ريمة مطهر
03-15-2011, 05:00 PM
علي بن زين العابدين بن محمد علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الشكور آل زين العابدين 1272 هـ - 1343 هـ
علي بن زين العابدين بن محمد علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الشكور آل زين العابدين . عالم أديب ، شاعر . تخصص في المحاماة ومارسها بحذق ومهارة حتى بزّ كثيراً من المحامين في عصره . ولد بمكة المكرمة ونشأ بها ، وأخذ العلم عن أبيه ، وعن علماء المسجد الحرام ، وعرف بالفصاحة والجرأة في الحق وحسن الخط ، مارس المحاماة في المحاكم الشرعية ، ونبغ وظهر فيها فكان له ذكر حسن محمود في أهل مكة المكرمة والمحافل الشرعية ، والأوساط الأدبية ، إذ كان شاعراً يعتد به ، وكان دائم الحديث في مجلسه عن الشريف حسين بن علي حاكم الحجاز حينذاك ، وكان يذكر أنه وقع خطأ من الشريف حسين ، وأنه كان يبث الجواسيس في أرجاء مكة ليعلم ما يُقال عنه ، وكان أحياناً يتنكر في لباس المساكين ويقبع بجانب المجالس الملكية التي كثيراً ما تقام أمام دور أصحابها . وكان للمترجم له مجلس في حارة الباب يؤمه رجال من العلماء ورجال الفكر . لمح الشيخ علي الشريف حسين بن علي متنكراً يجلس خلف المجلس المنعقد أمام دار آل زين العابدين بحارة الباب . فلما رأى المترجم الشريف حسين مختبئاً في ثياب التنكر عرفه وأغتنم فرصة ليقول رأيه في تصرفاته ، وتكلم كثيراً مما في قلبه ولم يحرك الشريف حسين ساكناً ، ثم انسل من مكانه . في اليوم التالي طلب الشريف حسين والمترجم له ، وسأله ماذا كنت تقول ليلة البارحة في مجلسك . قال : كنت أقول الحق ، قال : بل كنت تفتري ، قال : والله لم أقل إلا الحق فصرفه من مجلسه وأصدر أمره بمنعه من المحاماة وعينه مستنطقاً بجدة ( وكيل نيابة يقوم بالتحقيق مع المذنبين ) .
وباشر عمله في جدة فترة من الزمن ، ثم طلب من الشريف حسين إعادته في المحاماة فسمح له على أن يبقى بجدة . ولم تمض فترة طويلة على الشريف حسين من جرأة مرافعاته التي كان بعض القضاة يعرضونها عليه فأمر بتعيينه في ينبع التي كانت إذ ذاك بمثابة منفى . وكان الشريف حسين إذا أراد أن يبعد مواطناً له قيمته عيّنه في وظيفة تليق بمكانته في مكان بعيد ، مثل ينبع أو غيرها من القرى النائية ، ( وهذا يعتبر عملاً سامياً كريماً منه ) ، احتراماً للعلماء وإجلالاً لقدرهم .
رجع إلى مكة المكرمة سنة 1341 هـ مستقيلاً ، وتوفى رحمه الله سنة 1343 هـ بمكة المكرمة .
المرجع
المعلمي ، عبد الله بن عبد الرحمن . أعلام المكيين . ج1 ، ص 125 – 126 . بتصرف .
علي بن زين العابدين بن محمد علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الشكور آل زين العابدين . عالم أديب ، شاعر . تخصص في المحاماة ومارسها بحذق ومهارة حتى بزّ كثيراً من المحامين في عصره . ولد بمكة المكرمة ونشأ بها ، وأخذ العلم عن أبيه ، وعن علماء المسجد الحرام ، وعرف بالفصاحة والجرأة في الحق وحسن الخط ، مارس المحاماة في المحاكم الشرعية ، ونبغ وظهر فيها فكان له ذكر حسن محمود في أهل مكة المكرمة والمحافل الشرعية ، والأوساط الأدبية ، إذ كان شاعراً يعتد به ، وكان دائم الحديث في مجلسه عن الشريف حسين بن علي حاكم الحجاز حينذاك ، وكان يذكر أنه وقع خطأ من الشريف حسين ، وأنه كان يبث الجواسيس في أرجاء مكة ليعلم ما يُقال عنه ، وكان أحياناً يتنكر في لباس المساكين ويقبع بجانب المجالس الملكية التي كثيراً ما تقام أمام دور أصحابها . وكان للمترجم له مجلس في حارة الباب يؤمه رجال من العلماء ورجال الفكر . لمح الشيخ علي الشريف حسين بن علي متنكراً يجلس خلف المجلس المنعقد أمام دار آل زين العابدين بحارة الباب . فلما رأى المترجم الشريف حسين مختبئاً في ثياب التنكر عرفه وأغتنم فرصة ليقول رأيه في تصرفاته ، وتكلم كثيراً مما في قلبه ولم يحرك الشريف حسين ساكناً ، ثم انسل من مكانه . في اليوم التالي طلب الشريف حسين والمترجم له ، وسأله ماذا كنت تقول ليلة البارحة في مجلسك . قال : كنت أقول الحق ، قال : بل كنت تفتري ، قال : والله لم أقل إلا الحق فصرفه من مجلسه وأصدر أمره بمنعه من المحاماة وعينه مستنطقاً بجدة ( وكيل نيابة يقوم بالتحقيق مع المذنبين ) .
وباشر عمله في جدة فترة من الزمن ، ثم طلب من الشريف حسين إعادته في المحاماة فسمح له على أن يبقى بجدة . ولم تمض فترة طويلة على الشريف حسين من جرأة مرافعاته التي كان بعض القضاة يعرضونها عليه فأمر بتعيينه في ينبع التي كانت إذ ذاك بمثابة منفى . وكان الشريف حسين إذا أراد أن يبعد مواطناً له قيمته عيّنه في وظيفة تليق بمكانته في مكان بعيد ، مثل ينبع أو غيرها من القرى النائية ، ( وهذا يعتبر عملاً سامياً كريماً منه ) ، احتراماً للعلماء وإجلالاً لقدرهم .
رجع إلى مكة المكرمة سنة 1341 هـ مستقيلاً ، وتوفى رحمه الله سنة 1343 هـ بمكة المكرمة .
المرجع
المعلمي ، عبد الله بن عبد الرحمن . أعلام المكيين . ج1 ، ص 125 – 126 . بتصرف .