ريمة مطهر
02-13-2011, 05:24 PM
حكيم بن حزام
رضي الله عنه
نسبه
هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي ، ابن أخ السيدة خديجة - رضي الله عنها - زوج الرسول صلى الله عليه وسلم .
حالة في الجاهلية
- كان حكيم بن حزام من سادات قريش وكان صديق النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، وكان يوده ويحبه بعد البعثة ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح .
- وقد اشتري حكيم بن حزام زيد بن حارثة ، وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبياً من الشام سبته خيل من تهامة فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد فوهبه لعمته خديجة . (1)
- وقد شهد حكيم بن حزام رضي الله عنه بدراً الكبرى مع الكفار ونجا مع من نجا . (2)
- بالنظر في حكيم بن حزام رضي الله عنه قبل إسلامه نجده في مكانة مرموقة بين سادات قريش كما نجده على فطرته السليمة لم يتأثر بما حوله من فساد .
- قال الزبير : جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفدة ، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم . وفي الصحيح : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ألي فيها أجر؟ قال : " أسلمت على ما سلف لك من خير " . رواه مسلم
إسلامه
أسلم حكيم بن حزام بن خويلد رضي الله عنه من قبل أن يفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بيوم . وقد تأخر إسلامه رضي الله عنه حتى أسلم عام الفتح ، وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن " . (3)
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
- قد تركت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم أثراً واضحاً في شخصية حكيم بن حزام رضي الله عنه ، ولعل خير دليل على هذا الأثر هو هذا الحديث الذي يرويه بن حزام بنفسه دون أن يجد أي غضاضة في ذلك ، وهو من هو سناً ومقاماً وهذا أيضاً من أثر تربية الرسول صلى الله عليه وسلم .
- أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال : " يا حكيم ، هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى " . فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا .
- فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئاً ، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله ، فلم يرزأ حكيم رضي الله عنه أحداً من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رضي الله عنه .
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- شهد حكيم بن حزام رضي الله عنه موقعة بدر الكبرى مع المشركين فيقول : لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفاً من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها ، وقال : " شاهت الوجوه " ، فانهزمنا فأنزل الله عز وجل : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " . (4)
- وأراد حكيم بن حزام رضي الله عنه أن يهدي الرسول صلى الله عليه وسلم هدية وكان حكيم بن حزام لا يزال مشركاً ويروي ذلك فيقول : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب رجل في الناس إليّ في الجاهلية ، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم ، وهو كافر ، فوجد حلة لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين ديناراً ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية فأبى ، قال عبيد الله : حسبت أنه قال : " إنا لا نقبل شيئاً من المشركين ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن " ، فأعطيته حين أبى عليّ الهدية . (5)
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
كان له موقف يحسب له يوم قتل عثمان رضي الله عنه حيث قال رجل : يدفن بدير سلع مقبرة اليهود ، فقال حكيم بن حزام : والله لا يكون هذا أبداً وأحد من ولد قصي حي ؛حتى كاد الشر يلتحم ، فقال ابن عديس البلوي : أيها الشيخ ، وما يضرك أين يدفن ؟ فقال حكيم بن حزام : لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه ؛ فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلاً ، وفيهم الزبير ؛ فصلى عليه حكيم بن حزام . قال الواقدي : الثبت عندنا أنه صلى عليه جبير بن مطعم . (6)
بعض المواقف مع التابعين
عن عروة بن الزبير قال : لما قتل الزبير يوم الجمل ، جعل الناس يلقوننا بما نكره ونسمع منهم الأذى ، فقلت لأخي المنذر : انطلق بنا إلى حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش ، فنلقى من يشتمنا بما نعرف . فانطلقنا حتى ندخل عليه داره ، فذكرنا ذلك له ، فقال لغلامه : أغلق باب الدار ، ثم قام إلى سوط راحلته ، فجعل يضربنا وجعلنا نلوذ منه ، حتى قضى بعض ما يريد ، ثم قال : أعندي تلتمسان معايب قريش ؟ ابتدعا في قومكما - أي اسكنا واستقرا - يكف عنكما مما تكرهان ، فانتفعنا بأدبه . (7)
بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن حكيم بن حزام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع ؟ " قالوا : ما نسمع من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط ، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم " .
- وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، أو قال : ( حتى يتفرقا ) فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " . (8)
- وأخرج البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اليد العليا خير من اليد السفلى ، وأبدأ بمن تعول ، وخير الصدقة ما كان على ظهر غنى ، ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله " .
الوفاة
- قال البخاري في التاريخ : مات سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة ، قاله إبراهيم بن المنذر ثم أسند من طريق عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة قال : مات لعشر سنوات من خلافة معاوية .
- وعن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة قال : كبر حكيم بن حزام حتى ذهب بصره ثم اشتكى فاشتد وجعه ، فقلت : والله لأحضرنه فلأنظرن ما يتكلم به عند الموت ، فإذا هو يهمهم فأصغيت إليه فإذا هو يقول : لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك . فلم تزل كلمته حتى مات ، وفي رواية أخرى فإذا هو يقول : لا إله إلا الله قد كنت أخشاك فإذا اليوم أرجوك . (9)
المصادر
1- تفسير القرطبي [ جزء 14 - صفحة 105 ]
2- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 112 ]
3- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 112 ]
4- مجمع الزوائد [ جزء 6 - صفحة 112 ]
5- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 3 - صفحة 402 ]
6- تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 688 ]
7- تهذيب الكمال [ جزء 7 - صفحة 190 ]
8- صحيح البخاري [ جزء 2 - صفحة 733 ]
9- تهذيب الكمال [ جزء 7 - صفحة 191 ]
رضي الله عنه
نسبه
هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي ، ابن أخ السيدة خديجة - رضي الله عنها - زوج الرسول صلى الله عليه وسلم .
حالة في الجاهلية
- كان حكيم بن حزام من سادات قريش وكان صديق النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، وكان يوده ويحبه بعد البعثة ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح .
- وقد اشتري حكيم بن حزام زيد بن حارثة ، وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبياً من الشام سبته خيل من تهامة فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد فوهبه لعمته خديجة . (1)
- وقد شهد حكيم بن حزام رضي الله عنه بدراً الكبرى مع الكفار ونجا مع من نجا . (2)
- بالنظر في حكيم بن حزام رضي الله عنه قبل إسلامه نجده في مكانة مرموقة بين سادات قريش كما نجده على فطرته السليمة لم يتأثر بما حوله من فساد .
- قال الزبير : جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفدة ، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم . وفي الصحيح : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ألي فيها أجر؟ قال : " أسلمت على ما سلف لك من خير " . رواه مسلم
إسلامه
أسلم حكيم بن حزام بن خويلد رضي الله عنه من قبل أن يفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بيوم . وقد تأخر إسلامه رضي الله عنه حتى أسلم عام الفتح ، وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن " . (3)
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
- قد تركت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم أثراً واضحاً في شخصية حكيم بن حزام رضي الله عنه ، ولعل خير دليل على هذا الأثر هو هذا الحديث الذي يرويه بن حزام بنفسه دون أن يجد أي غضاضة في ذلك ، وهو من هو سناً ومقاماً وهذا أيضاً من أثر تربية الرسول صلى الله عليه وسلم .
- أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال : " يا حكيم ، هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى " . فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا .
- فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئاً ، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله ، فلم يرزأ حكيم رضي الله عنه أحداً من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رضي الله عنه .
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- شهد حكيم بن حزام رضي الله عنه موقعة بدر الكبرى مع المشركين فيقول : لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفاً من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها ، وقال : " شاهت الوجوه " ، فانهزمنا فأنزل الله عز وجل : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " . (4)
- وأراد حكيم بن حزام رضي الله عنه أن يهدي الرسول صلى الله عليه وسلم هدية وكان حكيم بن حزام لا يزال مشركاً ويروي ذلك فيقول : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب رجل في الناس إليّ في الجاهلية ، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم ، وهو كافر ، فوجد حلة لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين ديناراً ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية فأبى ، قال عبيد الله : حسبت أنه قال : " إنا لا نقبل شيئاً من المشركين ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن " ، فأعطيته حين أبى عليّ الهدية . (5)
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
كان له موقف يحسب له يوم قتل عثمان رضي الله عنه حيث قال رجل : يدفن بدير سلع مقبرة اليهود ، فقال حكيم بن حزام : والله لا يكون هذا أبداً وأحد من ولد قصي حي ؛حتى كاد الشر يلتحم ، فقال ابن عديس البلوي : أيها الشيخ ، وما يضرك أين يدفن ؟ فقال حكيم بن حزام : لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه ؛ فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلاً ، وفيهم الزبير ؛ فصلى عليه حكيم بن حزام . قال الواقدي : الثبت عندنا أنه صلى عليه جبير بن مطعم . (6)
بعض المواقف مع التابعين
عن عروة بن الزبير قال : لما قتل الزبير يوم الجمل ، جعل الناس يلقوننا بما نكره ونسمع منهم الأذى ، فقلت لأخي المنذر : انطلق بنا إلى حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش ، فنلقى من يشتمنا بما نعرف . فانطلقنا حتى ندخل عليه داره ، فذكرنا ذلك له ، فقال لغلامه : أغلق باب الدار ، ثم قام إلى سوط راحلته ، فجعل يضربنا وجعلنا نلوذ منه ، حتى قضى بعض ما يريد ، ثم قال : أعندي تلتمسان معايب قريش ؟ ابتدعا في قومكما - أي اسكنا واستقرا - يكف عنكما مما تكرهان ، فانتفعنا بأدبه . (7)
بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن حكيم بن حزام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع ؟ " قالوا : ما نسمع من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط ، وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم " .
- وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، أو قال : ( حتى يتفرقا ) فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " . (8)
- وأخرج البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اليد العليا خير من اليد السفلى ، وأبدأ بمن تعول ، وخير الصدقة ما كان على ظهر غنى ، ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله " .
الوفاة
- قال البخاري في التاريخ : مات سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة ، قاله إبراهيم بن المنذر ثم أسند من طريق عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة قال : مات لعشر سنوات من خلافة معاوية .
- وعن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة قال : كبر حكيم بن حزام حتى ذهب بصره ثم اشتكى فاشتد وجعه ، فقلت : والله لأحضرنه فلأنظرن ما يتكلم به عند الموت ، فإذا هو يهمهم فأصغيت إليه فإذا هو يقول : لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك . فلم تزل كلمته حتى مات ، وفي رواية أخرى فإذا هو يقول : لا إله إلا الله قد كنت أخشاك فإذا اليوم أرجوك . (9)
المصادر
1- تفسير القرطبي [ جزء 14 - صفحة 105 ]
2- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 112 ]
3- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 112 ]
4- مجمع الزوائد [ جزء 6 - صفحة 112 ]
5- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 3 - صفحة 402 ]
6- تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 688 ]
7- تهذيب الكمال [ جزء 7 - صفحة 190 ]
8- صحيح البخاري [ جزء 2 - صفحة 733 ]
9- تهذيب الكمال [ جزء 7 - صفحة 191 ]