شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ورش الحجارة واللغمجية بمكة


ريمة مطهر
03-01-2011, 08:23 PM
ورش الحجارة واللغمجية بمكة


الورشة : هي المكان الذي يعمل فيه الحجّارة – أهل صناعة الحجر – بعد ضربها وكسرها من الجبل لتجهيزها لتكون صالحة للبناء ، ويستخدمون في ذلك أدوات : ( الديناميت ) وبعض المعاول الحديدية ، ويسمونها ( الفاقوش ) والمطرقة ، والورش مثل معامل الطوب ومصانعه حالياً ، وكان هناك الكثير من الورش بمكة التي تجهز الحجارة ، فمنها على سبيل المثال :

ورشة في أبو لهب : من الجهة الشمالية ، فتكون قريبة لمن في تلك الجهة كجرول والبيبان والشهداء .

وفي المسفلة : من الجهة الجنوبية كذلك ، وفي المعابدة : وفي الحفاير ، وفي شعب عامر ، وجياد ، وكانت مجهزة بالمواصلات وهي " الحمير " لايصال الحجارة إلى مكان العمل بأجرة مقدرة معلومة ، وكان أصحاب الورش يتفننون في نقش الحجر ليصبح ناعماً أملس ، حيث يساعد القراري والمعلم والفلاتي والمروّج في إخراج البنيان في صورة حسنة ، تسر الناظرين ، وتريح المنقِّل من تعب التعديل والتقويم .

وكذلك المعلم له دور فعال في رص الحجارة بيده ، وتقويمها بميزانه ( الخيطي أو المائي ) وربما استغنى عن الميزان بعدالة الحجارة ونعومتها وملاستها فيكون البنيان مثل المسطرة القائمة . وما ذاك إلا من ( المعلمانية والحرفنة ) في التكحيل الجميل للحجارة المكحلة على يد المعلم الماهر الباهر .

ويقول الكردي إضافة إلى ما تقدم : ( وكان نقل الأحجار التي تكسر من جبال مكة المكرمة لبناء البيوت والعمارات في داخل البلدة ، يتم بواسطة الحمير فيعملون لكل حمار من أخشاب الأشجار القوية أربع مثلثات متساويات الساقين ، ثم يجعلون كل مثلثين متقابلين بينهما نحو نصف متر ثم يوصلون رأسها بخشبة كما يوصلون رؤوس ساقيهما بخشبة واحدة وسطهما حال ثم يضعون كل مثلثين في جانبي الحمار من فوق البردعة بعد ربط أطراف ساقيهما ببعضها بحبل غليظ قوي ثم يجعلون قطع الأحجار المكسرة من الجبال في داخل المثلثين من الجانبين في كل جانب نحو أربعة أحجار أو خمسة بحسب كبر الحجارة وصغرها ، ثم يأتون بها فوق الحمير من محل تكسير الجبال إلى داخل البلدة حيث يتم البناء ، وكذلك كان الأمر بالنسبة لنقل النورة بواسطة الحمير بعد وضعها في كيس من الخيش ) .

هكذا كان الحال في بناء المنازل والبيوت ، قبل وجود الإسمنت ، والخرسانة الجاهزة الآن .


المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .