شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الولادات في جدة


م.أديب الحبشي
04-03-2011, 10:00 AM
الولادات والوفيات بجدة القديمة


الولادات في جدة
حتى أوائل الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري كانت الولادة تتم في البيوت . ولم يكن للمواليد أية شهادات ميلاد . . فحينما تشعر المرأة بالآم المخاض يسرع أحدهم إلى منزل " الداية " أي المولدة لإحضارها على وجه السرعة . . ثم يتم غلي كمية كبيرة من الماء وإحضار كمية من الشاش أو القماش . . وعادة ما تساعدها إحدى النساء القريبات . . ومن أشهر الدايات اللائي ولد على أيديهن جيلنا السيدة / فاطمة عوضيه والسيدة / فاطمة حلاوة والسيدة / شكورية والسيدة / معجبة . وغيرهن .

‏هذا ومن المعلوم أن هناك علاقة وشيجة بين الإنسان والمكان الذي يولد فيه . . وكنا نقول باستمرار وباعتزاز وحنين هذا البيت الذي ولدت فيه . أو الذي ولد فيه أبي . . وهكذا . أما الآن فلا خصوصية للمكان لأن المولود يولد في المستشفي وهي مرفق عام .

‏المهم ، أن الوضع تطور بعد تلك المرحلة السابقة فبرزت السيدة / ملك رويحي بالشرفية وكان يطلق عليها الدكتورة الفرنسية . كما ظهرت مولدة أخرى كان يطلق عليها الدكتورة الألمانية التي كنا نشاهدها كثيراً بتعجب وهي تقود سيارتها بنفسها .

‏أما السيدة التي تلد فكانت تسقى باستمرار في أيام الولادة الأولى الحلبة المغلية لتنظيف الجسم كما كانوا يقولون . .

‏وكان المولود عادة يلف في قطعة قماش تسمى " الكوفلة " وهي تشد عظام المولود وتقويته . ولما كان المولود في شهوره الأولى على وجه الخصوص عرضة للغازات وانتفاخ البطن فكان يعطى له " اليانسون " و " الكراوية ". .

‏وكانت الرضاعة سائدة من حليب الأم غير أنه كثيراً ما تتم بين النساء الأخريات الأمر الذي نشأت عنه الكثير من القرابات بالرضاعة . .

‏كذلك كان يتم نصب " الهندول " لوضع المولود به خاصة للخلود إلى النوم . . وهو عبارة عن شرشف أو بطانية تربط من جهاتها الأربع بمواقع ثابتة . . ثم بدأت في مرحلة لاحقة صناعة الهناديل الخشبية ويتم هزها باليد لمرجحة المولود حتى ينام على صوت الغناء له:

‏يا الله ترقد يا الله تنام= ندبح لك جوزين حمام


ومن تلك الأغاني أيضاً :

دوها . . يا دوها = والكعبابا نوها
‏سيدي سافر مكة = جاب لي زنبيل كعكه
‏والكعكه في المطبخ = والمطبخ ماله مفتاح
‏والمفتاح عند النجار = والنجار يبني حليب
‏والحليب عند البقرة = والبقرة تبغي مطره
والمطرة تروي الحشيش =



‏هذا وكان يتم عادة تحنيك المولود لدى ولادته وذلك بمسح " زوره " أي ‏حلقه من الداخل بالعسل الحر . . كما أنه من السنة ذبح " العقيقة " وهي خروفين عن المولود الذكر وخروف واحد عن الأنثى .





المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)