شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عروة بن مسعود


ريمة مطهر
02-14-2011, 08:59 PM
عروة بن مسعود
رضي الله عنه

نسبه
هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي . وهو عم والد المغيرة بن شعبة ، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة ، كان أحد الأكابر من قومه ، وقيل : إنه المراد بقوله " عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " ، قال ابن عباس وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والسدي : المراد بالقريتين ( مكة والمدينة ) ، واختلفوا في تعيين الرجل المراد ، فعن قتادة : أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف .

حاله في الجاهلية
قالوا : كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ، ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام ، فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم .

قصة إسلامه
قال ابن إسحاق : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم ، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فعلت فإنهم قاتلوك " . فقال له عروة : يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم ، وكان فيهم محبباً مطاعاً ، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فاظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم ، فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه ، رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله رضي الله عنه .

بعض المواقف من حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم
ـ أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث مسور ابن مخرمة رضي الله عنه في حديث صلح الحديبية ، وفي هذا الحديث أن عروة ابن مسعود الثقفي وكان إذ ذاك كافراً قال لقريش : ألست منكم بمنزلة الولد ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم مني بمنزلة الوالد ؟ قالوا : بلى ، قال : فدعوني آته - يقصد النبي عليه الصلاة والسلام - فاعرض عليه وقد عرض عليكم خطة رشد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبديل ابن ورقاء قبل عروة ابن مسعود : " إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت " ، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قد أهلوا بالعمرة فصدتهم قريش عن البيت ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لبديل ابن ورقاء : " إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت ، فإن شاؤا ماددتهم مدة وإلا فو الله لا قاتلنهم على آمري حتى تنفرد سالفتي - يعني أنا إذا دخلت في حرب أنا لا أتهاون ولن أتردد أبداً في أن أدخل في حرب ، إنما إذا أرادوا الهدنة ماددتهم مدة أخرى – هذا الكلام لم يعجب قريشاً وظلت المسائل في شد وجذب ، فلما رأى عروة ابن مسعود الثقفي هذا الشد والجذب قال : فدعوني آته ربما يكون هناك أمور أخرى في المفاوضات فيقول قولاً آخر بخلاف ما قاله لبديل ابن ورقاء – ثم إن عروة بن مسعود قال قولاً ليؤكد أمانته في رفع التقرير ، قال ألستم مني بمنزلة الوالد ؟ وعادة لا يخدع الولد والده ، قالوا : بلى . قال : ألست منكم بمنزلة الولد ؟ يعني أنتم مني بمنزلة الوالد وأنا منكم بمنزلة الولد ؟ يعني مسالة الخيانة في رفع التقرير هذه مسالة غير واردة – قالوا : بلى – قال دعوني آته ، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فقال له نحوا من قوله لبديل ابن ورقاء ، فجاءه عروة ابن مسعود فقال : يا محمد إنها واحدة من اثنتين ، إذا قامت الحرب بيننا وبينك واجتحت قومك وغلبتهم ووضعت أنوفهم في التراب ، فهل علمت أحداً اجتاح قومك قومه قبلك ؟ كأنه يذكره أنه هذا ليس من مكارم الأخلاق – إنك إن ظفرت بقومك وأهلك وعشيرتك فإنك تفعل فيهم كل ذلك ، وإلا كأنه قال : وما أخالك تستطيع أن تفعل كل ذلك ، وإذا قامت الحرب فو الله ما أرى حولك إلا أوباشاً خليقاً أن يفروا ويدعوك ، قال أبو بكر رضي الله عنه : أنحن نفر وندعه ؟ وقال له كلمة عظيمة ، فقال عروة ابن مسعود : من هذا ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام : " إنه ابن أبي قحافة " – فقال : والله لولا أن لك علياً يداً لأجبتك . وفي رواية محمد ابن إسحاق عن الزهري عن المسور في هذا الحديث قال : ولكن هذه بتلك ، يعني هذه الإساءة منك أكلت جميلك السابق وليس لك عندي جميل ، فمعنى الكلام أنك لو تكلمت في حق آلهتنا لرددت عليك لأنك استوفيت جميلك السابق بهذه الكلمة العظيمة ، ثم كان وقت الظهر فجيء للنبي صلى الله عليه وسلم بوضوء – وترك النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه يفعلون ما كان ينهاهم عنه قبل ذلك ، وهذه سياسة حكيمة – هذه هي السياسة الشرعية – رعاية المصالح – النبي كان ينهى الصحابة عن القيام ، فقد فعلوا في هذا الموقف ما هو أعظم من القيام ومع ذلك تركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، لماذا ؟ حتى يرى عدوه أن هؤلاء لا يسلمونه أبداً وأن هؤلاء لو دخلوا في حرب لا يهزمون ، وجيء بوضوء فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل أصحابه على وضوءه ، ما سقطت قطرة ماء على الأرض . وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن أقل من ذلك – ولما قال له رجل : أنت سيدنا وابن سيدنا . قال : " قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله " ، مجرد كلام قاله الرجل وهو كذلك ، هو سيدنا لا شك في ذلك ومع ذلك يقول : " قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله " ، تركهم يغتسلون على وضوءه وما تنخم نخامه فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده ، ولا يحدون النظر إليه تعظيماً له – أي لا ينظر إليه فيملأ عينيه منه ولكن كان يصوب وجهه إلى الأرض – ولا يرفعون أصواتهم عنده . فرجع عروة إلى أصحابه وقال : أي قوم قد وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي ، فو الله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمد ! وحدثهم ما رأى وما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ عن عروة بن مسعود الثقفي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع عنده الماء فإذا بايعه النساء غمس أيديهن فيه .

ـ وروي عن عروة بن مسعود الثقفي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقنوا أمواتكم لا إله إلا الله ، فإنها تهدم الخطايا كما يهدم السيل البنيان " . قيل : يا رسول الله ، كيف هي للأحياء ؟ قال : " هي للأحياء أهدم وأهدم " .

ـ وعنه عروة بن مسعود الثقفي قال : أسلمت وتحتي عشرة نسوة ، إحداهنّ بنت أبي سفيان ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اختر منهنّ أربعاً وخل سائرهنّ ؛ فاخترت منهنّ أربعاً ، منهنّ بنت أبي سفيان .

موقف الوفاة
- استأذن عروة بن مسعود من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه فقال : " إني أخاف أن يقتلوك ! " قال : لو وجدوني نائماً ما أيقظوني ، فأذن له فدعاهم إلى الإسلام ، ونصح لهم فعصوه ، وأسمعوه من الأذى ، فلما كان من السحر قام على غرفة له فأذن فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله ، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " مثل عروة مثل صاحب ياسين ، دعا قومه إلى الله فقتلوه " .

- واختلف في اسم قاتله فقيل : أوس بن عوف ، وقيل : وهب بن جابر ، وقيل لعروة : ما ترى في دمك ؟ قال : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إليّ ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله