أحمد كتبي
03-27-2011, 07:54 PM
أبو مسلم الخولاني العابد
أبو مسلم الخولاني العابد .
أدرك الجاهلية ، وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يره ، وقدم المدينة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر ، وهو معدود في كبار التابعين ، يعد في أهل الشام ، واسمه : عبد الله ابن ثوب ، وقد ذكرناه في اسمه . وقيل : عبد الله بن عوف . والأول أكثر .
كان فاضلاً ناسكاً عابداً ذا كرامات وفضائل . روى عنه أبو إدريس الخولاني وغيره من تابعي أهل الشام . روى إسماعيل بن عياش ، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن ، فبعث إلى أبي مسلم ، فلما جاءه قال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع . قال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم . فردد ذلك عليه ، وفي كله يقول مثل قوله الأول ، قال : فأمر به فالقي في نار عظيمة ، فلم تضره ، فقيل له : انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك . قال : فأمره بالرحيل ، فأتى المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر . فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ، ودخل المسجد فقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب ، فقام إليه فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل اليمني . قال : ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار ؟ قال : ذاك عبد الله بن ثوب . قال أنشدك الله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم . فاعتنقه عمر وبكى ، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر ، وقال : الحمد الله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم . قال إسماعيل بن عياش : وأنا أدركت رجلاً من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان ، يقولون للأمداد من عنس : صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره . قال أبو عمر : أما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري ، أخي عبد الله بن زيد مع مسيلمة ، فقتله مسيلمة وقطعه عضواً عضواً ، ويروى مثل آخره لرجل مذكور في الصحابة من خولان ، اسمه ذؤيب بن وهب ، أحرقه العنسي الكذاب باليمن . وإسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين ، وفي حديثه عن الشاميين لا بأس به . أخرجه أبو عمر .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير
أبو مسلم الخولاني العابد .
أدرك الجاهلية ، وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يره ، وقدم المدينة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر ، وهو معدود في كبار التابعين ، يعد في أهل الشام ، واسمه : عبد الله ابن ثوب ، وقد ذكرناه في اسمه . وقيل : عبد الله بن عوف . والأول أكثر .
كان فاضلاً ناسكاً عابداً ذا كرامات وفضائل . روى عنه أبو إدريس الخولاني وغيره من تابعي أهل الشام . روى إسماعيل بن عياش ، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن ، فبعث إلى أبي مسلم ، فلما جاءه قال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع . قال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم . فردد ذلك عليه ، وفي كله يقول مثل قوله الأول ، قال : فأمر به فالقي في نار عظيمة ، فلم تضره ، فقيل له : انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك . قال : فأمره بالرحيل ، فأتى المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر . فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ، ودخل المسجد فقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب ، فقام إليه فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل اليمني . قال : ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار ؟ قال : ذاك عبد الله بن ثوب . قال أنشدك الله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم . فاعتنقه عمر وبكى ، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر ، وقال : الحمد الله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم . قال إسماعيل بن عياش : وأنا أدركت رجلاً من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان ، يقولون للأمداد من عنس : صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره . قال أبو عمر : أما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري ، أخي عبد الله بن زيد مع مسيلمة ، فقتله مسيلمة وقطعه عضواً عضواً ، ويروى مثل آخره لرجل مذكور في الصحابة من خولان ، اسمه ذؤيب بن وهب ، أحرقه العنسي الكذاب باليمن . وإسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين ، وفي حديثه عن الشاميين لا بأس به . أخرجه أبو عمر .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير