جمانة كتبي
02-18-2011, 02:48 AM
القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري
النسب والمولد :
هو القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم، قاضي القضاة ببغداد، ضياء الدين أبو الفضائل ابن الشهرزوري، الموصلي الشافعي، ابن أخي قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين.
ولد ونشأ بدمشق سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وكان سمحا جوادا، وكانت لديه فضائل، تفقه ببغداد بالنظامية مدة، وقد سمع من أبي طاهر السلفي وحدث عنه.
توليه القضاء :
كان القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري (عم القاضي ضياء الدين) قد توفي في السادس من المحرم من سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة، وقد كان من خيار القضاة وأخص الناس بنور الدين الشهيد، فوض إليه نظر الجامع ودار الضرب وعمارة الأسوار والنظر في المصالح العامة، ولما حضرته الوفاة أوصى بالقضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، ومع أنه كان يجد عليه لما كان بينه وبينه حين كان صلاح الدين سجنه بدمشق وكان يعاكسه ويخالفه ومع هذا أمضى وصيته لابن أخيه.
فجلس في مجلس القضاء على عادة عمه وقاعدته، وبقي في نفس السلطان من تولية شرف الدين أبى سعيد عبد الله بن أبي عصرون الحلبى، وكان قد هاجر إلى السلطان إلى دمشق فوعده أن يوليه قضاءها وأسر بذلك إلى القاضي الفاضل، فأشار الفاضل على الضياء أن يستعفي من القضاء فاستعفى، فأعفي وترك له وكالة بيت المال، وولى السلطان ابن أبي عصرون على أن يستنيب القاضي محيي الدين أبي المعالي محمد بن زكي الدين ففعل ذلك، ثم بعد ذلك أستقل بالحكم محيى الدين أبو حامد بن أبي عصرون عوضا عن أبيه شرف الدين بسبب ضعف بصره. (البداية والنهاية، ج12، ص295).
وجاء في "تاريخ الإسلام" أن القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري " قدم الشام وولي قضاء القضاء بعد عمه، ثم استقال منه لما عرف أن غرض السلطان صلاح الدين أن يولي الإمام أبا سعد ابن عصرون، فأقاله ورتبه للترسل إلى الديوان العزيز. (أي أمْر السفارة بين صلاح الدين وبين الخليفة في بغداد).
وقدم بغداد رسولا عن الملك الأفضل، فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها فسار إلى بغداد فأكرم مورده وخلع عليه، وولاه الخليفة قضاء القضاة والمدارس والأوقاف والحكم في المذاهب الأربعة. (وكان ذلك في سنة 575هـ).
وحصلت له منزلة عظيمة إلى الغاية عند الناصر لدين الله، ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له في التوجه إلى بلده، وخاف العواقب وسار إلى حماه فولي قضاءها، وعيب عليه هذه الهمة الناقصة ". (تاريخ الإسلام، ج1، ص4292).
وجاء في (البداية والنهاية) أنه " تولى قضاء بلدة الموصل، ثم استدعي إلى بغداد فوليها سنتين وأربعة أشهر، ثم استقاله فلم يقله الخليفة لحظوته عنده، فاستشفع بزوجته ست الملوك على أم الخليفة، وكان لها مكانة عندها، فأجيب إلى ذلك، فصار إلى قضاء حماة لمحبته إياها، وكان يعاب عليه ذلك ". (البداية والنهاية، ج13، ص35).
تعليق على وقت توليه القضاء :
ورد سابقا من "البداية والنهاية" أن القاضي ضياء الدين الشهرزوري تولى القضاء بعد عمه القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري وبوصية منه، وكان ذلك حين توفي (عمه) في السادس من المحرم من سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة. (البداية والنهاية، ج12، ص295).
إلا أن ابن كثير وفي نفس كتابه "البداية والنهاية"، ذكر في ترجمة القاضي ضياء الدين الشهرزوري ما نصه:
"... وهو ابن أخي قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين، ولما توفي سنة ست وسبعين في أيام الدولة الصلاحية أوصى لولد أخيه هذا بالقضاء فوليه..". (البداية والنهاية، ج13، ص35).
وهذا كلام يناقض ما ذكره أولا إلا أن يكون وقع سهوا، والصواب في ذلك هو ما أُثبت أولا (سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة)؛ لأن (العم) توفى سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة على ما ذهبت إليه المراجع الأخرى، مثل "الوافي في الوفيات"، ج1، ص432.
ما ُأثر عنه :
"تفقه ببغداد بالنظامية مدة، وقد سمع من أبي طاهر السلفي وحدث عنه" هذا هو كل ما عُرف عن حياة القاضي ضياء الدين الشهرزوري العلمية، فلم نعثر له على مؤلفات أو نماذج من أقضيته أو غيرها، وكل ما أُثر عنه هو بعض الشعر الرقيق الجيد، والذي منه:
في كل يوم ترى للبين آثار... وما له في التآم الشمل إيثار
يسطو علنيا بتفريق فواعجب... هل كان للبين فيما بيننا ثار
يهزني أبد من بعد بعدهم... إلى لقائهم وجد وتذكار
ما ضرهم في الهوى لو واصلوا دنف... وما عليهم من الأوزار لو زاروا
يا نازلين حمى قلبي وإن بعدو... ومنصفين وإن صدوا وإن جاروا
ما في فؤادي سواكم فاعطفوا وصلو... وما لكم فيه إلا حبكم جار
وما كتبه من مصر إلى صديق له:
فارقتكم ووصلت مصر فلم يقم... أنس اللقاء بوحشة التوديع
وسررت عند قدومها لولا الذي.. لكم من الأشواق بين ضلوعي
ومنه:
وقائلةٍ يا مدعي الحب والنوى... بنا لعبت ألا تسح المدامع
قلت لها إن الفؤاد استعاره... ليطفي بها ناراً حوتها الأضالع
وفـاتــه :
عندما ترك قضاء بغداد وتولى قضاء حماة لمحبته إياها، ظل فيها حتى توفي - رحمه الله - في المنتصف من رجب سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وحمل إلى دمشق فدفن فيها وله خمس وستون سنة في نصف الشهر، رحمه الله رحمة واسعة.
المراجع :
البداية والنهاية، ج12، ص295 / ج13، ص35.
تاريخ الإسلام، ج1، ص4292.
الوافي في الوفيات، ج1، ص432، 3217.
موقع الإسلام.
* المصدر : موقع قصة الإسلام.
النسب والمولد :
هو القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم، قاضي القضاة ببغداد، ضياء الدين أبو الفضائل ابن الشهرزوري، الموصلي الشافعي، ابن أخي قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين.
ولد ونشأ بدمشق سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وكان سمحا جوادا، وكانت لديه فضائل، تفقه ببغداد بالنظامية مدة، وقد سمع من أبي طاهر السلفي وحدث عنه.
توليه القضاء :
كان القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري (عم القاضي ضياء الدين) قد توفي في السادس من المحرم من سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة، وقد كان من خيار القضاة وأخص الناس بنور الدين الشهيد، فوض إليه نظر الجامع ودار الضرب وعمارة الأسوار والنظر في المصالح العامة، ولما حضرته الوفاة أوصى بالقضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، ومع أنه كان يجد عليه لما كان بينه وبينه حين كان صلاح الدين سجنه بدمشق وكان يعاكسه ويخالفه ومع هذا أمضى وصيته لابن أخيه.
فجلس في مجلس القضاء على عادة عمه وقاعدته، وبقي في نفس السلطان من تولية شرف الدين أبى سعيد عبد الله بن أبي عصرون الحلبى، وكان قد هاجر إلى السلطان إلى دمشق فوعده أن يوليه قضاءها وأسر بذلك إلى القاضي الفاضل، فأشار الفاضل على الضياء أن يستعفي من القضاء فاستعفى، فأعفي وترك له وكالة بيت المال، وولى السلطان ابن أبي عصرون على أن يستنيب القاضي محيي الدين أبي المعالي محمد بن زكي الدين ففعل ذلك، ثم بعد ذلك أستقل بالحكم محيى الدين أبو حامد بن أبي عصرون عوضا عن أبيه شرف الدين بسبب ضعف بصره. (البداية والنهاية، ج12، ص295).
وجاء في "تاريخ الإسلام" أن القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري " قدم الشام وولي قضاء القضاء بعد عمه، ثم استقال منه لما عرف أن غرض السلطان صلاح الدين أن يولي الإمام أبا سعد ابن عصرون، فأقاله ورتبه للترسل إلى الديوان العزيز. (أي أمْر السفارة بين صلاح الدين وبين الخليفة في بغداد).
وقدم بغداد رسولا عن الملك الأفضل، فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها فسار إلى بغداد فأكرم مورده وخلع عليه، وولاه الخليفة قضاء القضاة والمدارس والأوقاف والحكم في المذاهب الأربعة. (وكان ذلك في سنة 575هـ).
وحصلت له منزلة عظيمة إلى الغاية عند الناصر لدين الله، ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له في التوجه إلى بلده، وخاف العواقب وسار إلى حماه فولي قضاءها، وعيب عليه هذه الهمة الناقصة ". (تاريخ الإسلام، ج1، ص4292).
وجاء في (البداية والنهاية) أنه " تولى قضاء بلدة الموصل، ثم استدعي إلى بغداد فوليها سنتين وأربعة أشهر، ثم استقاله فلم يقله الخليفة لحظوته عنده، فاستشفع بزوجته ست الملوك على أم الخليفة، وكان لها مكانة عندها، فأجيب إلى ذلك، فصار إلى قضاء حماة لمحبته إياها، وكان يعاب عليه ذلك ". (البداية والنهاية، ج13، ص35).
تعليق على وقت توليه القضاء :
ورد سابقا من "البداية والنهاية" أن القاضي ضياء الدين الشهرزوري تولى القضاء بعد عمه القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري وبوصية منه، وكان ذلك حين توفي (عمه) في السادس من المحرم من سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة. (البداية والنهاية، ج12، ص295).
إلا أن ابن كثير وفي نفس كتابه "البداية والنهاية"، ذكر في ترجمة القاضي ضياء الدين الشهرزوري ما نصه:
"... وهو ابن أخي قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين، ولما توفي سنة ست وسبعين في أيام الدولة الصلاحية أوصى لولد أخيه هذا بالقضاء فوليه..". (البداية والنهاية، ج13، ص35).
وهذا كلام يناقض ما ذكره أولا إلا أن يكون وقع سهوا، والصواب في ذلك هو ما أُثبت أولا (سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة)؛ لأن (العم) توفى سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة على ما ذهبت إليه المراجع الأخرى، مثل "الوافي في الوفيات"، ج1، ص432.
ما ُأثر عنه :
"تفقه ببغداد بالنظامية مدة، وقد سمع من أبي طاهر السلفي وحدث عنه" هذا هو كل ما عُرف عن حياة القاضي ضياء الدين الشهرزوري العلمية، فلم نعثر له على مؤلفات أو نماذج من أقضيته أو غيرها، وكل ما أُثر عنه هو بعض الشعر الرقيق الجيد، والذي منه:
في كل يوم ترى للبين آثار... وما له في التآم الشمل إيثار
يسطو علنيا بتفريق فواعجب... هل كان للبين فيما بيننا ثار
يهزني أبد من بعد بعدهم... إلى لقائهم وجد وتذكار
ما ضرهم في الهوى لو واصلوا دنف... وما عليهم من الأوزار لو زاروا
يا نازلين حمى قلبي وإن بعدو... ومنصفين وإن صدوا وإن جاروا
ما في فؤادي سواكم فاعطفوا وصلو... وما لكم فيه إلا حبكم جار
وما كتبه من مصر إلى صديق له:
فارقتكم ووصلت مصر فلم يقم... أنس اللقاء بوحشة التوديع
وسررت عند قدومها لولا الذي.. لكم من الأشواق بين ضلوعي
ومنه:
وقائلةٍ يا مدعي الحب والنوى... بنا لعبت ألا تسح المدامع
قلت لها إن الفؤاد استعاره... ليطفي بها ناراً حوتها الأضالع
وفـاتــه :
عندما ترك قضاء بغداد وتولى قضاء حماة لمحبته إياها، ظل فيها حتى توفي - رحمه الله - في المنتصف من رجب سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وحمل إلى دمشق فدفن فيها وله خمس وستون سنة في نصف الشهر، رحمه الله رحمة واسعة.
المراجع :
البداية والنهاية، ج12، ص295 / ج13، ص35.
تاريخ الإسلام، ج1، ص4292.
الوافي في الوفيات، ج1، ص432، 3217.
موقع الإسلام.
* المصدر : موقع قصة الإسلام.