعشرون قصيدة على الحروف المعجمة ومنها القول المرغوب في قوله تعالى فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ومنها العقد المنظم في قوله تعالى واذكر في الكتاب مريم ومنها تفح المنأن شرح القصيدة الموسومة بوسيلة ألفوز والامأن في مدح صاحب الزمأن وهو المهدي ومنها القول الموجز في حل الملغز ومنها بلغة المحتاج لمعرفة مناسك الحاج لخص فيه منسك الشيخ عبد الرحمن العمادي مع الزيادة الحسنة ومنها مطلع النيرين في اثبات النجاة والدرجات لوالد سيد الكونين ومنها الاعلام في فضائل الشام ومنها ألفرائد السنية في ألفوائد النحوية ومنها اضاءة الدراري في شرح صحيح البخاري وصل
فيه إلى كتاب الصلاة ولم يكمله وله غير ذلك من الرسائل وجمع للوزير ألفاضل عثمان باشا الشهير بأبي طوق والي دمشق وأمير الحج كتاب السبعة أبحر في اللغة للامام الجليل مير علي شيرنوأبي ونقله من السواد إلى البياض من مسودة المؤلف وحسنه وجعل له خطبة من أنشائه ودرس بالجامع الاموي بشرق المقصورة بأمر من شيخه الشيخ أبي المواهب مفتي الحنابلة لما توفي ولده الشيخ عبد الجليل فاستقام إلى أن توفي الشيخ أبو المواهب فبعد وفاته درس بحجرته داخل مدرسة السميساطية إلى أن توجه عليه تدريس العادلية الكبرى فأنتقل إليها ودرس بها وأقام على الافادة في المدرسة المذكورة والجامع الاموي مدة عمره فدرس بالجامع المذكور في يوم الاربعاء في البيضأوي وفي يوم الجمعة بعد صلاتها صحيح البخاري وبين العشائين في بعض العلوم وأنتفع منه خلق كثير وتزاحمت عليه الأفاضل من الطلاب وكثر نفعه واشتهر فضله وعقدت عليه خناصر الأنام مع تواضع ما سق لغيره في عصره وحسن المجأنسة ودماثة الأخلاق وغزارة ألفضل والمطارحة اللطيفة ورحل إلى دار الخلافة مرتين وكان ابناؤها يحترمونه وله هناك شهرة بسبب شرحه على تاريخ العتبي المقدم ذكره ورحل إلى الحج مرة وأعطى رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي وصارت عليه تولية السميساطية والعمرية وآخراً صار له قضاء قاراً وأحدث له في الجامع الأموي عشرون عثمانياً وربط عليه خطابة في الجامع المذكور وصار بينه وبين الخطيب محمد سعيد بن أحمد المجأنسي المجادلة في ذلك والشقاق وشاعت في وقتها ثم استقر الأمر عليها بعد علاج كثير وقد ترجم المترجم تلميذه الشيخ سعيد السمأن في كتابه وقال في وصفه شيخ العلم وفتاه ومن بوجوده ازدأن ألفضل وتاه أشرق بدراً من افق الهدى تقتبس أنواره وأصبح وهو لمعصم العلى دملجه وسواره فاكتحل به أنسأن الكمال وتعلقت بذيله من أولى ألفضائل الآمال وأنقلب به الدهر كله حسنات محمود العواقب في الحركات والسكنات تنهل أساريره بشراً وننفح أردأنه نشراً بذكاء لو كان لذكاً لما غيرها الأصيل وأصل في باذخ المجد أصيل وخلق يعلم الحلم الأناءة وشيمة تقابل بالحسنة الاساءة فكم من مغفل فضل أعلمه وكم من مستفيد علم علمه فممن عارفه الا هو أبو عذرتها ولا نادرة الا هو مرهف شفرتها فإذا خاض في مشكل تحقيق حصحص الحق وإذا ابتدر مبحث تدقيق حاز السبق واستحق وإذا ارتقى المنبر سجد له كل مصقع وما تكبر وأما الأدب فهو روضة ذات أفنأن الآتي من بدائعه ببدائع أفنأن فأساليبه فيه حسنة الأنطباع تسوغها الأسماع والطباع وحسبك بمن تأهل للكمالات واعتد من قبل غصن شبيبته يمتد ففاق ببيأنه ولسانه وابتهج طرف المعارف بأنسأنه وتزينة صفحات المهارق بتحريره والتقطت فرائد ألفوائد من تقريره وأذعنت لمؤلفاته الصناديد وأودعتها الصدور اشفاقاً عليها من التبديد وكان دخل الروم فتطوقت منه بعقد الثريا واقتدحت من أفكاره زنداً وريا فتلقته رؤساء أعيانها وأحلته منها بسواد أعيانها واقترحت عليه فأجاب بما هو كالصبح المنجاب وقصارى الأمر أنه ألفرد الذي عليه المعول والمظهر بمعأني بيأنه أسرار الأطول والمطول وهو حدقت عين أساتذتي الذي تحرجت عليه وحبوت للأفادة بين يديه وعطرت أوقاتي بأنفاسه واقتبست نور الأمأني من نبراسه وتفيات ظل رعايته عمراً ولم أعص له نهياً ولا أمراً ولي في كل لحظة دعوات أرجو لها الاجابة وتوسلات مقرونة بالضراعة والأنابة الا يعتري زهرة أيامه ذبول ولم يبرح لابساً من العمر برداً ضافي الذيول فقد أحلني مكان بنيه ومن يحتوي عليه ويدنيه وهاك من آثاره ما هو أشهى للعيون من الوسن وأفتن للمشجون من الوجه الحسن أنتهى مقاله وكان جدي الشيخ مراد المذكور أنفاً أجل أخصائه ومريديه أخو صاحب الترجمة الشيخ عبد الرحمن المنيني وكان قائماً في أمور جدي بالخدمة وغيرها حتى لما بنى المدرسة المعروفة به في سنة ثمان ومائة وألف جعله ناظراً على العمالين والصناع بها وجعله على أوقافها كاتباً وأمين الكتب وغير ذلك من الوظائف وهي الأن على أولادهم وكذلك جدي والد والدي ووالدي بعده لم يزل كل منهما قائماً باحترام صاحب الترجمة كما سبق إلى أن مات وله شعر كثير حسن بديع فمن ذلك قوله من قصيدة مدح بها المولى أسعد مفتي الديار العثمانية فيه إلى كتاب الصلاة ولم يكمله وله غير ذلك من الرسائل وجمع للوزير ألفاضل عثمان باشا الشهير بأبي طوق والي دمشق وأمير الحج كتاب السبعة أبحر في اللغة للامام الجليل مير علي شيرنوأبي ونقله من السواد إلى البياض من مسودة المؤلف وحسنه وجعل له خطبة من أنشائه ودرس بالجامع الاموي بشرق المقصورة بأمر من شيخه الشيخ أبي المواهب مفتي الحنابلة لما توفي ولده الشيخ عبد الجليل فاستقام إلى أن توفي الشيخ أبو المواهب فبعد وفاته درس بحجرته داخل مدرسة السميساطية إلى أن توجه عليه تدريس العادلية الكبرى فأنتقل إليها ودرس بها وأقام على الافادة في المدرسة المذكورة والجامع الاموي مدة عمره فدرس بالجامع المذكور في يوم الاربعاء في البيضاوي وفي يوم الجمعة بعد صلاتها صحيح البخاري وبين العشائين في بعض العلوم وأنتفع منه خلق كثير وتزاحمت عليه الأفاضل من الطلاب وكثر نفعه واشتهر فضله وعقدت عليه خناصر الأنام مع تواضع ما سق لغيره في عصره وحسن المجأنسة ودماثة الأخلاق وغزارة ألفضل والمطارحة اللطيفة ورحل إلى دار الخلافة مرتين وكان ابناؤها يحترمونه وله هناك شهرة بسبب شرحه على تاريخ العتبي المقدم ذكره ورحل إلى الحج مرة وأعطى رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي وصارت عليه تولية السميساطية والعمرية وآخراً صار له قضاء قاراً وأحدث له في الجامع الأموي عشرون عثمانياً وربط عليه خطابة في الجامع المذكور وصار بينه وبين الخطيب محمد سعيد بن أحمد المجأنسي المجادلة في ذلك والشقاق وشاعت في وقتها ثم استقر الأمر عليها بعد علاج كثير وقد ترجم المترجم تلميذه الشيخ سعيد السمأن في كتابه وقال في وصفه شيخ العلم وفتاه ومن بوجوده ازدأن ألفضل وتاه أشرق بدراً من افق الهدى تقتبس أنواره وأصبح وهو لمعصم العلى دملجه وسواره فاكتحل به أنسأن الكمال وتعلقت