م.أديب الحبشي
03-23-2011, 12:25 PM
الزواجات في جدة القديمة
حفل الزفاف في جدة
لم تكن تفصل بين عقد النكاح ومناسبة الزواج أكثر من شهر ونصف أو شهرين تتم خلالها الاستعدادات لحفل الزفاف وتجهيز أثاث الزوجية .
فعلى صعيد الحفل الرجالي كان البيت يفتح لعدة أيام قبل ليلة الزفاف . ولم يكن الناس يستأجرون العاملين . بل يقوم بالخدمة شباب الأسوة وأبناء الحارة الفزيعة كما لم تكن هناك أية محلات أو متعهدين بتأمين المفارش والدكاك والأتاريك ( أي الكلوب الذي يوقد بالغاز) وكافة مستلزمات الأفراح . بل كان القويم يتولى جلبها وجمعها من قبل أصحابها . . فمن هذا قطعتين ومن ذاك ثلاث قطع مثلاً يتم قيدها لإعادتها بعد حفل الزفاف . . وأول من أفتتح دكان لتأجير لوازم الأفراح بالمشورة مقابل شارع دخيل فهو من بيت "الدنه" .
وكان ينصب للطباخ مكان بجانب بيت الزواج لتجهيز الوجبات والولائم وكانت الدعوة الرئيسية حفل الغذاء يوم الخميس . . ولما كان القويم يتولى استلام الرفد ويقيد اسم المرسل حتى يتم إرسال معشرة طبلية من طعام الغذاء لكل من يرفد وعاده تشتمل المعشرة على : زربيان أو رز بخاري وسمبوسه "بف" وبعضهم لحم كبير وسلطة وطرنبة أو تطلى وهو ما يشبه حالياً
الكستر وأحياناً الششني وهو القرع العسلي الذي يطبخ بطريقة معينة .وكانت جميعها توضع في صحون ( شنكو ) . أما الفاكهة التي كانت لا تتوفر إلا موسمياً فقط فهي الحبب ( البطيخ ) والرطب . غير أن هذه لا تقدم في مناسبة الزواج . . المهم أن قائمة الرفد يحتفظ بها أهل العريس لرد الواجب في المناسبات لدى الرافدين . .
وفي المساء يرص الكرويت ويفرش بالليانات والمساند ويتم إشعال الأتاريك . . وأحياناً تقيم بعض الأسر "التختبوش" أو الكوشة وهي عبارة عن مسرح يتولى أحد المقربين إدارة وتقدم فقرات الحفل فيه والتي لا تتعدى عادة الخطابة والشعر والفكاهة . وللمنشد دور رئيسي في الحفل ويسمى الجسيس . وكان العريس يرتدي الزي العربي ليلة زفافه مع عقال من القصب ، وينتقل من دارة إلى بيت العروس مشياً على الأقدام في موكب من الأهل والمدعوين ، ويحمل البعض المباخر والأتاريك في مقدمة الموكب ، خاصة و أن الحواري والأزقة كانت مظلمة . . وكان المنشد يرافق العريس للصلاة بالمسجد وغالباً ما يكون الشافعي وبعد الصلاة يقف على عتبة المسجد وينشد له المنشد . ولدى الوصول إلى بيت العروس والترحيب بهم يعاود المنشد إنشاده ويحيي العروسين وأسرتيهما . . وكان الأهالي يلجئون للشعراء لتنظيم الشعر ( دون مقابل ) للمنشدين في الحفل . . ولا بد أن يتضمن الشعر اسم العريس وأل العروسين ، وينشدها المنشد عند الخروج من دار العريس ، وكذا عند الوصول إلى بيت العروس وتحيتهم . .
كذلك عادة ما يلقي أحد الطلبة الصغار كلمة لدى وصول موكب العريس إلى بيت العروس فيبادر أحدهم بغرس قلم في جيب الطالب .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
حفل الزفاف في جدة
لم تكن تفصل بين عقد النكاح ومناسبة الزواج أكثر من شهر ونصف أو شهرين تتم خلالها الاستعدادات لحفل الزفاف وتجهيز أثاث الزوجية .
فعلى صعيد الحفل الرجالي كان البيت يفتح لعدة أيام قبل ليلة الزفاف . ولم يكن الناس يستأجرون العاملين . بل يقوم بالخدمة شباب الأسوة وأبناء الحارة الفزيعة كما لم تكن هناك أية محلات أو متعهدين بتأمين المفارش والدكاك والأتاريك ( أي الكلوب الذي يوقد بالغاز) وكافة مستلزمات الأفراح . بل كان القويم يتولى جلبها وجمعها من قبل أصحابها . . فمن هذا قطعتين ومن ذاك ثلاث قطع مثلاً يتم قيدها لإعادتها بعد حفل الزفاف . . وأول من أفتتح دكان لتأجير لوازم الأفراح بالمشورة مقابل شارع دخيل فهو من بيت "الدنه" .
وكان ينصب للطباخ مكان بجانب بيت الزواج لتجهيز الوجبات والولائم وكانت الدعوة الرئيسية حفل الغذاء يوم الخميس . . ولما كان القويم يتولى استلام الرفد ويقيد اسم المرسل حتى يتم إرسال معشرة طبلية من طعام الغذاء لكل من يرفد وعاده تشتمل المعشرة على : زربيان أو رز بخاري وسمبوسه "بف" وبعضهم لحم كبير وسلطة وطرنبة أو تطلى وهو ما يشبه حالياً
الكستر وأحياناً الششني وهو القرع العسلي الذي يطبخ بطريقة معينة .وكانت جميعها توضع في صحون ( شنكو ) . أما الفاكهة التي كانت لا تتوفر إلا موسمياً فقط فهي الحبب ( البطيخ ) والرطب . غير أن هذه لا تقدم في مناسبة الزواج . . المهم أن قائمة الرفد يحتفظ بها أهل العريس لرد الواجب في المناسبات لدى الرافدين . .
وفي المساء يرص الكرويت ويفرش بالليانات والمساند ويتم إشعال الأتاريك . . وأحياناً تقيم بعض الأسر "التختبوش" أو الكوشة وهي عبارة عن مسرح يتولى أحد المقربين إدارة وتقدم فقرات الحفل فيه والتي لا تتعدى عادة الخطابة والشعر والفكاهة . وللمنشد دور رئيسي في الحفل ويسمى الجسيس . وكان العريس يرتدي الزي العربي ليلة زفافه مع عقال من القصب ، وينتقل من دارة إلى بيت العروس مشياً على الأقدام في موكب من الأهل والمدعوين ، ويحمل البعض المباخر والأتاريك في مقدمة الموكب ، خاصة و أن الحواري والأزقة كانت مظلمة . . وكان المنشد يرافق العريس للصلاة بالمسجد وغالباً ما يكون الشافعي وبعد الصلاة يقف على عتبة المسجد وينشد له المنشد . ولدى الوصول إلى بيت العروس والترحيب بهم يعاود المنشد إنشاده ويحيي العروسين وأسرتيهما . . وكان الأهالي يلجئون للشعراء لتنظيم الشعر ( دون مقابل ) للمنشدين في الحفل . . ولا بد أن يتضمن الشعر اسم العريس وأل العروسين ، وينشدها المنشد عند الخروج من دار العريس ، وكذا عند الوصول إلى بيت العروس وتحيتهم . .
كذلك عادة ما يلقي أحد الطلبة الصغار كلمة لدى وصول موكب العريس إلى بيت العروس فيبادر أحدهم بغرس قلم في جيب الطالب .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)