جمانة كتبي
02-18-2011, 02:24 AM
القاضي أبو سعد الهروي
المولد والنسب :
هو: محمد بن نصر بن منصور، أبو سعد القاضي الهروي (نسبة إلى قرية من قرى هراة)، أحد مشاهير الفقهاء وسادة الكبراء، وكان من قرية من قرى هراة، وكان يلقب بزين الإسلام.
كان في صباه يؤدب الصبيان، وكان في بداية أمره وراقاً في بعض المدارس، ثم ترقت حاله وبلغ ما بلغ، وكان من دهاة العالم، وترسل من الديوان العزيز إلى الملوك وبعد صيته وعظمت رتبته.
القضاء :
قدم دمشق ووعظ بها ثم توجه إلى بغداد فولي قضاء الشام وعاد قاضيا فأقام مدة، ثم رجع إلى العراق، وقد ولي القضاء في مدن كثيرة بالعجم.
قال ابن النجار: ولي القضاء ببغداد سنة اثنتين وخمسمائة للمستظهر بالله على حريم دار الخلافة وما يليه من النواحي والأقطار، وديار مضر وربيعة وغير ذلك، وخوطب بأقصى القضاء "زين الإسلام"، واستناب في القضاء أبا سعد المبارك بن علي المخرمي الحنبلي بباب المراتب وباب الأزج والحسن بن محمد الأسراباذي الحنفي باب النوبي وأبا الفتح عبد الله بن البصاوي بسوق الثلاثاء.
ثم عزل في شوال سنة أربع وخمسمائة واتصل بخدمة السلاطين السلجوقية فتقدم في دولتهم واستعملوه سفيرا بينهم إلى أن قتل.
آثــاره :
كانت له يد في النظم والنثر وله شعر رائق فمنه يقول:
البحر أنت سماحة وفضل... فالدر ينثر بين يديك وفيكا
والبدر أنت صباحة وملاحة... والخير مجموع لديك وفيكا
وقد مر بقرية فاختفى رئيسها منه فكتب بديهاً:
أقول لركبٍ عائدين إلى الحمى... إذا ما وقفتم في جوار قبابنا
فأهدوا لفتيان الندى سلامن... وقصوا عليهم حالنا في ذهابنا
لنا جارة قالت لنا كيف حالكم... وقد ساءها مس الضنى من جنابنا
رأت حولنا غرثى يرومون عنده... فضالة زاد من بقايا جرابنا
فقلت لها أما الجواب فإنن... أناس غلطنا مرة في حسابنا
فعدنا وقلنا عل ثم ضرورة... ولمنا وأمسكنا عنان عتابنا
شفينا قلوباً صلنا عند ظنن... بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
ومن شعره أيضا:
أودعكم وأودعكم جناني... وأنثر دمعتي نثر الجمان
وإني لا أريد لكم فراق... ولكن هكذا حكم الزمان
ولما استولى الصليبيون على القدس سنة 492هـ، وقتلوا في وسطه أزيد من ستين ألف قتيل من المسلمين وجاسوا خلال الديار وتبروا ماعلوا تتبيرا، توجه القاضي أبو سعد مع وفد من أهل الشام إلى بغداد يستغيثون بالخليفة العباسي والسلطان السلجوقي، فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر الفظيع من هذا الوفد هالهم ذلك وتباكوا، وقد نظم أبو سعد الهروى كلاما قرىء في الديوان وعلى المنابر فارتفع بكاء الناس.
رأي العلماء فيه :
يقول صاحب (تاريخ دمشق): "أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور قال: محمد بن نصر بن منصور القاضي أبو سعد: الهروي رجل من الرجال، داه من الدهاة، كان من ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مكتسبا بالوراقة وتوجيه الوقت في ضيق من المعيشة، وكان ذا حظ في العربية ومعرفة من الأصول وخط حسن، سخي النفس بذولا لما تحويه".
وفــاتــه :
قتلته الباطنية الإسماعيلية بهمذان في شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة (على أكثر الروايات وأدقها)، وقيل سنة تسع عشرة وخمسمائة.
أهم المراجع :
- تاريخ الإسلام، ج1، ص 3604، 3605.
- تاريخ دمشق، ج56، ص 107.
- البداية والنهاية، ج12، ص 156، 195.
- الوافي في الوفيات، ج1، ص 629.
* المصدر : موقع قصة الإسلام.
المولد والنسب :
هو: محمد بن نصر بن منصور، أبو سعد القاضي الهروي (نسبة إلى قرية من قرى هراة)، أحد مشاهير الفقهاء وسادة الكبراء، وكان من قرية من قرى هراة، وكان يلقب بزين الإسلام.
كان في صباه يؤدب الصبيان، وكان في بداية أمره وراقاً في بعض المدارس، ثم ترقت حاله وبلغ ما بلغ، وكان من دهاة العالم، وترسل من الديوان العزيز إلى الملوك وبعد صيته وعظمت رتبته.
القضاء :
قدم دمشق ووعظ بها ثم توجه إلى بغداد فولي قضاء الشام وعاد قاضيا فأقام مدة، ثم رجع إلى العراق، وقد ولي القضاء في مدن كثيرة بالعجم.
قال ابن النجار: ولي القضاء ببغداد سنة اثنتين وخمسمائة للمستظهر بالله على حريم دار الخلافة وما يليه من النواحي والأقطار، وديار مضر وربيعة وغير ذلك، وخوطب بأقصى القضاء "زين الإسلام"، واستناب في القضاء أبا سعد المبارك بن علي المخرمي الحنبلي بباب المراتب وباب الأزج والحسن بن محمد الأسراباذي الحنفي باب النوبي وأبا الفتح عبد الله بن البصاوي بسوق الثلاثاء.
ثم عزل في شوال سنة أربع وخمسمائة واتصل بخدمة السلاطين السلجوقية فتقدم في دولتهم واستعملوه سفيرا بينهم إلى أن قتل.
آثــاره :
كانت له يد في النظم والنثر وله شعر رائق فمنه يقول:
البحر أنت سماحة وفضل... فالدر ينثر بين يديك وفيكا
والبدر أنت صباحة وملاحة... والخير مجموع لديك وفيكا
وقد مر بقرية فاختفى رئيسها منه فكتب بديهاً:
أقول لركبٍ عائدين إلى الحمى... إذا ما وقفتم في جوار قبابنا
فأهدوا لفتيان الندى سلامن... وقصوا عليهم حالنا في ذهابنا
لنا جارة قالت لنا كيف حالكم... وقد ساءها مس الضنى من جنابنا
رأت حولنا غرثى يرومون عنده... فضالة زاد من بقايا جرابنا
فقلت لها أما الجواب فإنن... أناس غلطنا مرة في حسابنا
فعدنا وقلنا عل ثم ضرورة... ولمنا وأمسكنا عنان عتابنا
شفينا قلوباً صلنا عند ظنن... بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
ومن شعره أيضا:
أودعكم وأودعكم جناني... وأنثر دمعتي نثر الجمان
وإني لا أريد لكم فراق... ولكن هكذا حكم الزمان
ولما استولى الصليبيون على القدس سنة 492هـ، وقتلوا في وسطه أزيد من ستين ألف قتيل من المسلمين وجاسوا خلال الديار وتبروا ماعلوا تتبيرا، توجه القاضي أبو سعد مع وفد من أهل الشام إلى بغداد يستغيثون بالخليفة العباسي والسلطان السلجوقي، فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر الفظيع من هذا الوفد هالهم ذلك وتباكوا، وقد نظم أبو سعد الهروى كلاما قرىء في الديوان وعلى المنابر فارتفع بكاء الناس.
رأي العلماء فيه :
يقول صاحب (تاريخ دمشق): "أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور قال: محمد بن نصر بن منصور القاضي أبو سعد: الهروي رجل من الرجال، داه من الدهاة، كان من ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مكتسبا بالوراقة وتوجيه الوقت في ضيق من المعيشة، وكان ذا حظ في العربية ومعرفة من الأصول وخط حسن، سخي النفس بذولا لما تحويه".
وفــاتــه :
قتلته الباطنية الإسماعيلية بهمذان في شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة (على أكثر الروايات وأدقها)، وقيل سنة تسع عشرة وخمسمائة.
أهم المراجع :
- تاريخ الإسلام، ج1، ص 3604، 3605.
- تاريخ دمشق، ج56، ص 107.
- البداية والنهاية، ج12، ص 156، 195.
- الوافي في الوفيات، ج1، ص 629.
* المصدر : موقع قصة الإسلام.