شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد عبد اللطيف محمد العمري


أم شمس
04-01-2011, 06:12 PM
أحمد عبد اللطيف محمد العمري



أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن تقي الدين أبي بكر بن زين الدين عبد الهادي وينتهي نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد الهادي الشيخ ألفاضل الأديب البارع الصالح ولد بدمشق في ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاثين ومائة وألف وبها نشأ واشتغل بطلب العلم فقرأ على جماعة منهم الشيخ أحمد المنيني العثماني والشيخ إسماعيل العجلوني والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري والشيخ صالح الجنيني والمولي حامد بن علي العمادي المفتي وغيرهم وفضل وبرع وصار له فضيلة ودرس في آخر أمره بالجامع الأموي عند المنارة الشرقية ولما توفي والده صار خليفة مكانه إلى أن مات وكان له نظم جيد وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه من محتد يفتخر به السودد وتذعن له المعالي إذا سهم النسبة سدد تضرع منه الكرم المحض وارتضع من لبنه الخالص الذي لم يشب بمخض فطلع بدره في افق المجد تماماً وتفتق الروض زهوراً وكماماً فقضى له بالتوفيق العزيز وأنزل منه بالمكانة القعساء يحرز حريز ووالده ألفرد الذي يشار إليه إذا عدت الافراد والمأخوذ عن كمالاته إذا تليت الأوراد صور الله ذاته من لطف وكونها وسهل على يديه الامور الشاقة وهونها فلورقي ذا جنة لاستفاق أوامر يديه على ذي عاهة برئ باذن الله ولم يحتج إلى أوفاق فدعوته تكف المرتكب عن معاصيه وتأخذ المتهالك بالاعتراض بنواصيه بمنظر بملاء العيون وضاء ويغني عما للبدر من الاضاءة وحلم دون متالع بمراتب ومحاسن لا تحصيها براعة حاسب ولا مداد كاذب إلى نسبة إلى ألفاروق تنتهي ونفس عن استيفاء المكارم لا تنتهي فعطر الله تلك الروح بالنفحات الربانية وأنزلها في المحل الاسني من ألفراديس الجنأنية وخلفه هذا خير خلف كما أن سلفه نعم سلف وله من الشعر ما هو واضح الدلائل إلا أن أبيات قصائده قلائل أنتهى مقاله ومن شعره قوله

بادرتني سواجع الالحأن = وحبتني بنشر بشر التهأني
مذ رأتني مغري بحفظ عهود = سألفات جنيت منها التدأني
وأدبرت سلافة الصفو صرفاً = فازدرينا بها بنات الدنأن
أن يوماً يمضي بغير نصاب = ليس عندي يعد في الازمأن
وعجيب بأن يكون المعنى = غير صب مكابد الاشجأن
لا أرى صحوة لمخمور وجد = أسكرته مدامة الاجفأن
يا خليلي عرجاً بعنأني = نحو أرض بها تركت جنأني
وقفا بي على الرياض صباحاً = واسألاها عن الغوأني الحسأن
واغنما فرصة الزمأن فما التس = ويف الامطية الحرمأن
بسوى من بجلق من صحأبي = ولدأني بالله لا تذكرأني
كلما هزني الغرام اليهم = أصبح الوجد آخذ بعنأني
أن لي بينهم غزالاً شروداً = من ظبي النير بين رخص البنأن
صال باللحظ بين فتك وسفك = بفؤاد أقسى من الصوأن
لا وعهد الاحباب لست بسال = مذهبي في الهوى رأى ابن هأني


مراده بقوله رأى ابن هاني قول المذكور

سأبكي عليكم مدة العمر أنني = رأيت لبيداً في الوفاء مقصرا
بيد أني أرجو الخلاص بمدحي = والنجائ لوارث النعمأن
من به قرت العيون ونالت = ما عنت من كل قاص ودأن
واستثارت فيه دمشق وطابت = واكتست فيه حلة الرضوأن
بقدوم قد قارنته سعود = أنقذتنا من صولة الحدثأن
وتباشير أنسه قد اذاعت = نشر عرف الهنا بكل مكان
لوذعي يصبو بصائب فكو = ما توارى في غيهب الاذهأن
ما جد كل ما جد من علاه = يرتقي فوق هامة الاقرأن
ذو بنأن تجري بعشرة أنها = ر من فيض جودهن اليدأن
خير مستودع كنوز علوم = نورت صدره بآي المثاني
من غدا زند فضله اذ دهتنا = مشكلات في فضلها كاليمأني
من كرام ولاؤهم فرض عين = وكذا مدحهم بكل اسأن
سبقوا الناس بارتقاء المعالي = وتساموا فلا ترى من يدأني
كيف والسابق الخليفة من قد = كان في الغار للمشفع ثاني
قدحوا نسبة إليه ونالوا = بالنبي الرسول اسني الامأني
والتجائي من بينهم لخليل = العز دوما في كل ما قد دهأني
وابق في روضة السرور تهني = بارتقاء من دونه ألفرقدأن
مع بنيك الأنجاب ما صيغ مدح = في معاليك ناشر للتهأني


وقوله من قصيدة

بنيل الامأني طاب وقت مجدد = ووافى الهنا والعيش فينأن ارغد
ورجعت الورقاء في نغمة الرضى = تغني على حظ المنى وتغرد
ودارت كؤس الأنس فينا وقد غدا = يطوف بها ساق كما الغصن اغيد
هلال محا آي الظلام جبينه = وظبي بجفنيه حسام مجرد
رعى الله منه ساعة قد سرقتا = وغصن التصأبي بالهوى متأود
نعمت به والدهر يفتر ثغره = وقد غاب عنا عاذل ومفند
ولم اك ممن يسمع اللوم في الهوى = ويصغي لاقوال الوشاة ويرصد
اخلاي أن رمتم من الدهر مأمناً = وحصناً منيعاً فيه للعز مقعد
فجلوا بباب ألفتح ذي الحلم والنهى = ومن رأيه في المعضلات مهند
فتى طيب الأوقات طيب خصاله = ولم يبق الا ما يروق ويحمد


منها

امولاي يا كهف العفاة ومن غدت = خلائقه روضاً سقاه المزرد
ونجل الأولى شادواد عائم سؤدد = تزول الرواسي وهي فينا تخلد
تهني باهنى العيد عاد مقامه = يعيد لنا البشرى كما كان ينجد
طلعت طلوع الشمس يمحي بها الدجى = وأنت بصمصام ألفخار مقلد
واسديتنا ما لا نقوم بشكره = من النعم اللاتي عليهن نحسد
فدم في أمأن الله صدراً مؤملاً = وكل البرايا بحر جودك تورد
مدا الدهر ما جادت قريحة شاعر = بمدح وما غنى الهزار المغرد


وقوله من قصيدة امتدح بها المولى العالم حامد العمادي المفتي مطلعها

بشرى بها الدين قد قرت نواظره = ومن سماء العلا لاحت زواهره
وكوكب النصر حيأناً بطلعته = يهدي إلى العز من قلت نواصره
وبلبل البشر يشدو في الرياض على = غصن المسرات يحبو من يذاكره
وعرف طيب ربا الآمال قد نشقت = نفحاته حيثما فاحت ازاهره
وألفجر لاح على الافاق معترضاً = يزيل جيش الدجى عنا عساكره
وللمنى امتد من أهل التقى مقل = قد شاقها لمراقي السعد فاخرة
وأعين الشام قرت غب ما يئست = والدهر عن أهلها عفت نواظره
وقد اغيثت بمفتيها الذي ابتهجت = به الورى وزكت فينا عناصره
من كف غرب الأسى عن قرع لامتها = وقد كفتها عن الشكوى بوادره
وقد جلا بمواضي الحزم ما احتكمت = ايدي الردى فيه واختلت مصادره


منها

صدر الموالي عماد الدين حامده = شمس المعارف زاكي الوصف عاطره
من أصبح الدهر مختالاً بطلعته = ومن سمت أنجم الجوزا مفاخره
الماجد الجهبذ المولى الذي بزغت = شموسه فاهتدت فيها معاصره
مجرى يراع القضايا بالسداد على = لوح الهدى لم تزغ عنه ضمائره
ما زل عن موقف التقوى له قدم = ولا أنثنت لهوى يوماً سرائره
مولاي يا من غدت أقلامه شهبا = يرمى بها كل شيطأن ينافره
اعر يتيمة فكر نظرتي كرم = واغفر قصور معنى كل خاطره


وللمترجم معرباً معنى بألفارسية وهو قوله

لقد خضت بحر الحرب يطفو عبابه = ونازلت في الهيجآء كل فتى قرم
وقارعت آساد الشرى فقهرتها = واشبعتها ضرياً يحل عرى العزم
فما راعني الا وقطب حاجب ال = غزال الذي الحاظه للحشا تصمي
فلما رأت عيني تهلل وجهه = ومن حاجبيه حاللاً عقد الزم
تيقن طرفي صفحه ورضآءه = وبشرت قلبي بالعناق وباللثم
لأن إذا حلت لأوتار قوسها = ليوث الوغى كان الدليل على السلم


ومن ذلك قول العالم ألفاضل أحمد بن علي المنيني

طلبت وصالاً من حبيب ممنع = فأوتر قوس الحاجبين وقطبا
وفوق لي سهماً أصاب مقاتلي = واصمى فوآدا بالصدود معذبا
فلما رأى ما برحت بي جفونه = وقد عيل صبري والسلو تغيبا
رثى لي ومن تعبيسه حل عقدة = وحلل وصلاً كان حوباً وأوجبا
كذاك بنوا لهيجاً إذا تم سلمهم = يحلون أوتار القسي تجنبا


ومن ذلك قول ولده الأديب إسماعيل بن أحمد المنيني

عيل صبري في حب ظبي غرير = فاتر اللحظ فاتن الالباب
أوترت حاجباه قوس التجافي = مذ رأني ملك الهوى والتصأبي
ثم وافى متيماً بوصال = بعد بين مبرح واكتئاب
وكذا الصيد في النزال إذا ما = عقدوا السلم حل قوس الحراب
ومن ذلك قول الأديب ألفاضل مصطفى اسعد اللقيمي
بأبي الذي لما تحقق حيرتي = وغدا بتقطيب الحواجب معرضا
وافى وفرق حاجبيه تقطعا = متبسماً فعلمت منه بالرضى
اذ عادة الصيد الملوك بحربهم = فك القسي إذا الوطيس قد أنقضى


ومن ذلك قول النبيه السيد محمد الشويكي

وافى وقطب حاجبيه مطرقاً = طرقاً بذا منه الرضى لي وافى
وكذلك ألفرسأن أن هم سالموا = فكوا القسي واغمدوا الاسيافا


ومن ذلك قول الأديب محمد سعيد السمأن

ومذ زار الحبيب بلا عتاب = وتقطيب يحاجبه السني
علمت رضاءه من غير شك = وقد امسيت بالعيش الهني
لأن الحرب أن خمدت لظاها = تجل الصيد أوتار القسي


وكانت وفات العمري المترجم في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر والده عبد اللطيف وجده محمد وقريبه سعدي وأخيه مصطفى وقريبه الآخر محمد وبنو عبد الهادي في دمشق مشايخ صلحاء وللناس بهم اعتقاد واصلهم من بيت معروف بقرية صفوريه ولهم أنتساب صحيح إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأول من قدم منهم دمشق الشيخ العارف الكبير المسلك المربي الشيخ عبد الهادي ابن الشيخ عيسى بن عبد اللطيف ونزل بمحلة قبر السيدة عاتكة وأقام هناك إلى أن توفي في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة ودفن بتربة له هناك وقبره مشهور يزار ويتبرك به قال ذلك الحافظ النجم محمد ابن الغزي في كتابه الكواكب وأما ما ذكره المحبي في تاريخه أولاً فلا أصل له وتزوج حفيده محمد بن أبي بكر عبد الهادي المزبور بنت العارف بالله الشيخ عبد القادر ابن سوار شيخ المحيا بدمشق وجاءه أولاد كثيرون منهم أحمد جد المترجم فنشأ طالباً للعلوم وقرأ وحصل وتوفي في أواخر ذي القعدة سنة تسع بعد الألف ودفن في تربة القصارين في جأنب قبر عاتكة والله سبحانه أعلم







المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي