م.أديب الحبشي
01-27-2011, 01:28 AM
مشايخ الحواري
وكان يتم اختيار العمدة من خلال ترشيح كبار أهل الحارة ممن يتوسمون فيه القدرة على تولي المنصب ومن ثم يتقدمون بمرشحهم إلى رئيس البلدية . . ثم يتم طلب العمدة المرشح أمام كبار أهل الحارة ويبلغ بتعيينه فيخرج سكان الحارة مع شيخهم الجديد يجوبون به شوارع وأزقة وبرحات الحارة وهم يرادون "شيخنا دائماَ . شيخنا دائماً" وبذا يتعرف الناس على شيخهم الجديد . ويرتدي الشيخ يوم توليه المشيخة أفخر ثيابه وهي : العمامة والثوب الأبيض والصدرية والبقشة الحزام ويضع فوقها المشلح كما يلقي عليه كبار رجال الحارة بالمشالح ترحيباً به . . . . ويعتبر شيخ الحارة محط أنظار ساكنيها . يجتمع في مركازه كبار أهل الحارة للتداول في شئونهم أمام منزله وفي مجلسه . . حيث للعمدة مركاز له هيبته ، ويتكون عادة من مجموعة من الدكاك الخشبية كالشريط مع من يقوم على مباشرة الحاضرين بالشاي والماء . . . إلخ وكنا ونحن أطفال نبتعد من المرور أمام مركاز العمدة لماله من مهابة . .
ويعتبر الحفاظ على أمن الحارة مهمة العمدة الرئيسية يساعده في ذلك نقيب الحارة وعدد من العسس الرسميين . كما يلعب دور المصلح الاجتماعي بين أفراد حارته وحل المشاكل الأسرية لسكان حارته ويفصل في الكثير من الأمور المادية . . وله أن يستعين بعقلاء ووجهاء حارته وشبابها متى ما اقتضت المصلحة لذلك .
ولما كانت لعبة المزمار هي اللعبة الشعبية في جدة . ويرقص فيها الشباب والكبار رقصات رجولية وسط أهازيج جماعية واستعراضية . فإن الإذن بنصب اللعبة في الحارة لا بد أن يقترن بسماح العمدة والذي يفرض هيبته وانضباطه على اللاعبين . . ومن جهة أخرى فقد كانت للعمدة كلمة مسموعة لدى مختلف الدوائر الرسمية ويقضي حوائج بعض سكان حارته وأذكر أن العمدة كان له مساجينه الذين يودعهم لدى مراكز الشرطة ويسمى سجين العمدة ولا يطلق سراحه إلا بأمره .
هذا وكانت البلدية قد طرحت قبل حوالي خمسين عاماً مناقصة نظامية لنظافة المدينة فرست المناقصة على شخصين أحدهما شيخ حارة اليمن محمود عبد الصمد بحيث قسمت جدة قسمين وكان نصيب شيخ اليمن نظافة حارة اليمن وحارة الشام وما جاورهما بينما النصف الآخر من المدينة يختص بنظافة حارة المظلوم وحارة الشام حتى البغدادية وتعهد به صالح حمتو الساعاتي وكان على كل منهما تأمين العمالة اللازمة وكافة مستلزمات النظافة . وأذكر أنه كانت توجد عزلة خلف بيت الشيخ عبد الصمد بحارة اليمن يضع فيها البهائم والعربات التي خصصها للنظافة . .
هذا وكان قد تولى رئاسة بلدية جدة في العهد العثماني على التوالي :
عبد الله أغا محتسب
عبد الكريم حبيب
احمد قمصاني
احمد عارف
أما في العهد الهاشمي فقد رأس البلدية :
سليمان قابل .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
وكان يتم اختيار العمدة من خلال ترشيح كبار أهل الحارة ممن يتوسمون فيه القدرة على تولي المنصب ومن ثم يتقدمون بمرشحهم إلى رئيس البلدية . . ثم يتم طلب العمدة المرشح أمام كبار أهل الحارة ويبلغ بتعيينه فيخرج سكان الحارة مع شيخهم الجديد يجوبون به شوارع وأزقة وبرحات الحارة وهم يرادون "شيخنا دائماَ . شيخنا دائماً" وبذا يتعرف الناس على شيخهم الجديد . ويرتدي الشيخ يوم توليه المشيخة أفخر ثيابه وهي : العمامة والثوب الأبيض والصدرية والبقشة الحزام ويضع فوقها المشلح كما يلقي عليه كبار رجال الحارة بالمشالح ترحيباً به . . . . ويعتبر شيخ الحارة محط أنظار ساكنيها . يجتمع في مركازه كبار أهل الحارة للتداول في شئونهم أمام منزله وفي مجلسه . . حيث للعمدة مركاز له هيبته ، ويتكون عادة من مجموعة من الدكاك الخشبية كالشريط مع من يقوم على مباشرة الحاضرين بالشاي والماء . . . إلخ وكنا ونحن أطفال نبتعد من المرور أمام مركاز العمدة لماله من مهابة . .
ويعتبر الحفاظ على أمن الحارة مهمة العمدة الرئيسية يساعده في ذلك نقيب الحارة وعدد من العسس الرسميين . كما يلعب دور المصلح الاجتماعي بين أفراد حارته وحل المشاكل الأسرية لسكان حارته ويفصل في الكثير من الأمور المادية . . وله أن يستعين بعقلاء ووجهاء حارته وشبابها متى ما اقتضت المصلحة لذلك .
ولما كانت لعبة المزمار هي اللعبة الشعبية في جدة . ويرقص فيها الشباب والكبار رقصات رجولية وسط أهازيج جماعية واستعراضية . فإن الإذن بنصب اللعبة في الحارة لا بد أن يقترن بسماح العمدة والذي يفرض هيبته وانضباطه على اللاعبين . . ومن جهة أخرى فقد كانت للعمدة كلمة مسموعة لدى مختلف الدوائر الرسمية ويقضي حوائج بعض سكان حارته وأذكر أن العمدة كان له مساجينه الذين يودعهم لدى مراكز الشرطة ويسمى سجين العمدة ولا يطلق سراحه إلا بأمره .
هذا وكانت البلدية قد طرحت قبل حوالي خمسين عاماً مناقصة نظامية لنظافة المدينة فرست المناقصة على شخصين أحدهما شيخ حارة اليمن محمود عبد الصمد بحيث قسمت جدة قسمين وكان نصيب شيخ اليمن نظافة حارة اليمن وحارة الشام وما جاورهما بينما النصف الآخر من المدينة يختص بنظافة حارة المظلوم وحارة الشام حتى البغدادية وتعهد به صالح حمتو الساعاتي وكان على كل منهما تأمين العمالة اللازمة وكافة مستلزمات النظافة . وأذكر أنه كانت توجد عزلة خلف بيت الشيخ عبد الصمد بحارة اليمن يضع فيها البهائم والعربات التي خصصها للنظافة . .
هذا وكان قد تولى رئاسة بلدية جدة في العهد العثماني على التوالي :
عبد الله أغا محتسب
عبد الكريم حبيب
احمد قمصاني
احمد عارف
أما في العهد الهاشمي فقد رأس البلدية :
سليمان قابل .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
