شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : متحف الدوحة يضيف لمسة معمارية جديدة في الخليج


فراس كتبي
02-11-2011, 03:20 PM
متحف الدوحة يضيف لمسة معمارية جديدة في الخليج




مخططو المدن في الخليج، المشغولون بالحجم، والارتفاع، والعائد، خرجوا بمجموعة غير ملهمة من
الفنادق، والأبراج، والطرق، ومراكز التسوق لها قواسم مشتركة مع باسيلدون، أو هيوستن، أكثر من الشرق الأوسط.
صمم مهندسون معماريون مشهورون مباني أخاذة، مثل فندق برج دبي، وهم يخططون لإقامة إنشاءات على جزيرة السعديات في أبو ظبي، لكن قطر الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة، هم الأكثر ثراء في العالم، كسبت ميزة تتفوق بها على منافسيها.
المتحف الجديد للفن الإسلامي في الدوحة يمزج أفضل التصاميم الهندسية المعمارية الغربية مع أفكار تقليدية للتصميم الإسلامي، رافعاً بذلك من مستوى المعايير بالنسبة للمنطقة بأكملها. وهو من تصميم آي. إم. باي I.M. Pei، المهندس المعماري الأمريكي من أصل صيني، الذي تولى تصميم هرم اللوفر في باريس.
وعلى خلاف نظرائه الذين يعملون في الخليج، من الواضح أن باي قام بما عليه من واجبات ضمن تفويضه الأخير. فالمبنى مرتب وفسيح، والإشارات إلى الإرث الهندسي للعالم الإسلامي فيه عديدة.
يتم الوصول إلى المبنى عن طريق جسر يعلو رياضاً، أو مجرى نهر اصطناعي، إذ يقع المتحف على جزيرة اصطناعية، ويعيق أي حس بالمعنى المنظوري للأمور. ويبدو من الشاطئ أصغر مما هو عليه في الحقيقة.
والإلهام يكمن في "السبيل"، أو مغاسل الوضوء، المأخوذة عن مسجد ابن طولون في القاهرة. فمن الخارج يبدو كجسم تكعيبي دقيق للغاية، لكن من الداخل استخدم نمط الأبلاق، وهو التناوب في دورات بناء الحجر بين الغامق والفاتح المستخدم في الهندسة المعمارية للمماليك والعثمانيين، ويمتد ذلك إلى استخدام الحجر الجيري الفرنسي هادئ اللون، الذي يرتكز معظم إنشاء المتحف عليه. ومن قبة دائرية محاطة بزخارف، وهي وسيلة زخرفية مأخوذة عن المماليك، تطل على الردهة الرئيسية.
كان من المفترض أن يتم افتتاح المتحف في آذار (مارس) الماضي، لكن أثبت الموعد النهائي طموحه المتزايد. وتم ضم أوليفر واطسون، الذي عمل في السابق مع متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، إلى المشروع للمساعدة في تذليل العمل المعقد الساعي إلى فتح متحف للفنون الجميلة بطموحات على مستوى العالم. وتم الافتتاح هذا الأسبوع.
وبحسب واطسون، كان المغزى محاكاة الأعمال الفنية للمراكز الحضرية العظيمة من العالم الإسلامي، من قرطبة إلى سمرقند. وسيتم الاحتفاء بإرث الخليج نفسه في متحف آخر.
وقال: "هذه المجموعة ليست ذات شبه كبير باللوفر، أو المراكز الحضرية، لكنها تحمل القدر نفسه من الإذهال. ويمكن أن تضاهي أفضل المجموعات في أي مكان آخر".
وقالت ميراندا كارول، المتحدثة الرسمية، إن في المتحف نحو 4500 قطعة في الداخل، لكن لا يُتاح منها سوى 850 قطعة للعرض في الوقت ذاته.
وتشمل المجموعة مخطوطات قديمة من القرآن الكريم، وسجادا، ومقتنيات لشاه جيهان، باني تاج محل. وقد طافت العائلة القطرية الحاكمة العالم بحثاً عن القطع النادرة.
والقصد من الإنفاق هو تحويل المفاهيم المتصورة عن قطر، إذ لا بد أن يقال إن الدوحة لم تأسر الخيال من قبل. ومثل نظيراتها من المدن في الشمال والجنوب، كانت تخضع إلى تحوّل سريع نتج عنه أسعار عقارات محلقّة في السماء. وقامت السلطات القطرية بالكثير لإحياء عاصمتها، أكثر من مجرد إنشاء مبنى على الأرجح أن يكون علامة مميزة للدولة. وقامت بتجديد سوق الدوحة القديم، سوق "واقف"، التي لا تبعد سوى مسافة سير على الأقدام عن المتحف القديم، والديوان الأميري. والنتيجة أن لدى الدوحة الآن نقطة بؤرية ومركزاً للمدينة.



المصدر : مجلة الآثار
الكاتب : الاقتصادية