ريمة مطهر
02-23-2011, 07:36 PM
فاطمة بنت الخطاب
رضي الله عنها
سُجل اسمها في ذاكرة التاريخ ووعى الأمة من خلال إسلام أخيها " عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ، ويكفيها فخراً واعتزازاً أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين قد تحققت على يديها .
نسبها
إنها أم جميل فاطمة بنت الخطاب أخت عمر رضي الله عنهما , نشأت فاطمة في بيت أبيها الخطاب بن نُفيل المخزومي القُرشي صاحب الشرف والرفعة والفضائل العربية ، وأمها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة .
كانت فاطمة بنت الخطاب صحابية جليلة لها السبق إلى الإسلام ، هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل - أحد العشرة المبشرين بالجنة - حيث أسلما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وأنجبت له عبد الرحمن .
فضلها في إسلام الفاروق
فيحكِى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قصة إسلامه على يديها ، فيقول : خرجتُ بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام ، فإذا بنعيم ابن عبد الله المخزومي ، فقلتُ له : أرَغِبْتَ عن دين آبائك إلى دين محمد ؟ قال : قد فعل ذلك من هو أعظم عليكَ حقّاً مني . فقلتُ : ومَنْ هو ؟ قال : أختك فاطمة وخَتنُك ( صهرك ) زوجها ( سعيد بن زيد ) . فانطلقتُ فوجدتُ الباب مغلقاً ، وسمعتُ هَمْهَمَة ، ولما فُتِح الباب – دخلتُ ، فقلتُ : ما هذا الذي أسمعُ ؟ قالتْ فاطمة : ما سمعت شيئاً . فما زال الكلام بيننا حتى أخذتُ برأسها ، فقالتْ : قد كان ذلك على رغم أنفك ، فاستحييتُ حين رأيت الدم .
وقلت : أروني الكتاب الذي سمعتكم تقرءون آنفاً . فقالت : إنا نخشاك عليه ، فقلتُ : لا تخافي وحلفت بالآلهة لأردّنه - إذا قرأتُه – إليهم ، فقالت : إنه لا يمسهٍ إلا المطهرون ، فاغتسلتُ ، فقرأتُ : بسم اللَّه الرحمن الرحيم : ( طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى ) . [ طه : 1 - 5 ]
فقلتُ : ما أحسنَ هذا الكلام وأكرمَه ، فلما سمع منى خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا الكلام خرج من مخبئه ، حيث كان يُقْرِئها وزوجَها القرآن ، فلما سمعني - أَطْرُق على الباب - خشى وتخفّى فيه ، فقال : يا عمر . إني لأرجو اللَّه أن يكون قد خصَّك بدعوة نبيه ، فإنِّي سمعتُه أمس وهو يقول : " اللهم أيِّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب . " ( وفي رواية : بأحد العُمَرَيْن ) . فاللهَ اللهَ يا عمر .
فقلتُ لخباب : دلني على محمد ؛ حتى آتيه فأُُسْلِم . فأخذني إلى بيت الأرقـم بن أبي الأرقم ( على الصفا ) ، حتى قلت أمـام رسـول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، حينئذ كَبَّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فكَبَّر الصحابة وهللوا، وأعلنوا فرحتهم . [ أبو نعيم ]
أهم ملامح شخصيتها
قد كان لها دور مهم في بداية الدعوة ، فقد أعطتْ نموذجاً كريماً للمرأة في الكتمان والسرية حفاظاً على الإسلام وعلى رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وضربْت – كذلك - مثالاً في الشجاعة .
يُروى أن المشركين هاجموا المسلمين ذات يوم ، وكان فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وضُرب أبو بكر ضرباً شديداً ، ثم حُمل إلى داره . فلما أفاق سأل أمه " أم الخير " : ما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : واللَّه مالي علم بصاحبك ! فقال : اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه .
فخرجَتْ حتى جاءت أمَّ جميل ، فقالتْ : إن أبا بكر يسألكِ عن محمد بن عبد اللَّه ، فقالت أم جميل : ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد اللَّه ، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك . قالتْ : نعم . فمضتْ معها حتى وجدتْ أبا بكر صريعاً ، فاقتربتْ أم جميل منه ، وصاحت : واللَّه إن قوماً نالوا هذا منك ، لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم اللَّه منهم . قال : فما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هذه أمك تسمع ، قال : فلا شيء عليك منها . قالت : سالم صالح . قال : أين هو؟ قالت : في دار ابن الأرقم . قال : فإن للَّه عليّ لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً حتى آتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . فأمهلتاه حتى سكن الناس . ثم خرجتا به يتكئ عليهما ؛ حتى أدخلتاه علـى رسـول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد روت رضي اللَّه عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث .
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة
رضي الله عنها
سُجل اسمها في ذاكرة التاريخ ووعى الأمة من خلال إسلام أخيها " عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ، ويكفيها فخراً واعتزازاً أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين قد تحققت على يديها .
نسبها
إنها أم جميل فاطمة بنت الخطاب أخت عمر رضي الله عنهما , نشأت فاطمة في بيت أبيها الخطاب بن نُفيل المخزومي القُرشي صاحب الشرف والرفعة والفضائل العربية ، وأمها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة .
كانت فاطمة بنت الخطاب صحابية جليلة لها السبق إلى الإسلام ، هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل - أحد العشرة المبشرين بالجنة - حيث أسلما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وأنجبت له عبد الرحمن .
فضلها في إسلام الفاروق
فيحكِى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قصة إسلامه على يديها ، فيقول : خرجتُ بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام ، فإذا بنعيم ابن عبد الله المخزومي ، فقلتُ له : أرَغِبْتَ عن دين آبائك إلى دين محمد ؟ قال : قد فعل ذلك من هو أعظم عليكَ حقّاً مني . فقلتُ : ومَنْ هو ؟ قال : أختك فاطمة وخَتنُك ( صهرك ) زوجها ( سعيد بن زيد ) . فانطلقتُ فوجدتُ الباب مغلقاً ، وسمعتُ هَمْهَمَة ، ولما فُتِح الباب – دخلتُ ، فقلتُ : ما هذا الذي أسمعُ ؟ قالتْ فاطمة : ما سمعت شيئاً . فما زال الكلام بيننا حتى أخذتُ برأسها ، فقالتْ : قد كان ذلك على رغم أنفك ، فاستحييتُ حين رأيت الدم .
وقلت : أروني الكتاب الذي سمعتكم تقرءون آنفاً . فقالت : إنا نخشاك عليه ، فقلتُ : لا تخافي وحلفت بالآلهة لأردّنه - إذا قرأتُه – إليهم ، فقالت : إنه لا يمسهٍ إلا المطهرون ، فاغتسلتُ ، فقرأتُ : بسم اللَّه الرحمن الرحيم : ( طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى ) . [ طه : 1 - 5 ]
فقلتُ : ما أحسنَ هذا الكلام وأكرمَه ، فلما سمع منى خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا الكلام خرج من مخبئه ، حيث كان يُقْرِئها وزوجَها القرآن ، فلما سمعني - أَطْرُق على الباب - خشى وتخفّى فيه ، فقال : يا عمر . إني لأرجو اللَّه أن يكون قد خصَّك بدعوة نبيه ، فإنِّي سمعتُه أمس وهو يقول : " اللهم أيِّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب . " ( وفي رواية : بأحد العُمَرَيْن ) . فاللهَ اللهَ يا عمر .
فقلتُ لخباب : دلني على محمد ؛ حتى آتيه فأُُسْلِم . فأخذني إلى بيت الأرقـم بن أبي الأرقم ( على الصفا ) ، حتى قلت أمـام رسـول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، حينئذ كَبَّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فكَبَّر الصحابة وهللوا، وأعلنوا فرحتهم . [ أبو نعيم ]
أهم ملامح شخصيتها
قد كان لها دور مهم في بداية الدعوة ، فقد أعطتْ نموذجاً كريماً للمرأة في الكتمان والسرية حفاظاً على الإسلام وعلى رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وضربْت – كذلك - مثالاً في الشجاعة .
يُروى أن المشركين هاجموا المسلمين ذات يوم ، وكان فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وضُرب أبو بكر ضرباً شديداً ، ثم حُمل إلى داره . فلما أفاق سأل أمه " أم الخير " : ما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : واللَّه مالي علم بصاحبك ! فقال : اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه .
فخرجَتْ حتى جاءت أمَّ جميل ، فقالتْ : إن أبا بكر يسألكِ عن محمد بن عبد اللَّه ، فقالت أم جميل : ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد اللَّه ، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك . قالتْ : نعم . فمضتْ معها حتى وجدتْ أبا بكر صريعاً ، فاقتربتْ أم جميل منه ، وصاحت : واللَّه إن قوماً نالوا هذا منك ، لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم اللَّه منهم . قال : فما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هذه أمك تسمع ، قال : فلا شيء عليك منها . قالت : سالم صالح . قال : أين هو؟ قالت : في دار ابن الأرقم . قال : فإن للَّه عليّ لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً حتى آتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . فأمهلتاه حتى سكن الناس . ثم خرجتا به يتكئ عليهما ؛ حتى أدخلتاه علـى رسـول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد روت رضي اللَّه عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث .
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة