شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أسيد بن حضير


ريمة مطهر
02-11-2011, 07:49 PM
أسيد بن حضير رضي الله عنه
( بطل يوم السقيفة )

نسبه
هو أسيد بن الحضير بن سماك الأنصاري الأشهلي يكنى ( أبا يحيى ) و ( أبا عتيك ) ، وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بُعاث .

حاله في الجاهلية
كان يكتب بالعربية ويُحسن السباحة والرمي ، وكانوا في الجاهلية يسمون من كانت فيه هذه الخصال بـ ( الكامل ) .

إسلامه
كان أسيد رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام وهو أحد النقباء ليلة العقبة ، وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ رضي الله عنهم أجمعين .

قصة إسلامه
لما انصرف القوم بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ، وأمره أن يُقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين ، وكان مصعب يسمى بالمدينة ( المقرئ ) ، وكان منزله على أسعد بن زرارة ، ثم إن أسعد بن زرارة خرج بمصعب فدخل به حائطاً من حوائط بني ظفر فجلسا في الحائط واجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير : انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي ولولا ذاك لكفيتكه ، وكان سعد بن معاذ وأسيد بن حضير سيدي قومهما من بني عبد الأشهل وهما مشركان ، فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إلى مصعب وأسعد وهما جالسان في الحائط ، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه . قال مصعب : إن يجلس أكلمه . قال : فوقف عليهما متشتماً فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمراً قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره ؟ قال : أنصفت ، ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن فقالا : والله لقد عرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به في إشراقه وتسهله . ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له: تغتسل وتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين ، فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم قام وركع ركعتين .

واختلف في شهوده بدراً قال ابن سعد : كان شريفاً كاملاً ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة ، وكان ممن ثبت يوم أحد ، وجُرح حينئذ سبع جراحات ، وقال ابن السكن : شهد بدراً والعقبة وكان من النقباء .

من ملامح شخصيته
1- ولعه بالقرآن الكريم
عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ـ وفرسه مربوطة عنده ،إذ جالت الفرس فسكت فسكنت ، فقرأ فجالت الفرس ، فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريباً منها فأشفق أن تصيبه ، فلما أخّره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدّث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اقرأ يا ابن حضير " . قال : قد أشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريباً ، وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها . قال : " وتدري ما ذاك ؟ " قال : لا . قال : " تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم " .

عن أبي سعيد الخدري وابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " اقرأ يا أسيد فقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود عليه السلام " .

2- شعوره بالمسلمين وعطفه وحرصه عليهم
عن أنس قال : جاء أسيد بن حضير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان قسّم طعاماً فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر فيهم حاجة وجل أهل ذلك البيت نسوة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا !، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت " ، فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير أو تمر ، فقسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس وقسّم في الأنصار فأجزل ، وقسّم في أهل البيت فأجزل ، فقال أسيد بن حضير متشكراً : جزاك الله أي نبي الله أطيب الجزاء - أو قال : خيراً - . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء - أو قال : خيراً - فإنكم ما علمت أعفة صبر وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " .

مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
1- موقفه في غزوة بدر
عن عبد الله بن أبي سفيان قال : ولقيه أسيد بن حضير فقال : يا رسول الله الحمد لله الذي ظفرك وأقرّ عينك ، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدواً ، ولكني ظننت أنها العير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدقت " .

2- مزاحه مع النبي صلى الله عليه وسلم
عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال : أصبرني . فقال : " اصطبر" . قال : إن عليك قميصاً وليس عليّ قميص . فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يُقبل كشحه . ( الكشح : وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي ) قال : إنما أردت هذا يا رسول الله .

3- موقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم من مقالة اليهود
روى الإمام مسلم بسنده عن أنس : أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوهنّ ولم يجامعوهنّ في البيوت ، فسأل أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض " إلى آخر الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا كل شيء إلا النكاح " . فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه . فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا : يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا أفلا نجامعهنّ ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا ، فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما .

4- موقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الرجل الغادر
كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة : ما أحد يغتال محمداً فإنه يمشي في الأسواق فندرك ثأرنا ، فأتاه رجل من العرب فدخل عليه منزله وقال له : إن أنت وفيتني خرجت إليه حتى أغتاله فإني هاد بالطريق ، خريت معي خنجر مثل خافية النسر قال : أنت صاحبنا وأعطاه بعيراً ونفقة وقال : اطو أمرك فإني لا آمن أن يسمع هذا أحد فينميه إلى محمد ، قال : قال الأعرابي : لا يعلمه أحد . فخرج ليلاً على راحلته فسار خمساً وصبح ظهر الحي يوم سادسه ، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المصلى فقال له قائل : قد توجه إلى بني عبد الأشهل ، فخرج الأعرابي يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الأشهل فعقل راحلته ثم أقبل يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده في جماعة في أصحابه يُحدّث في مسجده ، فلما دخل ورآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه : إن هذا الرجل يريد غدراً والله حائل بينه وبين ما يريده فوقف وقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن عبد المطلب " . فذهب ينحني على رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يساره فجبذه أسيد بن حضير وقال : تنح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجذب بداخل إزاره فإذا الخنجر فقال : يا رسول الله هذا غادر ، فأسقط في يد الأعرابي . وقال : دمي دمي يا محمد ، وأخذه أسيد بن حضير يلببه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اصدقني ما أنت ؟ وما أقدمك ؟ فإن صدقتني نفعك الصدق وإن كذبتني فقد اطلعت على ما هممت به " قال العربي : فأنا آمن ؟ قال : " وأنت آمن " . فأخبره بخبر أبي سفيان وما جعل له ، فأمر به فحبس عند أسيد بن حضير ثم دعا به من الغد فقال : " قد أمنتك فاذهب حيث شئت أو خير لك من ذلك ؟ " قال : وما هو؟ فقال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك أنت رسول الله والله يا محمد ما كنت أفرق من الرجال فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي وضعفت ، ثم اطلعت على ما هممت به فما سبقت به الركبان ولم يطلع عليه أحد ، فعرفت أنك ممنوع وأنك على حق وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان . فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم وأقام أياماً ثم استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج من عنده ولم يُسمع له بذكر .

5- موقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه مقالة عبد الله بن أبي حين إقفاله من غزوة بني المصطلق
قال ابن إسحاق : فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش وسار لقيه أسيد بن حضير فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ثم قال : يا نبي الله والله لقد رحت في ساعة منكرة ( وقت الظهيرة ) ما كنت تروح في مثلها . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ " قال : وأي صاحب يا رسول الله ؟ قال : " عبد الله بن أبي " . قال : وما قال ؟ قال : " زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل " . قال : فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت وهو والله الذليل وأنت العزيز . ثم قال : يا رسول الله ارفق به فو الله لقد جاءنا الله بك ، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكاً .

مواقف من حياته مع الصحابة
موقفه مع سعد بن عبادة في حادث الإفك
قالت السيدة عائشة في حديثها الطويل : فقام رسول الله من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله : " من يعذرني من رجل بلغ أذاه في أهلي فو الله فو الله فو الله - ثلاث مرات - ما علمت على أهلي إلا خيراً ، وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي " . فقام سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك .

موقفه مع قومه لما اشتكى من مرضه
عن عبد الله بن هبيرة أن أسيد بن حضير كان يؤم بني عبد الأشهل وأنه اشتكى فخرج إليهم بعد شكواه فقالوا له : تقدم . قال : لا أستطيع أن أُصلي . قالوا : لا يؤمنا أحد غيرك ما دمت . فقال : اجلسوا ، فصلى بهم جلوساً .

موقفه مع عمر رضي الله عنه
عن أسيد بن حضير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنكم ستلقون بعدي أثرة " ، فلما كان زمان عمر قسم حللاً فبعث إليّ منها بحلة فاستصغرتها فأعطيتها ابني ، فبينا أنا أُصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها ، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستلقون أثرة بعدي " ، فقلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلي فقال: صل يا أسيد . فلما قضيت صلاتي قال : كيف قلت ؟ فأخبرته قال : تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي عقبي ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها فظننت أن ذلك يكون في زماني . قلت : قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك .

موقفه مع آل أبي بكر رضي الله عنهم
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون إلى المدينة فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري راقد أقبل أبي فلكزني لكزة ثم قال : حبست الناس ! ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد ونزلت : " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة " الآية . قال أسيد بن حضير : لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ! ما أنتم إلا بركة .

موقفه عند وفاة امرأته
عن عائشة قالت : قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي ، قالت فقلت له : غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك تبكي على امرأة ؟ فكشف عن رأسه وقال : صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال . قالت قلت له : ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ . قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أثره في الآخرين
في لحظات إسلامه الأولى رضي الله عنه أصبح داعياً إلى الله تعالى ، وكان هو وسعد بن معاذ سيدا قومهما وبمجرد أن أسلم أسيد رضي الله عنه قال لمصعب : إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ ، ثم أخذ حربته فانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب من عندكم . فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟ قال : كلمت الرجلين فو الله ما رأيت بهما بأساً وقد نهيتهما . فقالا : فافعل ما أحببت ، وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك ، فقام سعد مغضباً مبادراً للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئاً . فلما رآهما مطمئنين عرف أن أسيداً إنما أراد أن يسمع منهما فوقف عليهما متشتماً ، ثم قال لأسعد بن زرارة : لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، تغشانا في دارنا بما نكره . وقد قال أسعد لمصعب : جاءك والله سيد قومه إن يتبعك لم يخالفك منهم أحد . فقال له مصعب : أو تقعد فتسمع فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته ، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره . قال سعد : أنصفت ، ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن . قالا : فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به في إشراقه وتسهله ، ثم تشهد شهادة الحق ثم صلي ركعتين فقام واغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق وركع ركعتين .

وممن روى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أسيد رضي الله عنه : أم المؤمنين السيدة عائشة ، وأنس بن مالك ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعكرمة بن خالد بن العاص .

بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
روى البخاري بسنده عن أسيد بن حضير رضي الله عنهم أن رجلاً من الأنصار قال : يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً . قال : " ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " .

مناقبه وما قيل فيه
في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أبو بكر ، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ، نعم الرجل أسيد بن حضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ، نعم الرجل معاذ بن جبل ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح " .

وعن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعباد بن بشر .

وقال عنه أنس بن مالك رضي الله عنه : كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس ( شديدة الظلمة ) فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما ، فمشيا في ضوئها فلما تفرق بهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه فمشى في ضوئها . انفرد بإخراجه البخاري .

روى الإمام أحمد بسنده عن عائشة أنها كانت تقول : كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول : لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث من أحوالي لكنت حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ ، وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه .

الوفاة
عن عروة أن أسيد بن حضير مات وعليه دين أربعة آلاف درهم فبيعت أرضه ، فقال عمر : لا أترك بني أخي عالة ، فردّ الأرض وباع ثمرها من الغرماء أربع سنين بأربعة آلاف كل سنة ألف درهم . وقد توفي رضي الله عنه سنة 20 من الهجرة ودفن بالبقيع .

المراجع
سيرة ابن هشام - ابن هشام
الإصابة - ابن حجر العسقلاني
صفة الصفوة - ابن الجوزي

سندس كتبي
11-12-2012, 06:48 PM
أسيد بن حضير

أسيد، بضم الهمزة أيضاً هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي‏.‏

يكنى‏:‏ أبا يحيى، بابنه‏.‏ يحيى، وقيل‏:‏ أبا عيسى، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏ كنيته أبو عتيك، وقيل‏:‏ أبو حضير، وقيل‏:‏ أبو عمرو‏.‏

وكان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، وكان له حصن واقم وكان رئيس الأوس يوم بعاث، وأسلم أسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة، وكان إسلامه بعد العقبة الأولى، وقيل الثانية، وكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحداً، ويقول‏:‏ إنه لا خلاف عنده‏.‏

أمه أم أسيد بنت السكن، وشهد العقبة الثانية، وكان نقيباً لبني عبد الأشهل، وقد اختلف في شهوده بدراً، فقال ابن إسحاق وابن الكلبي‏:‏ لم يشهدها، وقال غيرهما‏:‏ شهدها وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر فتح البيت المقدس‏.‏

روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنها‏.‏

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، وله في بيعة أبي بكر أثر عظيم‏.‏

روى عنه أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار‏:‏ إنكم سترون بعدي أثرة، قالوا‏:‏ فما تأمرنا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اصبروا حتى تلقوني على الحوض‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر، عن أبي المظفر القشيري إجازة، قال‏:‏ أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، أخبرنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث عن خالد، هو ابن يزيد، عن أبي هلال، يعني سعيداً، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قال‏:‏ قرأت عليلة سورة البقرة، وفرس لي مربوط، ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت، وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال‏:‏ اقرأ يا أبا يحيى؛ فقلت قد قرأت، فجالت فقمت ليس هم لي إلا ابني، فقال لي‏:‏ اقرأ يا أبا يحيى، فقلت‏:‏ قد قرأت فجالت الفرس فقال‏:‏ اقرأ أبا حضير فقلت‏:‏ قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني؛ فقال‏:‏ تلك الملائكة دنوا لصوتك؛ ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، قال‏:‏ حدثنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق قال‏:‏ حدثنا أبو جابر عبد العزيز بن حيان قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال‏:‏ حدثنا المعافى بن عمران، عن سليمان بن بلال، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح‏"‏‏.‏

توفى أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين، وحمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السرير حتى وضعه بالبقيع؛ وصلى عليه، وأوصى إلى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخله أربع سنين بأربع آلاف، وقضى دينه‏.‏

أخرجه ثلاثتهم‏.‏

حضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير