ريمة مطهر
02-23-2011, 12:02 AM
نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها
( الصامدة )
نسبها
هي " نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص " ، وقد تزوجها عثمان رضي الله عنه وهى نصرانية ، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى . وقد زوجّها له أخوها ضب ، وحملها إلى عثمان رضي الله عنه في المدينة ، وكان مسلماً وكان أبوها نصرانيّاً ، وأنجبت له ثلاثاً : أم خالد ، وأروي ، وأم أبان الصغرى .
من ملامح شخصيتها
كانت رمز الشجاعة والصبر والصمود ، ذات الأدب والبلاغة والفصاحة ، تزوجها عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة ، وكان عثمان رضي الله عنه يستشيرها دائماً لسداد رأيها ، وقد حظيت في بيته بمكانة كبيرة .
وقد أسلمت نائلة على يديه ، وروت عن السيدة عائشة رضي اللَّه عنها بعضاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
موقفها مع زوجها يوم مقتله
عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه ، وتلقّت عنه ضربات السيوف قبل أن تصل إليه ، وما إن ألقى الرجال بحبالهم على أسوار منزله ، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها ، فقال عثمان رضي الله عنه : خذي خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ ، أعظم عندي من دخولهم عليّ .
وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقّت السيف بيدها فقطعت أناملها ، فصرخت على ( رباح ) غلام عثمان رضي الله عنه ، فأسرع نحو الرجل فقتله ، وبينما كانت تهرع لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمّكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى وهو يدخل السيف في بطن عثمان رضي الله عنه ليقتله ، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنهم لم يرحموا ضعفها ، ولم يعرفوا لعثمان رضي الله عنه قدره فحزوا رأسه ، ومثَّلوا به ، فصاحت والدم يسيل من أطرافها : إن أمير المؤمنين قد قُتل . إن أمير المؤمنين قد قُتِل . ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان رضي الله عنه ، فإذا رأسه في حجرها .
فقال لها : اكشفي عن وجهه . قالت : ولِمَ ؟ قال الرجل : ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك . فقالت : أما ترضى ما قـال فيـه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، قال فيه كذا وكذا . فقال : اكشفي عن وجهه . ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان رضي الله عنه ، فدعت عليه قائلة : يبَّس اللَّه يدك ، وأعمى بصرك . فلم يخرج الرجل من الباب إلا وقد يبست يداه ، وعمى بصره .
وتُركت جثة عثمان رضي الله عنه في مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه ، فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم ، وأبى جهم بن حذيفة ، وحكيم بن حزام ، ليُجَهِّزُوا عثمان رضي الله عنه فقالوا : لا نقدر أن نخرج به نهاراً.
وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع ، وهى تتقدمهم بسراج يُنير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه رضي الله عنه بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين . ثم قالت ترثيه :
ومالي لا أَبْكي وأُبكـي قرابتي وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو
وبعد أن دُفن عثمان رضي الله عنه خطبت نائلة رضي الله عنها في المسلمين ، فقالت : " معاشر المؤمنين وأهل اللَّه لا تستكثروا مقامي ، ولا تستكثروا كلامي ، فإني حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلاً من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقد تراجع الناس في الشورى حين تقدم ، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك في فضله متأثم . " ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان رضي الله عنه ممزقًاً مليئاً بالدماء ، وعقدت في زر القميص خصلة من شعر لحيته ، قطعها أحد قاتليه من ذقنه ، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة .
وأوصت إليه أن يُعلق كل أولئك في المسجد الجامع في دمشق ، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب ، وكان بعض ما جاء فيه : إلى معاوية بن أبى سفيان ، أما بعد : فإني أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام ، وهداكم من الضلالة ، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم ، فإنه قال : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . ) [ الحجرات : 9 ] وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان رضي الله عنه وأصابعها .
وعاشت نائلة رضي الله عنها حافظة لذكرى عثمان بن عفان رضي الله عنه وظلتْ وفية له ، فلم تتزوج وكانت من أجمل النساء .
وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه ، ولما تقدم معاوية رضي الله عنه لخطبتها أَبَتْ ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها ، فقلنّ : ثناياك ( وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها ) فخلعت ثناياها ، وأرسلت بهنّ إلى معاويـة وحين سُئلت عما صنعتْ ، قالت : حتى لا يطمع فيّ الرجال بعد عثمان رضي الله عنه .
وفاتها
توفيت رضي الله عنها بعد جهاد عظيم لخدمة الإسلام .
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة
( الصامدة )
نسبها
هي " نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص " ، وقد تزوجها عثمان رضي الله عنه وهى نصرانية ، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى . وقد زوجّها له أخوها ضب ، وحملها إلى عثمان رضي الله عنه في المدينة ، وكان مسلماً وكان أبوها نصرانيّاً ، وأنجبت له ثلاثاً : أم خالد ، وأروي ، وأم أبان الصغرى .
من ملامح شخصيتها
كانت رمز الشجاعة والصبر والصمود ، ذات الأدب والبلاغة والفصاحة ، تزوجها عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة ، وكان عثمان رضي الله عنه يستشيرها دائماً لسداد رأيها ، وقد حظيت في بيته بمكانة كبيرة .
وقد أسلمت نائلة على يديه ، وروت عن السيدة عائشة رضي اللَّه عنها بعضاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
موقفها مع زوجها يوم مقتله
عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه ، وتلقّت عنه ضربات السيوف قبل أن تصل إليه ، وما إن ألقى الرجال بحبالهم على أسوار منزله ، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها ، فقال عثمان رضي الله عنه : خذي خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ ، أعظم عندي من دخولهم عليّ .
وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقّت السيف بيدها فقطعت أناملها ، فصرخت على ( رباح ) غلام عثمان رضي الله عنه ، فأسرع نحو الرجل فقتله ، وبينما كانت تهرع لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمّكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى وهو يدخل السيف في بطن عثمان رضي الله عنه ليقتله ، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنهم لم يرحموا ضعفها ، ولم يعرفوا لعثمان رضي الله عنه قدره فحزوا رأسه ، ومثَّلوا به ، فصاحت والدم يسيل من أطرافها : إن أمير المؤمنين قد قُتل . إن أمير المؤمنين قد قُتِل . ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان رضي الله عنه ، فإذا رأسه في حجرها .
فقال لها : اكشفي عن وجهه . قالت : ولِمَ ؟ قال الرجل : ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك . فقالت : أما ترضى ما قـال فيـه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، قال فيه كذا وكذا . فقال : اكشفي عن وجهه . ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان رضي الله عنه ، فدعت عليه قائلة : يبَّس اللَّه يدك ، وأعمى بصرك . فلم يخرج الرجل من الباب إلا وقد يبست يداه ، وعمى بصره .
وتُركت جثة عثمان رضي الله عنه في مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه ، فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم ، وأبى جهم بن حذيفة ، وحكيم بن حزام ، ليُجَهِّزُوا عثمان رضي الله عنه فقالوا : لا نقدر أن نخرج به نهاراً.
وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع ، وهى تتقدمهم بسراج يُنير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه رضي الله عنه بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين . ثم قالت ترثيه :
ومالي لا أَبْكي وأُبكـي قرابتي وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو
وبعد أن دُفن عثمان رضي الله عنه خطبت نائلة رضي الله عنها في المسلمين ، فقالت : " معاشر المؤمنين وأهل اللَّه لا تستكثروا مقامي ، ولا تستكثروا كلامي ، فإني حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلاً من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقد تراجع الناس في الشورى حين تقدم ، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك في فضله متأثم . " ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان رضي الله عنه ممزقًاً مليئاً بالدماء ، وعقدت في زر القميص خصلة من شعر لحيته ، قطعها أحد قاتليه من ذقنه ، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة .
وأوصت إليه أن يُعلق كل أولئك في المسجد الجامع في دمشق ، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب ، وكان بعض ما جاء فيه : إلى معاوية بن أبى سفيان ، أما بعد : فإني أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام ، وهداكم من الضلالة ، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم ، فإنه قال : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . ) [ الحجرات : 9 ] وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان رضي الله عنه وأصابعها .
وعاشت نائلة رضي الله عنها حافظة لذكرى عثمان بن عفان رضي الله عنه وظلتْ وفية له ، فلم تتزوج وكانت من أجمل النساء .
وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه ، ولما تقدم معاوية رضي الله عنه لخطبتها أَبَتْ ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها ، فقلنّ : ثناياك ( وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها ) فخلعت ثناياها ، وأرسلت بهنّ إلى معاويـة وحين سُئلت عما صنعتْ ، قالت : حتى لا يطمع فيّ الرجال بعد عثمان رضي الله عنه .
وفاتها
توفيت رضي الله عنها بعد جهاد عظيم لخدمة الإسلام .
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة