أم شمس
04-01-2011, 06:08 PM
أحمد صالح أحمد الوراق
أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الاخلاصي الحلبي الأديب النظم البارع السميدع كان نادرة الشهباء في الأدب ونظم الشعر فاضلاً له اطلاع وفضيلة بالمعاني والبيان والعربية وفنون الأدب والعلم ممن اشرقت شمس آدابه واينعت حياض معارفه وراقت مواردها حسن الأخلاق مجيداً ماهراً محبوباً عند الناس ولد في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف وكان في ابتداء شبابه يتعاطى صناعة القصب ثم في عام ثمان وأربعين أنتقل إلى باب أموي حلب الشرقي واشتغل ببيع الورق فنسب حينئذ إلى الورق صحب أفاضل الشهباء وجد في الطلب اخذ العربية عن العالم الشيخ محمد الحموي واخذ ألفقه والعقائد عن الشيخ قاسم النجار واخذ البديع عن الشيخ قاسم اليكرجي وعن الشيخ محمد المعروف بابن الزمار واجازه علامة بغداد الشيخ صالح البغدادي وسمع معظم صحيح الامام البخاري عن المحدث محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة عام قفوله من الروم واخذ المصطلح والأدب والمعاني والبيان عن الشيخ أبي ألفتوح علي الميقتي باموي حلب وأنتفع به كثيراً واستجاز الشيخ صالح الجينيني الدمشقي عام ارتحاله إليها وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة وألف فاجازه بثبته وله أدبية وشعر واطلاع على فنون الأدب ومعرفة غنه من سمينه فن ذلك قوله متوسلاً بزاكي الاباء والحدود وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم
زمن الربيع به الازاهر = تفتر عن ثغر البشائر
فأنهض إلى روضي المنى = وأنف الهموم عن الضمائر
واسمع غناء بلابل = قد غار منها كل طائر
وتمايلت قضب الاراك = تريك ميلات المفاخر
والنهر يحكي ماؤه = درا اذيب على الجواهر
والشمس من حلل الغصو = ن كانها غير تناظر
وغدت نسيمات الريا = ض تنم عن سر الازاهر
والورد كلل خده = در من السحب المواطر
والاقحوأن كانه = اجفأن صب بات ساهر
فاطرب بما صنع الآله = وكن له يا صاح شاكر
منها
وأجل الكروب بمدح طه = المصطفى نور البصائر
ألفاتح البر الرؤ = ف محمد زاكي العناصر
والعاقب الماحي الذي = ضاءت بمبعثه الدياجر
ذي المعجزات الباهرا = ت ومن غدا للغي باتر
هو سيد سادت به = آباؤه الغر الأطاهر
وبه افتخار أولى الكما = ل من الأوائل والأواخر
طابت ارومة ذاته = والطيب لا ينفك عاطر
منها
ما الشمس الا من ضيا = ء جبينه حازت مفاخر
وإذا ألم بصحبه = ما البدر ما الزهر الزواهر
يا قطب دائرة النبيي = ن الكرام أولى المآثر
يا سيد الكونين يا = من لم يزل للحق ناصر
يا رحمة الله التي = قد نالها باد وحاضر
مولاي يا كنز العفا = مومن غدا بالعفو آمر
عفوا رسول الله عن = ذنب به الوراق حائر
أني استجرت بجاهك ال = احمى المنيع من المضائر
وبآلك الاطهار وال = اصحاب من سادوا العشائر
وبصاحبيك توسلي = لافوز من ظلم العناصر
وأنال في الآخرى شفا = عتك التي تمحو الكبائر
فلأنت اكرم شافع = حيث القلوب لدى الحناجر
فاقبل ضراعة عاجز = حين الشدائد غير صابر
صلى عليك وسلم ال = رحمن ما لمحت نواظر
وكذاك آلك والصحا = بة ما شدا في الدوح طائر
أو حن مشتاق إلى = أوطأنه أو سار سائر
وقوله متوسلاً بأشرف الوسائل وسيد الأواخر والأوائل صلى الله عليه وسلم
خطرت فغار الغصن من خطراتها = ورنت فشمنا السحر في حركاتها
غيداء رنحها الصبا بعقاره = فنضت سيوف الهند من لحظاتها
نصبت لنا شرك الغرام شعورها = فتكابنا وألفتك من عاداتها
ورمت حواجبها القسي سهام ما = قد راشت الاجفأن من نظراتها
طارحتها شكوى الغرام فلم يفد = الا تماديها على نفراتها
ودعوتها أخت الغزال ترفقي = في مهجة صبرت على زفراتها
ومحاجري ترعى النجوم وربما = اربت على الطوفأن في عبراتها
لم يرقها الا التكحل من ثرى = دار يفوح المسك من عنباتها
دار الذي وسع البرية فضله = وله اليد البيضا على ساداتها
أعني به طه الذي بجنابه = لاذت جميع الخلق في شدأنها
ما في العوالم ذرة الا به = تكوينها خلقاً واصل حياتها
جبلت على الحلق العظيم طباعه = من ذا يباريه بحسن صفاتها
قد طهر الاكوأن من دنس الردى = وازال ما قد كان من شبهأنها
وبه النجاة من الشدائد كلها = وخلاص أهل الكرب من كرباتها
تالله ما وصلت لعبد نعمة = الا وكان هو الممد لذاتها
مولاي يا ختم الرسالة جد على = نفس اضر الذنب في حالاتها
مالي سواك وأنت أكرم شافع = في المذنبين مشفع لنجاتها
صلى عليك الله ما هبت صبا = سحرا فهاج الصب من نفحاتها
وكذا على الآل الكرام وصحبك ال = اطهار من كرمت بطيب ذواتها
ابدا على مر الجديد مسلما = لا نال حسن الختم من بركاتها
وله مضمناً البيت الاخير
يا صاحبي قفا نسائل ساقيا = ملاء القلوب بلا عج الاشواق
تالله لا ادري عشية أن سقى = ماذا سقى لمعاشر العشاق
قد خامرتني والكؤس لحاظه = فكاننا كنا على ميثاق
فاستنشداه عل يخبر صادقا = فلقد تشاكل امر هذا الساقي
احدافه ملئت من الافداح ام = اقداحه ملئت من الاحداق
وله أيضا
اسأت إلى نفسي وغيري جهالة = بسهو وعمد والمهيمن ساتر
وظني بأن الله جل جلاله = جميع ذنوبي حين موتى غافر
وله غير ذلك مرض في أوائل شعبان المعظم وأنقطع في داره وتوفي ليلة الخميس ثاني عشر ذي القعدة الحرام سنة تسع وثمانين ومائة وألف ودفن في مقبرة جامع البختي تجاه تكية بابا بيرم رحمه الله تعالى واموات المسلمين.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي
أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الاخلاصي الحلبي الأديب النظم البارع السميدع كان نادرة الشهباء في الأدب ونظم الشعر فاضلاً له اطلاع وفضيلة بالمعاني والبيان والعربية وفنون الأدب والعلم ممن اشرقت شمس آدابه واينعت حياض معارفه وراقت مواردها حسن الأخلاق مجيداً ماهراً محبوباً عند الناس ولد في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف وكان في ابتداء شبابه يتعاطى صناعة القصب ثم في عام ثمان وأربعين أنتقل إلى باب أموي حلب الشرقي واشتغل ببيع الورق فنسب حينئذ إلى الورق صحب أفاضل الشهباء وجد في الطلب اخذ العربية عن العالم الشيخ محمد الحموي واخذ ألفقه والعقائد عن الشيخ قاسم النجار واخذ البديع عن الشيخ قاسم اليكرجي وعن الشيخ محمد المعروف بابن الزمار واجازه علامة بغداد الشيخ صالح البغدادي وسمع معظم صحيح الامام البخاري عن المحدث محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة عام قفوله من الروم واخذ المصطلح والأدب والمعاني والبيان عن الشيخ أبي ألفتوح علي الميقتي باموي حلب وأنتفع به كثيراً واستجاز الشيخ صالح الجينيني الدمشقي عام ارتحاله إليها وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة وألف فاجازه بثبته وله أدبية وشعر واطلاع على فنون الأدب ومعرفة غنه من سمينه فن ذلك قوله متوسلاً بزاكي الاباء والحدود وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم
زمن الربيع به الازاهر = تفتر عن ثغر البشائر
فأنهض إلى روضي المنى = وأنف الهموم عن الضمائر
واسمع غناء بلابل = قد غار منها كل طائر
وتمايلت قضب الاراك = تريك ميلات المفاخر
والنهر يحكي ماؤه = درا اذيب على الجواهر
والشمس من حلل الغصو = ن كانها غير تناظر
وغدت نسيمات الريا = ض تنم عن سر الازاهر
والورد كلل خده = در من السحب المواطر
والاقحوأن كانه = اجفأن صب بات ساهر
فاطرب بما صنع الآله = وكن له يا صاح شاكر
منها
وأجل الكروب بمدح طه = المصطفى نور البصائر
ألفاتح البر الرؤ = ف محمد زاكي العناصر
والعاقب الماحي الذي = ضاءت بمبعثه الدياجر
ذي المعجزات الباهرا = ت ومن غدا للغي باتر
هو سيد سادت به = آباؤه الغر الأطاهر
وبه افتخار أولى الكما = ل من الأوائل والأواخر
طابت ارومة ذاته = والطيب لا ينفك عاطر
منها
ما الشمس الا من ضيا = ء جبينه حازت مفاخر
وإذا ألم بصحبه = ما البدر ما الزهر الزواهر
يا قطب دائرة النبيي = ن الكرام أولى المآثر
يا سيد الكونين يا = من لم يزل للحق ناصر
يا رحمة الله التي = قد نالها باد وحاضر
مولاي يا كنز العفا = مومن غدا بالعفو آمر
عفوا رسول الله عن = ذنب به الوراق حائر
أني استجرت بجاهك ال = احمى المنيع من المضائر
وبآلك الاطهار وال = اصحاب من سادوا العشائر
وبصاحبيك توسلي = لافوز من ظلم العناصر
وأنال في الآخرى شفا = عتك التي تمحو الكبائر
فلأنت اكرم شافع = حيث القلوب لدى الحناجر
فاقبل ضراعة عاجز = حين الشدائد غير صابر
صلى عليك وسلم ال = رحمن ما لمحت نواظر
وكذاك آلك والصحا = بة ما شدا في الدوح طائر
أو حن مشتاق إلى = أوطأنه أو سار سائر
وقوله متوسلاً بأشرف الوسائل وسيد الأواخر والأوائل صلى الله عليه وسلم
خطرت فغار الغصن من خطراتها = ورنت فشمنا السحر في حركاتها
غيداء رنحها الصبا بعقاره = فنضت سيوف الهند من لحظاتها
نصبت لنا شرك الغرام شعورها = فتكابنا وألفتك من عاداتها
ورمت حواجبها القسي سهام ما = قد راشت الاجفأن من نظراتها
طارحتها شكوى الغرام فلم يفد = الا تماديها على نفراتها
ودعوتها أخت الغزال ترفقي = في مهجة صبرت على زفراتها
ومحاجري ترعى النجوم وربما = اربت على الطوفأن في عبراتها
لم يرقها الا التكحل من ثرى = دار يفوح المسك من عنباتها
دار الذي وسع البرية فضله = وله اليد البيضا على ساداتها
أعني به طه الذي بجنابه = لاذت جميع الخلق في شدأنها
ما في العوالم ذرة الا به = تكوينها خلقاً واصل حياتها
جبلت على الحلق العظيم طباعه = من ذا يباريه بحسن صفاتها
قد طهر الاكوأن من دنس الردى = وازال ما قد كان من شبهأنها
وبه النجاة من الشدائد كلها = وخلاص أهل الكرب من كرباتها
تالله ما وصلت لعبد نعمة = الا وكان هو الممد لذاتها
مولاي يا ختم الرسالة جد على = نفس اضر الذنب في حالاتها
مالي سواك وأنت أكرم شافع = في المذنبين مشفع لنجاتها
صلى عليك الله ما هبت صبا = سحرا فهاج الصب من نفحاتها
وكذا على الآل الكرام وصحبك ال = اطهار من كرمت بطيب ذواتها
ابدا على مر الجديد مسلما = لا نال حسن الختم من بركاتها
وله مضمناً البيت الاخير
يا صاحبي قفا نسائل ساقيا = ملاء القلوب بلا عج الاشواق
تالله لا ادري عشية أن سقى = ماذا سقى لمعاشر العشاق
قد خامرتني والكؤس لحاظه = فكاننا كنا على ميثاق
فاستنشداه عل يخبر صادقا = فلقد تشاكل امر هذا الساقي
احدافه ملئت من الافداح ام = اقداحه ملئت من الاحداق
وله أيضا
اسأت إلى نفسي وغيري جهالة = بسهو وعمد والمهيمن ساتر
وظني بأن الله جل جلاله = جميع ذنوبي حين موتى غافر
وله غير ذلك مرض في أوائل شعبان المعظم وأنقطع في داره وتوفي ليلة الخميس ثاني عشر ذي القعدة الحرام سنة تسع وثمانين ومائة وألف ودفن في مقبرة جامع البختي تجاه تكية بابا بيرم رحمه الله تعالى واموات المسلمين.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي