شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : خبيب بن عدي


ريمة مطهر
02-11-2011, 02:18 AM
خبيب بن عدي رضي الله عنه
( بطل فوق الصليب )

نسبه
هو خبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري الشهيد ، شهد بدراً وأحداً .

أهم ملامح شخصيته
1- الجمع بين العلم والجهاد
جاء رجال قبيلة عضل ورجال قبيلة القارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفهمونا في الدين ، ويقرؤنا القرآن ، ويعلمونا شرائع الإسلام ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من أصحابه وهم : مرثد ابن أبي مرثد الغنوي وهو أمير القوم ، وخالد بن البكير الليثي ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبد الله بن طارق .

2- الوفاء وعدم الغدر
لما انطلق المشركون بخبيب وزيد وباعوهما بمكة ، اشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا قتله ، استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته قالت : فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذلك مني وفي يده الموسى . فقال : أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله .

3- يحب الصلاة حتى عند الموت
فلما خرجوا به ليقتلوه وقد نصبوا خشبة ليصلبوه فانتهى إلى التنعيم فقال : إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين . فقالوا : دونك ، فصلى ثم قال : والله لولا أن تظنوا إنما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة ، فكان أول من سن الصلاة عند القتل .

4- الثبات رغم المساومة
تقول مارية مولاة حجير بن أبي إهاب : ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من ثمره وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقاً رزقه الله . فلما خرجوا به من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه جعلوا يساومونه على إيمانه لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل . أجل كان إيمان خبيب رضي الله عنه كالشمس قوة ونوراً .

أثره في الآخرين
ما أصدق ما قيل : عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل ، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم خبيباً مع بعض أصحابة دعاة إلى الله ليعلموا الناس ويدعوهم إلى الإسلام ، ولكن القوم غدروا بهم ، فوقع أجرهم على الله ، وكان خبيب رضي الله عنه ممن أسر ثم صُلب بعد ذلك فكان استشهاده من أكثر المواقف تأثيراً وتعليماً للمسلمين فن الفداء والتضحية في سبيل الله والذود عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

قال سعيد بن عامر بن حذيم : شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا : أتحب أن محمداً مكانك ؟ فقال : والله ما أحب أني في أهلي وأن محمداً شيك بشوكة .

مناقبه وكراماته
لما وضعه حجير عند مولاة له يُقال لها ( مارية ) ليقتله ، وحدثت بعد أن أسلمت ، فقالت : كان خبيب عندي ، حُبس في بيتي ، فلقد أطلعت عليه يوماً وإن في يده لقطفاً من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه ، وما أعلم في أرض الله عنباً .

بعض كلماته
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصري

وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممـزع

الوفاة
قال ابن إسحاق : قال عاصم : ثم خرجوا بخبيب حتى جاؤوا به إلى التنعيم ليصلبوه ، وقال لهم : إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا ، قالوا : دونك فاركع ، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ، ثم أقبل على القوم فقال : أما والله لولا أن تظنوا أني أنما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة ، قال : فكان خبيب أول من سنّ هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين . قال : ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال : اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة بما يصنع بنا ، ثم قال : اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ، ثم قتلوه .

وكان معاوية بن أبي سفيان يقول : أحضرته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان فلقد رأيته يلقيني على الأرض فرقاً من دعوة خبيب ، وكانوا يقولون : إن الرجل إذا دعى عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه ، وكان ذلك في العام الرابع الهجري ، وأوحى الله إلى رسوله ما حدث لخبيب ، فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله من خشبة الصلب : فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفاً من العيون وأطلقه فوسَّدَ جثمانه على الأرض ، ثم يقول عمرو بن أمية : فالتفت فلم أر شيئاً فكأنما ابتلعته الأرض ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك . وكان أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبراً .

المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة
البداية والنهاية
فرسان النهار من الصحابة الأخيار

أحمد كتبي
05-09-2012, 10:57 AM
خبيب بن عدي
خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ‏.‏ شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، قال ‏:‏ حدثنا سليمان بن داود ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ويعقوب ، قال ‏:‏ حدثنا أبي ، عن الزهري ، قال أبي ، يعني أحمد‏ :‏ وهذا حديث سليمان الهاشمي ، عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي ، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال ‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عيناً ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه ، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة ، بين عسفان ومكة ، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم ‏:‏ بنو لحيان ، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام ، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه ، قالوا ‏:‏ نوى تمر يثرب ، فاتبعوه آثارهم ، فلما أحسن بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى قردد ، فأحاط بهم القوم فقالوا ‏:‏ انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً ، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم ‏:‏ أما أن فوالله لا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا نبيك ، فرموهم بالنبل ، فقتلوا عاصماً في سبعة ، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق ، فيهم ‏:‏ خبيب الأنصاري ، وزيد بن الدثنة ، ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم اطلقوا أوتار قيسهم فربطوهم بها ، فقال الرجل الثالث ‏:‏ هذا أول الغدر ، والله لا أصبحكم ، إن لي بهؤلاء لأسوة ، يريد القتلى ، فجروه وعالجوه ، فأبى أن يصبحهم فقتلوه ، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ‏:‏ خبيباً ، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر ، فلبث خبيب عندهم أسيراً حتى أجمعوا قتله ، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل ، فأعارته إياها ، فدرج بني لها ، قالت ‏:‏ وأنا غافلة ، حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ، قالت‏ :‏ ففزعت فزعة خبيب ، فقال ‏:‏ أتحسبين أني أقتله‏ ؟‏ ما كنت لأفعل ذلك ، فقالت ‏:‏ والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنب في يده ، وإنه لموثق في الحديد ، وما بمكة من تمرة ، وكانت تقول ‏:‏ إنه لرزق رزقه الله خبيباً ، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل ، قال لهم ، قال لهم خبيب‏ :‏ دعوني أركع ركعتين ، فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال‏ :‏ والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت ، اللهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً ‏:‏ الطويل :‏

فلست أبالي حين أقتـل مـسـلـمـاً ** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلـك فـي ذات الإلـه وإن يشــأ ** يبارك على أوصال شلو مـمـزع

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله ‏.‏ وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبراً الصلاة‏ .‏

واستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه حين أصيبوا خبرهم ، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف ، وكان قتل رجلاً عظيماً منهم يوم بدر ، فبعث الله إلى عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم ، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئاً‏ .‏

كذا في هذه الرواية أن بني الحارث بن عامر ابتاعوا خبيباً ، وقال ابن إسحاق ‏:‏ وابتاع خبيباً حجير بن أبي إهاب التميمي ، حليف لهم ، وكان حجر أخا الحارث بن عامر لأمه ، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه ‏.‏

وقيل‏ :‏ اشترك في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز ، وعكرمة بن أبي جهل ، والأخنس بن شريق ، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص ، وأمية بن أبي عتبة ، وبنو الحضرمي ، وصفوان بن أمية ، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر ، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث ، فسجنه في داره ، فلما أرادوا قتله خرجوا به إلى التنعيم فصلى ركعتين ، وقال ‏:‏ الطويل ‏:‏

لقد جمع الأحزاب حـولـي وألـبـوا ** قبائلهم واستجمعوا كـل مـجـمـع
وقد قربوا أبـنـاءهـم ونـسـاءهـم ** وقربت من جذع طـويل مـمـنـع
وكلهـم يبـدي الـعـداوة جـاهـداً ** علي ، لأني في وثـاق بـمـضـيع
إلى الله أشكو غربتي بعد كـربـتـي ** وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صيرني على ما أصابنـي ** فقد بضعوا لحمي وقد ضل مطمعي
وذلـك فـي ذات الإلـه وإن يشــأ ** يبارك على أوصال شلـو مـمـزع
وقد عرضوا بالكفر والمـوت دونـه ** وقد ذرفت عيناي من غير مـدمـع
وما بي حذار الموت، إنـي لـمـيت ** ولكن حذاري حـر نـار تـلـفـع
فلست بمبد لـلـعـدو تـخـشـعـاً ** ولا جزعاً ، إني إلى الله مرجـعـي
ولست أبالي حين أقتـل مـسـلـمـاً ** على أي جنب كان في الله مصرعي

وهو أول من صلب في ذات الله‏ .‏

واسم الصبي الذي درج إلى خبيب فأخذه ‏:‏ أبو حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، شيخ مالك ‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير ، عن إبراهيم بن إسماعيل ، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري‏ :‏ أن أباه حدثه ، عن جده ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً وحده ، فقال‏ :‏ جئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون ، فأطلقته فوقع إلى الأرض ، ثم اقتحمت فالتفت فكأنما ابتلعته الأرض ، فما ذكر لخبيب بعد رمة حتى الساعة ‏.‏

وكان عاصم قد أعطى الله عهداً أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك أبداً ، فمنعه بعد وفاته لما أرادوا أن يأخذوه منه شيئاً ، فأرسل الله الدبر فحماه ‏.‏

أخرجه الثلاثة ‏.‏

أسيد ‏:‏ بفتح الهمزة وكسر السين ، وهو البراد بالباء الوحدة والراء وآخره دال مهملة‏ .‏

وأسيد بن جارية ‏:‏ بفتح الهمزة أيضاً وكسر السين ، وجارية بالجيم ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير