صالح المسند
02-17-2011, 10:54 AM
اهي سذاجة البسطاء ؟
إن كانت تلك سذاجة فما أجملها والله حيث قد أبقى الدهر ذكراها وجعلها ذكرى تتألق على أسماع الآخرين ؟
قد يكون للماضي آصالة لم تخدشه زخارف الحاضر، فببساطتنا وبطبيعتنا ألفنا المعقول واللا معقول، فالنمنم ، والغول , كلها لم تكن في الماضي شئ غريب عنا واليوم حين نتذكرها نضحك من تصديق عقولناالبكرة آنذاك لها .
وللماضي ذكريات جميلة سطرتها الأزقة التي نشأنا بين جنباتها والتي لم تتباعد فيها بيوتنا عن بعضها لبعض بل كانت تحتضن بعضها بعضا ، كإحتضان البشر للبشرآنذاك، إنها والله لأروع خميلة ، يوم كان حبل الود ملتم .
ومن قصص الماضي بحي الهنداوية بجدة قصة ( الحاج قدس ) ذلك الرجل الأفريقي ، الطويل القامة، ذو الساقين واليدين النحال وذو الشوارب البيضاء ، والسنون البارزة ، والوجه الذي إن نظرت عليه وجدته طفلا بريئاً .
انه صاحب القصة الغريبة والتي قيل عنها الكثير ، منها أنه كان يشغل رتبة جنرال بالجيش النيجيري وعند وقوع إنقلاب فر من بلاده ، الخ .
ولا زلت أتذكره وأتذكر موكبه حين يبدأ منطلقاً عصر كل يوم مبتدئاً من عشته بالكرنتينة سالكاً الطريق الغربي لملعب الصبان بجدة مرورا بمبنى شركة فيلبس حتى شارع الحديبية ( قديما ) ، يجر خلفه جحافل كالجيوش من الأطفال تركض ورآه وصوتهم كدوي المدفع هاتفين بـ ـــ حاج قدس مجنون طويل ــ تلك هي الترنيمة اللتي كانت تؤدى في موكبه . وكانت الخلاخل والنياشين والأوسمة التي هي من اغطية المشروبات واغطية علب الصفيح الصغيرة ، التي قد خرمت ونظمت جميعها بخيوط وعملت كقلائد يتقلدها الحاج قدس على اكتافه وخصره وبين أرجله ويديه ، تحدث اصواتا أثناء سيره وهو يرفع رجل ويرخي الأخرى أثناء سيره وكأنه خيل في عرض رائع جميل .
ولا نكاد نرى موكبه قد شرّف ، إلا ونترك ماكنا فيه من لعب وغيره لننضم لبقية الموكب ، ولازلت أتذكر رفقاء الصبا وقت ذلك وهم عيسى أبو نصيب وحسن بدوي يرحمهما الله .
ويخلد الحاج قدس للراحة في محطته الأولى وهو معمل بلك جنوب قصر ابو نصيب ، حاليا هو مسجد باريان وهناك تأتي السيدة ( زبيدة ) وهي إمرأة مسنة ومشهورة بتربية الحمام والدواجن ، وبيدها الأكل فتقدمه للحاج قدس وكأنه فلذة كبدها قد طرقه الجوع.
ثم يأخذه النشاط ليكمل الرحلة حتى تكون آخر محطة له كالعادة عند بازان الهنداوية وهو الآن مبني عليه مسجد االفلاح ويقع على شارع الهدد ـــ قديماــ حاليا شارع الستين ، وهناك يستقي الحاج قدس الماء من الأشياب التي قد أعدت لبراميل السقا . وأستمر على الحال سنوات وفي ذات مرة فؤجئنا برجال الشرطة وهم يلقون القبض عليه وهو على مقربة من منزل أبو نصيب في موكبه كعادته ، وقاموا بتكبيل يديه ورجليه بالسلاسل ، وتم تسفيره خارج البلاد .وكان هذا في مطلع الثمانينات الهجرية .
وأنتهت بهذا قصته وطويت ذكراه .
إن كانت تلك سذاجة فما أجملها والله حيث قد أبقى الدهر ذكراها وجعلها ذكرى تتألق على أسماع الآخرين ؟
قد يكون للماضي آصالة لم تخدشه زخارف الحاضر، فببساطتنا وبطبيعتنا ألفنا المعقول واللا معقول، فالنمنم ، والغول , كلها لم تكن في الماضي شئ غريب عنا واليوم حين نتذكرها نضحك من تصديق عقولناالبكرة آنذاك لها .
وللماضي ذكريات جميلة سطرتها الأزقة التي نشأنا بين جنباتها والتي لم تتباعد فيها بيوتنا عن بعضها لبعض بل كانت تحتضن بعضها بعضا ، كإحتضان البشر للبشرآنذاك، إنها والله لأروع خميلة ، يوم كان حبل الود ملتم .
ومن قصص الماضي بحي الهنداوية بجدة قصة ( الحاج قدس ) ذلك الرجل الأفريقي ، الطويل القامة، ذو الساقين واليدين النحال وذو الشوارب البيضاء ، والسنون البارزة ، والوجه الذي إن نظرت عليه وجدته طفلا بريئاً .
انه صاحب القصة الغريبة والتي قيل عنها الكثير ، منها أنه كان يشغل رتبة جنرال بالجيش النيجيري وعند وقوع إنقلاب فر من بلاده ، الخ .
ولا زلت أتذكره وأتذكر موكبه حين يبدأ منطلقاً عصر كل يوم مبتدئاً من عشته بالكرنتينة سالكاً الطريق الغربي لملعب الصبان بجدة مرورا بمبنى شركة فيلبس حتى شارع الحديبية ( قديما ) ، يجر خلفه جحافل كالجيوش من الأطفال تركض ورآه وصوتهم كدوي المدفع هاتفين بـ ـــ حاج قدس مجنون طويل ــ تلك هي الترنيمة اللتي كانت تؤدى في موكبه . وكانت الخلاخل والنياشين والأوسمة التي هي من اغطية المشروبات واغطية علب الصفيح الصغيرة ، التي قد خرمت ونظمت جميعها بخيوط وعملت كقلائد يتقلدها الحاج قدس على اكتافه وخصره وبين أرجله ويديه ، تحدث اصواتا أثناء سيره وهو يرفع رجل ويرخي الأخرى أثناء سيره وكأنه خيل في عرض رائع جميل .
ولا نكاد نرى موكبه قد شرّف ، إلا ونترك ماكنا فيه من لعب وغيره لننضم لبقية الموكب ، ولازلت أتذكر رفقاء الصبا وقت ذلك وهم عيسى أبو نصيب وحسن بدوي يرحمهما الله .
ويخلد الحاج قدس للراحة في محطته الأولى وهو معمل بلك جنوب قصر ابو نصيب ، حاليا هو مسجد باريان وهناك تأتي السيدة ( زبيدة ) وهي إمرأة مسنة ومشهورة بتربية الحمام والدواجن ، وبيدها الأكل فتقدمه للحاج قدس وكأنه فلذة كبدها قد طرقه الجوع.
ثم يأخذه النشاط ليكمل الرحلة حتى تكون آخر محطة له كالعادة عند بازان الهنداوية وهو الآن مبني عليه مسجد االفلاح ويقع على شارع الهدد ـــ قديماــ حاليا شارع الستين ، وهناك يستقي الحاج قدس الماء من الأشياب التي قد أعدت لبراميل السقا . وأستمر على الحال سنوات وفي ذات مرة فؤجئنا برجال الشرطة وهم يلقون القبض عليه وهو على مقربة من منزل أبو نصيب في موكبه كعادته ، وقاموا بتكبيل يديه ورجليه بالسلاسل ، وتم تسفيره خارج البلاد .وكان هذا في مطلع الثمانينات الهجرية .
وأنتهت بهذا قصته وطويت ذكراه .