جمانة كتبي
01-24-2011, 09:09 PM
تاريخ علم التصنيف

* التصنيف القديم :
قام الإنسان بدراسة المخلوقات الحية من حوله وصنّفها حسب أهميتها الاقتصادية بالنسبة له ، فمثلاً صنف النباتات إلى نباتات مفيدة من الناحية الغذائية والطبية ، ونباتات أخرى عديمة الفائدة . كما أنه دجن الحيوانات المفيدة واعتنى بها .
وقد استطاع الإنسان منذ القدم ، أن يميز بين الحيوانات والنباتات ، ووضع كلاً منها في مجموعة مستقلة . وكان العالم اليوناني أرسطو ( سنة 350 قبل الميلاد ) وتلميذه ثيوفراستس ، أول من قاما بتصنيف مفصل للمخلوقات الحية ، فصنفا النباتات حسب شكلها العام ، إلى أشجار وشجيرات وأعشاب ، كما صنف الحيوانات حسب معيشتها إلى حيوانات تعيش على اليابسة أو في الماء أو تطير في الهواء . إن مثل هذا التصنيف مبني على الملاحظة أيضا .
ثم جاء دور المسلمين ، فاستفادوا من نقل علوم اليونان (1) ونقدوها وأضافوا إليها . ويعتبر العلماء المسلمون أول من جعل للتركيب والوظيفة أهمية في علم التصنيف ، ومن هؤلاء العلماء أبو المنصور ، الذي ألف كتاباً ضمّنه خواص النباتات الطبي ، وابن سينا الذي ألف كتاباً عن النباتات الطبية وخواصها أيضاً ، وقد تُرجم كتابه إلى اللغات الأجنبية أكث من عشرين مرة ، وابن البيطار الذي ألف كتابين هما الجامع والمغني ، وقد شرح في هذين الكتابين نباتات بيئته ووصف أشكالها وفوائدها الطبية . وأبي عثمان الجاحظ الذي ألف كتاب الحيوان سنة 233هـ وفيه أجناس الحيوان وبيئته وسلوكه ، ويعتبر الغساني أول من بحث في أسس تصنيف النباتات كما ورد في كتابه ( حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار ) .
وبقيت الأمور على هذا النحو ، حتى القرن السابع عشر الميلادي حيث حاول الإنجليزي راي (ray) أن يقوم بأول تصنيف علمي وذلك بوضع الأفراد المتشابهة في صفاتها التشريحية تحت اسم مشترك هو النوع الحي ، واعتُبر النوع هو الوحدة الأساسية في تصنيف المخلوقات الحية . وفي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي جاء العالم النباتي السويدي كارلوس لينيوس (Carlouse Linnaeus) ووضع نظاماً عالمياً للتصنيف .
جمع لينيوس مجموعة كبيرة من النباتات وزرعها في حديقة منزله وصنّقها في مجموعات . وقد قامت بلدية مدينة أبسالا بالمحافظة على هذه الحديقة وزرعت النباتات نفسها التي كانت فيها حسب الترتيب الذي استعمله لينيوس .
~ * ~
المبادئ الأساسية في نظام التصنيف :
لقد وضع لينيوس ثلاثة مبادئ أساسية لنظام التصنيف وهي :
1- المبدأ الأول : استعمال اللغة اللاتينية في تسمية أنواع المخلوقات الحية .
2- المبدأ الثاني : استعمال التسمية الثنائية (Binomial Nomenclature) لوصف المخلوق الحي ، أي أن الاسم العلمي الذي يُطلق على أي مخلوق حي يتكون من كلمتين .
الأولى / اسم الجنس (Genus) وتبدأ بحرف كبير .
الثانية / اسم النوع (Species) وتبدأ بحرف صغير .
ويعرف النوع بأنه مجموعة من الأفراد المتشابهة لها خصائص مشتركة في التركيب والوظائف ، ويتم التزويج فيها بينها وتنتج أفراداً خصبة تستطيع بدورها التزاوج فيما بينها أيضاً .
3- المبدأ الثالث : استعمال المراتب التصنيفية (Categories) وهي مرتبة من الأكبر إلى الأصغر كالتالي :
ويستعمل علماء النبات مصطلح قسم (Division) بدلاً من المرتبة التصنيفية (شعبة) . وجميع المراتب التصنيفية مراتب تجريدية ، أي لا وجود لها في الواقع في الطبيعة وإنما الشيء الموجود فعلاً هو الفرد .
وتشتمل المملكة على عدة شعب ، والشعبة على عدة طوائف وهكذا حتى تصل إلى النوع الذي يشمل جميع الأفراد الحية ذات القرابة . وقد تستعمل أحياناً مراتب فرعية ، مثل تحت الشعبة (Subphylum) أو تحت النوع (Subspecies) . وبذلك انتقل لينيوس بالتصنيف إلى الاعتماد على صفات كثيرة عند التصنيف وليس الاقتصار على التشابه في الشكل الخارجي فقط كما كان عليه الحال سابقاً .

يتبع ..

* التصنيف القديم :
قام الإنسان بدراسة المخلوقات الحية من حوله وصنّفها حسب أهميتها الاقتصادية بالنسبة له ، فمثلاً صنف النباتات إلى نباتات مفيدة من الناحية الغذائية والطبية ، ونباتات أخرى عديمة الفائدة . كما أنه دجن الحيوانات المفيدة واعتنى بها .
وقد استطاع الإنسان منذ القدم ، أن يميز بين الحيوانات والنباتات ، ووضع كلاً منها في مجموعة مستقلة . وكان العالم اليوناني أرسطو ( سنة 350 قبل الميلاد ) وتلميذه ثيوفراستس ، أول من قاما بتصنيف مفصل للمخلوقات الحية ، فصنفا النباتات حسب شكلها العام ، إلى أشجار وشجيرات وأعشاب ، كما صنف الحيوانات حسب معيشتها إلى حيوانات تعيش على اليابسة أو في الماء أو تطير في الهواء . إن مثل هذا التصنيف مبني على الملاحظة أيضا .
ثم جاء دور المسلمين ، فاستفادوا من نقل علوم اليونان (1) ونقدوها وأضافوا إليها . ويعتبر العلماء المسلمون أول من جعل للتركيب والوظيفة أهمية في علم التصنيف ، ومن هؤلاء العلماء أبو المنصور ، الذي ألف كتاباً ضمّنه خواص النباتات الطبي ، وابن سينا الذي ألف كتاباً عن النباتات الطبية وخواصها أيضاً ، وقد تُرجم كتابه إلى اللغات الأجنبية أكث من عشرين مرة ، وابن البيطار الذي ألف كتابين هما الجامع والمغني ، وقد شرح في هذين الكتابين نباتات بيئته ووصف أشكالها وفوائدها الطبية . وأبي عثمان الجاحظ الذي ألف كتاب الحيوان سنة 233هـ وفيه أجناس الحيوان وبيئته وسلوكه ، ويعتبر الغساني أول من بحث في أسس تصنيف النباتات كما ورد في كتابه ( حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار ) .
وبقيت الأمور على هذا النحو ، حتى القرن السابع عشر الميلادي حيث حاول الإنجليزي راي (ray) أن يقوم بأول تصنيف علمي وذلك بوضع الأفراد المتشابهة في صفاتها التشريحية تحت اسم مشترك هو النوع الحي ، واعتُبر النوع هو الوحدة الأساسية في تصنيف المخلوقات الحية . وفي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي جاء العالم النباتي السويدي كارلوس لينيوس (Carlouse Linnaeus) ووضع نظاماً عالمياً للتصنيف .
جمع لينيوس مجموعة كبيرة من النباتات وزرعها في حديقة منزله وصنّقها في مجموعات . وقد قامت بلدية مدينة أبسالا بالمحافظة على هذه الحديقة وزرعت النباتات نفسها التي كانت فيها حسب الترتيب الذي استعمله لينيوس .
~ * ~
المبادئ الأساسية في نظام التصنيف :
لقد وضع لينيوس ثلاثة مبادئ أساسية لنظام التصنيف وهي :
1- المبدأ الأول : استعمال اللغة اللاتينية في تسمية أنواع المخلوقات الحية .
2- المبدأ الثاني : استعمال التسمية الثنائية (Binomial Nomenclature) لوصف المخلوق الحي ، أي أن الاسم العلمي الذي يُطلق على أي مخلوق حي يتكون من كلمتين .
الأولى / اسم الجنس (Genus) وتبدأ بحرف كبير .
الثانية / اسم النوع (Species) وتبدأ بحرف صغير .
ويعرف النوع بأنه مجموعة من الأفراد المتشابهة لها خصائص مشتركة في التركيب والوظائف ، ويتم التزويج فيها بينها وتنتج أفراداً خصبة تستطيع بدورها التزاوج فيما بينها أيضاً .
3- المبدأ الثالث : استعمال المراتب التصنيفية (Categories) وهي مرتبة من الأكبر إلى الأصغر كالتالي :

ويستعمل علماء النبات مصطلح قسم (Division) بدلاً من المرتبة التصنيفية (شعبة) . وجميع المراتب التصنيفية مراتب تجريدية ، أي لا وجود لها في الواقع في الطبيعة وإنما الشيء الموجود فعلاً هو الفرد .
وتشتمل المملكة على عدة شعب ، والشعبة على عدة طوائف وهكذا حتى تصل إلى النوع الذي يشمل جميع الأفراد الحية ذات القرابة . وقد تستعمل أحياناً مراتب فرعية ، مثل تحت الشعبة (Subphylum) أو تحت النوع (Subspecies) . وبذلك انتقل لينيوس بالتصنيف إلى الاعتماد على صفات كثيرة عند التصنيف وليس الاقتصار على التشابه في الشكل الخارجي فقط كما كان عليه الحال سابقاً .

يتبع ..