شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عياش بن أبي ربيعة


ريمة مطهر
02-13-2011, 05:58 PM
عياش بن أبي ربيعة
رضي الله عنه

نسبه
هو عياش بن أبي ربيعة ، واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، يكنى ( أبا عبد الرحمن ) ، وقيل : يكنى ( أبا عبد الله ) . وهو أخو أبي جهل بن هشام لأمه ، أمهما أم الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم ، وهو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه ، وهو ابن عم خالد - خالد بن الوليد - وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخربة التميمية .

إسلامه
- قد أسلم عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها .

- وروي أنه لما أسلم عياش بن أبي ربيعة المخزومي وهاجر مع عمر بن الخطاب إلى المدينة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرج أبو جهل وأخوه الحارث - وكانا أخوي عياش لأمه - فنزلا بعياش وقالا له : إن محمدا يأمر ببر الوالدين وقد تركت أمك ، وأقسمت أن لا تطعم ولا تشرب ولا تأوي بيتاً حتى تراك ، وهي أشد حباً لك منها لنا فاخرج معنا . فاستشار عمر ، فقال عمر: هما يخدعانك ! ، فلم يزالا به حتى عصى نصيحة عمر وخرج معهم . فلما انتهوا إلى البيداء قال أبو جهل : إن ناقتي كلت فاحملني معك . قال عياش : نعم ، ونزل ليوطئ لنفسه ولأبي جهل فأخذاه وشداه وثاقاً وذهبا به إلى أمه ، فقالت له : لا تزال بعذاب حتى ترجع عن دين محمد ، وأوثقته عندها .

- قال ابن إسحاق : عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة هاجر إلى المدينة و لحق به أخواه لأمه أبو جهل بن هشام و الحارث بن هشام فرجعا به إلى مكة فحبساه فيها حتى مضى بدر وأحد والخندق .

- وقال ابن هشام : خرج أبو جهل ابن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما ، حتى قدما علينا المدينة ورسول الله صلى عليه وسلم بمكة فكلماه ، وقال : إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك ، ولا تستظل من شمس حتى تراك ، فرق لها ، فقلت له : يا عياش ، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم ، فو الله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت ، قال : فقال : أبر قسم أمي ولي هنالك مال فآخذه . قال : فقلت : والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالاً ، فلك نصف مالي ولا تذهب معهم ! قال : فأبى عليّ إلا أن يخرج معهما ، فلما أبى إلا ذلك قال : قلت له : أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه ، فإنها ناقة نجيبة ذلول فالزم ظهرها ، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها . فخرج عليه معهما حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل : يا ابن أخي ، والله لقد استغلظت بعيري هذا أفلا تعقبني على ناقتك هذه ؟ قال : بلى . قال : فأناخ وأناخا ليتحول عليها ، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه ، ثم دخلا به مكة وفتناه فافتتن .

- قال ابن إسحاق : فحدثني به بعض آل عياش بن أبي ربيعة : أنهما حين دخلا به مكة دخلا به نهاراً موثقاً ، ثم قالا : يا أهل مكة ، هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا .

قرآن نزل بشأنه
- قال ابن كثير : واختلف في سبب نزول هذه الآية : " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ..... " فقال مجاهد وغير واحد : نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وهي أسماء بنت مخرمة ، وذلك أنه قتل رجلاً يُعذبه مع أخيه على الإسلام وهو الحارث بن يزيد الغامدي ، فأضمر له عياش السوء ، فأسلم ذلك الرجل وهاجر وعياش لا يشعر ، فلما كان يوم الفتح رآه فظن أنه على دينه فحمل عليه فقتله فأنزل الله هذه الآية .

- وجاء في تفسير القرطبي : قال ابن عياش : كنت أنا وأمي ممن عنى الله بهذه الآية ، وذلك أنه كان من الوالدان إذ ذاك وأمه هي أم الفضل بنت الحارث واسمها لبابة ، وهي أخت ميمونة وأختها الأخرى لبابة الصغرى وهنّ تسع أخوات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهنّ : " الأخوات مؤمنات " .

