شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح


ريمة مطهر
02-15-2011, 12:08 AM
عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح
رضي الله عنه

نسبه
عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه ، من السابقين الأولين من الأنصار .

أثر الرسول صلى الله عليه سلم في تربيته
رفض عاصم بن عمرو بكل عزة وإباء أن ينزل في جوار المشركين وأبى إلا قتالهم حتى تنفرد سالفته ، فعن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً وأمّر عليهم عاصم بن ثابت ، فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل وهم بنو لحيان ، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام حتى لحقوهم وأحاطوا بهم ، وقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجل . فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك ، اللهم فأخبر عنا رسولك . فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر .

أهم ملامح شخصيته
الجمع بين الجهاد والعلم
جهاده
جمع عاصم بن عمرو بين العلم والجهاد فهو الذي جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد وقتل عدداً من المشركين ، وموقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة العقبة يدل على علمه بالحرب . وهو الذي قتل عقبة بن أبي معيط الأموي يوم بدر وقتل مسافع بن طلحة وأخاه كلاب ، كلاهما أشعره سهماً ، فيأتي أمه سلافة ويقول : سمعت رجلاً حين رماني يقول : خذها وأنا ابن الأقلح ، فنذرت إن أمكنها الله تعالى من رأس عاصم لتشربنّ فيه الخمر .

علمه وفقهه
كان عاصم بن ثابت ممن أنعم الله عليهم بالعلم والفقه في دين الله وكان على رأس الوفد الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم عضل والقارة ولكنهم غدروا بهم . ويروي محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة ، فقالوا : يا رسول الله ، إن فينا إسلاماً ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً ستة من أصحابه وهم : مرثد بن أبي مرثد العنوي حليف حمزة بن عبد المطلب ، قال ابن اسحاق هو أمير القوم ، وخالد بن البكير الليثي حليف بني عدي ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخو بني عمرو بن عوف ، وخبيب بن عدي أخو بني جحجبا بن كلفة بن عمر بن عوف ، وزيد بن الدثنة أخو بني بياضة بن عامر ، وعبد الله بن طارق حليف بن ظفر رضي الله عنهم .

مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه سلم
يروي الحسين بن السائب فيقول : لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : " كيف تقاتلون ؟ " فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فأخذ القوس والنبل وقال : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان القوم قريباً من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي ، فإذا دنا القوم تنالنا وتنالهم بالرماح حتى تتقصف ، فإذا تقصف تركناها وأخذنا السيوف فكانت السلة والمجالدة بالسيوف . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قاتل فليقاتل قتال عاصم " .

أثره في الآخرين
قال ابن إسحاق : لما خرج عاصم مع القوم حتى غدا وكانوا على الرجيع ( ماء لهذيل بناحية الحجز من صور الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلاً ، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم فأخذا أسيافهم ليقاتلوا القوم ، فقالوا لهم : إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة ، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا تقتلكم . فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا : والله لا تقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً .

بعض كلماته
ما علتي وأنا جلد نابل والقوي فيها وتر وعنابل

تزلن صفحتها المعايل الموت حق الحياة باطل

وكل ما حم الإله نازل بالمرء إليه آيل

إن لم أقاتلكم فامى هابل

الوفاة
- قتل رضي الله عنه يوم أحد من أصحاب اللواء من المشركين : مسافعاً ، والحارث . فنذرت أمهما سلافة بنت سعد أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر ، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة ، فقدم ناس من بني هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم ، فوجه عاصماً في جماعة ، فقال لهم المشركون : استأسروا فإنا لا نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمناً ، فقال عاصم : لا أقبل جوار مشرك ، فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله ، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه ، فقال : اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره ، فجرح رجلين وقتل واحداً ، فقتلوه وأرادوا أن يحتزوا رأسه ، فبعث الله الدبر فحمته ، ثم بعث الله سيلاً في الليل فحمله ، وذلك يوم الرجيع .

- لما قتله المشركون أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد ، وكانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد ، فجاءت النحل فمنعته ، فقالوا : دعوه حتى يمسي فنأخذه . فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً ، وكان عاهد الله أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك ، فمنعه الله في مماته كما منع في حياته .

- يقول صاحب فرسان النهار : تذكر عاصم نذر سلافة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول : اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه ، فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحداً من أعداء الله ، الله إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي أخره .

- وكانت وفاته رضي الله عنه في غزوة الرجيع العام الرابع الهجري .

ما قيل فيه
- كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته : يحفظ الله العبد المؤمن ، كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته .

- وقال الحافظ بن حجر : إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله ، لما أراد من إكرامه بالشهادة ، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته ( يقطع لحمه ) .

- عناية الرحمن تعصم عاصماً رضي الله عنه عن أن ينال براحة أو أضبع بالسيل الدير من أعدائه في مصرع أكرم به من مصرع .

المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة - أسد الغابة - فرسان النهار من الصحابة الأخيار - الكامل في التاريخ - المنتظم - البداية والنهاية