ثروت كتبي
02-15-2011, 09:02 PM
الشيخ أبو السمح عبد المهيمن محمد نور الدين الفقيه
الدعوة إلى التضامن
الاسم :
أبو السمح عبد المهيمن محمد نور الدين الفقيه .
ولادته :
ولد الشيخ أبو المسح عبد المهيمن في قرية التلين بمديرية الشرقية عام 1307هـ .
وصفه :
كان ذا لحية بيضاء أكسبته هيبة ووقاراً . طويل القامة ، أبيض اللون ، يلبس العباءة العربية ، وسيم المطلع ، أسود العينين ، رياضي الجسم ، أنيق الشكل والمظهر .
صفاته :
ينتهز الفرصة فيتلقى العلم عن العلماء ، ويقول الذين عاشروه أنه كان متواضعاً دمث الأخلاق رقيقاً سهلاً . كان ملازماً للمسجد ورعاً وزاهداً في الدنيا . عرف بالتقوى والصلاح ، تربى على ثقافة دينية . كان مجتهداً في طلب العلم . وكان مشهوراً برحابة الصدر ويشجع على الافصاح عن الرأى وحرية المجادلة الحسنة لتتقرر الحقيقة . يجيب السائل برفق وبشاشة ، كان لبقاً في حديثه . سدسد الرأى في أدق الأ/ور ، طلق السان ، طيب القلب ، سليم النية ، يكره الملق والتكبر .
نشأته :
نشأ الشيخ أبو السمح في بيت علم ودين ، وعرفت عائلتهم بالزهد والتقوى والورع فتربى وتثقف ثافة دينية . أتم حفظ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره . قرأ القرآن وجوده بروايتى عاصم وحفص .
تعليمه :
تلقى علومه وثقافته الدينية في الجامع الأزهر الشريف على أيدى كبار علماء عصره وتتلمذ على كثير منهم من أمثال الشيخ محمد عبده رحمه الله .
أعماله :
- عمل الشيخ أبو السمح عبد المهيمن إماماً للحرم المكي الشريف منذ عام 1369-1388هـ .
- قضى شبابه في الدعوة إلى الله وإلى اتباع سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام فشارك في تأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة وكان من أبرز أعضائها الداعين إلى إخلاص العبادة لله وحده وتجنب التبرك بالأضرحة والاستعانة بغير الله وغير ذلك من مظاهر الشرك الشائعة في ذلك الزمن .
- التقى رحمه الله في المملكة العربية السعودية بالكثير من علمائها الأفذاذ الأفاضل الصلحاء أمثال الشيخ محمد بن ابراهيم المفتى الأكبر رحمه الله والمشايخ عبد الملك بن ابراهيم وعبد الله بن دهيش ومحمد على الحركان وغيرهم ممن ساهموا بجهد معروف في نشر الدعوة الإسلامية . وشاركهم مجالس العلم وندواته وقد رأى فيه جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه اهتماماً بتوجيه النشئ إلى العقيدة الصحيحة فأمر بتعيينه مديراً للمعهد الثانوى بعنيزة في مدينة القصيم ، حيث واصل عليه رحمه الله جهوده الرامية إلى غرس المفاهيم والمبادئ الدينية الصحيحة في الشباب .
- ولجهوده الملموسة استدعاه جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لإمامة المسلمين في الحرم المكي الشريف عام 1369هـ .
- واصل جهوده فقام بتدريس القرآن الكريم والتفسير والحديث الشريف في مدارس وزارة المعارف وفي دار الحديث في مدينة مكة المكرمة . وكان لا يمل ولا يكل من أسئلة طلاب العلم وغيرهم ، وكان يطلب الطلاب منه الدعوات الصالحات فيرفع يديه ويدعو لهم بالهداية ثم يربت على أكتافهم ويقول لهم : "الله يصلح حالكم وينير طريقكم" . وكان رحمه الله يوصى طلابه قراءة صحيح البخاري ، وكان يشرع في شرح الدرس إلى أن ينتهى دون أن يتقيد بزمن إذا كان الزمن لا يكفى للشرح والتوسع في الموضوع بحثاً وتحليلاً وتمحيصاً فتظل عبارات شرحه عالقة بآذان الطلاب .
- كان الشيخ إلى جانب ذلك من أكثر الداعين وتحمساً لتضامن المسلمين وتوحيد كلمتهم للوقوف في وجه التيارات الإلحادية والتبشيرية السائدة في العصر الحديث فكان من أشد المؤيدين لدعوة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى إنشاء رابطة العالم الإسلامي ، وبعد إنشاء الرابطة واظب رحمه الله على حضور اجتماعاتها وندواتها ولم يدخر جهداً في سبيل نشر الدعوة وإعلاء كلمة الله طوال حياته .
- كما عمل مدرساً في المدرسة المنصورية لسنوات عديدة .
- له نشاط كبير ومشكور في مجال تقديم النصح وكتابة الملاحظات بأسلوب النقد العلمى القويم على بعض الكتاب والمفكرين ودون المساس بكرامتهم وفكرهم .
- كما أن له إسهام كبير في تعليم القرآن الكريم حفظاً وتجويداً لأبناء المسلمين سواء في داره العامرة أو في المسجد الحرام أو في دار الحديث بمكة المكرمة ، وربما درس وعلم أجيالاً أصبحوا رجالاً يعتمد عليهم في نشر الدعوة الإسلامية .
- له مصحف مرتل مسجل على أشرطة لعله محفوظ لدى الورثة – والله أعلم .
- امتازت الخطب التي كان يلقيها رحمه الله بالقوة والصراحة وفيها الكثير من العظة للتاجر والصنانع ودروس فيالبيوع وتحايل الناس وغشهم وحرصهم للحصول على المال من شتى الطرق مشروعة أو غير مشروعة ما دام في ذلك إشباع لنهمهم . فكانت عباراته وكلماته في الخطب تظل عالقة بآذان الناس ترن رنيناً متتابعاً كأن كل حرف فيها يضئ في روحانية عجيبة تحمل معنى الإقرار لله سبحانه وتعالى ، ويلتمع في نورانية سامية . وكان دائم الدعوة للاقتناع بما قسم الله للإنسان من شظف العيش وعدم مد اليد لمذلة السؤال ، وكان رحمه الله يرشد العامة إلى الكثير من السلوكيات الإسلامية الصحيحة في التعامل مع بعضهم البعض . ويقول عن الصلاة : (من تركها فقد هدم الدين) ، وكان يدعو إلى معالجة طيش الشباب بالأسلوب التربوي وعدم القسوة الكاملة في العلاج . كما أن أسلوب الخطب عنده امتاز بالعظة والارشاد النصى القرآني أو من السنة الشريفة تطبيقاً وعملاً وقدرة ، لا حفظاً وشقشقة في الألسن . كما أنه دائماً يرشد الناس إلى أ/ور دينهم ويحذرهم من الشر وينهاهم عن طرقه وأساليبه . وكان رحمه الله متقشفاً لهذا فهو دائم الدعوة إلى الخشونة ويكرر القول : (اخشوا شنوا فإن النعم لا تدوم) . وكما أنه يدعو إلى الاكتساب الحلال سواء كان بالتجارة أو الصناعة أو الوظيفة ، ويحذر من الطمع والشح والتبذير ويقول قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إياكم والطمع فإنه الفقر" . كان رحمه الله آمر بالمعروف ناهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم ، كان يكرر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص لك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً" . أخرجه مسلم ومالك وأبو داود والترمذي .
حياته العائلية :
للشيخ أبو السمح عبد المهيمن من الأولاد :
محمد نور الدين – عبد القدوس – رشاد – اعتدال – نعمة – اقبال – رباعة .
وفاته :
توفى الشيخ أبو السمح في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان عام 1399هـ ، في مدينة مكة المكرمة ودفن بها ، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل لله تعالى ، وذاع صيته بالعمل الحسن والسلوك القويم .
المرجع
رجال من مكة المكرمة ، د.زهير محمدجميل كتبي
أعلام المكيين ، عبد الله عبد الرحمن المعلمي
الدعوة إلى التضامن
الاسم :
أبو السمح عبد المهيمن محمد نور الدين الفقيه .
ولادته :
ولد الشيخ أبو المسح عبد المهيمن في قرية التلين بمديرية الشرقية عام 1307هـ .
وصفه :
كان ذا لحية بيضاء أكسبته هيبة ووقاراً . طويل القامة ، أبيض اللون ، يلبس العباءة العربية ، وسيم المطلع ، أسود العينين ، رياضي الجسم ، أنيق الشكل والمظهر .
صفاته :
ينتهز الفرصة فيتلقى العلم عن العلماء ، ويقول الذين عاشروه أنه كان متواضعاً دمث الأخلاق رقيقاً سهلاً . كان ملازماً للمسجد ورعاً وزاهداً في الدنيا . عرف بالتقوى والصلاح ، تربى على ثقافة دينية . كان مجتهداً في طلب العلم . وكان مشهوراً برحابة الصدر ويشجع على الافصاح عن الرأى وحرية المجادلة الحسنة لتتقرر الحقيقة . يجيب السائل برفق وبشاشة ، كان لبقاً في حديثه . سدسد الرأى في أدق الأ/ور ، طلق السان ، طيب القلب ، سليم النية ، يكره الملق والتكبر .
نشأته :
نشأ الشيخ أبو السمح في بيت علم ودين ، وعرفت عائلتهم بالزهد والتقوى والورع فتربى وتثقف ثافة دينية . أتم حفظ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره . قرأ القرآن وجوده بروايتى عاصم وحفص .
تعليمه :
تلقى علومه وثقافته الدينية في الجامع الأزهر الشريف على أيدى كبار علماء عصره وتتلمذ على كثير منهم من أمثال الشيخ محمد عبده رحمه الله .
أعماله :
- عمل الشيخ أبو السمح عبد المهيمن إماماً للحرم المكي الشريف منذ عام 1369-1388هـ .
- قضى شبابه في الدعوة إلى الله وإلى اتباع سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام فشارك في تأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة وكان من أبرز أعضائها الداعين إلى إخلاص العبادة لله وحده وتجنب التبرك بالأضرحة والاستعانة بغير الله وغير ذلك من مظاهر الشرك الشائعة في ذلك الزمن .
- التقى رحمه الله في المملكة العربية السعودية بالكثير من علمائها الأفذاذ الأفاضل الصلحاء أمثال الشيخ محمد بن ابراهيم المفتى الأكبر رحمه الله والمشايخ عبد الملك بن ابراهيم وعبد الله بن دهيش ومحمد على الحركان وغيرهم ممن ساهموا بجهد معروف في نشر الدعوة الإسلامية . وشاركهم مجالس العلم وندواته وقد رأى فيه جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه اهتماماً بتوجيه النشئ إلى العقيدة الصحيحة فأمر بتعيينه مديراً للمعهد الثانوى بعنيزة في مدينة القصيم ، حيث واصل عليه رحمه الله جهوده الرامية إلى غرس المفاهيم والمبادئ الدينية الصحيحة في الشباب .
- ولجهوده الملموسة استدعاه جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لإمامة المسلمين في الحرم المكي الشريف عام 1369هـ .
- واصل جهوده فقام بتدريس القرآن الكريم والتفسير والحديث الشريف في مدارس وزارة المعارف وفي دار الحديث في مدينة مكة المكرمة . وكان لا يمل ولا يكل من أسئلة طلاب العلم وغيرهم ، وكان يطلب الطلاب منه الدعوات الصالحات فيرفع يديه ويدعو لهم بالهداية ثم يربت على أكتافهم ويقول لهم : "الله يصلح حالكم وينير طريقكم" . وكان رحمه الله يوصى طلابه قراءة صحيح البخاري ، وكان يشرع في شرح الدرس إلى أن ينتهى دون أن يتقيد بزمن إذا كان الزمن لا يكفى للشرح والتوسع في الموضوع بحثاً وتحليلاً وتمحيصاً فتظل عبارات شرحه عالقة بآذان الطلاب .
- كان الشيخ إلى جانب ذلك من أكثر الداعين وتحمساً لتضامن المسلمين وتوحيد كلمتهم للوقوف في وجه التيارات الإلحادية والتبشيرية السائدة في العصر الحديث فكان من أشد المؤيدين لدعوة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى إنشاء رابطة العالم الإسلامي ، وبعد إنشاء الرابطة واظب رحمه الله على حضور اجتماعاتها وندواتها ولم يدخر جهداً في سبيل نشر الدعوة وإعلاء كلمة الله طوال حياته .
- كما عمل مدرساً في المدرسة المنصورية لسنوات عديدة .
- له نشاط كبير ومشكور في مجال تقديم النصح وكتابة الملاحظات بأسلوب النقد العلمى القويم على بعض الكتاب والمفكرين ودون المساس بكرامتهم وفكرهم .
- كما أن له إسهام كبير في تعليم القرآن الكريم حفظاً وتجويداً لأبناء المسلمين سواء في داره العامرة أو في المسجد الحرام أو في دار الحديث بمكة المكرمة ، وربما درس وعلم أجيالاً أصبحوا رجالاً يعتمد عليهم في نشر الدعوة الإسلامية .
- له مصحف مرتل مسجل على أشرطة لعله محفوظ لدى الورثة – والله أعلم .
- امتازت الخطب التي كان يلقيها رحمه الله بالقوة والصراحة وفيها الكثير من العظة للتاجر والصنانع ودروس فيالبيوع وتحايل الناس وغشهم وحرصهم للحصول على المال من شتى الطرق مشروعة أو غير مشروعة ما دام في ذلك إشباع لنهمهم . فكانت عباراته وكلماته في الخطب تظل عالقة بآذان الناس ترن رنيناً متتابعاً كأن كل حرف فيها يضئ في روحانية عجيبة تحمل معنى الإقرار لله سبحانه وتعالى ، ويلتمع في نورانية سامية . وكان دائم الدعوة للاقتناع بما قسم الله للإنسان من شظف العيش وعدم مد اليد لمذلة السؤال ، وكان رحمه الله يرشد العامة إلى الكثير من السلوكيات الإسلامية الصحيحة في التعامل مع بعضهم البعض . ويقول عن الصلاة : (من تركها فقد هدم الدين) ، وكان يدعو إلى معالجة طيش الشباب بالأسلوب التربوي وعدم القسوة الكاملة في العلاج . كما أن أسلوب الخطب عنده امتاز بالعظة والارشاد النصى القرآني أو من السنة الشريفة تطبيقاً وعملاً وقدرة ، لا حفظاً وشقشقة في الألسن . كما أنه دائماً يرشد الناس إلى أ/ور دينهم ويحذرهم من الشر وينهاهم عن طرقه وأساليبه . وكان رحمه الله متقشفاً لهذا فهو دائم الدعوة إلى الخشونة ويكرر القول : (اخشوا شنوا فإن النعم لا تدوم) . وكما أنه يدعو إلى الاكتساب الحلال سواء كان بالتجارة أو الصناعة أو الوظيفة ، ويحذر من الطمع والشح والتبذير ويقول قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إياكم والطمع فإنه الفقر" . كان رحمه الله آمر بالمعروف ناهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم ، كان يكرر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص لك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً" . أخرجه مسلم ومالك وأبو داود والترمذي .
حياته العائلية :
للشيخ أبو السمح عبد المهيمن من الأولاد :
محمد نور الدين – عبد القدوس – رشاد – اعتدال – نعمة – اقبال – رباعة .
وفاته :
توفى الشيخ أبو السمح في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان عام 1399هـ ، في مدينة مكة المكرمة ودفن بها ، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل لله تعالى ، وذاع صيته بالعمل الحسن والسلوك القويم .
المرجع
رجال من مكة المكرمة ، د.زهير محمدجميل كتبي
أعلام المكيين ، عبد الله عبد الرحمن المعلمي