شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : مجزأة بن ثور


ريمة مطهر
02-14-2011, 10:10 PM
مجزأة بن ثور
رضي الله عنه

اسمه
هو مجزأة بن ثور بن كعب بن سدوس السدوسي .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
أصدر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره إلى جيش المسلمين بقيادة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، بالتوجه إلى الأهواز لتتبع ( الهرمزان ) والقضاء عليه ، وتحرير مدينة ( تُسْتر ) الفارسية . وقد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن يصحب معه الفارس الباسل مجزأة بن ثور السدوسي رضي الله عنه .

صدع أبو موسى رضي الله عنه بالأمر ، فجهز جيشه ، وانطلق إلى مدينة تستر ، التي انحاز إليها الهرمزان ، حيث كانت هذه المدينة أكثر مدن فارس جمالاً ، وأبهاها طبيعة ، وأقواها تحصُّناً .

عسكرت جيوش المسلمين حول خندق تستر ، وظلت ثمانية عشر شهراً لا تستطيع اجتيازه ، وخاضت مع جيوش الفرس خلال تلك المدة ثمانين معركة . وقد أظهر مجزأة بن ثور رضي الله عنه في هذه الحروب شجاعة نادرة ، أذهلت العقول ، قد تمكَّن من قتل مائة فارس مبارزة ، فأصبح اسمه يثير الرعب في نفوس الفرس ، ويبعث النخوة والعزة في صدور المسلمين .

ثم انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلى أخرى أشد سوءاً ؛ فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة ، وجعلوا يدلُّون من فوق الأسوار سلاسل من الحديد ، في نهاية كل سلسلة كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار ، فإذا أراد أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الاقتراب منه أنشبوها فيه ، فيحترق جسده ويتساقط لحمه وبينما كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يتأمل سور تستر العظيم يائساً من اقتحامه ، سقط أمامه سهم ، قُذف نحوه من فوق السور ، فنظر فيه فإذا فيه رسالة تقول : " لقد وثقت بكم معشر المسلمين ، وإني أستأمنكم على نفسي ومالي ، ولكم عليَّ أن أدلَّكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة " . فكتب أبو موسى رضي الله عنه أماناً لصاحب السهم وقذفه إليه ، تسلل صاحب السهم إلى المسلمين في الليل ، وقال لأبي موسى : " لقد آثرتُ عدلكم على ظلم الهرمزان فقد عدا علينا وقتل ونهب ، وعزمت أن أساعدكم في الوصول إلى داخل المدينة ، فأعطني إنساناً قوياً عاقلاً ، يتقن السباحة حتى أرشده إلى الطريق " . فقال مجزاة رضي الله عنه : " اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير " . فقبل أبو موسى رضي الله عنه . مضى مجزأة بن ثور رضي الله عنه تحت جنح الظلام مع ذلك الرجل الفارسي ، فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة .

عاد مجزأة بن ثور رضي الله عنه بعد أن تعرّف على الطريق ، وكان أبو موسى رضي الله عنه قد أعدَّ ثلاثمائة فارس من أشجع جنود المسلمين ، وأقدرهم على السباحة ، وجعل التكبير علامة على دعوة جند المسلمين لاقتحام المدينة ، ومضى بهم تحت جنح الظلام . ظل مجزأة بن ثور رضي الله عنه وجنده البواسل وقتاً طويلاً يُصارعون عقبات الطريق ، ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة ، وجد مجزأة رضي الله عنه أن الطريق لم يُبق له من أصحابه سوى ثمانين رجل . وما إن وصلوا أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم ، وانقضوا على حماة الحصن فأغمدوها في صدورهم ، ثم فتحموا الأبواب وهم يكبرون ، وتدفق المسلمون على المدينة عند الفجر ، ودارت بينهم وبين أعداء الله معركة حامية الوطيس ، قلما شهد تاريخ الحروب مثله . وفيما كانت المعركة قائمة أبصر مجزأة بن ثور رضي الله عنه الهرمزان في ساحتها فقصده ؛ وتبارزا مجزأة والهرمزان بسيفهم ، فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضية ، فارتد سيف مجزأة رضي الله عنه وأصاب سيف الهرمزان ، فخرَّ البطل الباسل صريعاً على أرض المعركة وعينه قريرة بما حقق الله على يديه . وواصل جند المسلمين القتال حتى كتب الله لهم النصر ، ووقع الهرمزان أسير ، وانطلق المسلمون إلى المدينة يحملون بشائر النصر للفاروق عمر رضي الله عنه ، ويعزونه باستشهاد الصحابي الفارس مجزأة بن ثور السدوسي رضي الله عنه .

وفاته
كانت وفاة مجزأة رضي الله عنه في معركة تستر سنة 20 هـ .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله