شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الله أحمد خوجه


ثروت كتبي
02-10-2011, 03:01 PM
الاستاذ عبد الله خوجه


الصبر والنجاح



الاسم :
عبد الله أحمد يوسف خوجه .
رجل ومرب فاضل كبير ورائد ومجاهد مناضل أعطى المجتمع والأجيال الكثير الكثير من فكره وعلمه وصحته وماله ، رغم قلته . وساهم مساهمة مباشرة في أنماء الحركة العلمية والثقافية والتعليمية بالمملكة العربية السعودية .

ولادته :
ولد الأستاذ عبد الله خوجه في مكة المكرمة عام 1320هـ بمحلة الشبيكة .

وصفه :
طويل القامة ، أسمر اللون ، نظيف المظهر أشتهر بالشيكة والأناقة . يلبس الثوب والكوت الأبيض والشراب الأبيض ، والجزمة البيضاء . يلبس نظارة طبية ، ويرتدي أحياناً بالطو ، ذو شارب وذقن أبيض ، نشيط ذو صوت جهوري ، يمشي بهدوء شديد .

صفاته :
صبور ، حليم ، صاحب إرادة قوية ، يحب النجاح والتفوق ، يكره الملل والضجر ، بعيداً في أعماله وإنجازاته عن الضوضاء والضجيج والشنشنة . أنه رجل مواقف ، أماله كبيرة وأحلامه عريضة ، وطموحاته واسعة ، حتى عندما تقدمت به السن ، لم يضعف هذا العامل شيئاً من تلك المرتكزات التي كونت شخصيته المعروفة الثابتة . دقيقاً ومنظماً في عمله ، ملتزماً بمواعيده محافظاً عليها . يحب الموسيقى فلحن الكثير من الأناشيد .
وكان يعزف على الناي . ويحب المشى على الأقدام كثيراً حتى في أواخر حياته ، ويقول هذا سيد الرياضة . ويعشق شرب الشاى من دون المكيفات الشعبية ، ويتناوله في كأس كبير . ويحب الرحلات كثيراً ، رحل إلى بيت المقدس قبل أن يحتل من الصهاينة اليهود ، وسوريا والعراق ولبنان ، ومصر وقد زارها مرات كثيرة ليزور المكتبات ومتاحف الآثار . ولا يحب أكل اللحوم بتاتا إلا فيما ندر عندما يكون اللحم مفروماً فرماً جيداً .

نشأته :
نشأ وترعرع بمكة المكرمة وتعلم بها ، توفى والده وهو صغير في السن ، وكانت الحياة قاسية فعملت والدته مربية لتوفير سبل عيشها مع ابنها الوحيد . فالحقته بإحدى الكتاتيب ، وتربى يتيم الأب .

تعليمه :
تلقى تعليمه الأول بكتاب الشيخ عبد الله حمدوه السناري . وبعد فترة من الزمن تحول من كتاب الشيخ السناري إلى مدرسة الفلاح بمكة المكرمة . ودرس بها سبع سنوات . ثم إلتحق بالمدرسة الراقية بمكة المكرمة حرسها الله .

أعماله :
لقب بخوجه أي أستاذ مدرس باللغة التركية في بداية حياته ، في عام 1333هـ عمل معلماً بالمدرسة الراقية وعمره آنذاك أكثر من ثلاثة عشر عاماً قليلاً . تقلب في عدد من الوظائف التربوية ، وكذلك العمل في عدد من المدارس لأكثر من سبعين عاماً . ومن تلك المدارس ( مدرسة الصفا ، الفخرية العثمانية ، والمسعى الهاشمية ، والصولتية ، والفائزين ) . فعمل معلماً ومراقباً ووكيلاً ومديراً .
درس بالمدرسة الهاشمية وكان من طلابها آنذاك الملك طلال والد الملك حسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية . ويعد أول من سمى مدرسة حكومية وهي الرحمانية نسبة إلى والد جلالة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – الإمام عبد الرحمن ، وهي أول مدرسة حكومية بالمملكة .
كما قلنا أنه قضى حوالي سبعين عاما في هذه المهنة الشريفة ( التدريس ) وهي مدة طويلة قد لا يتمكن غيره من ذلك . تميزت تلك الفترة من حياته – رحمه الله – بالعمل الدؤوب المخلص . فهو رائد من رواد العلم والمعرفة بهذا الوطن المعطاء درس على يده الكثير من الرجال والشخصيات الفكرية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية . نذكر منهم كما ذكرهم المرحوم عندما كرمه الأستاذ الفاضل الإنسان الكبير الذي كرم رجال الفكر والأدب وبعض الشخصيات العامة والعلمية "عبد المقصود محمد سعيد خوجه" وهم :
الفريق أول عبد الله المطلق / قائد عام الجيش السابق .
الأديب الشاعر الأستاذ / حسين عرب وزير الحج والأوقاف سابقاً .
الشيخ صالح خزامي / مدير الفالح بجدة .
الشيخ عبد الله الساسي / مفتش المعارف سابقاً .
الأستاذ عبد الله عريف / أمين العاصمة المقدسة سابقاً .
الشيخ عمر عراقي / مدير برق مكة سابقاً .
الشيخ محمد عمر توفيق / وزير المواصلات سابقاً .

ويعد المرحوم رائداً من الرواد في عدد من المجالات نذكر منها :
- أسس في أوائل العهد السعودي مدرسة عرفت باسم "المدرسة الخيرية الوطنية" ثم ضمت إلى مديرية المعارف .
- عمل عبد الله خوجه مديراً لدار الأيتام ما بين عامي 1354 – 1455هـ في عهد مدير الأمن العام السابق مهدي بك المصلح . ويقول المرحوم عن ذلك "وكان المتخرجون منها يلتحقون بالمدرسة العسكرية بأجياد التي سميت أخيراً بكلية الشرطة وأذكر من الذين تخرجوا فيها من تقلد مناصب رفيعة وهامة أمثال المرحوم الفريق طه خسيفان مدير الأمن العام السابق ، ومدير شرطة جدة محسن عنقاوي ، وهاشم عبد المولى خبير البصمات ومحمد المقادمي الحجازي ، وإبراهيم برديسي وغيرهم من الزعماء . واللواء عبد الله الشيمي مدير شرطة العاصمة السابق .
- هو صاحب فكرة أول مشروع لمحاربة الأمية والقضاء عليها وهو أول من أسس المدارس الليلية لتعليم الكبار . أسس أول مدرسة ليلية هي مدارس النجاح الليلية في 1/1/1350هـ . أشرف عليها طوال حياته العملية ، والآن يقوم ابنه الأستاذ المربي الفاضل عمر خوجه على إدارتها والإشراف عليها . وهي مرحلة إبتدائية ومتوسطة أنشئت عام 1400هـ .
يقول المرحوم عن هدف إنشاء هذه المدارس : "وإن الذي دفعني إلى تأسيس هذه المدرسة الليلية لتعليم الكبار هو أنني وجدت من أبناء البلاد أمثال البادية وعيال الحارة الصفات الجميلة كالشجاعة والنخوة والشهامة والكرم وإنهم كالجهوهرة التي تحتاج إلى صقلهم بالتعليم . وبعد مضي أكثر من نصف قرن على عملها المتواصل أصبحت مدارس النجاح الليلية بعد أن تنازلت منذ عامين عن إدارتها لابني عمر الذي كان يساعدني على العمل بها منذ أكثر من ثلاثين عاما وهو أفتتح بها أقساما للمتوسط وسيفتتح بها أقساما ثانوية بإذن الله متى ما توفرت الإمكانيات المادية" . وفي عام 1380هـ فتح لها فرع في محلة الشبيكة .
- وفي عام 1353هـ أسس أول فرقة رياضية للجمباز والسويدي وحمل الأثقاف .
- ألف أول فرقة كشافة بالمملكة العربية السعودية في عام 1361هـ عندما كان بالمدرسة الصولتية رئساً للقسم التحضيري . ومن طلابه الأديب الباحث الأستاذ محمد عبد الله مليباري ، ومساعد مدير جوازات مكة المكرمة سابقاً الاستاذ حسين عبد الرحيم ، واللواء عبد الله الشيمي ، والأديب الأستاذ عبد الكريم نيازي وأخوه عبد الله ، وقد وصفته جريدة الندوة الغراء بعددها الصادر في 8 / جمادي الثانية 1378هـ بأنه مؤسس للكشافة السعودية .
- أول من فتح وعمل متحفاً لآثار الحرمين الشريفين ، بمنطقة ضاحية ( بحره ) وهى تقع في الطريق ما بين مكة المكرمة وجدة . وضم المتحف الملبوسات والنقود والأواني ، وكذلك بعض المركبات كالشُقدف والهودح والشبرية والعربية الكارو والفيتون ، والمروحة القماش ، والفلكة والمحبرة والبشخته التي يجلس عليها المعلم كالماصة . وبعض الكتب النادرة والمخطوطات القديمة . وبعض أدوات الحروب السيوف والخناجر والرماح المطعمة وأدوات الطعام والزينة والزفاف . والاجلابة والاسرافة . وأحجار منقوش عليها بعض الآيات القرآنية الكريمة .
وأنتقلت ملكية هذا المتحف إلى وزارة المعارف بقرار من جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز . وبيعد هذا المتحف أل متحف وطني . ساعده في ذلك المرحوم الأستاذ عبد الله عريف أمين العاصمة المقدسة آنذاك ، ومعالي الدكتور المهندس محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة سابقاً .
- أول من أعد وأخرج التمثيليات والأناشيد التي كان يؤديها تلاميذه بمصاحبة فرقة موسيقى الجيش .
- أول من وحد زي التلاميذ المدرسي وذلك في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز – طيب الله ثراه – وكون ذلك الزي من الثوب الأبيض والكوت الأسود .
- كما عمل بالمدرسة الصولتيه في الستينات كرئيس للقسم التحضيري .
- وكانت طريقته في التدريس تبنى على الأسلوب الذي يلائم عقلية وتفكير كل طالب ، مما يجعله أحياناً يستخدم أسلوب أهل الحارة ليقرب لهم معاني الدرس فكانت سريعة في الأذهان .
- من أرائه التربوية تأييده لمبدأ العقاب والثواب ، ويرى ضرورة إستخدام العصا لمعاقبة التلاميذ المخالفين والأشقياء جداً ، والذين يحتاجون إلى العقاب الصارم كالسرقة وغيرها فبدلاً من أن يسجنوا ويقضي على مستقبلهم يجازون بالمدرسة .

وفاته :
توفى الأستاذ عبد الله خوجه يوم 17 شعبان 1409هـ عن عمر يناهز المائة عام تقريباً بعد حياة حافلة بالإنجاز .



المرجع


رجال من مكة المكرمة ، د.زهير محمدجميل كتبي