من عُرِفَت باسمها من التابعيات المحدثات

( 88 ) هُجيمة بنت حيي الأوصابية

اسمها ونسبها وكنيتها: هي التابعية العالمة الفقيهة هُجيمة بنت حيي الأوصابية والأوصاب بطن من حمير من اليمن([1] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn1)) وهي أم الدرداء([2] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2)) الصغرى .
أما أم الدرداء الكبرى فهي الصحابية التي روت عن النبي r دخول الحمام وليس لها حديث في الكتب الستة([3] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn3)) ولأبي الدرداء ابنة اسمها درداء ماتت قبل أم الدرداء جهزتها أم الدرداء فقالت: (( اذهبي إلى ربك، وأذهبُ إلى ربي فدخلتا المسجد ))([4] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn4)).
زواجها:
تزوجت بأبي الدرداء t الصحابي الجليل، وكانت قد أحبته وأحبها كل الحب، ومن ذلك قوله لها : (( إذا غضبت فأرضيني، فإنك إن لم تفعلي ذلك، فما أسرع أن نفترق ))([5] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn5)) وقولها : (( اللهم إن أبا الدرداء خطبني، فتزوجني في الدنيا، اللهم، فأنا أخطبه إليك، فاسألك أن تزوجنيه في الجنة ))، فقال لها أبو الدرداء :
(( فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول، فلا تتزوجي بعدي، فمات أبو الدرداء، وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية، فقالت : لا والله لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة ))([6] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn6))
عبادتها:
كانت رحمها الله كثيرة الصوم والصلاة، يقول ميمون بن مهران (( ما دخلت على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية ))([7] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn7))، وكانت تقوم الليل مع النساء حتى تنتفخ أقدامهن([8] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn8)) فإذا ضعفت عن القيام تعلقت بالجبال([9] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn9)) وكانت تتلو القرآن كثيرا متفكرة ومتدبرة لمعانيه، فعندما كانت راحلة من بيت المقدس إلى دمشق قالت لقائد الدابة: (( يا سليمان أسمع الجبال ما وعدها الله U قال: فأرفع صوتي بهذه الآية(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)([10] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn10))، وأشرفت أم الدرداء رضي الله عنها على وادي ومعها إسماعيل بن عبيد الله فقالت : يا إسماعيل اقرأ فقرأ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)([11] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn11))، فخرت هي وإسماعيل على وجهيهما فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من دموعهما([12] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn12)) إنه سمو في العاطفة، ورقة في القلب وكانت كثيرة الدعاء والابتهال والتضرع إلى الله U([13] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn13)) وكانت تقول : (( قد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئاً أشفى لصدري، و لا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر ))([14] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn14))، وحجت عام 81 هـ([15] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn15)) .
زهدها:
كانت رحمها الله تجلس مع نساء المساكين في بيت المقدس، فجاء رجل فقسم بينهم نقوداً، وأعطى أم الدرداء فلساً، فقالت لجارتها : اشتري لنا بهذا جزوراً، فقالت: أوليس صدقة ؟ قالت: إنه إنما جاءنا من غير مسألة ([16] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn16)).
وعندما شكت أم الدرداء إلى أبي الدرداء الحاجة قال لها : (( تصبَّري، فإن أمامنا عقبة كئوداً لا يجاوزها إلا أخف الناس حملًا ))([17] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn17))، وأوصاها أن لا تسأل الناس شيئاً، فقالت : (( إن احتجت؟ )) قال : (( تتبعي الحصادين، فانظري ما يسقط منهم فخذيه، فاخبطيه، ثم اطحنيه، ثم اعجنيه، ثم كليه، ولا تسألي أحداً شيئاً ))([18] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn18)).
حياتها العلمية: ([19] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn19))
كانت رحمها الله لها همة عالية ونفس شغوف لطلب العلم، وورع وتقى وصلاح حريصة على طلب العلم منذ صغرها، فكانت تختلف مع أبي الدرداء في بُرنس تصلي في صفوف الرجال، وتجلس في حلق القرّاء تتعلم القرآن، حتى قال لها أبو الدرداء الحقي بصفوف النساء([20] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn20)) وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء([21] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn21))، ونالت كثيراً من العلم، حتى قال عنها الذهبي: (( من كبار العلماء ))([22] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn22)).
روت عن زوجها، وسلمان الفارسي، وفضالة بن عبيد، وأبي هريرة، وكعب بن مالك وعائشة y وروى عنها : إبراهيم بن عبلة، والأزهر بن الوليد الحمصي، وجبير بن نفير، والحارث بن عبدالله الأنصاري، وحبيب بن أبي عمرة، وحكيم بن كيسان، ومولاها حيان الدمشقي، ومولاها خليل الدمشقي، وراشد بن سعد، وسلمة بن دينار، وطلحة بن عبيد الله، وعبدالله بن أبي زكريا، وعثمان بن حيان الدمشقي، وعون بن عبدالله، إسماعيل بن عبيد الله، وزيد بن أسلم، وعبدالله بن أبي زكريا، وعمر بن حيان الدمشقي، وصفوان بن عبدالله، وميمون بن مهران، وسالم بن أبي الجعد، ويونس بن ميسرة بن حَلْبس، وأبو قلابة الجرمي، ونمران بن عتبة، ورجاء بن حيوة، ومكحول، وعطاء الكيْخاراني، وشهر بن حوشب، ومرزوق التيمي، أخرج لها البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .
ولقد علا شأن أم الدرداء حتى غدت نجماً مضيئاً في العلم، وروت الكثير من الأحاديث، ولها كلام في التفسير والزهد([23] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn23)) وكانت تسأل من هو اكثر منها علماً، ومن ذلك سألت كعب الأحبار عن صفة رسول الله r في التوراة([24] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn24)) وكان يجتمع حولها النساء بجامع دمشق تعظهن وتعلمهن أمور الدين وهي التي علمت الصبيان القراءة والكتابة بدمشق([25] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn25)).
حالها من الجرح والتعديل: ذكرها ابن حبان([26] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn26)) في الثقات، والدارقطني([27] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn27))في التابعيات، وسكت عنها الذهبي([28] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn28)) قال ابن كثير([29] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn29))، (( تابعية عالمة فقيهة ))، وقال ابن حجر([30] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn30)): (( ثقة من الثالثة )) وذكرها في القسم الرابع من الإصابة([31] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn31)).
كلمات مأثورة عنها:
كانت رحمها الله ذات حكمة وفطنة، ومن ذلك قولها : (( تعلموا الحكمة صغاراً، تعملوا بها كباراً، وإن كل زارع حاصد ما زرع من خيرٍ ))([32] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn32)).
عدد مروياتها في الكتب الستة : لها ثلاث وعشرون حديثاً هي:-
267/ 1- عن أبي الدرداء t قال:
قال رسول الله r :(( إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام )).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتاب الطب ، باب في الأدوية المكروهة 4/7 رقم (3874).
طب ، 24/254 رقم (649).
كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لغيره .
· فائـــــــدة:
قال ابن عبد البر في (التمهيد) 5/264 : (( وفي هذا الحديث إباحة التعالج؛ لأن رسول الله r لم ينكر ذلك عليهم وفيه إتيان المتطبب إلى صاحب العلة، وفيه بيان أن الله U هو الممرض والشافي، وأنه لا يكون في ملكه إلا ماشاء وأنه أنزل الداء والدواء وقدره وقضى به، ووصفهم بالعبودية في قوله (عباد الله) إيماء إلى أن التداوي لا ينافي التوكل )) انظر (الفتح) 11/279 .

([1]) صفة الصفوة، 4/294 ر(819)، كر، 27/174 ر(87)، طبقات الحفاظ، 25 ر(36)، السير، 4/277 ر(100) المقتني في الألقاب، 2/169 ر(6968)، كتاب المعرفة والتاريخ، 2/327 الجمع بين رجال الصحيحين، 2/614 ر(2392)، الأسامي والكنى، ص 36 ر(53)، تهذيب الأسماء واللغات، 2/359 ر(767)، الفتوحات الربانية، (6/161) .

([2]) المقتنى في الألقاب، 2/169، نهاية السول، ل (994) .

([3]) صفة الصفوة، 4/294، الاستيعاب، 4/1934 ر(4150)، أسد الغابة، 7/316 ر(7438)، كر، 27/174، موضح أوهام الجمع والتفريق، 1/359، 360، السير، 4/277، الإصابة، 8/73 ر(384)، الجمع بين رجال الصحيحين، 2/614، التاريخ، ابن معين، 2/741 ر(517)، جامع التحصيل، 319 ر(1035)، الإصابة، 8/208 ر(1116)، ذيل الكاشف، 378 ر(2166) .

([4]) تاريخ بن معين، 1/742، موضح أوهام الجمع والتفريق، 1/364 .

([5]) كر، 27/174-175 .

([6]) المصدر السابق، الاستيعاب، 4/1935، وانظر أيضاً : رهبان الليل، 1/446 .

([7]) صفة الصفوة، 4/269، كر، 27/177 .

([8]) المصدران السابقان، الحدائق الغناء في أخبار النساء، المالقي، ص 47، رهبان الليل 1/445 .

([9]) السير، 4/278 .

([10]) سورة الكهف : 47 .

([11]) سورة المؤمنون : 115 .

([12]) السير، 4/278، 279 .

([13]) شرح المهذب، النووي، 3/368 .

([14]) الزهد، أحمد بن حنبل، ص 207، صفة الصفوة، 4/296 .

([15]) تذكرة الحفاظ، 1/54، السير، 4/279 .

([16]) كر، 27/177 .

([17]) موضح أوهام الجمع والتفريق، 1/358، العقد الفريد، 3/114 .

([18]) الزهد، ص 175، أوهام الجمع والتفريق، 1/358، الحدائق الغناء، ص 48، كر، 27/175، السير، 4/278، الجمهرة، 777 .

([19]) الثقات، لابن حبان، 5/517، الجرح والتعديل، 9/463 ر(2372)، تهذيب الكمال، 35/352 ر(7974)، الكاشف، 2/523 ر(7116)، السير، 4/277، تذكرة الحفاظ، 1/55 ر(37)، التهذيب، 12/493 ر(2942)، التاريخ والمعرفة، 3/76، الخلاصة، 3/399 ر(29)، معجم النساء اليمنيات، ص 191، الحدائق الغناء، ص 40-46 .

([20]) كر، 27/174، السير، 4/279 .

([21]) السير، 4/277 .

([22]) المعين في طبقات المحدثين، ص 36 ر(252) .

([23]) طبقات الحفاظ، 25 ر(36) .

([24]) انظر: دلائل النبوة 1/367، 377 ,

([25]) التربية والثقافة العربية ص 92 .

([26]) 5/517 .

([27]) ذكر أسماء التابعين، 2/301 ر(1508) .

([28]) الكاشف، 2/523، السير 4/277 .

([29]) النهاية، 9/47 .

([30]) التقريب، 756 ر(2728) .

([31]) 8/208 ر(1116) .

([32]) طبقات الحفاظ، 1/25، ذيل الكاشف، 378 ر(2166)، أعلام النساء، 2/328) .

268/ 2-وعنه t:
عن النبي r، قال: (( إن الله U يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خت، كتاب التوحيد، باب لا تحرك به لسانك 6/2736.
جه، كتاب الأدب، باب فضل الذكر 2/1246 رقم (3792).
ك، كتاب الدعاء، باب أنا مع عبدي ما ذكرني 1/496.
حم، 2/540.
الأوزاعي، كتاب الذكر، باب فضل الذكر رقم (1824) ، (1825) ، (1827).
المعجم لابن الأعرابي ، ص 298 رقم (1079).
كلهم من طريق إسماعيل بن عبيد الله به.
· الحكم على سند الحديث:
اسناده ضعيف .
· فائـــــــدة:
قال الحافظ في (الفتح) 15/475 : (( أي أن الله I مع عبده - أي بالحفظ والرحمة والتوفيق إذا ذكره، والذكر قد يكون باللسان، وقد يكون بالقلب، وهو أخص وأتم من ذكر اللسان وفي كلا الحالتين فإنه في رحمة وخير )).

269/ 3- وعنه tقال:
قال رسول الله r(( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالًا، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعِنَ، فإن كان لذلك أهلًا، وإلا رجعت إلى قائلها )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د، كتاب الأدب، باب في اللعن 4/277 رقم (4905).
الصمت، آداب اللسان 346 رقم (383) ، (384).
هق، باب في حفظ اللسان 4/296 رقم (5162).
الترغيب والترهيب، 3/472.
ف، 1/198 رقم (4747).
كلهم من طريق نمران - إلا أن أبا الدنيا أخرجه من طريق زيد بن أسلم (384).
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لغيره .
· غريب الحديث:
لعن: اللَّعنُ: الإبعاد والطرد من الخير، وقيل الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السَّبُ والدعاء . (النهاية)، مادة (لعن) 4/255 .
أهل: أهل لكذا، أي مستوجب له. انظر (لسان العرب)، مادة (أهل) 11/29.
مساغاً: أي مكانًا تدخل فيه . انظر (النهاية)، مادة (سوغ)، 2/422 .
· فائـــــــدة:
قال الحافظ في الفتح 12/84 : (( إن الحديث سيق لزجر المسلم على أن يقول ذلك لأخيه المسلم )) .

270/ 4- وعنه tقال:
أوصاني خليلي r أن لا تشرك بالله شيئاً، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة، متعمداً، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاحُ كل شر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
جه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء 2/1339 رقم (3034).
، كتاب الأشربة، باب الخمر مفتاح كل شر 2/1119 رقم (3371).
· الحكم على سند الحديث:
إسناد حسن لغيره .
· فائـــــــدة:
قال المناوي في (فيض القدير) 6/524 : (( قوله: (مفتاح كل شر) أي أصله ومنبعه، ومن ثم كان شربها من أفجر الفجور، وأكبر الكبائر بل ذهب بعض الصحابة إلى أنها أكبرها بعد الشرك، وقال السندي في شرح سنن (جه) 2/327 فإنها تزيل العقل، فلا يبالي بشيء، فقد انفتح له باب الشر بعد أن كان مغلقاً بقيد العقل )).

271/ 5- وعنه t قال:
قال رسول الله r: (( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د، كتاب الأدب، باب في إصلاح ذات البين 4/280 رقم (4919).
ت، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب في إصلاح ذات البين 4/572 رقم (2509).
حب، كتاب الصلح، باب ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم إصلاح ذات البين 11/489 رقم (5092).
حم، 6/44.
ط، كتاب حسن الخلق ، باب ما جاء في حسن الخلق 2/904 رقم (7).
مكارم الأخلاق ، باب ما يستحب من الإصلاح بين الناس 1/397.
جميعهم من طريق أبي معاوية به إلا أن مالكاً رواه موقوفاً عن سعيد.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده صحيح .
· غريب الحديث:
الحالقة: الخصلة التي تحلق الدين، وتحلقه أي تزيله أو تنقصه، وهي قطيعة الرحم والتظالم. انظر (النهاية)، مادة (حلق) 1/428 .

272/ 6- وعن أبي الدرداء tقال:
(( خرجنا مع النبي r في بعض أسفاره في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي r وابن رواحة )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خ ، كتاب الصوم ، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر 2/686 رقم (1843).
م ، كتاب الصيام ، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر 2/790 رقم (108،109).
د ، كتاب الصوم ، باب فيمن اختار الفطر 2/317 رقم (3409).
كلهم من طريق إسماعيل بن عبدالعزيز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء.
وفي (م) رقم (109) من طريق عثمان بن حيَّان الدمشقي عن أم الدرداء عنه.
· فائـــــــدة:
قال الحافظ في (الفتح) 4/693 : (( وفي الحديث دليل على أن لا كراهية في الصوم في السفر لمن قوي عليه ولم يصبه منه مشقة شديدة )). انظر التمهيد 2/72، وقال ابن عبد البر في (الاستذكار) 10/81 : (( ولو كان الصوم في السفر إثماً كان رسول الله r أبعد الناس منه )).

273/ 7- وعن أم الدرداء -رحمها الله- قالت:
دخل عليَّ أبو الدرداء وهو مغضب فقلت: ما أغضبك ؟ فقال: (( والله ما أعرف من أمة محمد r شيئاً، إلا أنهم يصلون جميعاً )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خ ، كتاب الجماعة والإمامة ، باب فضل صلاة الفجر في جماعة 1/232 رقم (622).
· غريب الحديث:
أعرف: (( وعرف بريء، أي من عرف المنكر، ولم يشتبه عليه فقد صارت له طريق إلى البراء من إثمه بأن يغيره بيده، أو لسانه، أو يكرهه بقلبه )) (مجمع بحار الأنوار)، مادة (عرف) .
· فائـــــــدة:
قال الحافظ في (الفتح) 3/354 : (( وفي هذا الحديث جواز الغضب عند تغير شيء من أمور الدين، وإنكار المنكر بإظهار الغضب إذا لم يستطع أكثر منه، والقسم على الخبر لتأكيده في نفس السامع )) وانظر أيضاً (العمدة) 5/169

274/ 8- وعن أبي الدرداء t قال:
(( سجدت مع رسول الله r إحدى عشرة سجدة، منها التي في النجم )).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ت ، كتاب أبواب الصلاة ، باب ما جاء في سجود القرآن 2/457 رقم (568).
، كتاب أبواب الصلاة ، باب ما جاء في سجود السهو ، 2/458 رقم (569).
جه ، كتاب اقامة الصلاة ، باب عدد سجود القرآن 1/335 رقم (156).
ق ، كتاب الصلاة ، باب من قال في القرآن إحدى عشرة سجدة 2/78،79.
حم ، 5/84.
كلهم من طريق أم الدرداء به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده ضعيف .
· غريب الحديث:
سجدت: أي سجود الصلاة وهو وضع الجبهه على الأرض، ولا خضوع ولا ذل أعظم منه . انظر (النهاية)، مادة (سجد) 2/242 .
· فائـــــــدة:
تجب السجدة على المستمع دون السامع، والفرق بينهما أن المستمع من كان قاصداً للسماع مصغياً إليه، والسامع من اتفق سماعه من غير قصد إليه. انظر (العمدة) 7/107،108 وقال ابن عبد البر في (الاستذكار) 8/110: (( فإجماع من الفقهاء أنه لا يسجد أحد سجدة تلاوة إلا على طهارة )) .

275/ 9- وعنه t:
أن رسول الله r قال: (( غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي يسدر في البحر، كالمتشحط في دمه، في سبيل الله سبحانه )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
(جه) كتاب الجهاد ، باب فضل غزو البحر 2/928 رقم (2777).
· الحكم على سند الحديث:
إسناده ضعيف .
· غريب الحديث:
يسدر: أي يدور (( السَّدَر بالتحريك )) كالدُّوار وهو كثير ما يعْرض لراكب البحر، يقال سدِر يسدُر سدراً، والمراد هنا الدُّوار في البحر . (النهاية) مادة (سدر) 2/354 .
المتشحط: أي يتخبط فيه ويتضطرب ويتمرغ . انظر (النهاية) مادة (شحط) 3/449 .
· فائـــــــدة:
قال الحافظ في (الفتح) 6/99 : (( إن الشهيد يدفن بدمائه وثيابه، ولا يزال عنه الدم بغسل ولا غيره , ليجييء يوم القيامة كما وصف النبي r)) .

276/ 10- وعنه t:
عن النبي r في قوله: (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا)[الكهف: 82] قال:
(( ذهب وفضة )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ت ، كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الكهف 5/293 رقم (3152).
ك ، كتاب التفسير ، باب شرح معنى آية وكان تحته كنز لهما 2/369.
عد ، 7/368.
الميزان ، 4/443.
كلهم من طريق يزيد ين يوسف به
· الحكم على سند الحديث:
إسناده ضعيف .
· غريب الحديث:
كنز: الكنز في الأصل: المال المدفون تحت الأرض، فإذا أخرج منه أخرج منه الواجب لم يبق كنزاً وإن كان مكنوزاً . (النهاية)، مادة (كنز) 4/203 .
· فائـــــــدة:
وجاء في تفسير (الدر المنثور) 4/431 (( كان كنزًا لمن قبلنا وحرم علينا، وحرمت الغنيمة على من كان قبلنا وأحلت لنا، فلا تعجبن للرجل يقول: ما شأن الكنز أحل لمن كان قبلنا وحرم علينا ؟ فإن الله يحل من أمره ما يشاء ويحرم ما يشاء، وهي السنن والفرائض تحل لأمة وتحرم على الأخرى )) .

277/ 11- وعن أم الدرداء -رحمها الله- قالت:
(( كان أبو الدرداء يقول: عندكم طعام؟ فإن قلنا: لا، قال: فإني صائم يومي هذا )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خت ، كتاب الصوم ، باب إذا نوى بالنهار صوماً 2/679.
ق ، كتاب الصوم ، باب المتطوع يدخل في الصوم 4/204.
عب ، كتاب الصوم، باب إفطار التطوع وصومه إذا لم يبيته 4/272 رقم (7774)، (7775)، (7776).
ش ، كتاب الصيام ، باب ما كان يدعو بغذائه فلا يجد فيرى الصوم 2/446 رقم (2).
· الحكم على سند الحديث:
إسناده صحيح .

278/ 12- وعن أبي الدرداء t قال:
سمعت رسول الله r يقول: (( كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركاً، أو مؤمن قتل مؤمناً متعمداً )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتب الفتن والملاحم ، باب في تعظيم قتل المؤمن 4/103 رقم (4270).
ك ، كتاب الحدود ، باب المرء في فسحة من دينه ما لم يصيب دماً حراماً 4/351.
مسند الشاميين 2/265 رقم (1309).
حل ، 5/153.
كلهم من طريق خالد بن دهقان به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده صحيح لغيره .
· غريب الحديث:
مشركاً: الشرك: أن يجعل لله U شريكاً . انظر (النهاية)، مادة (شرك)، 3/466 .
· فائـــــــدة:
قال المناوي في (فيض القدير) 5/26 : (( وهذا منزل على ما إذا استحل وإلا فهو تهويل وتغليظ ))[يعني: حق استحل قتل المؤمن].

279/ 13- وعنه t:
في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن)[الرحمن: 29] يغفر ذنباً، ويكشف كرباً ، ويرفع قوماً ، ويضع آخرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خت ، كتاب التفسير ، باب تفسير سورة الرحمن 4/1848.
جه ، المقدمة ، باب فيما أنكرت الجهمية 1/73 رقم (202).
حب ، كتاب الرقائق ، باب ذكر الأخبار بأن أسباب هذه الفانية الزائلة يجري عليها التغير والانتقال في الحال بعد الحال 2/464 رقم (689).
أبو عاصم 1/130 رقم (301).
ف ، 3/261 رقم (4775).
ت ، جورجان ، ص 187.
كلهم من طريق الوزير بن صبيح به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لغيره .
· غريب الحديث:
كرباً: أي ضيقاً شديداً . انظر (النهاية)، مادة (كرب) 4/161 .
· فائـــــــدة:
نقل ابن جرير الطبري في تفسيره 27/28 قول سعيد عن قتادة: (( لا يستغني عنه أهل السماء ولا أهل الأرض، يحيي حياً، ويميت ميتاً، ويربي صغيراً، ويذل كبيراً )).

280/ 14- وعن كعب بن عاصم t: قال:
(( لقد رأيتنا مع رسول الله r في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله r وعبدالله بن رواحة )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ن ، كتاب الصيام ، باب ما يكره من الصيام في السفر 6/174.
جه ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في الإفطار في السفر 1/532 رقم (1664).
ك ، كتاب الصوم ، باب ليس من البر الصيام في السفر 1/433.
، كتاب الصوم ، باب الصوم في السفر 2/8.
ق ، كتاب الصوم باب تأكيد الفطر في السفر 4/242.
طح ، كتاب الصيام ، باب الصيام في السفر 1/330.
حم ، 4/434.
الشافعي ، 1/267 رقم (310).
من طريق صفوان بن عبدالله عنها به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده صحيح لغيره .
· فائـــــــدة:
قال السندي في شرح (جه) 1/510 : (( قد يؤخذ من صومه r في السفر مع ذلك الحر أن الصوم فيه أفضل من الفطر )) .

281/ 15- وعن أبي الدرداء t:
عن النبي r قال: (( ما من شيء في الميزان، أثقلُ من حسن الخلق )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتاب الأدب ، باب حسن الخلق 4/252 رقم (4799).
ت ، كتاب البر والصلة ، باب في حسن الخلق 4/319 رقم (2003).
وقال وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك.
حب ، كتاب البر والإحسان ، باب حسن الخلق 3/230 رقم (481).
حب، موارد الظمآن ، كتاب الأداب ، باب ما جاء في حسن الخلق 6/95 رقم (1920).
بخ ، باب في حسن الخلق 1/368 رقم (270).
هق ، باب حسن الخلق 6/238 رقم (8002).
حم ، 6/446،448.
دى ، 1/194 رقم (394).
عح ، 1/213 رقم (204).
السنة ، 1/349 رقم (782) ، (783).
الزهد ، هـ ، باب حسن الخلق ، ص 592 رقم (1258).
مكارم الأخلاق ، في باب حسن الخليقة ، 1/69،71،73.
عب ، باب في حسن الخلق ، 11/146 رقم (20157).
ش ، كتاب الأدب ، باب ما ذكر في حسن الخلق ، 6/89 رقم (10).
كلهم من طريق عطاء الكيخاراني به إلا (ت) رقم (2003) ، و (ق ، عب)، من طريق يعلى بن مملك وعند (الهيثمي ، الخرائطي) من طريق عمرو بن دينار به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده صحيح .
· غريب الحديث:
الخلق: الخلُق، بضم اللام وسكونها وهو الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه صورة الإنسان الباطنة وهي نفسه، وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة، وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة. (النهاية)، مادة (خلق) 2/70، و(لسان العرب)، مادة (خلق) 10/86 .
· فائـــــــدة:
وقال المناوي في (فيض القدير) 5/167 : (( إن العبد ملازم للجنايات في كل أوان، وجناياته في طاعته أكثر من جناياته في معاصيه؛ لأن جناية المعصية من وجه، وجناية الطاعة من وجوه، والله يطهر عبده من جناياته بأنواع من المصائب، ليخفف عنه أثقاله يوم القيامة، ولولا عفوه ومغفرته ورحمته؛ لهلك في أول خطيئته؛ لأن الصبر على الأذى جهاد النفس، وقد جبل الله الأنفس على التألم بما يفعل بها، ويقال فيها )). انظر (الفتح) 12/140 .

282/ 16- وعنه t قال:
قال رسول الله r(( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
م ، كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب 4/2094 رقم (86، 87، 89).
د ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء بظهر الغيب 2/89 رقم (1534).
· فائـــــــدة:
قال النووي في (شرح صحيح مسلم) 17/49 : (( والسر في فضيلة الدعاء في ظهر الغيب، وتأمين الملك عليه ؛ لأن ذلك أبلغ في الإخلاص، وهذه الفضيلة تحصل أيضاً إذا دعا لجملة الصالحين وكان لهذا المعنى بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه بتلك الدعوة، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها )) .

183/ 17- وعنه t:
عن النبي r قال: (( من أعطي حظَّهُ من الرفق فقد أعطي حظَّهُ من الخير ومن حرم حظَّه من الرفق فقد حرم حَظَّه من الخير )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ت ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في الرفق 4/323 رقم (2013).
وقال: (( وفي الباب عن عائشة وجرير بن عبدالله وأبي هريرة )).
بخ ، باب في الرفق 1/551 ر(464).
ق، في الأسماء والصفات ، باب (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) 2/464 رقم (1050).
ق ، كتاب الشهادات 10/193.
هق ، باب حسن الخلق 6/238 رقم (8002).
حم ، 6/451.
مكارم الأخلاق ، باب ما يستحب من الرفق والتأني 2/691 رقم (738).
كلهم من طريق سفيان به ، إلا أن (ق) رواه من طريق عمرو بن دينار ، و(هق) من طريق يعلى بن مملك.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لغيره .
· غريب الحديث:
الرفق: (( أي لين الجانب، ولطافة الفعل، وأخذ الأمر بوجه يسير )) . (النهاية)، مادة (رفق) 2/246 و(مشارق الأنوار) 1/108 .
· فائـــــــدة:
قال المناوي في (فيض القدير) 6/8 : (( بالرفق تنال المطالب الأخروية والدنيوية، وبفوته يفوتان، ولهذا قال نسطور لما بعث صاحبيه ؛ ليدعوان الملك إلى دين عيسى وأمرهما بالرفق، فخالفا، وأغلظا عليه، فحبسهما وآذاهما، فقال لهما نسطور: مثلكما كالمرأة التي لم تلد قط، فولدت بعدما كبرت فأحبت أن تعجل شبابه ليُنتفع به فحملت على معدته ما لا يطيق، فقتلته )) .

284/ 18- وعنه t:
عن النبي r قال: (( من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ت ، كتاب البر والصلة، باب في الذب عن عرض المسلم 4/288 رقم (1931).
حم ، 6/45.
الصمت ، باب ذب المسلم عن عرض أخيه ، ص 355 رقم (252).
كلهم من طريق ابن المبارك عنها به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لغيره .
· غريب الحديث:
عرض: (( العرض موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه، أو في سلفه، أو من يلزمه أمره )) . (النهاية)، مادة (عرض) 3/208 .
· فائـــــــدة:
من منع غيبة عن أخيه صرف الله عن وجهه نار جهنم أي عن ذاته العذاب وخص الوجه ؛ لأن تعذيبه أنكى في الإيلام، وأشد في الهوان . انظر (تحفة الأحوذي) 6/49.

285/ 19- وعنه t قال:
قال رسول الله r : (( من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ماأهمه صادقاً كان بها أو كاذباً )).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح 4/321 رقم (5081).
ن ، عمل اليوم والليلة ، 30 رقم (71).
نتائج الأذكار 1/400.
كلهم من طريق عبدالرزاق الدمشقي به.
وقال الحافظ في (نتائج الأفكار) 1/400 : هذا الحديث من رواية أبي بكر بن داسة ، ولم يذكر أبو القاسم ، ووافقه المزي في (التحفة) 12/246 ر(11004).
· الحكم على سند الحديث:
إسناده حسن لذاته .
· غريب الحديث:
حسبى : (( الاحتساب من الحسب كالاعتداء من العدّ، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله واحتسابه ؛ لأن له حينئذ أن يعتد عمله، والحسبة اسم من الاحتساب في الأعمال الصالحة، وعند المكروهات وهو البدار إلى طلب الأجر، وتحصيله بالتسليم والصبر، وإما باستعمال أنواع البر، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها ؛ طلباً للثواب المرجو منها )) . (النهاية)، مادة (حسب) 1/382 .
ما أهمه: أي ما أقلقه . انظر (غريب الحديث) الخطابي 2/119 .

286/ 20- وعنه t:
أن رسول الله r قال: (( لا يزال المؤمن معنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً فإذا أصاب دماً حراماً بلَّح )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتاب الفتن والملاحم ، باب في تعظيم قتل المؤمن 4/103 رقم (4270).
ك ، كتاب الحدود ، باب المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماَ 4/351.
· الحكم على سند الحديث:
صحيح لغيره .
· غريب الحديث:
بلح: (( أي وقع في الهلاك بإصابة الدَّم الحرام )) . انظر (النهاية)، مادة (بلح) 1/151 .

287/ 21- وعنه t: قال:
قال رسول الله r(( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
م ، كتاب البر والصلة والآدب ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها 4/2006 رقم (85).
د ، كتاب الأدب ، باب اللعن 4/2771 رقم (4907).
· غريب الحديث:
شفعاء: (( الشافع، الطالب لغيره يتشفَّعُ به إلى المطلوب يقال: تشفعَتُ بفلان إلى فلان، فشفّعني فيه )) . (لسان العرب)، مادة (شفع) 8/184، والشفاعة : (( هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم )) . انظر (النهاية)، مادة (شفع) 2/475 .
· فائـــــــدة:
قال المنذري في (مختصر د) 7/229 : (( اللعن ليس من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله U بالرحمة بينهم والتعاون، والتواصل فيهم كالجسد الواحد، وكالبنيان يشد بعضه بعضاً، فإذا دعا على أخيه باللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله، فهذا ضد الشفاعة والشهادة المقتضيتين للإشفاق والرحمة، وهذا غاية ما يوده الكافر، وهذا عقابٌ للاعنين ونقصٌ من منازلهم )) انظر (شرح النووي لصحيح مسلم) 16/149 . وانظر (الفتوحات الربانية) 4/52 .

288/ 22- وعنه t: قال:
قال رسول الله r: (( يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
د ، كتاب الجهاد ، باب في الشهيد يشفع 3/15 رقم (2522).
ومن طريقه ق ، كتاب السير ، باب الشهيد يشفع 9/164.
· الحكم على سند الحديث:
من طريق (د) رجاله محتج بهم، إلا أن فيه نمران بن عتبة الذماري، وهو (مقبول)، ورمز له السيوطي في جامعه (ص) 2/590 ح(10012) يعني الصحة، ووافقه الألباني في صحيح (د) 2/479 ح(2201)، وقال المناوي في (فيض القدير) 6/598 ح(10012) : حسن .
· غريب الحديث:
يشفع: (( الشفاعة فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم، يقال : شفع يشفعُ شفاعةً، فهو شافع وشفيع )) . (النهاية)، مادة (شفع) 2/485 .
· فائـــــــدة:
قال المناوي في (فيض القدير) 6/598 : (( في سبعين إنساناً شمل الأصول والفروع والزوجات وغيرهم من الأقارب، ويحتمل أن المراد بالسبعين التكثير، وفيه أن الإحسان إلى الأقارب أفضل منه إلى الأجانب )) .

289/ 23- وعنه t: قال:
قال رسول الله r: (( يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزنة جهنم فيقولون: (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ)[غافر : 50] قال: فيقولون: ادعوا مالكا، فيقولون: (يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)[الزخرف:77]
قال الأعمش: نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام، قال: فيقولون: أدعو ربكم فلا أحد خير من ربكم، فيقولون: (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 106-107] قال: فيجيبهم: (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)[المؤمنون : 108] قال: فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل )). قال عبدالله بن عبدالرحمن: والناس لا يرفعون هذا الحديث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
ت ، كتاب صفة جهنم ، باب ما جاء في طعام أهل النار 4/609 رقم (2856).
الترغيب والترهيب ، كتاب النار ، باب شراب أهل النار 4/481 رقم (66).
من طريق الأعمش عنها به.
· الحكم على سند الحديث:
إسناده ضعيف .
· غريب الحديث:
ضريع: (( هو يبس الشَّبرق، وهي نبات أحمر منتن الرِّيح يرمى به البحر وكيفما كان فإشارة إلى شيء منكر )) . (مفردات ألفاظ القرآن)، مادة (ضرع)، ص506 .
غصة: الشجاة التي يُغَص بها الحلق، قال تعالى ﴿وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ)[المزمل:13]. (مفردات ألفاظ القرآن)، مادة (غص) 607 .
كلاليب: الكلُّوب، حديد معوجَّة الرأس. انظر (النهاية) مادة (كلب) 4/195.
· فائـــــــدة:
قال ابن رجب الحنبلي في كتابه التخويف من النار ص227 : ولجهنم خازن
وهو كبير الخزنة ورئيسهم. وقال المباركفوري في (تحفة الأحوذي) 7/261 في قوله: (( (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ)[غافر: 50] أي في ضياع، لأنه لا ينفعهم حينئذ دعاء لا منهم ولا من غيرهم )) . وقوله (( ألم تك تأتيكم )) إلزام للحجة وتوبيخ وأنهم خلفوا وراءهم أوقات الدعاء والتضرع وعطلوا الأسباب التي يستجيب لها الدعوات، قالوا فادعوا أنتم فإنا لا نجترىء على الله في ذلك، وليس قولهم فادعوا لرجاء المنفعة ولكن للدلالة على الخيبة فإن الملك المقرب إذا لم يسمع دعاؤه فكيف يسمع دعاء الكافرين )) .
المرجع
تراجم طبقة المحدثات من التابعيات ومروياتهن في الكتب الستة
الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م
تأليف: د . عالية بنت عبد الله بالطو