ريمة مطهر
02-11-2011, 12:46 AM
ثابت بن قيس رضي الله عنه
( خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم )
نسبه
ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار . كان من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يشهد بدراً ، شهد أحداً وبيعة الرضوان ، وقال ابن حجر : أول مشاهده أحد وشهد ما بعدها .
أمه هند الطائية ، وقيل بل : كبشة بنت واقد بن الإطنابة أسلمت وكانت ذا عقل وافر ، وإخوته لأمه : عبد الله بن رواحة ، وعمرة بنت رواحة ، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول ، فولدت له محمداً وهو أيضاً زوج حبيبة بنت سهل ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار .
إسلامه
هو أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب ، إذ ما كاد يستمع إلى آية الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه ، وملك قلبه بروائع بيانه ، وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع . فشرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالانطواء تحت لواء نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله إني أخشى أن أكون قد هلكت ، ينهانا الله أن نحب أن نحمد بما لا نفعل ، وأجدني أحب الحمد ، وينهانا الله عن الخيلاء ، وإني امرؤ أحب الجمال ، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك ، وأنا رجل رفيع الصوت ، فقال : " يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة " .
من أهم ملامح شخصيته
1- ورعه وخوفه أن يحبط عمله
لما نزل قوله جل شأنه : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" ، تجنب ثابت بن قيس مجالس رسول الله صلى الله عليه سلم على الرغم من شدة حبه له وفرط تعلقه به ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحه إلا لأداء المكتوبة . فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم وقال : من يأتيني بخبره ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، وذهب إليه فوجده في منزله محزوناً منكساً رأسه فقال له : ما شأنك يا أبا محمد ؟ قال : شر . قال : وما ذاك ؟ قال : إنك تعرف أني رجل جهر الصوت كثيراً ما يعلو على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل القرآن ما تعلم وما أحسبني إلا قد حبط عملي وأنني من أهل النار ، فرجع الرجل إلى الرسول صلى الله عليه سلم وأخبره بما رأى وما سمع فقال : " اذهب إليه وقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة " .
2- إيثاره وإنفاقه في سبيل الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : " لقد ضحك الله ما فعلت بضيفك البارحة " ، ولعل هذه الواقعة هي سبب نزل قول الله عز وجل : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
فقد روي أن رجلاً من المسلمين مكث صائماً ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر فيصبح صائماً حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ( ثابت بن قيس ) رضي الله عنه ، فقال لأهله : إني سأجيء الليلة بضيف لي فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فيطفئه ، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا ، فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهما كان طعامهم ذلك خيره هو قوتهم ، فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم ، فنزلت هذه الآية : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
3- حاله مع القرآن
وعن محمد بن جرير بن يزيد : أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له : ألم تر أن ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال : " فلعله قرأ سورة البقرة " ، فسئل ثابت فقال : قرأت سورة البقرة .
4- شجاعته
في صحيح مسلم عن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء فقُتل .
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال : خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا ، فما لنا ؟ قال : " الجنة " . قالوا: رضينا .
عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه سلم : " أقبل الحديقة وطلقها تطليقة " . رواه البخاري
في سنن أبي داود بسنده قال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس - قال أحمد وهو مريض - فقال : " اكشف البأس رب الناس " ( عن ثابت بن قيس بن شماس ) ثم أخذ تراباً من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه .
قال الزهري : قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : " قم فأجب خطيبهم " ، فقام وحمد الله وأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقامه وكان ما قال ثابت لله دره : ( والحمد لله الذي السماوات الأرض خلقه قضى فيهنّ أمره ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً ، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً ، وأفضل حسباً ، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه ، فكان خيرة الله تعالى من العالمين ، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً ، وأحسن وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً . أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم ) .
مواقف من حياته مع الصحابة
مع أنس رضي الله عنه
عن أنس قال : جئته وهو يتحنط فقلت : ألا ترى ؟ فقال : الآن يا ابن أخي ، ثم أقبل فقال : هكذا عن وجوهنا تقارع القوم بئس ما عودتم أقرانكم ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى قُتل .
أثره في الآخرين ( دعوته ـ تعليمه )
قال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس ، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يحب كل مختال فخور" اشتدت على ثابت بن قيس وفاق عليه بابه ، وطفق يبكي فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره بما كبر عليه منها فقال : أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي ، فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش بخير وتموت بخير ، ويدخلك الله الجنة " ، فلما أنزل على رسول الله : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض " ، فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها وأنه جهير الصوت ، وأنه يتخوف أن يكون من حيط عمله فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش حميداً وتُقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة " .
وقد روى عن ثابت ابن قيس رضي الله عنه أنس بن مالك رضي الله عنه كما روى عنه ابنه محمد بن قيس وهو من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ، وكذا روى عنه ابنه قيس بن ثابت وهو من كبار التابعين .
مناقبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس" ، وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع بالجنة .
أوصى بعد موته وجازت وصيته !!
رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال له ثابت : إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله ، وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا . فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها ، وإذا قدمت على خليفة رسول الله فأخبره أن عليّ من الدين كذا وكذا ولي من الدين كذا وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، وفلان ، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه . فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره ، فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها ، فأتوا به خالد بن الوليد . فلما قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته ، ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس .
موقف الوفاة
لما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب ، سار ثابت بن قيس فيمن سار فلمّا لقوا مسيلمة وبني حذيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات ، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لأنفسهما حفرة قد خلا فيها فقاتلا حتى قُتلا .
روى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال : وذكر يوم اليمامة قال : أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال : يا عم ما يحبسك أن لا تجيء ؟ قال : الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط ( يعني : من الحنوط ) ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافاً من الناس ، فقال : هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم ، وفي رواية فقاتل حتى قُتل .
المراجع
البداية والنهاية
الدر المنثور
فرسان النهار من الصحابة الأخيار
نزهة الفضلاء
تهذيب سير أعلام النبلاء
صور من حياة الصحابة
( خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم )
نسبه
ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار . كان من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يشهد بدراً ، شهد أحداً وبيعة الرضوان ، وقال ابن حجر : أول مشاهده أحد وشهد ما بعدها .
أمه هند الطائية ، وقيل بل : كبشة بنت واقد بن الإطنابة أسلمت وكانت ذا عقل وافر ، وإخوته لأمه : عبد الله بن رواحة ، وعمرة بنت رواحة ، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول ، فولدت له محمداً وهو أيضاً زوج حبيبة بنت سهل ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار .
إسلامه
هو أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب ، إذ ما كاد يستمع إلى آية الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه ، وملك قلبه بروائع بيانه ، وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع . فشرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالانطواء تحت لواء نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله إني أخشى أن أكون قد هلكت ، ينهانا الله أن نحب أن نحمد بما لا نفعل ، وأجدني أحب الحمد ، وينهانا الله عن الخيلاء ، وإني امرؤ أحب الجمال ، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك ، وأنا رجل رفيع الصوت ، فقال : " يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة " .
من أهم ملامح شخصيته
1- ورعه وخوفه أن يحبط عمله
لما نزل قوله جل شأنه : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" ، تجنب ثابت بن قيس مجالس رسول الله صلى الله عليه سلم على الرغم من شدة حبه له وفرط تعلقه به ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحه إلا لأداء المكتوبة . فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم وقال : من يأتيني بخبره ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، وذهب إليه فوجده في منزله محزوناً منكساً رأسه فقال له : ما شأنك يا أبا محمد ؟ قال : شر . قال : وما ذاك ؟ قال : إنك تعرف أني رجل جهر الصوت كثيراً ما يعلو على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل القرآن ما تعلم وما أحسبني إلا قد حبط عملي وأنني من أهل النار ، فرجع الرجل إلى الرسول صلى الله عليه سلم وأخبره بما رأى وما سمع فقال : " اذهب إليه وقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة " .
2- إيثاره وإنفاقه في سبيل الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : " لقد ضحك الله ما فعلت بضيفك البارحة " ، ولعل هذه الواقعة هي سبب نزل قول الله عز وجل : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
فقد روي أن رجلاً من المسلمين مكث صائماً ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر فيصبح صائماً حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ( ثابت بن قيس ) رضي الله عنه ، فقال لأهله : إني سأجيء الليلة بضيف لي فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فيطفئه ، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا ، فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهما كان طعامهم ذلك خيره هو قوتهم ، فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم ، فنزلت هذه الآية : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
3- حاله مع القرآن
وعن محمد بن جرير بن يزيد : أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له : ألم تر أن ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال : " فلعله قرأ سورة البقرة " ، فسئل ثابت فقال : قرأت سورة البقرة .
4- شجاعته
في صحيح مسلم عن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء فقُتل .
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أنس قال : خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا ، فما لنا ؟ قال : " الجنة " . قالوا: رضينا .
عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه سلم : " أقبل الحديقة وطلقها تطليقة " . رواه البخاري
في سنن أبي داود بسنده قال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس - قال أحمد وهو مريض - فقال : " اكشف البأس رب الناس " ( عن ثابت بن قيس بن شماس ) ثم أخذ تراباً من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه .
قال الزهري : قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : " قم فأجب خطيبهم " ، فقام وحمد الله وأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقامه وكان ما قال ثابت لله دره : ( والحمد لله الذي السماوات الأرض خلقه قضى فيهنّ أمره ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً ، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً ، وأفضل حسباً ، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه ، فكان خيرة الله تعالى من العالمين ، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً ، وأحسن وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً . أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم ) .
مواقف من حياته مع الصحابة
مع أنس رضي الله عنه
عن أنس قال : جئته وهو يتحنط فقلت : ألا ترى ؟ فقال : الآن يا ابن أخي ، ثم أقبل فقال : هكذا عن وجوهنا تقارع القوم بئس ما عودتم أقرانكم ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى قُتل .
أثره في الآخرين ( دعوته ـ تعليمه )
قال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس ، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يحب كل مختال فخور" اشتدت على ثابت بن قيس وفاق عليه بابه ، وطفق يبكي فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره بما كبر عليه منها فقال : أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي ، فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش بخير وتموت بخير ، ويدخلك الله الجنة " ، فلما أنزل على رسول الله : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض " ، فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها وأنه جهير الصوت ، وأنه يتخوف أن يكون من حيط عمله فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش حميداً وتُقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة " .
وقد روى عن ثابت ابن قيس رضي الله عنه أنس بن مالك رضي الله عنه كما روى عنه ابنه محمد بن قيس وهو من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ، وكذا روى عنه ابنه قيس بن ثابت وهو من كبار التابعين .
مناقبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس" ، وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع بالجنة .
أوصى بعد موته وجازت وصيته !!
رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال له ثابت : إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله ، وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا . فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها ، وإذا قدمت على خليفة رسول الله فأخبره أن عليّ من الدين كذا وكذا ولي من الدين كذا وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، وفلان ، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه . فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره ، فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها ، فأتوا به خالد بن الوليد . فلما قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته ، ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس .
موقف الوفاة
لما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب ، سار ثابت بن قيس فيمن سار فلمّا لقوا مسيلمة وبني حذيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات ، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لأنفسهما حفرة قد خلا فيها فقاتلا حتى قُتلا .
روى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال : وذكر يوم اليمامة قال : أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال : يا عم ما يحبسك أن لا تجيء ؟ قال : الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط ( يعني : من الحنوط ) ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافاً من الناس ، فقال : هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم ، وفي رواية فقاتل حتى قُتل .
المراجع
البداية والنهاية
الدر المنثور
فرسان النهار من الصحابة الأخيار
نزهة الفضلاء
تهذيب سير أعلام النبلاء
صور من حياة الصحابة