شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : خليفة الله


ثروت كتبي
01-27-2013, 06:46 PM
خليفة الله :* (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)

جماع خلاف أهل العلم في هذا على ثلاثة أقوال :
الأول : الجواز ، فيجوز أن يقال : فلان خليفة الله في أرضه . واحتجوا بحديث الكُمَيْل عن علي : (( أُولئك خلفاء الله في أرضه )) ، وبقوله تعالى : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } ونحوها في القرآن .
وبقول النبي r : (( إن الله ممكن لكم في الأرض ومستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء )) .
وبحديث المهدي وفيه : (( خليفة الله المهدي )) لكنه ضعيف كما في رقم / 85 من (( السلسلة الضعيفة )) .
واحتجوا بقول الراعي يخاطب أبا بكر – رضي الله عنه - :

خليفة الرحمن إنا معشر++++ حنفاء نسجد بكرة وأصيلاً


عرب نرى لله في أموالنا++++ حق الزكاة منزلاً تنزيلاً

الثاني : منع هذا الإطلاق ؛ لأن الخليفة إنما يكون عمن يغيب ويخلفه غيره ، والله تعالى شاهد غير غائب ، فمحال أن يخلفه غيره بل هو سبحانه وتعالى الذي يخلف عبده المؤمن فيكون خليفته .
واحتجوا بقول أبي بكر – رضي الله عنه – لما قيل له : يا خليفة الله ، قال : لست بخليفة الله ، ولكني خليفة رسول الله r ، وحسبي ذلك .
والثالث : وهو ما قرره ابن القيم بعد ذلك فقال :
قلت : إن أُريد بالإضافة إلى الله : أنه خليفة عنه ، فالصواب قول الطائفة المانعة فيها . وإن أُريد بالإضافة : أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله فهذا لا يمتنع فيه الإضافة . وحقيقتها : خليفة الله الذي جعله الله خلفاً عن غيره ، وبهذا يخرج الجواب عن قول أمير المؤمنين : أُولئك خلفاء الله في أرضه .. إلخ . والله أعلم .
ولابن القيم – رحمه الله تعالى- فصول جامعة في ألفاظ يكره التلفظ بها ، جمعها في موضع واحد من زاد المعاد 2/36 – 37 ذكر فيها نحواً من ثلاثين لفظاً ، منها لفظ : (( خليفة الله )) وقد رأيت أن أسوق هذه الفصول بتمامها في الموضع ، وأحيل عليه لبقية الألفاظ ؛ حتى يكون أجمع لكلامه – رحمه الله تعالى – نصه :
( الألفاظ التي كره r أن تقال :
فصل : في ألفاظ كان r يكره أن تقال : فمنها أن يقول : خبثت نفسي ، أو : جاشت نفسي ، وليقل : لقِستْ ، ومنها أن يسمي شجرة العنب : كرماً ، نهى عن ذلك ، وقال : (( لا تقولوا : الكرْم ، ولكن قولوا : العنب والحبلة )) . وكره أن يقول الرجل : هلك الناس ، وقال : (( إذا قال ذلك ، فهو أهلكهم )) . وفي معنى هذا : فسد الناس وفسد الزمان ونحوه . ونهى أن يقال : ما شاء الله وشاء فلان ، بل يقال : ما شاء الله ثم شاء فلان ، فقال له رجل : ما شاء الله وشئت ، فقال : (( أجعلتني لله نداً ؟ قل : ما شاء الله وحده )) . وفي معنى هذا : لولا الله وفلان ، لما كان كذا ، بل هو أقبح وأنكر ، وكذلك : أنا بالله وبفلان ؛ وأعوذ بالله وبفلان ، وأنا في حسب الله وحسب فلان ؛ وأنا متكل على الله وعلى فلان ؛ فقائل هذا قد جعل فلاناً ندّاً لله عز وجل . ومنها أن يقال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، بل يقول : مطرنا بفضل الله ورحمته ، ومنها أن يحلف بغير الله . صح عنه r أنه قال : (( من حلف بغير الله فقد أشرك )) . ومنها أن يقول في حلفه : هو يهودي أو نصراني أو كافر ، إن فعل كذا . ومنها أن يقول لمسلم : يا كافر ، ومنها أن يقول للسلطان : ملك الملوك ، وعلى قياسه : قاضي القضاة ، ومنها أن يقول السيد لغلامه وجاريته : عبدي وأمتي ، ويقول الغلام لسيده : ربي ، وليقل السيد : فتاي وفتاتي ، ويقول الغلام : سيدي وسيدتي . ومنها سب الريح إذا هبت ، بل يسأل الله خيرها وخير ما أُرسلت به . ويعوذ بالله من شرها وشر ما أُرسلت به . ومنها سب الحمى ، نهى عنه ، وقال : (( إنها تذهب خطايا بني آدم ، كما يذهب الكير خبث الحديد )) . ومنها النهي عن سب الديك صح عنه r أنه قال : (( لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة )) . ومنها الدعاء بدعوى الجاهلية والتعزي بعزائهم ، كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها ، وللأنساب ، ومثله التعصب للمذاهب ، والطرائق ، والمشايخ ، وتفضيل بعضها على بعض بالهوى والعصبية وكونه منتسباً إليه ، فيدعو إلى ذلك ، ويوالي عليه ، ويعادي عليه ويزن الناس به ؛ كل هذا من دعوى الجاهلية . ومنها تسمية العشاء بالعتمة ، تسمية غالبة يهجر فيها لفظ العشاء . ومنها النهي عن سباب المسلم ، وأن يتناجى اثنان دون الثالث ، وأن تخبر المرأة زوجها بمحاسن امرأة أخرى . ومنها أن يقول في دعائه : اللهم اغفر لي إن شئت ، وارحمني إن شئت . ومنها الإكثار من الحلف . ومنها كراهة أن يقول قوس قزح ، لهذا الذي يُرى في السماء . ومنها أن يسأل أحد بوجه الله . ومنها أن يسمي المدينة بيثرب . ومنها أن يسأل الرجل : فيم ضرب امرأته ؟ إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك . ومنها أن يقول : صمت رمضان كله ، أو قمت الليل كله .
( فصل ) ومن الألفاظ المكروهة ، الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكناية عنها بأسمائها الصريحة ،ومنها أن يقول : أطال الله بقاءك وأدام الله أيامك ،وعشت ألف سنة ، ونحوه ذلك . ومنها أن يقول الصائم : وحق الذي خاتمه على فم الكافر . ومنها أن يقول للمكوس : حقوقاً . وأن يقول لما ينفقه في طاعة الله : غرمت أو خسرت كذا وكذا . وأن يقول : أنفقت في هذه الدنيا مالاً كثيراً ، ومنها أن يقول المفتي : أحل الله كذا ، وحرم الله كذا ، في المسائل الاجتهادية ، وإنما يقول فيما ورد النص بتحريمه ، ومنها أن يسمي أدلة القرآن والسنة : ظواهر لفظية ومجازات ، فإن هذه التسمية تسقط حرمتها من القلوب ، ولاسيما إذا أضاف إلى ذلك تسمية شبه المتكلمين والفلاسفة قواطع عقلية ؛ فلا إله إلا الله كم حصل بهاتين التسميتين من فساد في العقول والأديان والدنيا والدين !!
( فصل ) ومنها أن يحدِّث الرجلُ بجماع أهله وما يكون بينه وبينهم كما يفعله السَّفلةُ . ومما يكره من الألفاظ : زعموا ، وذكروا ، وقالوا ، ونحوه . ومما يكره منها أن يقول للسلطان : خليفة الله ، أو : نائب الله في أرضه ، فإن الخليفة والنائب إنما يكون عن غائب ، والله سبحانه وتعالى خليفة الغائب في أهله ، ووكيل عبده المؤمن .
( فصل ) وليحذر كل الحذر من طغيان : ( أنا ) و ( لي ) و ( عندي ) ؛ فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتُلي بها إبليس وفرعون وقارون ( فإنا خير منه ) لإبليس ، و ( لي ملك مصر ) لفرعون ، و ( إنما أُوتيته على علم عندي ) لقارون ، وأحسن ما وضعت ( أنا ) في قول العبد : ( أنا العبد المذنب المخطئ المستغفر المعترف ) ونحوه . ( لي ) في قوله : ( لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل ) و ( عندي ) في قول : ( اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ) ا هـ .
لطيفة :
في الهفوات النادرة ص/ 361 ، والكامل 1/ 145 ، وعنهما ابن خلكان في تاريخه 6/ 104 – 105 قال : ( ونقلت منه أيضاً – أي من الهفوات النادرة – أن أعربياً شهد الموقف مع عمر – رضي الله عنه – قال الأعرابي : فصاح به صائح من خلفه : يا خليفة رسول الله ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، فقال رجل من خلفي : دعاه باسم ميت ، مات والله أمير المؤمنين ... إلى آخر القصة .
قال ابن خلكان : وقوله : دعاه باسم ميت ؛ إنما قال ذلك لأن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – كان يقال له : خليفة رسول الله r ، فلما توفي وتولى عمر – رضي الله عنه – قيل له : خليفة خليفة رسول الله r ، فقال للصحابة – رضوان الله عيهم أجمعين - : هذا أمر يطول شرحه ، فإن كل من يتولى يقال له خليفة من كان قبله حتى يتصل برسول الله r . وإنما أنتم المؤمنون ، وأنا أميرُكُم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين . فهو أول من دُعي بهذا الاسم ، وكان لفظ الخليفة مختصاً بأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – فلهذا قال : دعاه بسم ميت ) ا هـ .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

* (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) خليفة الله : مفتاح دار السعادة ص/ 165 . الفواكه الجنوية ص/ 38 . فيض القدير 2/ 406 . الاستعاذة لابن مفلح ص/ 17 . سيرة عمر بن عبدالعزيز ص/ 46 . شرح ابن علان على الأذكار 7/ 82 . نقض أُصول الحكم لمحمد الخضر حسين ص/ 227 . فتاوى النووي : 162 . منهاج السنة 1/ 137 . زاد المعاد 2/ 227 . وفيات الأعيان 6/ 104 – 105 وفيه قصة اللهبي مع عمر – رضي الله عنه - . الفتاوى الحديثية ص/ 134 – 146 . ففيه مبحث مهم في نحو أربعين لفظاً فلينظر . مجموع الفتاوى 35/ 42 – 45 ، 2/ 461 . مسند أحمد 1/ 10 . السلسلة الضعيفة 1/ 120 . حلية البشر للبيطار : 1/ 257 .