- وجاء في تفسير القرطبي أيضاً : " آلم . أحسب الناس أن يتركوا . أحسبوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " ، قال ابن عباس وغيره : يريد بالناس قوماً من المؤمنين كانوا بمكة ، وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام ، كسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وعمار بن ياسر ، وياسر أبوه ، وسمية أمه ، وعدة من بني مخزوم وغيره . فكانت صدورهم تضيق لذلك وربما استنكر أن يمّكن الله لكفار من المؤمنين ، قال مجاهد وغيره : فنزلت هذه الآية مسلية معلمة أن هذه هي سيرة الله في عبادة إختباراً للمؤمنين وفتنة .

- ونزلت : " وإن جاهداك لتشرك بي " الآية وقال ابن عباس : نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وقد فعلت أمه مثل ذلك .

- وجاء في فتح القدير عن عكرمة قال : كان الحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي يُعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ، ثم خرج مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( يعني : الحارث ) فلقيه عياش بالحرة ، فعلاه بالسيف وهو يحسب أنه كافر ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت : " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " الآية ، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم عليه ثم قال له : " قم فحرر " .

- وأخرج ابن أبي حاتم عن بن سيرين قال : نزلت هذه الآية " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " في عياش بن أبي ربيعة .

أهم ملامح شخصيته
1- تغليب الجانب العاطفي
حيث تأثَّر رضي الله عنه بأمه ورجع ليطمأن عليه .

2- البذل في سبيل الله
حيث هاجر رضي الله عنه الهجرتين ، وتحمل الكثير من الآلام في سبيل الله .

3- السبق إلى الحق متى ظهر
فهو من السابقين الأولين إلى الإسلام رضي الله عنه .


بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبائل كنانة
- لما كان يومُ فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيوش إلى قبائل بني كنانة حوله ، فبعث إلى بني ضمرة ( نميلة بن عبد الله الليثي ) ، وإلى بني الدئل ( عمرو ابن أمية الضمري ) ، وبعث إلى بني مدلج ( عياش بن أبي ربيعة المخزومي ) .

- قال ابن هشام : فحدثني من أثق به : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو بالمدينة : " من لي بعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي ؟ " فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة : أنا لك يا رسول الله بهما ، فخرج إلى مكة فقدمها مستخفياً ، فلقي امرأة تحمل طعاماً فقال لها : أين تريدين يا أمة الله ؟ قالت : أريد هذين المحبوسين - تعنيهما - فتبعها حتى عرف موضعهما وكانا محبوسين في بيت لا سقف له ، فلما أمسى ، تسوّر عليهما ثم أخذ مروة فوضعها تحت قيديهما ثم ضربهما بسيفه فقطعهما ، فكان يُقال لسيفه : ( ذو المروة ) لذلك ، ثم حملهما على بعيره وساق بهما ، فعثر فدميت أصبعه فقال :

هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بالناس فمر بين أيديهم حمار ، فقال عياش بن أبي ربيعة : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله . فلما سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من المسبح آنفاً سبحان الله ؟ " قال : أنا يا رسول الله ، إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة ! قال : " لا يقطع الصلاة شيء " .

- وعن الزهري قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد كلال من حمير : " سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله ، وأن الله وحده لا شريك له ؛ بعث موسى بآياته ، وخلق عيسى بكلماته ، قالت اليهود عزير بن الله ؛ وقالت النصارى الله ثالث ثلاثة ؛ عيسى بن الله " . قال : وبعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وقال : " إذا جئت أرضهم فلا تدخلنّ ليلاً حتى تصبح ، ثم تطهر فأحسن طهورك ، وصل ركعتين ، وسل الله النجاح والقبول ، واستعذ بالله ، وخذ كتابي بيمينك وأدفعه بيمينك في أيمانهم ، فإنهم قابلون واقرأ عليهم " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين " ، فإذا فرغت منها فقل : آمن محمد وأنا أول المؤمنين ، فلن تأتيك حجة إلا دحضت ، ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره ، وهم قارئون عليك ، فإذا رطنوا ، فقل : ترجموا ، وقل حسبي الله ، آمنت بما أنزل الله من كتاب ، وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم ، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ، لا حجة بيننا وبينكم ، الله يجمع بيننا وإليه المصير ، فإذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة التي إذا حضروا بها سجدوا وهي من الأثل قضيب " .

النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول : " اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف ". وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " غفار ، غفر الله لها ، وأسلم ، سالمها الله " . قال ابن أبي الزناد عن أبيه : هذا كله في الصبحز .

النبي صلى الله عليه وسلم يقر رأيه
عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : سمعت فاطمة بنت قيس تقول : أرسل إليّ زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة ، عياش بن أبي ربيعة ، بطلاقي . وأرسل معه بخمسة آصع تمر ، وخمسة آصع شعير ، فقلت : أما لي نفقة إلا هذا ؟ ولا أعتد في منزلكم ؟ قال : لا . قالت : فشددت عليّ ثيابي وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " كم طلقك ؟ " قلت : ثلاثاً . قال : " صدق - يعني : عياشاً - ليس لك نفقة ، اعتدي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم فإنه ضرير البصر ، تلقي ثوبك عنده ، فإذا انقضت عدتك فآذنيني " . قالت : فخطبني خطاب ، منهم معاوية وأبو الجهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن معاوية ترب خفيف الحال ، وأبو الجهم منه شدة على النساء ( أو يضرب النساء أو نحو هذا ) ، ولكن عليك بأسامة بن زيد " .

- وحدثني إسحق بن منصور أخبرنا أبو عاصم حدثنا سفيان الثوري حدثني أبو بكر بن أبي الجهم قال : دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن على فاطمة بنت قيس فسألناها فقالت : كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة فخرج في غزوة نجران ، وساق الحديث بنحو حديث ابن مهدي وزاد قالت : فتزوجته فشرفني الله بأبي زيد ، وكرمني الله بأبي زيد . وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة حدثني أبو بكر قال : دخلت أنا وأبو سلمة على فاطمة بنت قيس زمن ابن الزبير فحدثتنا أن زوجها طلقها طلاقاً باتاً بنحو حديث سفيان .

أثره في الآخرين ( دعوته - تعليمه )

من تلاميذه الذين رووا عنه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :

1 - عبد الرحمن بن سابط ، وهو من الطبقة الوسطى من التابعين .

2 - نافع مولى ابن عمر ، وكنيته ( أبو عبد الله ) ، وهو مدني ومن الطبقة الوسطى من التابعين .

بعض ما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
- عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها ، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا " .

- وعنه رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " تخرج ريح بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن ‏"‏‏ .‏

موقف الوفاة
عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة ، فقال : ادفعوه إلى عكرمة ، فدفع إليه فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة ، فقال عكرمة : ادفعوه إلى عياش . فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعاً وما ذاقوه . وقيل : إنه توفي رضي الله عنه بمكة .

متى توفي ؟ وأين دفن ؟
- مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر رضي الله عنهما ، وقيل : استشهد باليمامة ، وقيل : باليرموك .

- مات في أيام عمر رضي الله عنه من الأعلام : عتبة بن غزوان ، والعلاء بن الحضرمي ، وعياش بن أبي ربيعة رضي الله عنهم أجمعين ، ودفن باليرموك ؛ حيث استشهد رضي الله عنه .

المراجع
الإصابة - الاستيعاب - أسد الغابة - الطبقات الكبرى - المعجم الكبير - سيرة ابن هشام - تاريخ الخلفاء - موسوعة حرف للحديث الشريف