بذيله من أولى ألفضائل الآمال وأنقلب به الدهر كله حسنات محمود العواقب في الحركات والسكنات تنهل أساريره بشراً وننفح أردأنه نشراً بذكاء لو كان لذكاً لما غيرها الأصيل وأصل في باذخ المجد أصيل وخلق يعلم الحلم الأناءة وشيمة تقابل بالحسنة الاساءة فكم من مغفل فضل أعلمه وكم من مستفيد علم علمه فممن عارفه الا هو أبو عذرتها ولا نادرة الا هو مرهف شفرتها فإذا خاض في مشكل تحقيق حصحص الحق وإذا ابتدر مبحث تدقيق حاز السبق واستحق وإذا ارتقى المنبر سجد له كل مصقع وما تكبر وأما الأدب فهو روضة ذات أفنأن الآتي من بدائعه ببدائع أفنأن فأساليبه فيه حسنة الأنطباع تسوغها الأسماع والطباع وحسبك بمن تأهل للكمالات واعتد من قبل غصن شبيبته يمتد ففاق ببيأنه ولسانه وابتهج طرف المعارف بأنسأنه وتزينة صفحات المهارق بتحريره والتقطت فرائد ألفوائد من تقريره وأذعنت لمؤلفاته الصناديد وأودعتها الصدور اشفاقاً عليها من التبديد وكان دخل الروم فتطوقت منه بعقد الثريا واقتدحت من أفكاره زنداً وريا فتلقته رؤساء أعيانها وأحلته منها بسواد أعيانها واقترحت عليه فأجاب بما هو كالصبح المنجاب وقصارى الأمر أنه ألفرد الذي عليه المعول والمظهر بمعأني بيأنه أسرار الأطول والمطول وهو حدقت عين أساتذتي الذي تحرجت عليه وحبوت للأفادة بين يديه وعطرت أوقاتي بأنفاسه واقتبست نور الأمأني من نبراسه وتفيات ظل رعايته عمراً ولم أعص له نهياً ولا أمراً ولي في كل لحظة دعوات أرجو لها الاجابة وتوسلات مقرونة بالضراعة والأنابة الا يعتري زهرة أيامه ذبول ولم يبرح لابساً من العمر برداً ضافي الذيول فقد أحلني مكان بنيه ومن يحتوي عليه ويدنيه وهاك من آثاره ما هو أشهى للعيون من الوسن وأفتن للمشجون من الوجه الحسن أنتهى مقاله وكان جدي الشيخ مراد المذكور أنفاً أجل أخصائه ومريديه أخو صاحب الترجمة الشيخ عبد الرحمن المنيني وكان قائماً في أمور جدي بالخدمة وغيرها حتى لما بنى المدرسة المعروفة به في سنة ثمان ومائة وألف جعله ناظراً على العمالين والصناع بها وجعله على أوقافها كاتباً وأمين الكتب وغير ذلك من الوظائف وهي الأن على أولادهم وكذلك جدي والد والدي ووالدي بعده لم يزل كل منهما قائماً باحترام صاحب الترجمة كما سبق إلى أن مات وله شعر كثير حسن بديع فمن ذلك قوله من قصيدة مدح بها المولى أسعد مفتي الديار العثمانية
تذكر والذكر يجد قديمها = سطور عهود قد تعفت رسومها
فهب به التهيام يسترشد السها = م إلى ابن امت بالعقائل كومها
الا في سبيل الحب قلب كانه = غداة ناؤا وحشية ضل ريمها
سروا عنقاً في ليلة مدلهمة = تخيلت أن النائبات نجومها
فصرت أرى الأيام تقصر بعدهم = خطاها كان قد قيدتها همومها
إلى الله ما بي من بقايا صبابة = فكادت إذا شبت يبين كظيمها
فمن خلدي لم يبق الا نسيسه = ومن مقلة لم يبق الا سجومها
ومن شبح لم يبق الا ذمأوه = ومن أعظم لم يبق الا رسومها
ولما تلاقيا وللعين أعين = أشد من الهندي فبنا سقيمها
فأيقنت أن لا حتف الا لوامق = يخال التدأني فرصة يستديمها
هنالك من باع ألفضائل حلمه = لعمر العلي بالخرق فهو حليمها
وكم لي من ليلى أمطت به المكري = أراعي نجوماً راع قلبي رجومها
تحجب عني ألفجر حتى كانه = سريرة صب لم يزعها كتومها
فبت أراعي النجم فيه وعزمتي = تشب كنار قد نحاها كليمها
سأضرب وجه الأرض لا أنتحي به = من المجد الا ما أنتحته قرومها
إلى أن أعاف البدن وهي لواغب = وأترك غيطأن ألفيافي تلومها
وأبصر غيلأن المنايا تنوشني = بها الواري أوطار نفسي ترومها
فمن لم يكن ذا همة دونها السها = فسوف تلاقي نفسه ما يضميها
لعل النجيات الجياد إذا طوت = من البيد ما لا يطويه نسيمها
يجوب بنا بيد أيضل بها القطا = إلى أسعد المولى الهمام رسيمها
إلى ماجد لم يبرح الدهر واهباً = رغائب لم يسمح بهن يميمها
يكتم مهما اسطاع جدواه للورى = وكيف صرار المسك يخفي شميمها
ولا عيب فيه غير أن نواله = إذا ضنت الأنواء فهو سجومها
على الخير مقطور بغير تكلف = سجية طبع عطر الكون خيمها
ومن لي بأن أرجي المطي على الدجى = وتدنو بالآمال مني حلومها
لدار هي الدنيا وشهم هو الورى = وجود هو الأنواء سحت غيومها
فما روضة غناء جاد نبالها = من المغدق الهطال جود يرومها
توالى على أرجائها غير ضائر = وأمرع ما بين الرياض هشيمها
وظل يباري المندلي عرارها = ويزهو لعين الناظرين جميمها
كاني قد أسقيتها من محاجري = حياء سقاها من عيوني عميمها
بأندي يداً منه وأبسط راحة = تمادي على مر الزمأن نعيمها
وكم من يد بيضاء من شام نورها = يقل عاد للدنيا عيأناً كليمها
أعد نظراً في وجهه تر بهجة = هي الشمس لا يسطيع طرف يشيمها
وقوله من قصيدة ممتدحاً بها المولى خليل الصديقي حين ولي أفناء دمشق الشام
ألم والشهب حيرى في دياجيها = طيف يقرب آمالي ويقصيها
فاعجب له من خيال زار مشبهه = والعين لم تدن من غمض مآفيها
أني اهتدي المكاني والكري حقباً = كراه عن وكر جفني ضل هاديها
يزورني والدجى سود غدائره = وينثني وهي مبيض حواشيها
كي لا ينم على خود ممنعة = لم يطمع الوهم يوماً في تلاقيها
مهاة حسن كخوط البأن أن خطرت = فالدل يقطر من اعطا فيها تيها
هي الغزالة في أشراقها فلذاً = تكلف البدر لما رام يحكيها
وشاحها خافق يشكو الصدى أبداً = من فوق أمواج حقف عم طاميها
وللحجول نعيم لا يزايلها = يظل بالري غصأناً مجأنيها
والحلم في قلبها خلق تزأن به = والقرط يبدي لنا طيشاً وتسفيها
تمشي كما لاعبت ريح الصبا غصناً = أو كالغمامة تخطو في تهاديها
لولا دجى شعرها ما ضل ذو شجن = ولا أنثنى عن هدي لولا تثنيها
واهاً لقلبي كم يصلي بنار جوى = وكم يساء بيأس من تجنيها
قل للعقيلة من تيماء تحرسها = بيض الصفاح وسمر الخط تحميها
مالي إذا افتر صبح أو دجى غسق = أو نص بالعيس يوم البين حأويها
تهزني نشوات من تذكرها = كانما أنا للصهباء حاسيها
وتستثير إذا هبت يمأنية = دواعي الشوق مني من أقاصيها
حتى طويت رداء الحلم ممتطياً = سوابقاً ضل عن رشدي هواديها
فخضت بحر حديد من عشائرها = وجست غيل رماح من أهإليها
ما خلت أن يطبيني وصل غأنية = ولا يحل حبي حزمي أمأنيها
لكن طرفك يا هذي أفاح دمي = مذموه السحر في عينيك تمويها
اتلفت مهجة من يهواك فاحتملي = غرماً فقد يغرم الاشياء مرديها
فأن أراك ذو جهل وشي فسلى = فأنما ينبئ الاشياء داريها
هذي شريعة خيراً لخلق ظاهرة = وذا ابن صديقه بالحق مفتيها
وقوله مشطراً أبيات العارف بالله تعالى الأستاذ أبي المواهب البكري المصري
ما أرسل الرحمن أو يرسل = من كل خبر للورى يحصل
وما حبا الله لأهل الولا = من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو ملكه = فوق الطباق السبع أو أسفل
وما من الألطاف حف الورى = من كل ما يختص أو يشمل
الأوطه المصطفى عبده = سر الوجود السيد الأكمل
خاتم رسل الله مبعوثه = نبيه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها = وليس فيها للسوي مدخل
وكل افضال منوط به = يعلم هذا كل من يعقل
فلذ به من كل ما تخشى = تأمن أذى خطب غدا يثقل
ولا تخف سطوة باغ سطا = فأنه المأمن والمعقل
وناده أن أزمة أنشبت = مخالباً من دونها الأنصل
وقل إذا نائبة علقت = أظفارها واستحكم المعضل
يا لكرم الخلق على ربه = وأشرف الرسل الأولى فضلوا
وشافع الخلق بفصل القضا = وخير من فيهم به يسال
قد مسني الكرب وكم مرة = قد ضمني من جاهك الموئل
وكم لدى الضيق عن الخلق قد = فرجت كرباً بعضه يذهل
ولن ترى أعجز مني فما = لدى صبر في البلا يجمل
ولست من ضعفي وما حل بي = لشدة أقوى ولا أحمل
فبالذي خصك بين الورى = بأنك الخاتم والأول
فصرت ممتازاً على الأنبيا = برتبة عنها العلى تنزل
عجل باذهاب الذي أشتكي = فقلبي المضني به موجل
مالي سواك اليوم من ملجأ = فأن توقفت فمن أسأل
فحيلتي ضاقت وصبري أنقضى = وهول أوجالي لا يحمل
وضقت ذرعاً بالذي نابني = ولست أدري ما الذي أفعل
وأنت باب الله أي امرء = لازمه فاز بما يأمل
وفضله جم ولكن من = أتاه من غيرك لا يدخل
صلى عليك الله ما صافحت = أيدي الصبا قضب الربا الميل
وما أفاحت كل وقت شذا = زهر الروأبي نسمة شمأل
مسلماً ما فاح عطر الحمى = مذ جاده صوب الحيا المسبل
وما سرى صبحاً نسيم الصبا = وفاح منه الند والمندل
والآل والأصحاب ما غردت = صوادح منها حلا مقول
وما استقلت فوق غصن النقا = ساجعة املودها مخضل
وقوله
لا تعجبوا أن قلبي عندما نظرت = عيناي طلعته يصلي لظى الوهج
فوجهه الشمس منا العين قد قبست = للقلب نار أتسوق الحنف للمهج
والشمس أن قابل البلور طلعتها = تذكي وتحرق ما مسته بالبلج
وأصل المعنى فارسي ومنه قول الأديب إبراهيم السفرجلأني
اطلاق طرفي في محاسن وجهه = أذكى الجوى في القلب حتى برحا
فحريق قلبي من زجاجة ناظري = مذ قابلت من وجهه شمس الضحى
ومنه قول ألفاضل المولى خليل الصديقي
ترف كغصن البان يعجب بالبها = وبوجهه الشمس المنيرة تشرق
فكان عيني عندما نظرت له = بلورة فيها فؤادي يحرق
ومن ذلك قول الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي
يقولون ما نار بقلبك أوقدت = ومن أين تأتي النار أدركك السلب
فقلت لهم بلورة العين قابلت = أشعة شمس الحب فاحترق القلب
وقوله أيضاً
قال لي من أحب من أين نار = هي في القلب منك قلت اعتذاراً
أن عيني بلورة قذفت في = وسط قلبي من شمس وجهك ناراً
وقوله أيضاً
قابلت عيني شعاعاً لاح في شمس الجبين = فرمت في القلب نار العشق بلورة عيني
وللمترجم
أقول لما بدا كالغصن يخطر في = برد حكى الجلنار الغض في الورق
جل الذي فتنة للناس صوره = قوموا أنظروا كيف يسري البدر في الشفق
هو من قول تاج الدين جعفر وقد رأى غلامين على أحدهما ثوب ديباج أحمر وعلى الآخر ثوب أسود
أرى بدرين قد طلعا = على غصنين في نسق
وفي ثوبين قد صبغا = صباغ الخد والحدق
فهذا الشمس في غسق = وهذا البدر في شفق
وقول الآخر
ظبي من الترك يرمي قوس حاجبه = في قلب ناظره سهماً من الحدق
تضئ في الحلة الحمراء طلعته = كانه قمر قد لاح في الشفق
ويقرب من ذلك قول بعضهم في غلام متردي بلباس أزرق
ولما بدا في أزرق من قبائه = يتيه بفرط الحسن في خيلائه
خلعت عذارى ثم صحت عواذلي = قفوا وأنظروا بدر الدجى في سمائه
وقول الآخر في مليح لابس ثوب أحمر
يا طلعة القمر المنير الأزهر = يا مقلة الظبي الغرير الأحور
لو لم تكن غصناً لما لاحت لنا = أعطاف قدك في لباس أحمر
ولبعضهم في مليح لابس ثوباً أصفر
بدا قاتلي في أصفر فتعجب ال = خلائق منه قال ما في من عجب
لا بي أرى جسمي سبائك فضة = فأحببت منها أن تموه بالذهب
ولبعضهم في مليح لابس نوباً فستقياً في فستقي اللون لما بدا يميس مثل الغصن المورق من وقد مر على صبه وما الذ المن بالفستق وللمترجم
على السر لا تطلع صديقاً ودعه في = ضميرك عن كل الأنام مصوناً
فأن ضمير ألفرد مستتر وأن = تثنى تبدي للعيان مبيناً
هو من قول بعضهم
سرك أن أودعته ثانياً = فاعلم بأن قد أن أن تفشيه
فأن ما اضمر في حالة ال = افراد تستخرجه التثنيه
وللمترجم
وصفته ببديع من محاسنه = بدر غدا يخجل الأغصأن بالميد
فقام من فرح يسعى للثم يدي = لما سلكت بمدحي أحسن الجدد
فقلت تفديك مني الروح من فطن = فاق المها والظبا باللحظ والجيد
قبل فمي يا رشا أن رمت جائزة = فأنه بفمي قد صيغ لا بيدي
وأصل ذلك يحكي عن عبد الباقي شاعر الروم أنه كان نظم قطعة من الشعر في غلام مشهور بالجمال فلما سمع الغلام القطعة أعجبه ما فيها من التخيل وأقسم أنه يقبل رجله إذا رآه فاتفق أنه صادفه في بعض أسواق قسطنطينية وعبد الباقي راكب وجماعته في خدمته فدخل الغلام وأراد يقبل رجله فمنعه من ذلك وقال ما حملك على هذا الك حاجة قال لا وأخبره باليمين الذي حلفه فقال له أنا نظمت الشعر بفمي ولم أنظمه برجلي فخجل الغلام وأنصرف ونظم هذه الواقعة الأديب أبو بكر العمري الدمشقي في ثلاثة أبيات وهي قوله
قال لما وصفته ببديع = الحسن ظبي يجل عن وصف مثلي
مكن العبدأن يقبل رجلاً = لك كيما يحوز فضلاً بفضل
قلت أنصف فدتك روحي فأني = بفمي قد نظمته لا برجلي
وقوله الوأواء الدمشقي
يا بدر بادر إلي بالكاس = فرب خيراتي على ياس
ولا تقبل يدي فأن فمي = أولى به من يدي ومن رأسي
وللمترجم
يا مأنعاً لزكاة حسن صأنه = وبوجنتيه من الجمال نفائس
أدى زكاة الحسن بوسا أنني = لبهاء طلعتك ألفقير البائس
أخذه من قول الآخر الحسن مال له زكاة وعندكم جزؤه الكبير ادوا زكاة الجمال بؤساً فها أنا البائس ألفقير ومن نثره البديع ما كتبه بعض الموالي في غرض عرض سهم أصاب وراميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماك اليك نفثة مصدور قد خزئها اللسان وبثة مضرور أنطوى على شوك القتاد منها الجنأن قد كنت في ابدائها شفاهاً أقدم رجلاً وأوخر اخرى ثم رأيت حملها على لسان القلم بي أحرى حذراً من مشافهة ذلك الجناب بما لا يدري الاعتذار هوام عتاب وذلك أن الداعي تشرف منذ قريب بالمجلس العالي لا زالت به مشرقة الأيام والليالي وفاز من كعبة المجد بالتقبيل والاستلام وحيا ذلك المحيا بعد لثم الأيدي بسلام فلما استقرت به زمر الناس وحمل كل منهم على ايناس بعد ايناس شمت منه أعزه الله بارقة أعراض ولمحت من جنابه عين أغماض ووجدت أبواب الأقبال محكمة الأقفال وكواعب الالتفات ممنعة بحجب الجلال ولطالما وردت من ألطافه كل عذب نمير وتنزهت من بشراه ونداه بين روضة وغدير واستضحكت ببشاشة الروض الأنيق ورنحت بنسائم لطفه كل غصن وريق
كريم لا يغيره صباح = عن الخلق الجميل ولا مساء
فأحدقت بي اذ ذاك الهواجس وتنازعتني الوسأوس وأنبثت مطايا افهامي في كل فج عميق وطاشت سهام أفكار في كل مرمى سحيق إلى أن ظهر السبب بما يقضي منه العجب فتمنيت أني كهدهد سليمان لأبرز جلية ما عندي على منصة البيان أو أبوء بالنكال والحسرأن ولا أتقلب من الكتمأن على جمر الغضا وأردد الأمر بين سخط ورضى ومما زاد ذلك ضراماً وملأ القلب كلاماً أنني يوم تشرفت برؤياكم وتوسمت جميل محياكم قصدت الاجتماع بجناب سيدي المولى الأكرم من لا أذكره من الحقوق الا بعهد زمزم لأشكو إليه بثي وحزني وأبين له جلية أمري وشأني فلما أنس مني ذلك سرى كما يسري الطيف الحالك وخرج من المنزل السامي سراً كانه كلف شيئاً نكراً فليت شعري أخالف كريم شيمه أم أخلف عهود كرمه
قد كنت عتى التي أسطو بها = ويدي إذا اشتد الزمأن وساعدي
فرميت منك بغير ما أملته = والمرء يشرق بالزلال البارد
تالله أنكم لأهل بيت مرفوع العمد بخفض الجناح للمؤمنين وبذل النصح والمعروف لأهل التقى والدين الطافكم وافرة وصلاتكم غامرة فمن أبدى لكم عقوقاً أو غمصكم منناً وحقوقاً فقد ظلم نفسه وخسر يومه اذ نسي أمسه وتعرض للمقت والهوان وأرتدي بجلباب الردى والخسرأن وكان كالرأس إذا جحد جسده أو كالسارق إذا عق يده ولكن زادكم الله تثبيتاً وصأنكم عن أن تسوموا محباً تعنيتاً هل يحسن منكم بعض الظن بعبيد رق لا يروم فداء ولا من ام كيف تشهر صوارم الأعراض على من لا يطيق مع ذوي وده كفاحاً أو يرمي بالقطيعة أسيرحب لا يريد سراحاً ومن أين يشتبه عليكم من سبكت أيدي امتحأنكم نضاره وسبرت بصائر نقدكم أسراره كيف وأنتم ملجأه الأسمي وكهفه المنيع الأحمي واليكم مهيعه ومهر به إذا نشب به من الزمأن مخلبه وحاشاكم من ضعف الثقة بأهل المحبة والمقه أو أن بروج عليكم زخرفة كلام أو يستوي عندك التبر والرغام أو يرضيكم تبسم كاشح لم يدر ما وراء برقه أو يقنعكم تمويه ظاهره عما جنه من خلقه فلكم قطوب من وداد خالص وتبسم عن غل صدروا غر وإذا غنم عليكم من سحب هلال رمضانه أو أشكل لديكم شيء من شأنه فالاخرى بأمثالكم أحضاره ثم اختباره واستفساره كيلا تصغو إلى بهتان أو يدنو من سماء مجدكم شيطأن ومثلكم لا يخفى عليه الحسن من الشين ولا يلتبس عليه الصدق بالمين وها أنا أبرز القضية بجليتها وأعبر عها بحقيقتها والله المطلع على السرائر العليم بما اكنته الضمائر فأن تبين بهذا المقال حقيقة الحال وتميز السراب من الشراب والاه لتربص إلى أن يأتي الله بالبيان ويتجلى الأمر للعيان فهو المزيج لما في الضمير وبيده أزمة التقدير وقلوب بني آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء انتهى.
وله أيضاً
وصاحب هزني شوق لرؤيته = ولم تزل ناجيات الوجد تحملن
حتى إذا الدهر يوماً حط راحلتي = بقربه وأنتهزنا فرصة الزمن
جاورت منزله كيما أنال به = أنسا يزيل صدا الاكدار والحزن
فلم يزدني علي دعوى الطعام كما = يدعى على سغب ذو ألفقر والاحن
لم يقض حقي فما لبيت دعوته = وما بذلك عار عند ذي ألفطن
ودعت من ذاته رسماً وقلت له = حتى م الوى على الاطلال والدمن
وله راداً على رومي يسمى شهري نعرض لذم أهل الشام بقوله
يقولون شهري قد تجأوز حده = بتنقص أرباب الكمال ذوي القدر
فقلت إذا كانت مذمة ناقص = فتلك كمال ظاهر عند من يدري
وما قد بدا من فيه فيه محقق = ولا عجز فالنقص من عادة الشهر
وله أيضاً
يا شقيق الغزال جيداً وطرفاً = أنت باللحظ قاتلي وحياتك
أنني نائل الشهادة حتماً = بسيوف الجفون من لحظاتك
ما لقلبي يصلي من الخد ناراً = تتلظى في جنتي وجناتك
قد تركت الكماة بين قتيل = وصريع لم يصح من سكراتك
وإذا ما تثنيت تخطر تيهاً = كان حتف العشاق في خطراتك
كيف يرجو النجاة من رشقته = بفتور تلك العيون ألفواتك
تستلذ لقلوب منها احوراراً = وهو أمضى من السيوف البواتك
من جفك المديد صبري جفأني = ونفار المنام من نفراتك
لم يكن لي إلى سواك التفات = فتدارك وأو ببعض التفاتك
لم يدع لي جفاك غير ذماء = وبه قد سمحت في مرضاتك
أنت في الحل من دمي وبروحي = مع أهلي أفدي بديع صفاتك
وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والنثر البديع والعنوأن يدل على ما في لصحيفة وكانت وفاته في يوم السبت تاسع عشر جمادي الثانية سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر أولاده عبد الرحمن وعلي وإسماعيل أن شاء الله تعالى والمنيني نسبة إلى قرية منين من قرى دمشق ولد بها هو ونشأ وأصله من برقائيل بكسر الباء الموحدة وسكون الراء بعدها وقاف ثم ألف ثم ياء مثناة تحتية مكسورة ثم لام قرية من أعمال طرابلس الشام كان والده ولد في برقائيل المذكورة في سنة ثمان وعشرين وألف ثم ارتحل وسنه احدى عشرة سنة إلى دمشق الشام وتوطن بصالحيتها واشتغل بطلب العلم على جماعة منهم العلامة الشيخ محمد البلبأني الصالحي والشيخ علي القبردي الصالحي وتفقه على مذهب الامام الشافعي ثم ارتحل إلى قرية منين المذكورة في سنة ست وأربعين وألف وكان مرجعاً لأهل تلك القرية وغيرها بألفرائض وتوفي بالقرية المزبورة في سنة ثمان ومائة وألف ودفن بها والله أعلم.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي
أحمد بن علي بن عمر بن صالح بن أحمد بن سليمان بن ادريس بن إسماعيل بن يوسف ابن إبراهيم الحنفي الطرابلسي الأصل المنيني المولد الدمشقي المنشأ الشيخ العالم العلم العلامة ألفهامة المفيد الكبير المحدث الامام الحبر البحر ألفاضل المتقن المحرد المؤلف المصنف كان فائقاً ذائقا له مسامرة جيده ولطافة ونباهة من شيوخ دمشق الذين عمت فضائلهم وكثرت فوائدهم وطالت فواضلهم المعيا لغوياً نحوياً أديباً أريباً حاذقاً لطيف الطبع حسن الخلال عشوراً متضلعاً متطلعاً متمكناً خصوصاً في الأدب وفنونه حسن النظم والنثر ولد بقرية منين سحر ليلة الجمعة ثاني عشر محرم افتتاح سنة تسع وثمانين وألف ولما بلغ سن التمييز قرأ القرآن العظيم ثم لما بلغ من السن ثلاثة عشر سنة قدم إلى دمشق وقطن بحجرة داخل السميساطية عند أخيه الشيخ عبد الرحمن وكان له أخ آخر يقال له الشيخ عبد الملك ارتحل لبلاد الروم وصار مفتياً بأحد بلادها وشغله أخوه الشيخ عبد الرحمن المذكور بقراءة بعض المقدمات كالسنوسية والجزرية والاجرومية وتصريف العزى على بعض المشايخ وله رواية في الحديث عن والده عن قاضي الجن عبد الرحمن الصحابي الجليل الملقب بشمهورش فأنه اجتمع به والده في حدود سنة ثلاث وسبعين وألف وصافحه وآخاه وأمره بقراءة شيء من القرآن فقرأه وهو يسمع فلما أتم قراءته قال له هكذا قرأه علينا النبي صلى الله عليه وسلم بين الأبطح ومكة وتكرر اجتماعه به بعد ذلك وقد توفي شمهورش المذكور في سنة تسع وعشرين ومائة وألف وأخبر بوفاته الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ووافق تاريخ وفاته فقد الجني شمهورش ثم أن المترجم طلب العلم بعد أن تأهل له فقرأ على سادات أجلاء ذكرهم في ثبة منهم الشيخ أبو المواهب المفتي الحنبلي وولده الشيخ عبد الجليلي وجل أنتفاعه عليه والشيخ محمد الكامل والشيخ الياس الكردي نزيل دمشق والأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ يونس المصري نزيل دمشق والشيخ عبد الرحيم الكاملي نزيل دمشق والشيخ عبد الرحمن المعروف بالمجلد والشيخ عبد القادر التغلبي المجلد والشيخ عبد الله العجلوني والشيخ عثمان الشهير بالشمعة والشهاب أحمد الغزي العامري والشيخ نور الدين الدسوقي والشيخ الصالح محب الدين ابن شكر وأخذ عن علماء الحجاز كالامام عبد الله بن سالم المكي البصري والشيخ أحمد النخلي المكي والشيخ محمد البصير الاسكندري المكي والشيخ عبد الكريم الخليفتي العباسي والشيخ أبي الطاهر الكوراتي المدني والشيخ علي المنصوري لصراي نزيل القسطنطينية وعلامة الروم المولى سليمان بن أحمد رئيس الوعاظ بدار السلطنة العلية وأخذ عن الشيخ محمد الحليلي القدسي والشيخ محمد شمس الدين الرملي وأخذ طريق السادة النقشبندية مع بعض العلوم عن الجد الشيخ مراد البخاري الحسيني الحنفي وطريق الخلوتية عن الشيخ حسن المرجأني البقاعي الحلوتي الشهير بالطباخ وطريق القادرية عن الشيخ السيد يسن الحموي القادري الكيلأني ومهر وفضل وطهر كالشمس في رابعة النهار ونشرت تلاميذه وقرأ عليه الوالد حصة من العلوم وأخذ عنه الحديث وغيره واجازه بسائر مروياته وأسأنيده وتزوج وكان يوده ويحبه ومن تآليفه نحو ألف ومائتي بيت من كامل الرجز نظم بها أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب وشرحها فتح القريب ومنها شرح رسالة العلامة قاسم بن قطلوبغا في اصول ألفقه ومنها شرح تاريخ لعتبي في نحو أربعين كراساً للغة في رحلة الرومية بطلب من مفتي الدولة العثمانية في ذلك الوقت وهو كتاب مفيد وشرح بشروح كثيرة لكن هو استوفى الجميع وزاد عليها زيادات حسنة ومنها النسمات السحرية في مدح خير البرية وهي تسع وعشرون قصيدة على الحروف المعجمة ومنها القول المرغوب في قوله تعالى فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ومنها العقد المنظم في قوله تعالى واذكر في الكتاب مريم ومنها تفح المنأن شرح القصيدة الموسومة بوسيلة ألفوز والامأن في مدح صاحب الزمأن وهو المهدي ومنها القول الموجز في حل الملغز ومنها بلغة المحتاج لمعرفة مناسك الحاج لخص فيه منسك الشيخ عبد الرحمن العمادي مع الزيادة الحسنة ومنها مطلع النيرين في اثبات النجاة والدرجات لوالد سيد الكونين ومنها الاعلام في فضائل الشام ومنها ألفرائد السنية في ألفوائد النحوية ومنها اضاءة الدراري في شرح صحيح البخاري وصل
فيه إلى كتاب الصلاة ولم يكمله وله غير ذلك من الرسائل وجمع للوزير ألفاضل عثمان باشا الشهير بأبي طوق والي دمشق وأمير الحج كتاب السبعة أبحر في اللغة للامام الجليل مير علي شيرنوأبي ونقله من السواد إلى البياض من مسودة المؤلف وحسنه وجعل له خطبة من أنشائه ودرس بالجامع الاموي بشرق المقصورة بأمر من شيخه الشيخ أبي المواهب مفتي الحنابلة لما توفي ولده الشيخ عبد الجليل فاستقام إلى أن توفي الشيخ أبو المواهب فبعد وفاته درس بحجرته داخل مدرسة السميساطية إلى أن توجه عليه تدريس العادلية الكبرى فأنتقل إليها ودرس بها وأقام على الافادة في المدرسة المذكورة والجامع الاموي مدة عمره فدرس بالجامع المذكور في يوم الاربعاء في البيضأوي وفي يوم الجمعة بعد صلاتها صحيح البخاري وبين العشائين في بعض العلوم وأنتفع منه خلق كثير وتزاحمت عليه الأفاضل من الطلاب وكثر نفعه واشتهر فضله وعقدت عليه خناصر الأنام مع تواضع ما سق لغيره في عصره وحسن المجأنسة ودماثة الأخلاق وغزارة ألفضل والمطارحة اللطيفة ورحل إلى دار الخلافة مرتين وكان ابناؤها يحترمونه وله هناك شهرة بسبب شرحه على تاريخ العتبي المقدم ذكره ورحل إلى الحج مرة وأعطى رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي وصارت عليه تولية السميساطية والعمرية وآخراً صار له قضاء قاراً وأحدث له في الجامع الأموي عشرون عثمانياً وربط عليه خطابة في الجامع المذكور وصار بينه وبين الخطيب محمد سعيد بن أحمد المجأنسي المجادلة في ذلك والشقاق وشاعت في وقتها ثم استقر الأمر عليها بعد علاج كثير وقد ترجم المترجم تلميذه الشيخ سعيد السمأن في كتابه وقال في وصفه شيخ العلم وفتاه ومن بوجوده ازدأن ألفضل وتاه أشرق بدراً من افق الهدى تقتبس أنواره وأصبح وهو لمعصم العلى دملجه وسواره فاكتحل به أنسأن الكمال وتعلقت بذيله من أولى ألفضائل الآمال وأنقلب به الدهر كله حسنات محمود العواقب في الحركات والسكنات تنهل أساريره بشراً وننفح أردأنه نشراً بذكاء لو كان لذكاً لما غيرها الأصيل وأصل في باذخ المجد أصيل وخلق يعلم الحلم الأناءة وشيمة تقابل بالحسنة الاساءة فكم من مغفل فضل أعلمه وكم من مستفيد علم علمه فممن عارفه الا هو أبو عذرتها ولا نادرة الا هو مرهف شفرتها فإذا خاض في مشكل تحقيق حصحص الحق وإذا ابتدر مبحث تدقيق حاز السبق واستحق وإذا ارتقى المنبر سجد له كل مصقع وما تكبر وأما الأدب فهو روضة ذات أفنأن الآتي من بدائعه ببدائع أفنأن فأساليبه فيه حسنة الأنطباع تسوغها الأسماع والطباع وحسبك بمن تأهل للكمالات واعتد من قبل غصن شبيبته يمتد ففاق ببيأنه ولسانه وابتهج طرف المعارف بأنسأنه وتزينة صفحات المهارق بتحريره والتقطت فرائد ألفوائد من تقريره وأذعنت لمؤلفاته الصناديد وأودعتها الصدور اشفاقاً عليها من التبديد وكان دخل الروم فتطوقت منه بعقد الثريا واقتدحت من أفكاره زنداً وريا فتلقته رؤساء أعيانها وأحلته منها بسواد أعيانها واقترحت عليه فأجاب بما هو كالصبح المنجاب وقصارى الأمر أنه ألفرد الذي عليه المعول والمظهر بمعأني بيأنه أسرار الأطول والمطول وهو حدقت عين أساتذتي الذي تحرجت عليه وحبوت للأفادة بين يديه وعطرت أوقاتي بأنفاسه واقتبست نور الأمأني من نبراسه وتفيات ظل رعايته عمراً ولم أعص له نهياً ولا أمراً ولي في كل لحظة دعوات أرجو لها الاجابة وتوسلات مقرونة بالضراعة والأنابة الا يعتري زهرة أيامه ذبول ولم يبرح لابساً من العمر برداً ضافي الذيول فقد أحلني مكان بنيه ومن يحتوي عليه ويدنيه وهاك من آثاره ما هو أشهى للعيون من الوسن وأفتن للمشجون من الوجه الحسن أنتهى مقاله وكان جدي الشيخ مراد المذكور أنفاً أجل أخصائه ومريديه أخو صاحب الترجمة الشيخ عبد الرحمن المنيني وكان قائماً في أمور جدي بالخدمة وغيرها حتى لما بنى المدرسة المعروفة به في سنة ثمان ومائة وألف جعله ناظراً على العمالين والصناع بها وجعله على أوقافها كاتباً وأمين الكتب وغير ذلك من الوظائف وهي الأن على أولادهم وكذلك جدي والد والدي ووالدي بعده لم يزل كل منهما قائماً باحترام صاحب الترجمة كما سبق إلى أن مات وله شعر كثير حسن بديع فمن ذلك قوله من قصيدة مدح بها المولى أسعد مفتي الديار العثمانية فيه إلى كتاب الصلاة ولم يكمله وله غير ذلك من الرسائل وجمع للوزير ألفاضل عثمان باشا الشهير بأبي طوق والي دمشق وأمير الحج كتاب السبعة أبحر في اللغة للامام الجليل مير علي شيرنوأبي ونقله من السواد إلى البياض من مسودة المؤلف وحسنه وجعل له خطبة من أنشائه ودرس بالجامع الاموي بشرق المقصورة بأمر من شيخه الشيخ أبي المواهب مفتي الحنابلة لما توفي ولده الشيخ عبد الجليل فاستقام إلى أن توفي الشيخ أبو المواهب فبعد وفاته درس بحجرته داخل مدرسة السميساطية إلى أن توجه عليه تدريس العادلية الكبرى فأنتقل إليها ودرس بها وأقام على الافادة في المدرسة المذكورة والجامع الاموي مدة عمره فدرس بالجامع المذكور في يوم الاربعاء في البيضاوي وفي يوم الجمعة بعد صلاتها صحيح البخاري وبين العشائين في بعض العلوم وأنتفع منه خلق كثير وتزاحمت عليه الأفاضل من الطلاب وكثر نفعه واشتهر فضله وعقدت عليه خناصر الأنام مع تواضع ما سق لغيره في عصره وحسن المجأنسة ودماثة الأخلاق وغزارة ألفضل والمطارحة اللطيفة ورحل إلى دار الخلافة مرتين وكان ابناؤها يحترمونه وله هناك شهرة بسبب شرحه على تاريخ العتبي المقدم ذكره ورحل إلى الحج مرة وأعطى رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي وصارت عليه تولية السميساطية والعمرية وآخراً صار له قضاء قاراً وأحدث له في الجامع الأموي عشرون عثمانياً وربط عليه خطابة في الجامع المذكور وصار بينه وبين الخطيب محمد سعيد بن أحمد المجأنسي المجادلة في ذلك والشقاق وشاعت في وقتها ثم استقر الأمر عليها بعد علاج كثير وقد ترجم المترجم تلميذه الشيخ سعيد السمأن في كتابه وقال في وصفه شيخ العلم وفتاه ومن بوجوده ازدأن ألفضل وتاه أشرق بدراً من افق الهدى تقتبس أنواره وأصبح وهو لمعصم العلى دملجه وسواره فاكتحل به أنسأن الكمال وتعلقت بذيله من أولى ألفضائل الآمال وأنقلب به الدهر كله حسنات محمود العواقب في الحركات والسكنات تنهل أساريره بشراً وننفح أردأنه نشراً بذكاء لو كان لذكاً لما غيرها الأصيل وأصل في باذخ المجد أصيل وخلق يعلم الحلم الأناءة وشيمة تقابل بالحسنة الاساءة فكم من مغفل فضل أعلمه وكم من مستفيد علم علمه فممن عارفه الا هو أبو عذرتها ولا نادرة الا هو مرهف شفرتها فإذا خاض في مشكل تحقيق حصحص الحق وإذا ابتدر مبحث تدقيق حاز السبق واستحق وإذا ارتقى المنبر سجد له كل مصقع وما تكبر وأما الأدب فهو روضة ذات أفنأن الآتي من بدائعه ببدائع أفنأن فأساليبه فيه حسنة الأنطباع تسوغها الأسماع والطباع وحسبك بمن تأهل للكمالات واعتد من قبل غصن شبيبته يمتد ففاق ببيأنه ولسانه وابتهج طرف المعارف بأنسأنه وتزينة صفحات المهارق بتحريره والتقطت فرائد ألفوائد من تقريره وأذعنت لمؤلفاته الصناديد وأودعتها الصدور اشفاقاً عليها من التبديد وكان دخل الروم فتطوقت منه بعقد الثريا واقتدحت من أفكاره زنداً وريا فتلقته رؤساء أعيانها وأحلته منها بسواد أعيانها واقترحت عليه فأجاب بما هو كالصبح المنجاب وقصارى الأمر أنه ألفرد الذي عليه المعول والمظهر بمعأني بيأنه أسرار الأطول والمطول وهو حدقت عين أساتذتي الذي تحرجت عليه وحبوت للأفادة بين يديه وعطرت أوقاتي بأنفاسه واقتبست نور الأمأني من نبراسه وتفيات ظل رعايته عمراً ولم أعص له نهياً ولا أمراً ولي في كل لحظة دعوات أرجو لها الاجابة وتوسلات مقرونة بالضراعة والأنابة الا يعتري زهرة أيامه ذبول ولم يبرح لابساً من العمر برداً ضافي الذيول فقد أحلني مكان بنيه ومن يحتوي عليه ويدنيه وهاك من آثاره ما هو أشهى للعيون من الوسن وأفتن للمشجون من الوجه الحسن أنتهى مقاله وكان جدي الشيخ مراد المذكور أنفاً أجل أخصائه ومريديه أخو صاحب الترجمة الشيخ عبد الرحمن المنيني وكان قائماً في أمور جدي بالخدمة وغيرها حتى لما بنى المدرسة المعروفة به في سنة ثمان ومائة وألف جعله ناظراً على العمالين والصناع بها وجعله على أوقافها كاتباً وأمين الكتب وغير ذلك من الوظائف وهي الأن على أولادهم وكذلك جدي والد والدي ووالدي بعده لم يزل كل منهما قائماً باحترام صاحب الترجمة كما سبق إلى أن مات وله شعر كثير حسن بديع فمن ذلك قوله من قصيدة مدح بها المولى أسعد مفتي الديار العثمانية
تذكر والذكر يجد قديمها = سطور عهود قد تعفت رسومها
فهب به التهيام يسترشد السها = م إلى ابن امت بالعقائل كومها
الا في سبيل الحب قلب كانه = غداة ناؤا وحشية ضل ريمها
سروا عنقاً في ليلة مدلهمة = تخيلت أن النائبات نجومها
فصرت أرى الأيام تقصر بعدهم = خطاها كان قد قيدتها همومها
إلى الله ما بي من بقايا صبابة = فكادت إذا شبت يبين كظيمها
فمن خلدي لم يبق الا نسيسه = ومن مقلة لم يبق الا سجومها
ومن شبح لم يبق الا ذمأوه = ومن أعظم لم يبق الا رسومها
ولما تلاقيا وللعين أعين = أشد من الهندي فبنا سقيمها
فأيقنت أن لا حتف الا لوامق = يخال التدأني فرصة يستديمها
هنالك من باع ألفضائل حلمه = لعمر العلي بالخرق فهو حليمها
وكم لي من ليلى أمطت به المكري = أراعي نجوماً راع قلبي رجومها
تحجب عني ألفجر حتى كانه = سريرة صب لم يزعها كتومها
فبت أراعي النجم فيه وعزمتي = تشب كنار قد نحاها كليمها
سأضرب وجه الأرض لا أنتحي به = من المجد الا ما أنتحته قرومها
إلى أن أعاف البدن وهي لواغب = وأترك غيطأن ألفيافي تلومها
وأبصر غيلأن المنايا تنوشني = بها الواري أوطار نفسي ترومها
فمن لم يكن ذا همة دونها السها = فسوف تلاقي نفسه ما يضميها
لعل النجيات الجياد إذا طوت = من البيد ما لا يطويه نسيمها
يجوب بنا بيد أيضل بها القطا = إلى أسعد المولى الهمام رسيمها
إلى ماجد لم يبرح الدهر واهباً = رغائب لم يسمح بهن يميمها
يكتم مهما اسطاع جدواه للورى = وكيف صرار المسك يخفي شميمها
ولا عيب فيه غير أن نواله = إذا ضنت الأنواء فهو سجومها
على الخير مقطور بغير تكلف = سجية طبع عطر الكون خيمها
ومن لي بأن أرجي المطي على الدجى = وتدنو بالآمال مني حلومها
لدار هي الدنيا وشهم هو الورى = وجود هو الأنواء سحت غيومها
فما روضة غناء جاد نبالها = من المغدق الهطال جود يرومها
توالى على أرجائها غير ضائر = وأمرع ما بين الرياض هشيمها
وظل يباري المندلي عرارها = ويزهو لعين الناظرين جميمها
كاني قد أسقيتها من محاجري = حياء سقاها من عيوني عميمها
بأندي يداً منه وأبسط راحة = تمادي على مر الزمأن نعيمها
وكم من يد بيضاء من شام نورها = يقل عاد للدنيا عيأناً كليمها
أعد نظراً في وجهه تر بهجة = هي الشمس لا يسطيع طرف يشيمها
وقوله من قصيدة ممتدحاً بها المولى خليل الصديقي حين ولي أفناء دمشق الشام
ألم والشهب حيرى في دياجيها = طيف يقرب آمالي ويقصيها
فاعجب له من خيال زار مشبهه = والعين لم تدن من غمض مآفيها
أني اهتدي المكاني والكري حقباً = كراه عن وكر جفني ضل هاديها
يزورني والدجى سود غدائره = وينثني وهي مبيض حواشيها
كي لا ينم على خود ممنعة = لم يطمع الوهم يوماً في تلاقيها
مهاة حسن كخوط البأن أن خطرت = فالدل يقطر من اعطا فيها تيها
هي الغزالة في أشراقها فلذاً = تكلف البدر لما رام يحكيها
وشاحها خافق يشكو الصدى أبداً = من فوق أمواج حقف عم طاميها
وللحجول نعيم لا يزايلها = يظل بالري غصأناً مجأنيها
والحلم في قلبها خلق تزأن به = والقرط يبدي لنا طيشاً وتسفيها
تمشي كما لاعبت ريح الصبا غصناً = أو كالغمامة تخطو في تهاديها
لولا دجى شعرها ما ضل ذو شجن = ولا أنثنى عن هدي لولا تثنيها
واهاً لقلبي كم يصلي بنار جوى = وكم يساء بيأس من تجنيها
قل للعقيلة من تيماء تحرسها = بيض الصفاح وسمر الخط تحميها
مالي إذا افتر صبح أو دجى غسق = أو نص بالعيس يوم البين حأويها
تهزني نشوات من تذكرها = كانما أنا للصهباء حاسيها
وتستثير إذا هبت يمأنية = دواعي الشوق مني من أقاصيها
حتى طويت رداء الحلم ممتطياً = سوابقاً ضل عن رشدي هواديها
فخضت بحر حديد من عشائرها = وجست غيل رماح من أهإليها
ما خلت أن يطبيني وصل غأنية = ولا يحل حبي حزمي أمأنيها
لكن طرفك يا هذي أفاح دمي = مذموه السحر في عينيك تمويها
اتلفت مهجة من يهواك فاحتملي = غرماً فقد يغرم الاشياء مرديها
فأن أراك ذو جهل وشي فسلى = فأنما ينبئ الاشياء داريها
هذي شريعة خيراً لخلق ظاهرة = وذا ابن صديقه بالحق مفتيها
وقوله مشطراً أبيات العارف بالله تعالى الأستاذ أبي المواهب البكري المصري
ما أرسل الرحمن أو يرسل = من كل خبر للورى يحصل
وما حبا الله لأهل الولا = من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو ملكه = فوق الطباق السبع أو أسفل
وما من الألطاف حف الورى = من كل ما يختص أو يشمل
الأوطه المصطفى عبده = سر الوجود السيد الأكمل
خاتم رسل الله مبعوثه = نبيه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها = وليس فيها للسوي مدخل
وكل افضال منوط به = يعلم هذا كل من يعقل
فلذ به من كل ما تخشى = تأمن أذى خطب غدا يثقل
ولا تخف سطوة باغ سطا = فأنه المأمن والمعقل
وناده أن أزمة أنشبت = مخالباً من دونها الأنصل
وقل إذا نائبة علقت = أظفارها واستحكم المعضل
يا لكرم الخلق على ربه = وأشرف الرسل الأولى فضلوا
وشافع الخلق بفصل القضا = وخير من فيهم به يسال
قد مسني الكرب وكم مرة = قد ضمني من جاهك الموئل
وكم لدى الضيق عن الخلق قد = فرجت كرباً بعضه يذهل
ولن ترى أعجز مني فما = لدى صبر في البلا يجمل
ولست من ضعفي وما حل بي = لشدة أقوى ولا أحمل
فبالذي خصك بين الورى = بأنك الخاتم والأول
فصرت ممتازاً على الأنبيا = برتبة عنها العلى تنزل
عجل باذهاب الذي أشتكي = فقلبي المضني به موجل
مالي سواك اليوم من ملجأ = فأن توقفت فمن أسأل
فحيلتي ضاقت وصبري أنقضى = وهول أوجالي لا يحمل
وضقت ذرعاً بالذي نابني = ولست أدري ما الذي أفعل
وأنت باب الله أي امرء = لازمه فاز بما يأمل
وفضله جم ولكن من = أتاه من غيرك لا يدخل
صلى عليك الله ما صافحت = أيدي الصبا قضب الربا الميل
وما أفاحت كل وقت شذا = زهر الروأبي نسمة شمأل
مسلماً ما فاح عطر الحمى = مذ جاده صوب الحيا المسبل
وما سرى صبحاً نسيم الصبا = وفاح منه الند والمندل
والآل والأصحاب ما غردت = صوادح منها حلا مقول
وما استقلت فوق غصن النقا = ساجعة املودها مخضل
وقوله
لا تعجبوا أن قلبي عندما نظرت = عيناي طلعته يصلي لظى الوهج
فوجهه الشمس منا العين قد قبست = للقلب نار أتسوق الحنف للمهج
والشمس أن قابل البلور طلعتها = تذكي وتحرق ما مسته بالبلج
وأصل المعنى فارسي ومنه قول الأديب إبراهيم السفرجلأني
اطلاق طرفي في محاسن وجهه = أذكى الجوى في القلب حتى برحا
فحريق قلبي من زجاجة ناظري = مذ قابلت من وجهه شمس الضحى
ومنه قول ألفاضل المولى خليل الصديقي
ترف كغصن البان يعجب بالبها = وبوجهه الشمس المنيرة تشرق
فكان عيني عندما نظرت له = بلورة فيها فؤادي يحرق
ومن ذلك قول الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي
يقولون ما نار بقلبك أوقدت = ومن أين تأتي النار أدركك السلب
فقلت لهم بلورة العين قابلت = أشعة شمس الحب فاحترق القلب
وقوله أيضاً
قال لي من أحب من أين نار = هي في القلب منك قلت اعتذاراً
أن عيني بلورة قذفت في = وسط قلبي من شمس وجهك ناراً
وقوله أيضاً
قابلت عيني شعاعاً لاح في شمس الجبين = فرمت في القلب نار العشق بلورة عيني
وللمترجم
أقول لما بدا كالغصن يخطر في = برد حكى الجلنار الغض في الورق
جل الذي فتنة للناس صوره = قوموا أنظروا كيف يسري البدر في الشفق
هو من قول تاج الدين جعفر وقد رأى غلامين على أحدهما ثوب ديباج أحمر وعلى الآخر ثوب أسود
أرى بدرين قد طلعا = على غصنين في نسق
وفي ثوبين قد صبغا = صباغ الخد والحدق
فهذا الشمس في غسق = وهذا البدر في شفق
وقول الآخر
ظبي من الترك يرمي قوس حاجبه = في قلب ناظره سهماً من الحدق
تضئ في الحلة الحمراء طلعته = كانه قمر قد لاح في الشفق
ويقرب من ذلك قول بعضهم في غلام متردي بلباس أزرق
ولما بدا في أزرق من قبائه = يتيه بفرط الحسن في خيلائه
خلعت عذارى ثم صحت عواذلي = قفوا وأنظروا بدر الدجى في سمائه
وقول الآخر في مليح لابس ثوب أحمر
يا طلعة القمر المنير الأزهر = يا مقلة الظبي الغرير الأحور
لو لم تكن غصناً لما لاحت لنا = أعطاف قدك في لباس أحمر
ولبعضهم في مليح لابس ثوباً أصفر
بدا قاتلي في أصفر فتعجب ال = خلائق منه قال ما في من عجب
لا بي أرى جسمي سبائك فضة = فأحببت منها أن تموه بالذهب
ولبعضهم في مليح لابس نوباً فستقياً في فستقي اللون لما بدا يميس مثل الغصن المورق من وقد مر على صبه وما الذ المن بالفستق وللمترجم
على السر لا تطلع صديقاً ودعه في = ضميرك عن كل الأنام مصوناً
فأن ضمير ألفرد مستتر وأن = تثنى تبدي للعيان مبيناً
هو من قول بعضهم
سرك أن أودعته ثانياً = فاعلم بأن قد أن أن تفشيه
فأن ما اضمر في حالة ال = افراد تستخرجه التثنيه
وللمترجم
وصفته ببديع من محاسنه = بدر غدا يخجل الأغصأن بالميد
فقام من فرح يسعى للثم يدي = لما سلكت بمدحي أحسن الجدد
فقلت تفديك مني الروح من فطن = فاق المها والظبا باللحظ والجيد
قبل فمي يا رشا أن رمت جائزة = فأنه بفمي قد صيغ لا بيدي
وأصل ذلك يحكي عن عبد الباقي شاعر الروم أنه كان نظم قطعة من الشعر في غلام مشهور بالجمال فلما سمع الغلام القطعة أعجبه ما فيها من التخيل وأقسم أنه يقبل رجله إذا رآه فاتفق أنه صادفه في بعض أسواق قسطنطينية وعبد الباقي راكب وجماعته في خدمته فدخل الغلام وأراد يقبل رجله فمنعه من ذلك وقال ما حملك على هذا الك حاجة قال لا وأخبره باليمين الذي حلفه فقال له أنا نظمت الشعر بفمي ولم أنظمه برجلي فخجل الغلام وأنصرف ونظم هذه الواقعة الأديب أبو بكر العمري الدمشقي في ثلاثة أبيات وهي قوله
قال لما وصفته ببديع = الحسن ظبي يجل عن وصف مثلي
مكن العبدأن يقبل رجلاً = لك كيما يحوز فضلاً بفضل
قلت أنصف فدتك روحي فأني = بفمي قد نظمته لا برجلي
وقوله الوأواء الدمشقي
يا بدر بادر إلي بالكاس = فرب خيراتي على ياس
ولا تقبل يدي فأن فمي = أولى به من يدي ومن رأسي
وللمترجم
يا مأنعاً لزكاة حسن صأنه = وبوجنتيه من الجمال نفائس
أدى زكاة الحسن بوسا أنني = لبهاء طلعتك ألفقير البائس
أخذه من قول الآخر الحسن مال له زكاة وعندكم جزؤه الكبير ادوا زكاة الجمال بؤساً فها أنا البائس ألفقير ومن نثره البديع ما كتبه بعض الموالي في غرض عرض سهم أصاب وراميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماك اليك نفثة مصدور قد خزئها اللسان وبثة مضرور أنطوى على شوك القتاد منها الجنأن قد كنت في ابدائها شفاهاً أقدم رجلاً وأوخر اخرى ثم رأيت حملها على لسان القلم بي أحرى حذراً من مشافهة ذلك الجناب بما لا يدري الاعتذار هوام عتاب وذلك أن الداعي تشرف منذ قريب بالمجلس العالي لا زالت به مشرقة الأيام والليالي وفاز من كعبة المجد بالتقبيل والاستلام وحيا ذلك المحيا بعد لثم الأيدي بسلام فلما استقرت به زمر الناس وحمل كل منهم على ايناس بعد ايناس شمت منه أعزه الله بارقة أعراض ولمحت من جنابه عين أغماض ووجدت أبواب الأقبال محكمة الأقفال وكواعب الالتفات ممنعة بحجب الجلال ولطالما وردت من ألطافه كل عذب نمير وتنزهت من بشراه ونداه بين روضة وغدير واستضحكت ببشاشة الروض الأنيق ورنحت بنسائم لطفه كل غصن وريق
كريم لا يغيره صباح = عن الخلق الجميل ولا مساء
فأحدقت بي اذ ذاك الهواجس وتنازعتني الوسأوس وأنبثت مطايا افهامي في كل فج عميق وطاشت سهام أفكار في كل مرمى سحيق إلى أن ظهر السبب بما يقضي منه العجب فتمنيت أني كهدهد سليمان لأبرز جلية ما عندي على منصة البيان أو أبوء بالنكال والحسرأن ولا أتقلب من الكتمأن على جمر الغضا وأردد الأمر بين سخط ورضى ومما زاد ذلك ضراماً وملأ القلب كلاماً أنني يوم تشرفت برؤياكم وتوسمت جميل محياكم قصدت الاجتماع بجناب سيدي المولى الأكرم من لا أذكره من الحقوق الا بعهد زمزم لأشكو إليه بثي وحزني وأبين له جلية أمري وشأني فلما أنس مني ذلك سرى كما يسري الطيف الحالك وخرج من المنزل السامي سراً كانه كلف شيئاً نكراً فليت شعري أخالف كريم شيمه أم أخلف عهود كرمه
قد كنت عتى التي أسطو بها = ويدي إذا اشتد الزمأن وساعدي
فرميت منك بغير ما أملته = والمرء يشرق بالزلال البارد
تالله أنكم لأهل بيت مرفوع العمد بخفض الجناح للمؤمنين وبذل النصح والمعروف لأهل التقى والدين الطافكم وافرة وصلاتكم غامرة فمن أبدى لكم عقوقاً أو غمصكم منناً وحقوقاً فقد ظلم نفسه وخسر يومه اذ نسي أمسه وتعرض للمقت والهوان وأرتدي بجلباب الردى والخسرأن وكان كالرأس إذا جحد جسده أو كالسارق إذا عق يده ولكن زادكم الله تثبيتاً وصأنكم عن أن تسوموا محباً تعنيتاً هل يحسن منكم بعض الظن بعبيد رق لا يروم فداء ولا من ام كيف تشهر صوارم الأعراض على من لا يطيق مع ذوي وده كفاحاً أو يرمي بالقطيعة أسيرحب لا يريد سراحاً ومن أين يشتبه عليكم من سبكت أيدي امتحأنكم نضاره وسبرت بصائر نقدكم أسراره كيف وأنتم ملجأه الأسمي وكهفه المنيع الأحمي واليكم مهيعه ومهر به إذا نشب به من الزمأن مخلبه وحاشاكم من ضعف الثقة بأهل المحبة والمقه أو أن بروج عليكم زخرفة كلام أو يستوي عندك التبر والرغام أو يرضيكم تبسم كاشح لم يدر ما وراء برقه أو يقنعكم تمويه ظاهره عما جنه من خلقه فلكم قطوب من وداد خالص وتبسم عن غل صدروا غر وإذا غنم عليكم من سحب هلال رمضانه أو أشكل لديكم شيء من شأنه فالاخرى بأمثالكم أحضاره ثم اختباره واستفساره كيلا تصغو إلى بهتان أو يدنو من سماء مجدكم شيطأن ومثلكم لا يخفى عليه الحسن من الشين ولا يلتبس عليه الصدق بالمين وها أنا أبرز القضية بجليتها وأعبر عها بحقيقتها والله المطلع على السرائر العليم بما اكنته الضمائر فأن تبين بهذا المقال حقيقة الحال وتميز السراب من الشراب والاه لتربص إلى أن يأتي الله بالبيان ويتجلى الأمر للعيان فهو المزيج لما في الضمير وبيده أزمة التقدير وقلوب بني آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء انتهى.
وله أيضاً
وصاحب هزني شوق لرؤيته = ولم تزل ناجيات الوجد تحملن
حتى إذا الدهر يوماً حط راحلتي = بقربه وأنتهزنا فرصة الزمن
جاورت منزله كيما أنال به = أنسا يزيل صدا الاكدار والحزن
فلم يزدني علي دعوى الطعام كما = يدعى على سغب ذو ألفقر والاحن
لم يقض حقي فما لبيت دعوته = وما بذلك عار عند ذي ألفطن
ودعت من ذاته رسماً وقلت له = حتى م الوى على الاطلال والدمن
وله راداً على رومي يسمى شهري نعرض لذم أهل الشام بقوله
يقولون شهري قد تجأوز حده = بتنقص أرباب الكمال ذوي القدر
فقلت إذا كانت مذمة ناقص = فتلك كمال ظاهر عند من يدري
وما قد بدا من فيه فيه محقق = ولا عجز فالنقص من عادة الشهر
وله أيضاً
يا شقيق الغزال جيداً وطرفاً = أنت باللحظ قاتلي وحياتك
أنني نائل الشهادة حتماً = بسيوف الجفون من لحظاتك
ما لقلبي يصلي من الخد ناراً = تتلظى في جنتي وجناتك
قد تركت الكماة بين قتيل = وصريع لم يصح من سكراتك
وإذا ما تثنيت تخطر تيهاً = كان حتف العشاق في خطراتك
كيف يرجو النجاة من رشقته = بفتور تلك العيون ألفواتك
تستلذ لقلوب منها احوراراً = وهو أمضى من السيوف البواتك
من جفك المديد صبري جفأني = ونفار المنام من نفراتك
لم يكن لي إلى سواك التفات = فتدارك وأو ببعض التفاتك
لم يدع لي جفاك غير ذماء = وبه قد سمحت في مرضاتك
أنت في الحل من دمي وبروحي = مع أهلي أفدي بديع صفاتك
وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والنثر البديع والعنوأن يدل على ما في لصحيفة وكانت وفاته في يوم السبت تاسع عشر جمادي الثانية سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر أولاده عبد الرحمن وعلي وإسماعيل أن شاء الله تعالى والمنيني نسبة إلى قرية منين من قرى دمشق ولد بها هو ونشأ وأصله من برقائيل بكسر الباء الموحدة وسكون الراء بعدها وقاف ثم ألف ثم ياء مثناة تحتية مكسورة ثم لام قرية من أعمال طرابلس الشام كان والده ولد في برقائيل المذكورة في سنة ثمان وعشرين وألف ثم ارتحل وسنه احدى عشرة سنة إلى دمشق الشام وتوطن بصالحيتها واشتغل بطلب العلم على جماعة منهم العلامة الشيخ محمد البلبأني الصالحي والشيخ علي القبردي الصالحي وتفقه على مذهب الامام الشافعي ثم ارتحل إلى قرية منين المذكورة في سنة ست وأربعين وألف وكان مرجعاً لأهل تلك القرية وغيرها بألفرائض وتوفي بالقرية المزبورة في سنة ثمان ومائة وألف ودفن بها والله أعلم.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي