شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد بن عامر


ريمة مطهر
02-14-2011, 08:53 PM
سعيد بن عامر
رضي الله عنه

نسبه
هو سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة القرشي الجمحي ، من كبار الصحابة وفضلائهم .

إسلامه
أسلم سعيد بن عامر رضي الله عنه قبل خيبر وهاجر إلى المدينة ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وما بعد ذلك من المشاهد ، ولا نعلم له بالمدينة دار . (1)

أهم ملامح شخصيته
كانت شخصيته رضي الله عنه ورعة زاهدة تقية ، وكان على قدر تحمل المسؤولية وسيأتي في سياق الكلام ما يدل على ذلك .

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
قد أثرت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم فيه ، وهذا ما نراه من زهد وورع والبعد عن مواطن الشبهات .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع عمر رضي الله عنه
- انطلاقاً من حرص عمر رضي الله عنه على تفقد أحوال الرعية فقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عامله على حمص سعيد بن عامر ، فقال له عمر : مالك من المال ؟ قال : سلاحي وفرسي وبغل أغزو عليها ، وغلام يقوم عليّ ، وخادم لامرأتي ، وسهم يعد في المسلمين . فقال له عمر : مالك غير هذا ؟ قال : حسبي هذا ، هذا كثير . فقال له عمر : فلم يحبك أصحابك ؟ قال : أواسيهم بنفسي وأعدل عليهم في حكمي . فقال له عمر : خذ هذه الألف دينار فتقو به . قال : لا حاجة لي فيها ، أعط من هو أحوج إليها مني . فقال عمر : على رسلك حتى أحدثك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن شئت فاقبل وإن شئت فدع ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليّ شيئاً فقلت مثل الذي قلت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعطي شيئاً من غير سؤال ولا استشراف نفس فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده " . فقال الرجل : أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . فقبله الرجل ثم أتى امرأته فقال : إن أمير المؤمنين أعطانا هذه الألف دينار ، فإن شئت أن نعطيه من يتجر لنا به ونأكل الربح ويبقى لنا رأس مالنا ، وإن شئت أن نأكل الأول فالأول . فقالت المرأة : بل أعطه من يتجر لنا به ونأكل الربح ويبقى لنا رأس المال . قال : ففرقيه صرراً ، ففعلت . فجعل كل ليلة يخرج صرة فيضعها في المساكين ذوي الحاجة ، فلم يلبث الرجل إلا يسيراً حتى توفي . فأرسل عمر يسأل عن الألف ، فأخبرته امرأته بالذي كان يصنع فالتمسوا ذلك ، فوجدوا الرجل قدمها لنفسه ، ففرح بذلك عمر وسرّ وقال : يرحمه الله إن كان الظن به كذلك . (2)

- واستعمل عمر بن الخطاب سعيداً بن عامر- رضي الله عنهما - على جند حمص ، فقدم عليه فعلاه بالدرة ، فقال سعيد : سبق سيلك مطرك ، إن تستعتب نعتب ، وإن تعاقب نصبر ، وإن تعف نشكر . قال : فاستحيى عمر وألقى الدرة وقال : ما على المؤمن أو المسلم أكثر من هذا ، إنك تبطىء بالخراج . فقال سعيد : إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير ، فنحن لا نزيد ولا ننقص ، إلا أنا نؤخرهم إلى غلاتهم . فقال عمر : لا أعزلك ما كنت حياً . (3)

شكوى أهل حمص
عندما زار عمر رضي الله عنه حمص تحدث مع أهلها فسمع شكواهم ، فقد قالوا : نشكو منه أربعاً : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ، ولا يُجيب أحد بليل ، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه ، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا ، وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين . فقال عمر همساً : اللهم إني أعرفه من خير عبادك ، اللهم لا تخيب فيه فراستي .. ودعا سعيداً للدفاع عن نفسه. فقال سعيد : أما قولهم : إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار ، فو الله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إنه ليس لأهلي خادم ، فأنا أعجن عجيني ، ثم أدعه حتى يختمر ، ثم أخبز خبزي ، ثم أتوضأ للضحى ، ثم أخرج إليهم . وتهلل وجه عمر وقال : الحمد لله ، والثانية ؟! قال سعيد : وأما قولهم : لا أُجيب أحداً بليل ، فو الله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إني جعلت النهار لهم ، والليل لربي . وأما قولهم : إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهم ، فليس لي خادم يغسل ثوبي ، وليس لي ثياب أبدله ، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين ، وفي آخر النهار أخرج إليهم. وأما قولهم : إن الغشية تأخذني بين الحين والحين ، فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة ، وقد بضّعت قريش لحمه ، وحملوه على جذعة ، وهم يقولون له : أتحب أن محمداً مكانك ، وأنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلاً : والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا ونعيمه ، ويصاب رسول الله بشوكة . فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته ، وأنا يومئذ من المشركين ، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومه ، أرتجف خوفاً من عذاب الله ويغشاني الذي يغشاني. وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة . ولم يتمالك عمر نفسه وصاح : الحمد لله الذي لم يُخيب فراستي .. وعانق سعيداً . (4)

بعض ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

- قال سعيد بن عامر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يجيء فقراء المسلمين يزفون كما يزف الحمام ، ويقال لهم : قفوا للحساب ، فيقولون : والله ما أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا به . فيقول الله عز وجل : " صدق عبادي " ، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاماً " . (5)

- وعن سعيد بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح المسك ، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر " .

الوفاة
- توفيّ رضي الله عنه بالرّقة فيما قيل : سنة تسع عشرة وهو بقيساريّة أميرها ، وقيل : بالرّقة سنة ثمان عشرة ، وقيل : سنة عشرين .

- قال ابن سعد في الطبقة الثالثة : مات سنة عشرين وهو وال على بعض الشام لعمر . (6)

المراجع
1- الطبقات الكبرى [ جزء 4 - صفحة 269 ]
2- مختصر تاريخ دمشق [ جزء 1 - صفحة 1309 ]
3- مختصر تاريخ دمشق [ جزء 1 - صفحة 1310 ]
4- موقع الصحابة
5- مختصر تاريخ دمشق [ جزء 1 - صفحة 1307 ]
6- الوافي في الوفيات [ جزء 1 - صفحة 2072 ]