م.أديب الحبشي
03-30-2011, 01:10 PM
مؤجري الموجوهرات في جدة
الأتاريك والكهرباء في جدة
كانت الإضاءة في منازل جدة وشوارعها وأزقتها وحوانيتها تتمثل في : القمرية التي تضاء بالزيت وتتم تعبئتها بالزلنبك ، والأتاريك والفوانيس واللمبات التنك " صفيح " التي كانت تصنع محلياً وهي ذات فتيلة من قماش معين متصلة بالزيت . ثم في مرحلة لاحقة بالغاز السائل . . وكانت شوارع جدة قد أضيئت بالمصابيح الغازية " الأتاريك " عام 1327هـ . وكان بيت قابل آنذاك وكلاء شركة ( جاز شل) . .
أما أشهر موزعي ومتعهدي الأسرجة والمتخصصين في إصلاحها منتصف القرن الرابع عشر الهجري العم " ألماس خميس " و " عبد الله ريري " و " نصار " و " النايتة " و" الأصفهاني " . وهم يؤجرون الأتاريك في الأفراح والمناسبات . . وكان " ميرزا حسين أصفهاني " وهو خال " محمد حسين أصفهاني " ينافس الماس خميس في تأمين إضاءة بعض الشوارع والحواري لحساب البلدية مع تجهيزها وإصلاحها . . كذلك كانت الأتاريك تعلق على قطع من الخشب المستطيل يشبه الزان وترص عليه بانتظام يحملها الموزع على كتفيه ويحمل معها سلماً صغيراً وكبريتاً لإشعالها وتعليقها في الأماكن المخصصة لها في الشوارع والأزقة وأغلبها من تلك التي فوقها طربوش من نفس مادة الإتريك . .
وفي مرحلة لاحقة أخذ عدد محدود من الأثرياء في جلب مواتير كهربائية خاصة بهم . وقلما يقترضها بعض المقربين جداً في ليالي الأفراح . . وكان أول من امتلك ماتوراً كهربائياً خاصاً في بيت بجدة هو الشيخ " محمد نور جوخدار " . . كذلك أحضرت بعض المواتير الخاصة بمقر السفارات الأجنبية . .
ثم حدث تطور أهم لدى قيام بعض التجار بجلب " المواتير " المحولات الكهربائي للاستثمار بتوصيل الكهرباء للمنازل والحوانيت بمقابل شهري يتم احتسابه على ما أذكر طبقاً لعدد اللمبات حيث كانت أجرة اللمبة الواحدة (5 ريالات ) شهرياً . لذا كان أصحاب المواتير يقومون بجولات تفتيشية على المشتركين لديهم لملاحظة إذا ما كانوا قد مدوا أية تمديدات للمبات إضافية دون علم أصحاب المواتير . .
هذا وكان أصحاب المحولات يقومون بإغلاق الكهرباء في ساعة محددة ليلياً . وأذكر . . حينها دخلت الكهرباء في بيتنا بحارة اليمن أول السبعينات الهجرية من القرن الرابع عشر الهجري . فقد كان العديد من أبناء الحارة من جيراننا يطلبون من الوالد يرحمه الله عدم إطفاء اللمبة التي تطل على البرحة مبكراً ليلة الجمعة ليتمكنوا من السمر على ضوئها . .
وكان بعض الأهالي إذا ما كان لديهم عرس يلجئون إلى صاحب المحول ملتمسين إبقاء الكهرباء مضاءً لما بعد وقتها المحدد ليلياً . .
أما أوائل رواد تلك النقلة من أصحاب المحولات التجارية فهم " كهرباء أبو زناده " جنوب جدة ، كهرباء باغفار " كهرباء باخشوين " وسط جدة ، كهرباء السرتي شمال جدة و عبد الله متبولي بحارة اليمن . . ثم تبعهم زكريا سلامة وعبد الوهاب ساعاتي وغيرهم .
وفي عام 1372هـ تأسست الشركة السعودية الوطنية للقوى الكهربائية " كهرباء جدة " وبدأت " كوفنكو " وهي شركة أمريكية نشاطها وقد أحضرها الشيخ / محمد بن لادن وكانت بداية عهد جديد اختفت معه الشركات الخاصة الأخرى .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
الأتاريك والكهرباء في جدة
كانت الإضاءة في منازل جدة وشوارعها وأزقتها وحوانيتها تتمثل في : القمرية التي تضاء بالزيت وتتم تعبئتها بالزلنبك ، والأتاريك والفوانيس واللمبات التنك " صفيح " التي كانت تصنع محلياً وهي ذات فتيلة من قماش معين متصلة بالزيت . ثم في مرحلة لاحقة بالغاز السائل . . وكانت شوارع جدة قد أضيئت بالمصابيح الغازية " الأتاريك " عام 1327هـ . وكان بيت قابل آنذاك وكلاء شركة ( جاز شل) . .
أما أشهر موزعي ومتعهدي الأسرجة والمتخصصين في إصلاحها منتصف القرن الرابع عشر الهجري العم " ألماس خميس " و " عبد الله ريري " و " نصار " و " النايتة " و" الأصفهاني " . وهم يؤجرون الأتاريك في الأفراح والمناسبات . . وكان " ميرزا حسين أصفهاني " وهو خال " محمد حسين أصفهاني " ينافس الماس خميس في تأمين إضاءة بعض الشوارع والحواري لحساب البلدية مع تجهيزها وإصلاحها . . كذلك كانت الأتاريك تعلق على قطع من الخشب المستطيل يشبه الزان وترص عليه بانتظام يحملها الموزع على كتفيه ويحمل معها سلماً صغيراً وكبريتاً لإشعالها وتعليقها في الأماكن المخصصة لها في الشوارع والأزقة وأغلبها من تلك التي فوقها طربوش من نفس مادة الإتريك . .
وفي مرحلة لاحقة أخذ عدد محدود من الأثرياء في جلب مواتير كهربائية خاصة بهم . وقلما يقترضها بعض المقربين جداً في ليالي الأفراح . . وكان أول من امتلك ماتوراً كهربائياً خاصاً في بيت بجدة هو الشيخ " محمد نور جوخدار " . . كذلك أحضرت بعض المواتير الخاصة بمقر السفارات الأجنبية . .
ثم حدث تطور أهم لدى قيام بعض التجار بجلب " المواتير " المحولات الكهربائي للاستثمار بتوصيل الكهرباء للمنازل والحوانيت بمقابل شهري يتم احتسابه على ما أذكر طبقاً لعدد اللمبات حيث كانت أجرة اللمبة الواحدة (5 ريالات ) شهرياً . لذا كان أصحاب المواتير يقومون بجولات تفتيشية على المشتركين لديهم لملاحظة إذا ما كانوا قد مدوا أية تمديدات للمبات إضافية دون علم أصحاب المواتير . .
هذا وكان أصحاب المحولات يقومون بإغلاق الكهرباء في ساعة محددة ليلياً . وأذكر . . حينها دخلت الكهرباء في بيتنا بحارة اليمن أول السبعينات الهجرية من القرن الرابع عشر الهجري . فقد كان العديد من أبناء الحارة من جيراننا يطلبون من الوالد يرحمه الله عدم إطفاء اللمبة التي تطل على البرحة مبكراً ليلة الجمعة ليتمكنوا من السمر على ضوئها . .
وكان بعض الأهالي إذا ما كان لديهم عرس يلجئون إلى صاحب المحول ملتمسين إبقاء الكهرباء مضاءً لما بعد وقتها المحدد ليلياً . .
أما أوائل رواد تلك النقلة من أصحاب المحولات التجارية فهم " كهرباء أبو زناده " جنوب جدة ، كهرباء باغفار " كهرباء باخشوين " وسط جدة ، كهرباء السرتي شمال جدة و عبد الله متبولي بحارة اليمن . . ثم تبعهم زكريا سلامة وعبد الوهاب ساعاتي وغيرهم .
وفي عام 1372هـ تأسست الشركة السعودية الوطنية للقوى الكهربائية " كهرباء جدة " وبدأت " كوفنكو " وهي شركة أمريكية نشاطها وقد أحضرها الشيخ / محمد بن لادن وكانت بداية عهد جديد اختفت معه الشركات الخاصة الأخرى .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)