ريمة مطهر
02-15-2011, 02:41 PM
الثلج وتبرُّد أهل مكة قديماً
كان أهل مكة قديماً قبل أن يعرفوا الثلاجة الصغيرة و( الترمس ) ويستعملونها كانوا يصنعون صندوقاً خشبياً ، ويضعون بداخله وعاء من الزنك بحيث تكون هناك مساحة مجوفة بين الوعاء والصندوق الخشبي ، ويملؤونها بنشارة الخشب كعازل للحرارة ، وكانوا يحفظون اللحم بهذا الوعاء لمدة تزيد عن الأربع والعشرين ساعة .
وكانوا يستعملون هذا الوعاء أيام الحج في عرفة ومنى لنفس الغرض لتمكينهم من توزيع الثلج على الحجاج في المشاعر المقدسة .
أما تبردهم في الأجواء الحارة ، فقد كانوا يستعملون المروحة اليدوية ، التي يصنعها الإخوة ( التكارنة ) من سعف النخل للترويح ، وإذا اشتد الحر يرشون الناموسية بالماء ، وإذا نشفت أعيد رشها مرة أخرى حتى يستطيعوا النوم أثناء الليل ، أما النهار فإنهم ينامون القيلولة - النوم في نصف النهار - في الأماكن السفلية من البيت لكونها أبرد وأخف حرارة . وكانوا يضعون الكبريتة - ستار من سعف - على باب الشباك ، وترش بالماء فإذا هبت عليها الرياح تكون مثل نظرية المكيف الصحراوي ، وقد تفوق برودة ( الفريون ) . وكانت هناك مروحة السقف ، وهي عبارة عن عصا تتدلى منه قماشة كبيرة ثم يقوم واحد منهم بتحريكها عن طريق حبل يجلس على تدويرها طوال النهار ، وهي تستعمل في المجالس الكبيرة وعند وجود الضيوف في الحفلات والمناسبات ، وكل شيء كان في تلك الأيام يدار باليد لعدم وجود الآلآت المكائن الكهربائية مثلما هو موجود الآن .
وبما أن الشيء بالشيء يذكر كما يقال ، فقد ذكر الغزاوي في شذراته أنه : ( كان يوجد بنهاية ريع الرسان في اتجاه البستان شاذروان أو نافورة ، مفتوحة من ناحية واحدة ، تطل على بركة ماء ، وقد أقفل نصفها بالسعف ، وجرى توصيل ماسورة مياه إلى أعلى أحد جوانبها تسكب الماء فتهب الرياح الحارة ، وعند مرورها بهذا الحاجز تتحول إلى نسمة هواء عليلة ، تماماَ كما هو الحال بالنسبة للمكيف الصحراوي ، فكأن هذه الطريقة كانت بداية لصنعه ، وصحيح أن الحاجة أم الاختراع ) .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر .
كان أهل مكة قديماً قبل أن يعرفوا الثلاجة الصغيرة و( الترمس ) ويستعملونها كانوا يصنعون صندوقاً خشبياً ، ويضعون بداخله وعاء من الزنك بحيث تكون هناك مساحة مجوفة بين الوعاء والصندوق الخشبي ، ويملؤونها بنشارة الخشب كعازل للحرارة ، وكانوا يحفظون اللحم بهذا الوعاء لمدة تزيد عن الأربع والعشرين ساعة .
وكانوا يستعملون هذا الوعاء أيام الحج في عرفة ومنى لنفس الغرض لتمكينهم من توزيع الثلج على الحجاج في المشاعر المقدسة .
أما تبردهم في الأجواء الحارة ، فقد كانوا يستعملون المروحة اليدوية ، التي يصنعها الإخوة ( التكارنة ) من سعف النخل للترويح ، وإذا اشتد الحر يرشون الناموسية بالماء ، وإذا نشفت أعيد رشها مرة أخرى حتى يستطيعوا النوم أثناء الليل ، أما النهار فإنهم ينامون القيلولة - النوم في نصف النهار - في الأماكن السفلية من البيت لكونها أبرد وأخف حرارة . وكانوا يضعون الكبريتة - ستار من سعف - على باب الشباك ، وترش بالماء فإذا هبت عليها الرياح تكون مثل نظرية المكيف الصحراوي ، وقد تفوق برودة ( الفريون ) . وكانت هناك مروحة السقف ، وهي عبارة عن عصا تتدلى منه قماشة كبيرة ثم يقوم واحد منهم بتحريكها عن طريق حبل يجلس على تدويرها طوال النهار ، وهي تستعمل في المجالس الكبيرة وعند وجود الضيوف في الحفلات والمناسبات ، وكل شيء كان في تلك الأيام يدار باليد لعدم وجود الآلآت المكائن الكهربائية مثلما هو موجود الآن .
وبما أن الشيء بالشيء يذكر كما يقال ، فقد ذكر الغزاوي في شذراته أنه : ( كان يوجد بنهاية ريع الرسان في اتجاه البستان شاذروان أو نافورة ، مفتوحة من ناحية واحدة ، تطل على بركة ماء ، وقد أقفل نصفها بالسعف ، وجرى توصيل ماسورة مياه إلى أعلى أحد جوانبها تسكب الماء فتهب الرياح الحارة ، وعند مرورها بهذا الحاجز تتحول إلى نسمة هواء عليلة ، تماماَ كما هو الحال بالنسبة للمكيف الصحراوي ، فكأن هذه الطريقة كانت بداية لصنعه ، وصحيح أن الحاجة أم الاختراع ) .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر .