ريمة مطهر
02-26-2011, 08:39 PM
ملابس الرجال في مكة المكرمة
كان السادة العلماء يلبسون الثياب البيضة المصنوعة من الكتان أو من البفتة وفوقها الشاية والشاية عبارة عن جبة مفتوحة إلى أنها تربط بحزام رفيع لتقفل من الوسط ، وفوقها الجبة .
أما الرأس فكان يزين بالعمامة الحجازية الألفي ، وتتميز ملابس العلماء عن غيرهم فهي واسعة ولا يتكلفون في أقمشتها . وكانت أقمشة ملابسهم تختلف على حسب الفصول عندهم ففي فصل الصيف تكون ملابسهم من الكتان الأبيض أو البفتة .
أما في الشتاء فيرتدون الجبة من قماش الصوف ، وكانت ذات ألوان هادئة – تليق بوقار العالم ، وتتميز عمامتهم بكبرها وبلفتها وفي غاية الإتقان ، وأحياناً يرتدي العالم معها الشال – وغالباً ما يكون من الصوف - حول رقبته ويسدله على أطراف كتفيه من الأمام .
أما ملابسهم الداخلية فكانت السروال الطريل والعرَّاقية ، والسروال عبارة عن بنطلون واسع شبيه ببنطلون البيجامة ، إلا أنه واسع جداً ، وله دكة تربط بالوسط ، أما العراقية فهي عبارة عن فنيلة بيضاء إلا أنها من قماش خفيف جداً مثل الشاش .
أما ملابس التجار فتتكون من الأجزاء التي تتكون منها ملابس العلماء لكن بإضافة حزام مصنوع من الأبريسم ويربط فوق الشاية وكانوا يقولون ( البريسمي ) وهو من صناعة الشام وينسج من الحرير الأحمر تزينه الورود المشغولة ويتميز بأنه رفيع جداً ويطلقون عليه ( حزام تجاري ) والاختلاف يكون في نوعية القماش الذي يكون أكثر أناقة وأغلى من ملابس العلماء وفي فصل الصيف يستخدمون الأقمشة الكتانية المنشّاة التي تظهر عليها لمعة بيضاء جميلة ، كما يستخدمون عمامة من الحرير الخالص ويسمونها ( الرشوان ) أو الرشواني .
أما في فصل الشتاء فكانوا يستخدمون الأقمشة الصوفية كما هي العادة في غالب المجتمعات ، وكان أغلى أنواعها في ذلك الوقت ما يسمى بـ ( الأنقوري ) ، وفي العادة يستخدم التجار ألوان الأقمشة الفاتحة والمزينة بالتطريز وتكون ملابس التجار مكلفة أكثر من ملابس العلماء ، فالسروال لابد أن يكون طويلاً ، ويزين طرفه ، فلو مشى أحدهم أو جلس يظهر طرف السروال المشغول ، وهو مطرز بنسل الإبرة ، وأيضاً الثياب وخاصة الأكمام والياقات ولا يكتفون بتطريز أطراف السروال بل حتى الدكة كانت تطرز ، وإذا كان الرجل كبيراً في السن أو زاهداً فإن التطريز يستخدم في تزيين ملابس خاصة تسمى ( قصة ونسله ) .
أما العمامة فقد كانوا يتميزون بإتقان لفتها وإحكامها ، حتى إنه ليعرف الشخص منهم بلفته من أي حارة ، أو كان من العلماء أو من طلبة العلم أو العمد وكبار رجال الحارة ، أو من أبناء الموسرين أو من المعسرين . ويا لها من عادات جميلة ، يعرف من خلالها العالم وطالب العلم والغني والفقير والصنائعي والمهني ، بل حتى الغريب الدخيل على الحارة ، إنها أذواق ومشارب أهل مكة في منافذهم العلمية والتاريخية والاجتماعية . وسبحان مغير الأحوال .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .
كان السادة العلماء يلبسون الثياب البيضة المصنوعة من الكتان أو من البفتة وفوقها الشاية والشاية عبارة عن جبة مفتوحة إلى أنها تربط بحزام رفيع لتقفل من الوسط ، وفوقها الجبة .
أما الرأس فكان يزين بالعمامة الحجازية الألفي ، وتتميز ملابس العلماء عن غيرهم فهي واسعة ولا يتكلفون في أقمشتها . وكانت أقمشة ملابسهم تختلف على حسب الفصول عندهم ففي فصل الصيف تكون ملابسهم من الكتان الأبيض أو البفتة .
أما في الشتاء فيرتدون الجبة من قماش الصوف ، وكانت ذات ألوان هادئة – تليق بوقار العالم ، وتتميز عمامتهم بكبرها وبلفتها وفي غاية الإتقان ، وأحياناً يرتدي العالم معها الشال – وغالباً ما يكون من الصوف - حول رقبته ويسدله على أطراف كتفيه من الأمام .
أما ملابسهم الداخلية فكانت السروال الطريل والعرَّاقية ، والسروال عبارة عن بنطلون واسع شبيه ببنطلون البيجامة ، إلا أنه واسع جداً ، وله دكة تربط بالوسط ، أما العراقية فهي عبارة عن فنيلة بيضاء إلا أنها من قماش خفيف جداً مثل الشاش .
أما ملابس التجار فتتكون من الأجزاء التي تتكون منها ملابس العلماء لكن بإضافة حزام مصنوع من الأبريسم ويربط فوق الشاية وكانوا يقولون ( البريسمي ) وهو من صناعة الشام وينسج من الحرير الأحمر تزينه الورود المشغولة ويتميز بأنه رفيع جداً ويطلقون عليه ( حزام تجاري ) والاختلاف يكون في نوعية القماش الذي يكون أكثر أناقة وأغلى من ملابس العلماء وفي فصل الصيف يستخدمون الأقمشة الكتانية المنشّاة التي تظهر عليها لمعة بيضاء جميلة ، كما يستخدمون عمامة من الحرير الخالص ويسمونها ( الرشوان ) أو الرشواني .
أما في فصل الشتاء فكانوا يستخدمون الأقمشة الصوفية كما هي العادة في غالب المجتمعات ، وكان أغلى أنواعها في ذلك الوقت ما يسمى بـ ( الأنقوري ) ، وفي العادة يستخدم التجار ألوان الأقمشة الفاتحة والمزينة بالتطريز وتكون ملابس التجار مكلفة أكثر من ملابس العلماء ، فالسروال لابد أن يكون طويلاً ، ويزين طرفه ، فلو مشى أحدهم أو جلس يظهر طرف السروال المشغول ، وهو مطرز بنسل الإبرة ، وأيضاً الثياب وخاصة الأكمام والياقات ولا يكتفون بتطريز أطراف السروال بل حتى الدكة كانت تطرز ، وإذا كان الرجل كبيراً في السن أو زاهداً فإن التطريز يستخدم في تزيين ملابس خاصة تسمى ( قصة ونسله ) .
أما العمامة فقد كانوا يتميزون بإتقان لفتها وإحكامها ، حتى إنه ليعرف الشخص منهم بلفته من أي حارة ، أو كان من العلماء أو من طلبة العلم أو العمد وكبار رجال الحارة ، أو من أبناء الموسرين أو من المعسرين . ويا لها من عادات جميلة ، يعرف من خلالها العالم وطالب العلم والغني والفقير والصنائعي والمهني ، بل حتى الغريب الدخيل على الحارة ، إنها أذواق ومشارب أهل مكة في منافذهم العلمية والتاريخية والاجتماعية . وسبحان مغير الأحوال .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .