ريمة مطهر
01-24-2011, 11:07 PM
هاجر
( أم الذبيح )
كانت ثالثة النساء التي ذكرت في القرآن وهي التي وَهَبَهَا ملكُ مِصرَ إلى سارة زوج إبراهيم الأولى ، عندما هاجرا إلى مصر . ولما أدركت سارة أنها كبرت في السن ، ولم تنجب ، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها ، عسى الله أن يرزقه منها الولد .
نسبها
هاجر ، أم إسماعيل عليه السلام ، وزوجة إبراهيم خليل الله . عُرِفَتْ في التاريخ بـ ( أمِّ العَرَب العدنانيين ) و ( أم الذبيح ) .
أهم ملامح شخصيتها
كانت هاجر مثالاً رائعاً للزوجة المطيعة ، والأم الحانية ، والمؤمنة القوية ؛ فقد أخلصت النية للَّه تعالى ، فرعاها في وحشتها ، وأمَّنها في غيبة زوجها ، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب . وقد جعل الله سبحانه ما فعلته هاجر من الصعود والسعي بين الصفا والمروة من أعمال الحج .
خروج إبراهيم عليه السلام وهاجر إلى مكة
تزوج إبراهيم عليه السلام هاجر ، وبدت عليها علامات الحمل ، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب سارة ، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل ، فطلبت منه أن يأخذ هاجر بعيداً عنها ، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى صحراء مكة ، بأمرٍ من الله ، ولحكمة يريدها عز وجل ، وحدث ما حدث لها ولوليدها .
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة ، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة ( جُرْهُم ) وأرادوا البقاء في هذا المكان ؛ لمّا رأوا عندها الماء ، فسمحت لهم بالسكن بجانبها ، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم ، واستأنست بهم ، وشب الطفل الرضيع بينهم ، وتعلم اللغة العربية منهم ، ولما كبر تزوج امرأة منهم .
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء إبراهيم عليه السلام بأم إسماعيل هاجر وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة ( شجرة ) فوق زمزم من أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هناك ، ووضع عندها جراباً ( كيساً ) فيه تمر ، وسقاء فيه ماء . ثم فقي ( رجع ) إبراهيم عليه السلام منطلقاً , فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم أين تذهب ، وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء !! قالت له مراراً ، وهو لا يلتفت إليها !!
هاجر : الله أمرك بهذا ؟
إبراهيم : نعم .
هاجر : إذاً لا يضيّعنا !!
ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثّنية ( مكان بمكة ) حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهذه الدعوات ، فرفع يديه فقال : ( ربنا أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) .
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل ، وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نَفِدَ ما في السقاء عطشت وعطش ولدها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى ، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحد ؟ فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ( ثوبها ) ثم سعت سعي الإنسان المجهود ( المتعب ) حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة ، فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً ، فلم ترى أحداً ففعلت ذلك سبع مرات .
قال ابن عباس رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فلذلك سعى الناس بينهما ) . فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه ْ !! - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضاً ، فقالت : أسمعت إن كان عندك غواث ( إغاثة ) فأغِثْ . فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه أو قال : بحناحه حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه ( تجعله حوضاً ) ، وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف بسقائها وهو يفور بعد ما تغرف ، فشربت وأرضعت ولدها . قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أم إسماعيل ، لو تركت زمزم لكانت عيناً معيناً " . فقال لها الملك : لا تخافوا ضيعةً (هلاكاً ) ، فإن هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله . وكان البيت مرتفع من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله .
فكانت كذلك حتى مرت بهم رُفقة من جرهم ( اسم قبيلة ) ملقبين من طريق كدا ء ( اسم موضع ) ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائراً عائفاً ( حائماً ) ، فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء !! . لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء !. فأرسلوا جَرِيّاً ( رائداً ) فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم ، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء .
جرهم : أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟
هاجر : نعم ، ولكن لا حق لكم بالماء .
جرهم : نعم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فألف ذلك ( وجد الحيّ ) أم إسماعيل وهي تحب الأنس " . فنزلوا فأرسلوا إلى أهلهم فنزلوا معهم ، حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب الغلام ، وتعلم العربية منهم وأنفسهم ( أي : سبقهم ) ، وأعجبهم حين شب ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم .
وفاتها
قيل : إنها توفيت وعندها من العمر 90 سنة ، ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام .
المراجع
قصص الأنبياء
صور من سير الصحابيات
( أم الذبيح )
كانت ثالثة النساء التي ذكرت في القرآن وهي التي وَهَبَهَا ملكُ مِصرَ إلى سارة زوج إبراهيم الأولى ، عندما هاجرا إلى مصر . ولما أدركت سارة أنها كبرت في السن ، ولم تنجب ، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها ، عسى الله أن يرزقه منها الولد .
نسبها
هاجر ، أم إسماعيل عليه السلام ، وزوجة إبراهيم خليل الله . عُرِفَتْ في التاريخ بـ ( أمِّ العَرَب العدنانيين ) و ( أم الذبيح ) .
أهم ملامح شخصيتها
كانت هاجر مثالاً رائعاً للزوجة المطيعة ، والأم الحانية ، والمؤمنة القوية ؛ فقد أخلصت النية للَّه تعالى ، فرعاها في وحشتها ، وأمَّنها في غيبة زوجها ، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب . وقد جعل الله سبحانه ما فعلته هاجر من الصعود والسعي بين الصفا والمروة من أعمال الحج .
خروج إبراهيم عليه السلام وهاجر إلى مكة
تزوج إبراهيم عليه السلام هاجر ، وبدت عليها علامات الحمل ، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب سارة ، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل ، فطلبت منه أن يأخذ هاجر بعيداً عنها ، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى صحراء مكة ، بأمرٍ من الله ، ولحكمة يريدها عز وجل ، وحدث ما حدث لها ولوليدها .
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة ، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة ( جُرْهُم ) وأرادوا البقاء في هذا المكان ؛ لمّا رأوا عندها الماء ، فسمحت لهم بالسكن بجانبها ، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم ، واستأنست بهم ، وشب الطفل الرضيع بينهم ، وتعلم اللغة العربية منهم ، ولما كبر تزوج امرأة منهم .
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء إبراهيم عليه السلام بأم إسماعيل هاجر وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة ( شجرة ) فوق زمزم من أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هناك ، ووضع عندها جراباً ( كيساً ) فيه تمر ، وسقاء فيه ماء . ثم فقي ( رجع ) إبراهيم عليه السلام منطلقاً , فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم أين تذهب ، وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء !! قالت له مراراً ، وهو لا يلتفت إليها !!
هاجر : الله أمرك بهذا ؟
إبراهيم : نعم .
هاجر : إذاً لا يضيّعنا !!
ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثّنية ( مكان بمكة ) حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهذه الدعوات ، فرفع يديه فقال : ( ربنا أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) .
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل ، وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نَفِدَ ما في السقاء عطشت وعطش ولدها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى ، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحد ؟ فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ( ثوبها ) ثم سعت سعي الإنسان المجهود ( المتعب ) حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة ، فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً ، فلم ترى أحداً ففعلت ذلك سبع مرات .
قال ابن عباس رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فلذلك سعى الناس بينهما ) . فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه ْ !! - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضاً ، فقالت : أسمعت إن كان عندك غواث ( إغاثة ) فأغِثْ . فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه أو قال : بحناحه حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه ( تجعله حوضاً ) ، وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف بسقائها وهو يفور بعد ما تغرف ، فشربت وأرضعت ولدها . قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أم إسماعيل ، لو تركت زمزم لكانت عيناً معيناً " . فقال لها الملك : لا تخافوا ضيعةً (هلاكاً ) ، فإن هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله . وكان البيت مرتفع من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله .
فكانت كذلك حتى مرت بهم رُفقة من جرهم ( اسم قبيلة ) ملقبين من طريق كدا ء ( اسم موضع ) ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائراً عائفاً ( حائماً ) ، فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء !! . لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء !. فأرسلوا جَرِيّاً ( رائداً ) فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم ، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء .
جرهم : أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟
هاجر : نعم ، ولكن لا حق لكم بالماء .
جرهم : نعم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فألف ذلك ( وجد الحيّ ) أم إسماعيل وهي تحب الأنس " . فنزلوا فأرسلوا إلى أهلهم فنزلوا معهم ، حتى إذا كانوا بها أهل أبيات وشب الغلام ، وتعلم العربية منهم وأنفسهم ( أي : سبقهم ) ، وأعجبهم حين شب ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم .
وفاتها
قيل : إنها توفيت وعندها من العمر 90 سنة ، ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام .
المراجع
قصص الأنبياء
صور من سير الصحابيات