مشاهدة النسخة كاملة : جصة
تسنيم كتبي
01-25-2011, 09:05 PM
جصة
جصة ، جمعه جصاص
قال حميدان الشويعر :
في ماله تعيزل وتبيزل *** ما قال الجصة ممخورة
وقال عبد المحسن الصالح :
وجدي على الجصة وعدل الشعير *** وسنافي يروين من جمة البير
وقال إبراهيم بن جعيثن :
يعطيها مفتاح الجصة *** ويذيها من كثر احلافه
وقال عبد العزيز بن عبيد :
والله يا لو إن له جصة ومنقولة *** وانه وكيل علة مصلحة الاسبال
جصة : غرفة صغيرة تقام في زاوية في غرفة من المنزل يكنز فيها التمر ، وعادة تتسع لما يكفي صاحب المنزل لسنة كاملة .
وسميت جصة لأنها تبنى بالجص ، تصب جدرانها منه ثم تقام وتطلى به جيداً ، ويوضع لها باب صغير مرتفع عن حد مستوى التمر .
المرجع
سعد بن عبد الله بن جنيدل ، كتاب بيت السكن
تسنيم كتبي
02-06-2011, 09:03 PM
بناء الجصة وكنز التمر فيها
تقام الجصة داخل غرفة من غرف المنزل ، وهي غرفة صغيرة مربعة الشكل ، تبنى في زاوية بحيث يكون جانبان منها من جدران الغرفة ، وجانبان يبنيان من الجص ، ويكون بابها في أحد هذين الجانبين .
يحضر كمية كافية من الجص ، وكمية نظيفة من الرمل ، ويفرش الرمل في أرض الغرفة التي ستبنى فيها ، ثم يقدر مقياس حجم الجدارين اللذين سيبنيان ومقدار سعة بابها ، ثم يخلط الجص بالماء ويصب على الرمل المفروش كل جدار على حدة ، وتوضع في أحدهما فتحة بابها ، وفائدة صبهما على الرمل فصلهما في أرض الغرفة لئلا يلتصقا بها ويصعب نزعهما .
وبعد أن ييبسا يقامان في مقابل جداري زاوية الغرفة ويثبتان ، ويصب جدار ثالث من الجص يكون سقفاً لها ويثبت الجداران بالجص ، وتليص كلها من داخلها بالجص ، ويركب لها باب من الخشب مرتفع في الأرض ملاصق لسقفها يتسع للرجل الذي ينزل فيها منصلتاً ، ويوضع على بابها أيضاً ستار من الخام الجيد يحيط ببابها يسمى سروال الجصة يلف على بابها جيداً ليحفظها من الغبار ودخول الحشرات فيها ، ويوضع في زاويتها مما يلي الأرض ثقب حجمه سعته بمقدار نصف بوصة . وتوضع تحته حفرة صغيرة وتليص بالجص تسمى جفيرة الدبس ـ تصغير جفرة ـ يصب فيها الدبس من الجصة من خلال الثقب الموضوع لهذا الغرض ، وتترك الجصة أياماً حتى تيبس حيطانها يبساً تاما ثم يرب داخلها كله .
وطريقة الرب هي أن يؤتي بتمر قد أخرج منه نواه ثم يذاب في ماء ثم يوضع على الناي يغلي ويتعقد ثم تطلى به حيطانها ، وبعد أن تجف تصبح جاهزة لكنز التمر فيها .
أما كنز التمر فيها ، فإنه يؤتى بكميات التمر جافة ثم يوضع في قدر فيه ماء لينظف مما علق به من غبار وشوائب أخرى ، ثم يصفى من الماء ويوضع في الجصة . وكلما نظفت كمية ووضعت في الجصة غسلت كمية أخرى ووضعت فيها إلى أن تتكامل كمية التمر كلها في الجصة ويرش بقليل من الماء ، وأثناء هذه العملية يكون الماء الذي علق بكميات التمر يصب من فتحة الدبس في جفيرة الدبس المعدة لهذا الغرض ، فإذا امتلأت الجفيرة غرف منها وصب على التمر في الجصة ، وهكذا يستمر غرفه وإعادته للجصة إلى أن يثقل ويتحول إلى دبس ثقيل ، وعندئذ يسد مجراه من الثقب بصمامة ويتوقف صبه في الجفيرة .
ويترك التمر على هيئته مقفلة عليه الجصة ، وبعد أيام قليلة يكون التمر قد انهضم وارتص بعضه على بعض فيؤتى بحصير مسفوف من خوص النخل متين بقدر سطح التمر فيفرش بماء ثم يفرش على التمر ثم يرص بحجارة ثقيلة ترصف عليه حتى تغطي كل سطحه ، وهذا معنى قول الشاعر هويشل :
التمر حط بجصة رص فيها
ثم يبقى مرصوصاً بالحجارة مدة حتى ينهضم ويلتصق بعضه ببعض ، وعند الحاجة إليه يرفع بعض الحجارة مما يلي باب الجصة ثم يرفع جانب الحصير كذلك فيؤخذ منه ما يحتاج إليه ، هذا هو كنز التمر في الجصة وعناه الشاعر محمد بن منصور بقوله :
مع مثلهن جصاصكم كنزوها
وتختلف أحجام الجصة من بيت إلى آخر حسب إمكانيات كل أسرة وحاجتها من التمر .
وعادة كل أسرة تكنز من التمر ما يكفيها لسنة كاملة ولا سيما ذوو القدرة من الناس .
ومن جيد ما قيل فيها :
قال هويشل بن عبد الله :
التمر حط بجصة رص فيها *** وخلوك يا عبد العزيز اللباد
وقال محمد بن عبد الله بن منصور من أهل الشعراء :
عامين مع عامين وعام احسبوها *** وتلقى به الورعان تلقط حتاته
مع مثلهن جصاصكم كنزوها *** يشوق قداعه بزين تمراته
المرجع
سعد بن عبد الله بن جنيدل ، كتاب بيت السكن