شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أبي بن كعب


ريمة مطهر
02-11-2011, 12:34 AM
أبي بن كعب رضي الله عنه
( سيد القراء )

نسبه
هو أُبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي ، له كنيتان : ( أبو المنذر ) ؛ كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم ، و ( أبو الطفيل ) ؛ كناه بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه الطفيل ، وأمه صهيلة بنت النجار وهي عمة أبي طلحة الأنصاري ، وكان أُبيّ رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية لا يخضب .

إسلامه
كان رضي الله عنه ممن أسلم مبكراً ، وقد شهد بيعة العقبة الثانية ، وبعد الهجرة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال : ما هؤلاء ؟ فقيل : هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأُبي بن كعب يصلي وهم يصلون بصلاته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصابوا ونعم ما صنعوا " ، وكانت هذه الكلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثابة الدافع الذي جعل أُبي رضي الله عنه أحد المجتهدين وأحد علماء الصحابة وقرّائهم ، ومع اجتهاده إلا أنه كان دائماً يستأذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن أبي بن كعب قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً على بلى وعذرة وجميع بني سعد بن هديم من قضاعة قال : فصدقتهم حتى مررت برجل منهم وكان منزله وبلده من أقرب منازلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قال : فلما جمع لي ماله لم أجد عليه فيه إلا ابنة مخاض . قال : فقلت له : أد ابنة مخاض فإنها صدقتك . فقال : ذاك مالا لبن فيه ولا ظهر وأيم الله ما قام في مالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رسول له قبلك ، وما كنت لأقرض الله من مالي مالا لبن فيه ولا ظهر ولكن خذ هذه ناقة فتية عظيمة سمينة فخذها ، فقلت : ما أنا بآخذ ما لم أؤمر به وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم منك قريب ، فإما أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت عليّ فافعل فإن قبله منك قبله وإن رد عليك رده . قال : فإني فاعل فخرج معي وخرج بالناقة التي عرض عليّ حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا نبي الله أتاني رسولك ليأخذ صدقة مالي وأيم الله ما قام في مالي رسول الله ولا رسول له قط قبله فجمعت له مالي فزعم أن ما على فيه ابنة مخاض وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر ، وقد عرضت عليه ناقة فتية عظيمة سمينة ليأخذها فأبى عليّ وهاهي ذه قد جئتك بها يا رسول الله فخذها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك الذي عليك وإن تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك ، قال : فها هي ذه يا رسول الله قد جئتك بها فخذها . قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبضها ودعا له في ماله بالبركة .

وكان دائماً ما يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي عنه رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله ما جزاء الحمى . قال : تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق . قال أُبي : اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك ولا خروجاً إلى بيتك ولا مسجد نبيك . قال : فلم يمس أُبي قط إلا وبه حمى .

الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب في صدره فيفيض عرقًاً
روى مسلم بسنده عن أُبي بن كعب قال : كنت في المسجد فدخل رجل يُصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه ، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا ، فقال لي : يا أُبي أُرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي ، فرد إليّ الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هوّن على أمتي ، فرد إليّ الثالثة اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها ، فقلت : " اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلقُ كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم " .

الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أُبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أُبي وهو يصلي فالتفت أُبي ولم يجبه وصلى أُبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وعليك السلام ، ما منعك يا أُبي أن تجيبني إذ دعوتك " . فقال : يا رسول الله إني كنت في الصلاة . قال : " أفلم تجد فيما أوحي إليّ " اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ " . قال : بلى ولا أعود إن شاء الله .

وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها " قلت : بلى . قال : " فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها " ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت معه فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب . قال : فذكرته . فقلت : يا رسول الله السورة التي قلت لي ، قال : " فكيف تقرأ إذا قمت تصلي ؟ " فقرأ بفاتحة الكتاب . قال : "هي هي ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُ بعد " .

أهم ملامح شخصيته
1- عميد قرّاء الصحابة وأحد علمائهم
( الله عز وجل يأمر رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم أن يقرأ القرآن على أُبي بن كعب ) روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيٍّ : " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ " لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " قَالَ : وَسَمَّانِي . قَالَ : " نَعَمْ " ، فَبَكَى .

فكان رضي الله عنه ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي البخاري بسنده عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه : من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أُبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد .

وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ( أقرأ الأمة ) ، فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أميناً وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

بل وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يستقرئوا القرآن عليه ، ففي البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " استقرئوا القرآن من أربعة من : عبد الله بن مسعود فبدأ به ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، قال : لا أدري بدأ بأُبي أو بمعاذ بن جبل .

وعند الإمام أحمد بسنده عن سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْفَجْرِ فَتَرَكَ آيَةً فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : " أَفِي الْقَوْمِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ " . قَالَ أُبَيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نُسِخَتْ آيَةُ كَذَا وَكَذَا أَوْ نُسِّيتَهَا . قَالَ : " نُسِّيتُهَا " .

2- يشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعة علمه
ففي صحيح مسلم بسنده عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم " قال قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم " . قال قلت : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قال : فضرب في صدري وقال : " والله ليهنك العلم أبا المنذر " .

قال النووي في شرح مسلم : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِأُبَيِّ بْن كَعْب لِيَهْنِكَ الْعِلْم أَبَا الْمُنْذِر ) فِيهِ مَنْقَبَة عَظِيمَة لِأُبَيٍّ وَدَلِيل عَلَى كَثْرَة عِلْمه ، وَفِيهِ تَبْجِيل الْعَالِم فُضَلَاء أَصْحَابه وَتَكْنِيَتهمْ ، وَجَوَاز مَدْح الْإِنْسَان فِي وَجْهه إِذَا كَانَ فِيهِ مَصْلَحَة ، وَلَمْ يُخَفْ عَلَيْهِ إِعْجَاب وَنَحْوه ، لِكَمَالِ نَفْسه وَرُسُوخه فِي التَّقْوَى .

وقد أخذ عن أُبي قراءة القرآن ابنُ عباس وأبو هريرة وعبدُ الله بن السائب وعبدُ الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي ، وحدّث عنه سويد بن غفلة وعبد الرحمن بن أبزى وأبو المهلب وآخرون .

فقد عرف الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً له حقه ، وأنزلوه المنزلة التي يستحقها وعرفوا له علمه وفضله ، وكان يسألونه عما لا يعرفون ، روى البخاري بسنده عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، قال ابن عباس : هو خضر ، فمر بهما أُبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه ، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه . قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال : هل تعلم أحداً أعلم منك . قال موسى : لا ، فأوحى الله عز وجل إلى موسى بلى عبدنا خضر . فسأل موسى السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه ، وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال موسى لفتاه : " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره " ، " قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصاً " فوجدا خضراً ، فكان من شأنهما الذي قصّ الله عز وجل في كتابه .

3- يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة أُبي بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب . وكتب فلان قال : وكان أُبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت فكتب .

وعن زرّ بن حبيش قال : سألت أُبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : إن أخاك ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر . فقال : رحمه الله أراد أن لا يتكل الناس ، أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، فقلت : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها .

وكان رضي الله عنه أول من أمّ الناس في صلاة التراويح ، فعن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله .

وعن أُبي بن كعب قال : أما أنا فأقرأ القرآن في ثماني ليال .

وعن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب أتى على هذه الآية "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ " فأتى أُبي بن كعب فسأله : أينا لم يظلم ؟ فقال له : يا أمير المؤمنين إنما ذاك الشرك أما سمعت قول لقمان لابنه : " يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" . المستدرك - الحاكم

4- إلى بيته يُؤتى الحكم
عن ابن سيرين قال : اختصم عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء فحكما أُبي بن كعب فأتياه فقال عمر بن الخطاب : إلى بيته يؤتى الحكم ، فقضى على عمر باليمين فحلف ثم وهبها له معاذ .

جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت له : إني وضعت بعد وفاة زوجي قبل انقضاء العدة . فقال عمر : أنت لآخر الأجلين ، فمرت بأُبي بن كعب فقال لها : من أين جئت ؟ فذكرت له وأخبرته بما قال عمر فقال : اذهبي إلى عمر وقولي له إن أُبي بن كعب يقول : قد حللت ، فإن التمستيني فإني ها هنا ، فذهبت إلى عمر فأخبرته فقال: ادعيه ، فجاءته فوجدته يصلي فلم يعجل عن صلاته حتى فرغ منها ثم انصرف معها إليه ، فقال له عمر : ما تقول هذه ؟ فقال أُبي : أنا قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم " وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعنّ حملهنّ " فالحامل المتوفى عنها زوجها أن تضع حملها ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : نعم . فقال عمر للمرأة : اسمعي ما تسمعين .

وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فقال : من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبي بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله تعالى جعلني خازناً . [ المستدرك للحاكم ]

بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
روى البخاري بسنده عن سويد بن غفلة قال : لقيت أُبي بن كعب رضي الله عنه فقال : أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : عرِّفها حولاً ، فعرفتها حولاً فلم أجد من يعرفها ثم أتيته ، فقال : عرِّفها حولاً ، فعرفتها فلم أجد ثم أتيته ثلاثاً ، فقال : احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها ، فاستمتعت فلقيته بعد بمكة فقال : لا أدري ثلاثة أحوال أو حولاً واحداً .

الرسول صلى الله عليه وسلم وأُبي وابن صياد
في البخاري بسنده أيضاً عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أُبي بن كعب قِبَل ابن صياد فحدث به في نخل ، فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا صاف هذا محمد ، فوثب ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تركته بَيَّنَ " .

يُصاب يوم الأحزاب فيُعالجه النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح مسلم بسنده وحدثني بشر بن خالد حدثنا محمد يعني ابن جعفر عن شعبة قال : سمعت سليمان قال : سمعت أبا سفيان قال : سمعت جابر بن عبد الله قال :رُمي أُبي يوم الأحزاب على أكحله - هو عرق في وسط الذراع - فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعن جابر بن عبد الله قال : جاء أُبي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كان مني الليلة شيء في رمضان . قال : وما ذاك يا أُبي ؟ قال : نسوة في داري قلنّ : إنا لا نقرأ القرآن فنصلي بصلاتك . قال : فصليت بهنّ ثماني ركعات ثم أوترت قال : فكان شبه الرضا ولم يقل شيئاً . [ صحيح ابن حبان ]

وعن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : " يا أيها الناس اذكروا الله ، يا أيها الناس اذكروا الله ، يا أيها الناس اذكروا الله ، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه " . فقال أُبي بن كعب : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك منها ؟ قال : ما شئت . قال : الربع . قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير لك . قال: النصف . قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير لك . قال : الثلثين . قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير . قال : يا رسول الله أجعلها كلها لك . قال : إذاً تكفي همك ويُغفر لك ذنبك . قال الحاكم في المستدرك : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب : اخرجوا بنا إلى أرض قومنا . قال : فخرجنا فكنت أنا وأُبي بن كعب في مؤخرة الناس فهاجت سحابة ، فقال أُبي: اللهم اصرف عنا أذاها ، فلحقناهم وقد ابتلت رجالهم ، فقال عمر : ما أصابكم الذي أصابنا ؟ قلت : إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا أذاها . فقال عمر : ألا دعوتم لنا معكم ؟

وعن ابن عباس قال : كان للعباس دار إلى جنب المسجد وفي المسجد ضيق فأراد عمر أن يدخلها في المسجد فأبى فقال : اجعل بيني وبينك رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلا بينهما أُبي بن كعب فقضى للعباس على عمر ، فقال عمر : ما أحد من أصحاب محمد أجرأ عليّ منك . فقال أُبي : أو أنصح لك مني . قال : يا أمير المؤمنين أما بلغك حديث داود أن الله عز وجل أمره ببناء بيت المقدس فأدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها ، فلما بلغ حجز الرجال منعه الله بناءه قال داود : يا رب منعتني بناءه فاجعله في عقبي . فقال العباس : أليس قد صارت لي وقضى لها بها ؟ قال : فإني أشهدك أني قد جعلتها لله عز وجل .

وعن ابن سيرين قال : تسلف أُبي بن كعب من عمر بن الخطاب مالاً ، قال : أحسبه عشرة آلاف ، ثم إن أُبياً أهدى له بعد ذلك من تمرته وكانت تبكر وكان من أطيب أهل المدينة تمرة فردها عليه عمر ، فقال أُبي : ابعث بمالك فلا حاجة لي في شيء منعك طيب تمرتي ، فقبلها ، وقال : إنما الربا على من أراد أن يربي وينسىء .

مع أبي موسى الأشعري وأبي سعيد الخدري
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري يقول : كنا في مجلس عند أُبي بن كعب فأتى أبو موسى الأشعري مغضباً حتى وقف ، فقال : أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك وإلا فارجع . قال أُبي : وما ذاك ؟ قال : استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات فلم يؤذن لي فرجعت ، ثم جئته اليوم فدخلت عليه فأخبرته أني جئت أمس فسلمت ثلاثاً ثم انصرفت . قال : قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك . قال : استأذنت كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فو الله لأوجعنّ ظهرك وبطنك أو لتأتينّ بمن يشهد لك على هذا . فقال أُبي بن كعب : فو الله لا يقوم معك إلا أحدثنا سناً قم يا أبا سعيد ، فقمت حتى أتيت عمر فقلت : قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا .

مع أبي ذر
في سنن ابن ماجة بسنده عن أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة " تبارك " وهو قائم ، فذكرنا بأيام الله وأبو الدرداء أو أبو ذر يغمزني ، فقال : متى أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلا الآن ! فأشار إليه أن اسكت ، فلما انصرفوا قال : سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني . فقال أُبي : ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت ، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وأخبره بالذي قال أُبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق أُبي " .

مع سعد بن الربيع
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد : " من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه ؟ " فقال أُبي بن كعب : أنا وذكر الخبر . وفيه : أقرأ على قومي السلام وقل لهم يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، فو الله مالكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ، وقال أُبي : فلم أبرح حتى مات فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : رحمه الله نصح لله ولرسوله حياً وميتاً .

مع جندب بن عبد الله البجلي
وعن جندب قال : أتيت المدينة لأتعلم العلم فلمّا دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس فيه حلق يتحدثون . قال : فجعلت أمضي حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر فسمعته يقول : هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسي عليهم ، ( يقولها ثلاثاً ) ، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة . قال : فجلست إليه فتحدث ما قضي له ثم قام فسألت عنه فقالوا : هذا سيد الناس أُبي بن كعب . قال : فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الكسوة رث الهيئة يشبه أمره بعضه بعضاً ، فسلمت عليه فرد عليّ السلام قال : ثم سألني : ممن أنت ؟ قال قلت : من أهل العراق . قال : أكثر شيء سؤلاً وغضب . قال : فاستقبلت القبلة ثم جثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا ومد ذراعيه ، فقلت : اللهم إنا نشكوهم إليك ، إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا . قال : فبكى أُبي وجعل يترضاني ويقول : ويحك أني لم أذهب هناك ، ثم قال أُبي : أعاهدك لأن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمنّ بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخاف فيه لومة لائم . قال : ثم انصرفت عنه وجعلت أنتظر يوم الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا الطرق مملوءة من الناس لا آخذ في سكة إلا استقبلني الناس ، قال فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : إنا نحسبك غريباً . قال قلت : أجل . قالوا : مات سيد المسلمين أُبي بن كعب . قال : فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته فقال : هلا كان يبقى حتى تبلغنا مقالته ؟ قال في المستدرك : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .

موقفه مع الجني
عن أُبي بن كعب : أنه كان له جرن فيه تمر فكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بداية شبه الغلام المحتلم . قال : فسلّمت فرّد السلام . فقلت: ما أنت جني أم إنسي ؟ قال : جني . قلت : ناولني يدك . فناولني فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب . فقلت : هكذا خلق الجن ؟ قال : لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني . قلت : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك . فقال له أُبي: فما الذي يُجيرنا منكم ؟ قال : هذه الآية ( آية الكرسي ) التي في سورة البقرة من قالها حين يُمسي أُجير منا حتى يُصبح ، ومن قالها حين يُصبح أُجير منا حتى يُمسي ، - فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : " صدق الخبيث " . فتح القدير للشوكاني

أثره في الآخرين
روى البخاري بسنده عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس : هو خضر ، فمر بهما أُبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه ، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال : هل تعلم أحداً أعلم منك ؟ قال موسى : لا ، فأوحى الله عز وجل إلى موسى بلى عبدنا خضر ، فسأل موسى السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال موسى لفتاه : " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره " ، " قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصاً " فوجدا خضراً ، فكان من شأنهما الذي قصّ الله عز وجل في كتابه .

وكان رضي الله عنه ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي البخاري بسنده عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه : من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد .

وقد أخذ عن أُبي قراءة القرآن ابنُ عباس وأبو هريرة وعبدُ الله بن السائب وعبدُ الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي ، وحدث عنه سويد بن غفلة وعبد الرحمن بن أبزى وأبو المهلب وآخرون .

وعن زرّ بن حبيش قال : سألت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : إن أخاك ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر . فقال : رحمه الله أراد أن لا يتكل الناس ، أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، فقلت : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها .

وعن أسلم المنقري قال : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى يحدث عن أبيه قال : لمّا وقع الناس في أمر عثمان رضي الله عنه قلت لأُبي بن كعب : أبا المنذر ما المخرج من هذا الأمر ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيه ما استبان لكم فاعملوا به وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه .

بعض ما رواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم
في سنن أبي داود عن عن أُبي بن كعب قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الصبح فقال : " أشاهد فلان ؟ " قالوا : لا . قال : " أشاهد فلان؟ " قالوا : لا . قال : " إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب ، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل " . وحسّنه الألباني

وعنه رضي الله عنه قال : كان رجل لا أعلم أحداً من الناس ممن يصلي القبلة من أهل المدينة أبعد منزلاً من المسجد من ذلك الرجل وكان لا تخطئه صلاة في المسجد فقلت : لو اشتريت حماراً تركبه في الرمضاء والظلمة . فقال : ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد ، فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن قوله ذلك فقال : أردت يا رسول الله أن يكتب لي إقبالي إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي إذا رجعت . فقال : " أعطاك الله ذلك كله أعطاك الله جل وعز ما احتسبت كله أجمع " . قال الألباني : صحيح

عن أُبي بن كعب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم في الوتر قال : " سبحان الملك القدوس" . قال الألباني : صحيح

بعض كلماته
من أقواله رضي الله عنه : تعلموا العربية كما تعلمون حفظ القرآن .

وقوله : لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن قوله تعالى : " وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ " ، ولكن قولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

وقوله رضي الله عنه : الشهداء في قباب من رياض بفناء الجنة يُبعث لهم حوت وثور يعتركان فيلهون بهما فإذا اشتهوا الغداء عقر أحدهما صاحبه فأكلوا من لحمه ، يجدون في لحمه طعم كل طعام في الجنة وفي لحم الحوت طعم كل شراب .
وقوله رضي الله عنه : الصلاة الوسطى صلاة العصر .

وقوله رضي الله عنه : ما ترك عبد شيئاً لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب ، ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغي له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه .

وقال رضي الله عنه : إن مطعم ابن آدم ضرب للدنيا مثلاً وإن قزحه وملحه فقد علم إلى ما يصير .

وعن أبي العالية قال : قال رجل لأُبي بن كعب : أوصني . قال : اتخذ كتاب الله إماماً وارض به حكماً وقاضياً ؛ فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع ، وشاهد لا يتهم ، فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم ، وخبركم وخبر ما بعدكم .

وفاته
ثبت عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً من المسلمين قال : يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا فيها ؟ قال : كفارات . فقال أُبي بن كعب : يا رسول الله وإن قلّتْ ؟ قال : وإن شوكة فما فوقها ، فدعا أبُي ألا يفارقه الوعك حتى يموت ، وألا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة ، قال : فما مس إنسان جسده إلا وجد حره حتى مات .

عن جندب قال : أتيت المدينة ... خرجت لبعض حاجتي فإذا الطرق مملوءة من الناس لا آخذ في سكة إلا استقبلني الناس ، قال فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : إنا نحسبك غريباً . قال قلت : أجل . قالوا : مات سيد المسلمين أُبي بن كعب .

وقد اختلف في سنة وفاته رضي الله عنه وأرضاه فقيل : توفي في خلافة عمر سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة عشرين ، وقيل : سنة اثنتين وعشرين ، وقيل : إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين ، قال في المستدرك : وهذا أثبت الأقاويل لأن عثمان أمره بأن يجمع القرآن .

المراجع
أسد الغابة - ابن الأثير
الإصابة في تمييز الصحابة -ابن حجر
تذكرة الحفاظ - الذهبي
الوافي في الوفيات - الصفدي

تسنيم كتبي
05-12-2011, 04:29 PM
أبى بن كعب سنة 21 هجرية

أبى بن كعب بن قيس بن عبيد من بنى النجار من الخزرج أبو المنذر صحابى أنصارى، وكان من كتاب الوحى ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يفتى على عهد الرسول ، واشترك فى جمع القرآن فى عهد عثمان، وفى الخبر (أقرأ أمتى أبى بن كعب ) مات بالمدينة


المصدر
موقع وزارة الأوقاف المصرية

ريمة مطهر
09-07-2011, 10:44 AM
أبي بن كعب بن قيس

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار واسمه تيم اللات ، وقيل ‏:‏ تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي ، وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم ، وقيل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره ، فقيل له‏ :‏ النجار ‏.‏

وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني حديلة ، وهي أم معاوية ، نسب ولده إليها ، وهي حديلة بنت مالك بن زيد بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، وأم أبي صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، تجتمع هي وأبوه في عمرو بن مالك بن النجار ، وهي عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم ، وله كنيتان‏ :‏ أبو المنذر ؛ كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو الطفيل ؛ كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل ، وشهد العقبة وبدراً ، وكان عمر يقول‏ :‏ ‏" ‏أبي سيد المسلمين‏ "‏‏ .‏ روى عنه عبادة بن الصامت ، وابن عباس ، وعبد الله بن خباب ، وابنه الطفيل بن أبي ‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد ، وإسماعيل بن عبيد ، وأبو جعفر بإسنادهم عن الترمذي قال‏ :‏ حدثنا محمد بن بشار ، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي ، أنبأنا خالد الحذار ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك أن النبي قال لأبي بن كعب ‏:‏ إن الله أمرني أن أقرأ عليك ‏{ ‏لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا‏ }‏ قال‏ :‏ الله سماني لك‏ ؟‏ قال ‏:‏ نعم‏ .‏ فجعل أبي يبكي ‏.‏ وروى عبد الرحمن بن أبزى عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه ‏.‏ قال عبد الرحمن ‏:‏ قلت لأبي ‏:‏ وفرحت بذلك‏ ؟‏ قال ‏:‏ وما يمنعني وهو يقول‏ :‏ ‏{ ‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ‏ } ‏‏.‏

قال الترمذي‏ :‏ وبالإسناد المذكور حدثنا ابن وكيع ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار ، عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏" ‏أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبي بن كعب ، ولكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح‏ " ‏‏.‏

وقد رواه أبو قلابة عن أنس نحوه وزاد فيه‏ :‏ ‏" ‏وأقضاهم علي ‏" ‏‏.‏

وقد روي عن زر بن حبيش أنه لزم أبي بن كعب ، وكانت فيه شراسة ، فقلت له‏ :‏ ‏" ‏اخفض لي جناحك رحمك الله ‏" ‏‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن السيحي المعدل ، أخبرنا أبو البركات محمد بن خميس الجهني الموصلي ، أخبرنا أبو نصر بن طوق ، أخبرنا ابن المرجى ، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدة بن حرب ، حدثنا أبو علي الحسن بن قزعة ، أخبرنا سفيان بن حبيب، أخبرنا سعيد عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه ، عن الطفيل ، عن أبيه ، يعني أبي بن كعب قال‏ :‏ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{ ‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏ }‏ قال‏ :‏ ‏" ‏شهادة ، أن لا إله إلا الله‏ " ‏‏.‏

وروى الحسن بن صالح ، عن مطرف ، عن الشعبي ، عن مسروق قال ‏:‏ كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله ستة‏ :‏ عمر ، وعلي ، وعبد الله ، وأبي ، وزيد ، وأبو موسى ‏.‏

قال أبو عمر ، قال‏ :‏ محمد بن سعد عن الواقدي‏ :‏ ‏"‏ أول من كتب لرسول الله ، مقدمه المدينة ، أبي بن كعب ، وهو أول من كتب في آخر الكتاب ، وكتب فلان بن فلان ، فإذا لم يحضر أبي ، كتب زيد بن ثابت ، وأول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ثم ارتد ورجع إلى مكة ، فنزل فيه‏ :‏ ‏{ ‏وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ‏ } ‏، وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عبد الله بن الأرقم الزهري ، وكان الكاتب لعهوده صلى الله عليه وسلم إذا عاهد ، وصلحه إذا صالح ، علي بن أبي طالب‏ .‏ وممن كتب لرسول الله أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاصي ، وحنظلة الأسيدي ، والعلاء بن الحضرمي ، وخالد بن الوليد ، وعبد الله بن رواحة ، ومحمد بن مسلمة ، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان وجهيم بن الصلت ، ومعيقيب بن أبي فاطمة ، وشرحبيل بن حسنة ‏.‏

قال أبو نعيم ‏:‏ اختلف في وقت وفاة أبي ‏.‏ فقيل ‏:‏ توفي سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر ، وقيل ‏:‏ سنة ثلاثين في خلافة عثمان ، قال ‏:‏ وهو الصحيح ، لأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان ‏.‏

وقال أبو عمر‏ :‏ ‏" ‏مات سنة تسع عشرة ، وقيل ‏:‏ سنة عشرين ، وقيل ‏:‏ سنة اثنتين وعشرين ، وقيل ‏:‏ إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين ، والأكثر أنه مات في خلافة عمر‏ "‏‏ .‏

وكان أبيض الرأس واللحية ، لا يغير شيبه ‏.‏

أخرجه ثلاثتهم ‏.‏

حديلة‏ :‏ بضم الحاء المهملة وفتح الدال ‏.‏

وحبيش‏ :‏ بضم الحاء المهملة ، وفتح الباء الموحدة ، وسكون الياء تحتها نقطتان وآخره شين معجمة‏ .‏

والسيحي ‏:‏ بكسر السين المهملة ، وبعدها ياء تحتها نقطتان‏ .‏ ثم حاء مهملة‏ .‏

وثوير‏ :‏ بضم الثاء المثلثة تصغير ثور ‏.‏

وسرح‏ :‏ بالسين والحاء المهملتين ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير