شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : القاضي أبو جعفر السمناني


جمانة كتبي
02-18-2011, 02:14 AM
القاضي أبو جعفر السمناني






النسب والمولد :

هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر السمناني (بكسر المهملة وسكون الميم ونونين)، قاضي الموصل وشيخ الحنفية، وأحد المتكلمين على طريقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة في سمنان بالعراق وإليها نسبته وسكن بغداد.



صفاته وآثاره :

قال عنه الخطيب البغدادي: كتبت عنه وكان ثقة عالما فاضلا سخيا، حسن الكلام عراقي المذهب، ويعتقد في الأصول مذهب الأشعري، وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون، وله تصانيف، ذكره ابن حزم فقال: السمناني المكفوف قاضي الموصل أكبر أصحاب الباقلاني مقدم الأشعرية في وقتنا.

يقول الخطيب: حدثنا القاضي أبو جعفر السمناني من حفظه بعد أن كف بصره قال: لقننا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي المعروف بابن المرجي بالموصل قال: لقنني أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال: لقنني شيبان بن فروخ الأبلي قال: لقنني سعيد بن سليم قال: لقنني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تعالى: إذا أخذت كريمتي العبد فصبر ايمانا واحتسابا لم أرض له ثوابا دون الجنة، قيل: يا رسول الله، وان كانت واحدة؟ قال: وان كانت واحدة".[1]



توليه القضاء :

ذكر ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ما نصه: "ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وفيها تولى القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد السمناني الحسبة والمواريث ببغداد وخلع عليه السواد".

وجاء في أكثر من مرجع أنه تولى القضاء بالموصل حتى توفي وهو قاضيها.[2]



شيوخه :

جاء في ذلك أنه حدث ببغداد عن علي بن عمر السكري وأبي الحسن الدارقطني وأبي القاسم بن حبابة ونصر بن أحمد المرجي وغيرهم من البغداديين، وعن نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي.



تلاميذه :

كان من تلاميذه الذين ارتووا بعلمه –كما ذكره ابن كثير وغيره- القاضي أبو الوليد الباجي، وهو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الأندلسي الباجي الفقيه المالكي أحد الحفاظ المكثيرين في الفقه والحديث، فقد سمع الحديث ورحل فيه إلى بلاد المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة فسمع هناك الكثير واجتمع بأئمة ذلك الوقت، وجاور بمكة ثلاث سنين مع الشيخ أبي ذر الهروي وأقام ببغداد ثلاث سنين وبالموصل سنة عند أبي جعفر السمناني قاضيها فأخذ عنه الفقه والأصول.[3]

كذلك كان منهم عمر بن عبد العزيز بن أحمد أبو طاهر الفاشاني المروزي، الفقيه الشافعي

"فقد أخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني صاحب ابن الباقلاني" كما جاء في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي.



مما أُخذ على ابن السمناني في آرائه الكلامية :

كان السمناني أشعري المذهب، والأشاعرة وإن كانوا من أهل السنة والجماعة - كما هو مشهور - إلا أن هناك من لا يرضى بهذه النسبة؛ وذلك بسبب بعض آرائهم الكلامية المتعلقة بالذات والصفات التي يختلفون فيها مع الماتريدية (من أهل السنة والجماعة).

ومن هنا فقد كان للسمناني بعض الآراء الكلامية التي أخذها البعض عليه وقد كان منها ما ذكره ابن حزم حيث قال: إن السمناني قال: "من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النسبة فقط"، ومن جراء هذه المقولة أخذ ابن حزم يشنع على السمناني ويسبه؛ لأنها - في نظره هي وغيرها مما ذَكر السمناني وتغاضيت عن ذكرها في هذا المقام واكتفيت بهذا المثال فقط - مقالة مبتدعة.[4]

وهنا علق الذهبي - رحمه الله - على قول ابن حزم فقال: "نعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأسا برأس؛ فله (أي السمناني) أوابد في الأصول والفروع".

حينما كان قاضيا على الموصل كُفَّ بصره وتوفي وهو قاضيها، وكانت وفاته في يوم الإثنين السادس من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وكان له ثلاث وثمانون سنة.

وقد ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية) في ترجمة السمناني أنه توفي وقد بلغ خمسا وثمانين سنة، ولم يذكر تاريخ مولده، وإذا كان مولده كما حكي الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) فيقول: "سمعت السمناني سُئل عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى وستين وثلاثمائة" - أقول: إذا كان هذا هو تاريخ مولده - خاصة مع وجود مراجع أخرى متفقة على هذا - وإذا كان تاريخ وفاته - كما أجمعت على ذلك المراجع بما فيها البداية والنهاية - هو سنة أربع وأربعين وأربعمائة؛ فيكون عندئذ الرأي الأول هو الصواب، وهو أنه توفي و له ثلاث وثمانون سنة.



اشتباه :

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية - وهو المرجع الذي اعتمدنا عليه في هذا البحث - ترجمة لشخصية أخرى تكاد تكون هي شخصية البحث، إلا إنها - كما هو ظاهر عند ابن كثير - ليست هي، وأترك القارئ ليرى بعينه هذه الترجمة:

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر القاضي السمناني، ولد سنة إحدى وستين ومائتين، وسكن بغداد وحدث بها، وكان ثقة عالما فاضلا سخيا، حسن الكلام عراقي المذهب، وكانت داره مجمع العلماء، ثم ولي قضاء الموصل وتوفي بها في هذه السنة (أي سنة أربع وأربعين وثلثمائة) في ربيع الأول منها.[5]



المراجع :

[1] تاريخ بغداد، ج1، ص 355
[2] انظر: تاريخ بغداد، ج1، ص 355 - وتاريخ الإسلام، ج1، ص 3138 - المنتظم، ج8، ص156
[3] انظر: البداية والنهاية، ج12، ص122 - ومختصر تاريخ دمشق، ج1، ص1372 - تاريخ الإسلام، ج1، ص 3308
[4] انظر في ذلك على سبيل المثال: الفصل في الملل، ج4، ص157
[5] انظر: البداية والنهاية، ج11، ص229
* المصدر : موقع قصة الإسلام.