م.أديب الحبشي
01-25-2011, 03:24 PM
الكنداسة
مع تطور العصر واختراع الآلة البخارية التي تعمل على تحلية مياه البحر فقد تم الاستعانة بهذه الفكرة عن طريق استخدام "المقطرة" في عام 1325هـ الموافق 1907م وقد عرفت هذه الآلة عند أهالي جدة باسم "الكنداسة" التي استمر عطاؤها حتى سنة 1346هـ الموافق 1927 م حيث توقفت نهائيا.
ففي عام 1325هـ استقدمت الحكومة التركية أول آلة تقطير لمياه البحر لتساعد الصهاريج والآبار . . وحينما انقطع إمداد الفحم الحجري تعرضت للخراب عام 1343هـ. . غير أن الملك عبد العزيز يرحمه الله عندما لمس نقص المياه بجدة أصدر توجيهاته عام 1346هـ بإستيراد جهازين جديدين للتقطير لضمان توفير المياه لسكان المدينة.
هذا وكان مسئول الكنداسة المعين من قبل الدولة هو "إبراهيم ملا" والد عبد الرحمن ملا وعم عبد الرزاق ملا يرحمهما الله . . أما مدير الكنداسة فهو الشيخ / محمد السليمان التركي الذي أصبح في عام 1371هـ مديراً لمالية جدة . أما محاسب الكنداسة فكان / محمد صالح محمود ، وأمين الصندوق / إبراهيم السليمان التركي ، ومن بعده عبد الحميد راجح . .
وكان إبراهيم ملا يراقب الكمية التي تنتجها المكائن من الماء وما يصرف منه بواسطة الموظفين المعنيين بصرفه . .وكان محمد الجطيلى ، يختص بما يصرف بواسطة التنك (الصفائح) ، وعبد الله الحسون ( الشرقى ) مسئولا عن ما يصرف بواسطة البراميل (الفناطيس) التي تجرها الحمير . .كما كانت هناك براميل مخصصة للسفارات الأجنبية تسمى (الميرى) وكان لكل سفارة يومياً برميل سعة (22) صفيحة تقوم السفارة بدفع قيمتها شهرياً حسب السعر لصندوق مالية جدة أو صندوق الكنداسة.
علماً بأن عملية التقطير المائي كانت تعتمد على الفحم الحجري المستورد . . وكثيرا ما تتوقف المكائن نتيجة تاخر وصوله.
وقد أدركت الكنداسة وهي خربة وكان موقعها على بحر الأربعين في موقع البنك الأهلي التجاري الرئيسي بشارع الملك عبد العزيز حالياً . . وقد كنا ونحن أطفال في السبعينات من القرن الرابع عشر الهجري نلعب بالفحم الحجري ونعبث ببعض مخلفات الكنداسة الخربة . . هذا وقد كان للكنداسة حوش له باب واحد تتم فيه اختبارات قيادة السيارات .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
مع تطور العصر واختراع الآلة البخارية التي تعمل على تحلية مياه البحر فقد تم الاستعانة بهذه الفكرة عن طريق استخدام "المقطرة" في عام 1325هـ الموافق 1907م وقد عرفت هذه الآلة عند أهالي جدة باسم "الكنداسة" التي استمر عطاؤها حتى سنة 1346هـ الموافق 1927 م حيث توقفت نهائيا.
ففي عام 1325هـ استقدمت الحكومة التركية أول آلة تقطير لمياه البحر لتساعد الصهاريج والآبار . . وحينما انقطع إمداد الفحم الحجري تعرضت للخراب عام 1343هـ. . غير أن الملك عبد العزيز يرحمه الله عندما لمس نقص المياه بجدة أصدر توجيهاته عام 1346هـ بإستيراد جهازين جديدين للتقطير لضمان توفير المياه لسكان المدينة.
هذا وكان مسئول الكنداسة المعين من قبل الدولة هو "إبراهيم ملا" والد عبد الرحمن ملا وعم عبد الرزاق ملا يرحمهما الله . . أما مدير الكنداسة فهو الشيخ / محمد السليمان التركي الذي أصبح في عام 1371هـ مديراً لمالية جدة . أما محاسب الكنداسة فكان / محمد صالح محمود ، وأمين الصندوق / إبراهيم السليمان التركي ، ومن بعده عبد الحميد راجح . .
وكان إبراهيم ملا يراقب الكمية التي تنتجها المكائن من الماء وما يصرف منه بواسطة الموظفين المعنيين بصرفه . .وكان محمد الجطيلى ، يختص بما يصرف بواسطة التنك (الصفائح) ، وعبد الله الحسون ( الشرقى ) مسئولا عن ما يصرف بواسطة البراميل (الفناطيس) التي تجرها الحمير . .كما كانت هناك براميل مخصصة للسفارات الأجنبية تسمى (الميرى) وكان لكل سفارة يومياً برميل سعة (22) صفيحة تقوم السفارة بدفع قيمتها شهرياً حسب السعر لصندوق مالية جدة أو صندوق الكنداسة.
علماً بأن عملية التقطير المائي كانت تعتمد على الفحم الحجري المستورد . . وكثيرا ما تتوقف المكائن نتيجة تاخر وصوله.
وقد أدركت الكنداسة وهي خربة وكان موقعها على بحر الأربعين في موقع البنك الأهلي التجاري الرئيسي بشارع الملك عبد العزيز حالياً . . وقد كنا ونحن أطفال في السبعينات من القرن الرابع عشر الهجري نلعب بالفحم الحجري ونعبث ببعض مخلفات الكنداسة الخربة . . هذا وقد كان للكنداسة حوش له باب واحد تتم فيه اختبارات قيادة السيارات .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)