شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عصر التابعيـات


ريمة مطهر
12-24-2012, 08:06 PM
عصر التابعيــــــات
% تقديــم :

من أهم العوامل المؤثرة في الأفراد وفي بناء شخصياتهم، العصر والبيئة التي عاشوا فيها، فعصر التابعيات من القرون المفضلة التي أثنى الله U ونبيّه عليها والذي بدأ بوفاة النبي r سنة 11هـ وانتهى سنة 150هـ تقريبًا في بداية الدولة العباسية([1] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn1))، فعصرهنّ عصر الخلافة الراشدة والدولة الأموية وشيء من صدر الخلافة العباسية.
وإن كان الصحابة y قد تربوا على يدي رسول الله r فإن التابعين قد تربوا على أيدي صحابة رسول الله r ، فلا بد أن ينالهم شيءٌ من فضل عصر النبوة([2] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2)). فقد ألحق الله U الثناء بالصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)([3] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn3)). وامتدحهم الرسول r بقوله: (( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم -قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً- ثم إن من بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن ))([4] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn4)).
ولقد بلغ التابعون والتابعيات درجة عظيمة في الزهد والورع، فهذا عطاء بن أبي رباح كان المسجد فراشه عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة، كثير الصمت، كثير الذكر، من أعلم الناس بمناسك الحج([5] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn5))، وهذه أم الدرداء([6] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn6)) الزاهدة العابدة التي قامت الليل حتى تورمت قدماها. تقول عندما سُئلت متى يُستجاب الدعاء؟ : « إنما الوجل في قلب ابن آدم كاحتراق السّعفة([7] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn7)) أما تجد له قُشَعريرة؟ قال: بلى، قالت: فادع الله إذا وجدت ذلك، فإن الدعاء يستجاب عند ذلك »([8] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn8)).
وكانوا y يحرصون على طلب العلم واقتفاء أثر الرسول r والصحابة من بعده([9] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn9))، فالفقهاء السبعة الذين قد فاح فقههم، وعلمهم في الآفاق والأمصار من ذاك العصر إلى الآن من جيل التابعين، وهم:
سعيد بن المسيِّب([10] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn10))، والقاسم بن محمد([11] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn11))، وعروة بن الزبير([12] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn12))، وخارجة بن زيد([13] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn13))، وأبو سلمة بن عبدالرحمن([14] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn14))، وعبيد الله بن عتبة([15] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn15))، وسليمان بن يسار([16] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn16))([17] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn17)) ومن ذلك الجيل أيضاً: حفصة بنت سيرين التي كانت من أعلم الناس بالقرآن الكريم، فإذا سئل أخوها محمد عن آية يقول: « اذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ »([18] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn18)) ومع ما في هذا العصر من الخيرية الظاهرة، إلا أنه لم يسلم من التقلبات السياسية، والاجتماعية، والفكرية، والتي كان لها أثر مباشر على المجتمع المسلم.
وهذا الفصل يتناول:
1-الحياة السياسية.
2-الحياة الاجتماعية.
3-الحياة الفكرية.


([1]) المقنع في علوم الحديث، ابن الملقن 2/515 ، توجيه النظر، الجزائري 1/276 ، المصباح في أصول الحديث، السيد قاسم الأندجاني، ص181 .

([2]) تاريخ الفقه الإسلامي، عمر الأشقر، ص80 .

([3]) سورة التوبة: 100 .

([4]) خ، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبي r 3/1335 رقم (3450).
م، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم 4/1965 رقم (215).

([5]) تذكرة الحفاظ، 1/98 .

([6]) انظر: الباب الثاني ر(88) .

([7]) السعفة: أي النخلة. انظر: لسان العرب، مادة (سعف)، 9/151 .

([8]) صفة الصفوة، 4/298 .

([9]) العقد الفريد ، عبد ربه 3/118.

([10]) سعيد بن المسيب بن حَزْن بن أبي وهب المخزومي، احد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مراسيله أصح المراسيل، مات بعد التسعين، انظر: التقريب، 241ر (2396).

([11]) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة، مات سنة 106. انظر: التقريب، (451) ر(5489).

([12]) عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، ثقة فقيه مشهور ، من الثالثة، مات سنة 94هـ على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عثمان. انظر: النقريب ص(389)ر(4561)

([13]) خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني، ثقة فقيه من الثالثة، مات سنة 100هـ. انظر: التقريب، ص(186) ر(1609).

([14]) أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري، المدني ، قيل اسمه عبدالله، وقيل إسماعيل، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94هـ أو 104هـ. اخرج له ع . انظر: التقريب ص(645) ر(8142).

([15]) عبيد الله بن عتبة الهذلي، ثقة فقيه ثبت من الثالثة، مات سنة 94هـ. انظر: النقريب ص(372) ر(4309).

([16]) سليمان بن يسار الهلالي المدني، مولى ميمونة، ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة، مات بعد المائة. انظر: النقريب ص(255) ر(2619).

([17]) النقييد والإيضاح، ص(325).

([18]) صفة الصفوة، (4/25).

ريمة مطهر
12-24-2012, 10:21 PM
% أولاً -الحياة السياسية.

عاصر التابعون والتابعيات الخلافة الراشدة، والدولة الأموية، وجزءاً من خلافة الدولة العباسية، فعاصروا بهذا ثمانية عشر خليفة. (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)([1] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn1)).
وهم كالآتي:
1-أبو بكر عبدالله بن أبي قحافة (11-13) ([2] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn2))- t : الذي سار على نهج رسول الله r فأمضى جيش أسامة([3] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn3))، وقاتل أهل الردة، وفتح اليمامة([4] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn4))، ووقعت في عهده عدة معارك أهمها معركة أجنادين([5] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn5)).
2-عمر بن الخطاب (13-23) ([6] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn6))t كان عصره عصر انتشار الإسلام، والفتوحات العظيمة ففتح دمشق([7] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn7))، وبيت المقدس([8] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn8))، ومدائن كسرى([9] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn9))، وعمَّر البصرة، والكوفة، والجيزة بمصر، ووسع مسجد النبي r([10] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn10))، ووقعت في عهده عدة معارك أهمها القادسية([11] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn11)) وجلولاء([12] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn12)).
3-عثمان بن عفان (24-35) ([13] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn13))t : سار على نهج الشيخين t وهو أول خليفة غزا البحر([14] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn14))، وقبرص، وغزا سورية من أرض الروم([15] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn15))، وفتح جرجان([16] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn16))، جور([17] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn17))، هرمز([18] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn18))، أرمينية([19] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn19))([20] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn20))، ووقعت في عهده عدة غزوات أهمها غزوة ذات الصواري وفيها تم فتح القسطنطينية([21] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn21)).
4-علي بن أبي طالب (35-41) ([22] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn22))t تولى أمر المسلمين في بداية زمن فرقتهم حيث انحاز أهل الشام مع معاوية مطالبين بدم عثمان، وخرج بعض أهل المدينة ممن بايع علياً t مطالبين بإقامة الحد على قتلة عثمان([23] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn23))، ثم تفاقمت الفتن حتى انتهت بقتل علي ومقتل ابنه الحسين ومن بعده.
5-معاوية بن أبي سفيان بن أمية (41-70) ([24] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn24)): وهو أول خلفاء بني أمية وسمي العام الذي تولى فيه بعام الجماعة([25] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn25))، لاجتماع الناس على إمام واحد منذ تولية علي t واستمرت الفتوحات في عهده t فغزا في البر والبحر، وفتح قبرص([26] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn26))، وكانت له فتوحات في أفريقيا([27] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn27)).
6-يزيد بن معاوية بن أبي سفيان t (60-64) ([28] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn28)): استمر القتال بينه وبين الحسين([29] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn29)) بن علي t إلى أن انتهى بمقتل الحسين في وقعة كربلاء([30] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn30)).
7-معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (64): كان ضعيفاً مريضاً، لم تزد مدة خلافته عن أربعين يوماً([31] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn31)).
8-مروان بن الحكم بن أبي العاص (64-65): كان من ذوي الرأي، والفصاحة، والشجاعة، وكان كثير العباد([32] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn32)).
9-عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أمية (65-86): وهو أول من حول الدواوين من الرومية، والفارسية، إلى العربية، واستمرت الفتوحات في عهده، ومن أهمها المصِّيْصَة([33] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn33))([34] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn34)) .
وكان ذا فصاحة وعلم وحديث. قالت له أم الدرداء رضي الله عنها : « ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك منذ رأيتك، قال: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسن منك محدثاً ولا أعلم »([35] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn35)).
10-الوليد بن عبدالملك بن مروان الأموي: (86-96) ([36] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn36)).
تولى الخلافة بعد أبيه واستمرت الفتوحات في عهده ففتح الهند، وبعض بلاد الترك، وجزيرة الأندلس([37] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn37))، وكان ميالًا إلى العمارة فاهتم بإصلاح الطرق، وتسهيل السبل في الحجاز، وحفر الآبار([38] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn38)).
وكان مع ذلك كريماً محباً لآل البيت فعندما دخلت عليه التابعية الجليلة عائشة بنت طلحة رحمها الله طالبة منه العون لأداء الحج، أمر لها بستين بغلًا عليها الهوادج والرحائل([39] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn39)).
11-سليمان بن عبدالملك بن مروان: (96-99) ([40] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn40)).
وكان من خيار ملوك بني أمية، سمي مفتاح الخير([41] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn41))، واستمرت الفتوحات في عهده ففتح مدينة صقليَّة([42] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn42))، وطَبَرْسَتَان([43] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn43))([44] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn44)).
12-عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم: (99-101) ([45] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn45)).
وكان عهده عهد رخاء، وعدل، وسعة، فكانت هناك إصلاحات كثيرة في الداخل، والخارج([46] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn46)) واهتم بالعلم وخصوصاً الحديث فأمر بكتابة حديث عمرة بنت عبدالرحمن رحمها الله ([47] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn47)).
13-يزيد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم: (101-105) ([48] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn48)).
أراد أن يستقيم، ولكنه حذا حذو من قبله، وفي خلافته بدأت دعوة بني العباسي سراً حيث بدأت من الحميمة([49] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn49)) بالشام، ثم إلى الكوفة ثم إلى خراسان بالمشرق([50] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn50)).
14-هشام بن عبدالملك بن مروان: (105-125) ([51] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn51)).
تولى بعد أخيه يزيد فاهتم بتعمير الأرض، وتقوية الثغور، وحفر القنوات، والبرك في طريق مكة، وظهرت في أيامه صناعة القطيعة([52] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn52))، واستمرت الفتوحات ففتح قيسارية([53] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn53)) بالسيف([54] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn54)).
15-الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان: (125-126) ([55] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn55)).
لم تطل مدة خلافته فقد خرج عليه ابن عمه يزيد بن الوليد فقتله([56] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn56)).
16-يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان: (126).
وعرف بيزيد الناقص، لأنه نقص الجند من أعطياتهم، ونهى عن الغناء، ودعا إلى القدر([57] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn57)).
17-إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بن مروان: (126) ([58] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn58)).
وكانت مدة خلافته شهرين فقط، وقع بينه وبين مروان بن محمد قتال، انتهى بقتله([59] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn59)).
18-مروان بن محمد بن مروان: (127-132) ([60] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn60)).
سمى بمروان الحمار * (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn61)، وهو آخر خلفاء بني أمية، ودار بينه وبين عبدالله بن علي قتال، انتهى بانهزام مروان([61] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn62)).
وبهذا انتهى عصر الدولة الأموية، وظهرت الدولة العباسية على يد أبي مسلم الخراساني سنة (129) ([62] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn63)) وبدأ الصراع بين ولاة بني أمية، ودعاة الدعوة العباسية، حتى تمكن العباسيون من القضاء على خلافة بني أمية بمقتل مروان الحمار([63] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn64)).
19-عبد الله بن محمد السفاح([64] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn65)) (132-136).
هو أول خلفاء الدولة العباسية، واستمرت في عهده الثورات الداخلية، والفتن([65] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn66)).
20-أبو جعفر المنصور (137-158) ([66] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn67)):
واستمرت الفتوحات في عهده، فبنى مدينة السلام، والرصافة، والرافقة([67] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn68)).

وهذا العصر الطويل (11-150) مليء بالفتن العارمة، والتقلبات السياسية التي أودت بحياة الأفاضل من الناس مثل عمر([68] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn69)) الفاروق t الذي قتله أبو لؤلؤة([69] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn70))، وعثمان بن عفان قتل بعد حصار استمر خمسة وأربعين يوماً([70] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn71)) وهو الشرارة التي انطلقت فأحرقت الأخضر واليابس حيث تلتها موقعة الجمل، ومقتل طلحة والزبير t سنة 36هـ([71] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn72))، ثم موقعة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما سنة 36هـ([72] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn73)) ثم فتنة الخوارج([73] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn74))، ومقتل علي بن أبي طالب t سنة 41هـ([74] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn75)) قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي([75] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn76)).
وبعده استتب الأمر لمعاوية بن أبي سفيان t سنة (40هـ) وبوفاته سنة (60هـ) وولاية يزيد بن معاوية، وإحجام الكثير عن البيعة له ثارت وهاجت الفتن مرة أخرى بادئة بقاصمة الظهر، وأم الفتن وهي مقتل الحسين بن علي t في شهر محرم سنة (61هـ) ([76] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn77)).

وقد نتج عن هذه الفتنة فتن كثيرة، حيث انشق عبدالله بن الزبير ولاذ بالحرم، ثم تلا ذلك وقعة الحرة سنة (63هـ) ([77] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn78)) والتي ذهب ضحيتها عدد من الصحابة، والكثير من التابعين y أجمعين وبوفاة يزيد بن معاوية سنة (64هـ) استتب الأمر لابن الزبير فأعلن نفسه خليفة على الحجاز، ثم ضم له العراق وغيرها من الأمصار([78] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn79)) وقد بايعه الناس سوى طائفة يسيرة من أهل الشام([79] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn80)) الذين تولى أمرهم عبدالملك بن مروان واستطاع عبدالملك بعد خطوب جسيمة القضاء على ابن الزبير (73هـ) على يد الحجاج بن يوسف.ثم كانت فتنة عبدالرحمن بن الأشعث (81هـ) ([80] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn81)) حيث خلع عبدالملك واستطاع دخول البصرة ومعه جمع من القراء والعلماء، لكن الحجاج استطاع القضاء عليهم سنة (83هـ) بعد عدة وقائع ومعارك راح ضحيتها العدد الكثير من التابعين.
وهذا الاختلاف الذي حصل بين ابن الزبير وبني أمية أضعف شأن المسلمين، بسبب قتل العدد الكثير منهم، وأطمع فيهم الأعداء خاصة الروم، حتى صالحهم عبدالملك ودفع إليهم إتاوة([81] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn82)).
وفي سنة (101هـ) خرج يزيد بن المهلب بن أبي صُفْرة، فخلع الخليفة يزيد بن عبدالملك، واستولى على البصرة وما حولها. ولم يوافقه أعلام البصرة كالحسن البصري سيد التابعين بالبصرة وغيره على هذا، إذ لا يزالون يرون آثار فتنة ابن الأشعت وما حل بهم على يد الحجاج من بطش([82] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn83)) لكن يزيد بن المهلب ما لبث أن قتل بعد عدة مواقع سنة (102هـ) وأصيب أهله بنكبات بسبب ذلك([83] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn84)).
ولم تخل هذه الفترة الطويلة من الحروب التي كانت سجالًا بين ولاة بني أمية، وولاة ابن الزبير من جانب، والخوارج من الجانب الآخر([84] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn85)).
وفي سنة (121هـ) خرج زيد بن علي([85] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn86)) على يوسف بن عمر نائب العراق واستفحل أمره وبايعه الناس بالعراق، لكن ما لبثوا أن خذلوه كعادتهم فقتل سنة (122هـ).
وفي هذه الأثناء كانت دعوة بني العباس قد بدأت سراً سنة (100هـ)([86] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn87)) حيث بدأت فكرة ، ثم تأسست عام (132هـ) على يد عبدالله السفاح.
وبعد هذا بيسير انقضى عصر التابعين رحمهم الله في سنة (150هـ) إنها صفحة بيضاء من تاريخ الأمة الإسلامية ولم ينسها ما خاض فيه غيرهم، وهذه سبيل القانتين من الأئمة الأعلام، الذين كانوا يحرزون أنفسهم عن الوقوع في الفتن ولهم في ذلك سلف.
ألا ترى أن محمد بن مسلمة (ت بعد 40هـ)، وسعد بن أبي وقاص (ت 55)، وابن عمر (ت 74)، وغيرهم الكثير اعتزلوا الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية y وكذلك ابن عباس (ت68هـ) وابن الحنفية (ت بعد 80هـ) ، وابن الزبير ولم يدخلوا فيما حدث بينه وبين بني أمية، وكذلك اعتزل الحسن البصري([87] (http://www.toratheyat.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=22955#_ftn88)) فتنة ابن الأشعت.



([1]) سورة آل عمران: (26).

([2]) أخبار الخلفاء، ابن حبان، ص(419)، الكامل (2/220) تاريخ الأمم والملوك (2/246)، تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص(77).

([3]) تاريخ الأمم والملوك (2/246)، الكامل (2/226،227)، تاريخ الخلفاء ، السيوطي ، ص(85).

([4]) اليمامة مأخوذة من اليمام وهي الدواجن يمامة، وهي إقليم الثاني، وبينها وبين البحرين عشرة أيام. انظر: معجم البلدان، (5/242).

([5]) المصدران السابقان (2/285 -306)، (2/286)، أخبار الخلفاء ، ص(430)، الجوهر الثمين، ص(31)، تاريخ الخلفاء ، ص(153).

([6]) أخبار الخلفاء، ص(452)، الجوهر الثمين في أخبار الأمم والسلاطين، العلائي، ص(35).

([7]) أخبار الخلفاء، ص(463)، النهاية (7/19،20).

([8]) النهاية (7/55-58).

([9]) أخبار الخلفاء، ص(479)، النهاية، (7/64).

([10]) أخبار الخلفاء ، السيوطي، ص(478)، الكامل (2/376) وما بعدها ، تاريخ الخلفاء، 150،151.

([11]) النهاية، (7/37) وما بعدها.

([12]) المصدر السابق (7/69).

([13]) أخبار الخلفاء ,523,501 , تاريخ الأمم والملوك,3/580-587,الكامل,3/41-84, النهاية,7/225-227,تاريخ الخلفاء,ص173,174.

([14]) تاريخ الخلفاء,ص177.

([15]) أخبار الخلفاء, ص505. النهاية ,7 /150,149.

([16]) جرجان: مدينة عظيمة بين طبرستان وخراسان , وقيل أول من بناها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة,انظر: معجم البلدان, 2/119.

([17]) جُورُ: مدينة بفارس طيبة للنزهة والعجم تسميها كور. انظر: معجم البلدان,2/181.

([18]) هُرْمُز: بضم أوله وسكون ثانيه وضم الميم واخر زاي مدينة في البحر إليها خور, وهي على ضفةالبحر وبر فارس انظر : معجم البلدان,5/402.

([19]) إرمينية: بكسر أوله وبفتح وسكون ثانيهووكسر الميم, وياء ساكنة, وكسر النون, وياء خفيفة مفتوحة اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال, ولم تزل في أيدي الروم حتىجاء الإسلام, وكانت ذات عمارة وتقدم. انظر: معجم البلدان 1/159-161.

([20]) الجوهر الثمين, ص508,507,تاريخ الخلفاء ص178.

([21]) البداية والنهاية,10/155,الجوهر الثمين ,152-520,تاريخ الخلفاء, ص 179-182.

([22]) أخبار الخلفاء, 512 وما بعدها ,الكامل,3/ 98-102, النهاية,7/225-321,227-330,تاريخ الخلفاء, ص207,198, تاريخ الأمم والملوك , 3/10-45,الكامل, 3/98-194-198 النهاية , 7 /321,247-330.

([23]) تاريخ الخلفاء, ص 199 وما بعدها, تاريخ الأمم ,7/168-171, الكامل , 3/105 ومابعدها ,النهاية , 7/364 أخبارالخلفاء , ص554 وما بعدها.

([24]) الكامل , 3/203,202,النهاية , 8/21.

([25]) تاريخ الخلفاء، ص(223).

([26]) قبرس: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم ضم الراء، وسين مهملة ، كلمة رومية وافقت من العربية القبرس النحاس الجديد. انظر: معجم البلدان، (4/305).

([27]) النهاية، (8/224-226).

([28]) أخبار الخلفاء، (555)، وما بعدها.

([29]) الكامل ، (3/267-278)، تاريخ الخلفاء، (234،235).

([30]) النهاية، (8/119)، تاريخ الخلفاء 235.

([31]) أخبار الخلفاء، ص(562)، النهاية، (8/237)، الجوهر الثمين، ص(62)، تاريخ الخلفاء، ص(239).

([32]) أخبار الخلفاء، (564)، الكامل، (3/263)، النهاية (8/239)، أخبار الخلفاء، ص(563).

([33]) المصيصة: بالفتح ثم الكسر والتشديد، وياء ساكنة، وصاد أخرى، وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنظاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس. انظر: معجم البلدان، (5/144،145).

([34]) الجوهر الثمين، ص(264).

([35]) تاريخ الخلفاء، السيوطي ص(245).

([36]) تاريخ الأمم والملوك، (3/669،676)، النهاية، (9/70)، تاريخ الخلفاء، ص(253) وما بعدها.

([37]) أخبار الخلفاء، ص(564،565)، تاريخ الإسلام السياسي، حسن إبراهيم (1/300).

([38]) الكامل، (4/109)، محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية (2/167،168).

([39]) السير ، (4/369)، كر، (20/171)، نهاية الأرب، (4/295)، تاريخ الإسلام السياسي، (1/547)، الدر المنثور في تراجم ربات الخدود، زينب العاملي، ص(286).

([40]) أخبار الخلفاء، ص(565)، النهاية (9/166)، تاريخ الخلفاء، ص(258) وما بعدها.

([41]) تاريخ الأمم والملوك، (3/58)، النهاية، (9/166)، الكامل، (4/138) وما بعدها.

([42]) صقلية: بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضاً مشددة، من جزائر المغرب مقابلة إفريقية وهي مثلثة الشكل. انظر: معجم البلدان، (3/416-419).

([43]) طَبَرْستان: وسميت بذلك لأن الشجر كان حولها كثيراً، فلم تصل إليها جنود كسرى حتى قطعوه بالفؤس وهي ما بين الري وقومس والبحر، وبلاد الديلم والجبل. انظر: معجم البلدان، (4/13) ومعجم ما ساتعجم (4/887).

([44]) الجوهر الثمين، ص(70)، محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية (2/179،180)، تاريخ الإسلام السياسي، (1/322، 323).

([45]) تاريخ الأمم، (4/59-61)، الكامل، (4/152-154)، النهاية (9/184)، تاريخ الخلفاء، 258 وما بعدها.

([46]) أخبار الخلفاء، (565)، والنهاية، (9/200).

([47]) الطبقات الكبرى، (8/480).

([48]) تاريخ الخلفاء، ص(282،283)، الكامل، (4/165،166)، النهاية، (9/219).

([49]) الحميمة: بلاد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام كان منزل بني العباس .انظر : معجم البلدان,2/307.

([50]) الكامل ,4/244,وما بعدها.

([51]) الكامل, 4/192, النهاية, 9/233, تاريخ الإسلام السياسي,1/332.

([52]) الجوهر الثمين، ص(333).

([53]) قيسارية : من ثغور الشام تعد في أعمال فلسطين, حاصرها معاوية سبع سنين إلا شهراً ، وفتحها, وبعث بمفتاحها إلى عمر, فقام عمر t فنادى : ألا إن قيسارية قد فتحت قسراً , انظر : معجم البلدان ,4/421, معجم ما استعجم , 3/1106.

([54]) تاريخ الأمم والملوك, 4/217.

([55]) المصدر السابق، (4/221)، الكامل، (4/256)، النهاية، (10/2)، تاريخ الخلفاء ، ص(288).

([56]) أخبار الخلفاء، (567،568)، النهاية، (10/11)، تاريخ الخلفاء، (288).

([57]) الكامل، (4/256)، النهاية، (10/11)، تاريخ الخلفاء، (291). أي بقول القدريين من المتكلمين.

([58]) أخبار الخلفاء، (568،569)، تاريخ الأمم والملوك، (4/273)، النهاية، (10/21،22)، تاريخ الخلفاء، (294).

([59]) الجوهر الثمين، ص(84)، أخبار الخلفاء، ص(568،569).

([60]) تاريخ الأمم والملوك، (4/280)، النهاية، (10/23-46)، تاريخ الإسلام السياسي، (1/335).

* سُمي بالحمار، لأنه كان لا يجف له لبد في محاربة الخارجين عليه، وقيل: « لأن العرب تسمي كل مائة سنة حماراً، فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار لذلك » . تاريخ الخلفاء، ص(295).

([61]) أخبار الخلفاء، (569-570)، تاريخ الأمم والملوك، (4/353)، النهاية، (11/46-48)، تاريخ الخلفاء، (296)، تاريخ الإسلام السياسي، (1/335)، وما بعدها.

([62]) الكامل، (4/299) وما بعدها.

([63]) المصدر السابق، (4/330)، النهاية، (10/25-26).

([64]) الكامل، (4/332،346).

([65]) النهاية، (10/52-55).

([66]) تاريخ الأمم والملوك، (4/347)، النهاية، (10/61،121).

([67]) النهاية، (10/113)، الرصافة ببغداد: بالجانب الشرقي بناها المهدي مقابل مدينة أبيه بالجانب الشرقي. انظر: معجم البلدان، (3/46).

([68]) الجوهر الثمين، ص(31)، تاريخ الخلفاء، ص(152 وما بعدها.

([69]) أبو لؤلؤة فيروز الفارسي: المجوسي الأصل، الرومي الدار، غلام المغيرة بن شعبة، كان نجاراً ونقاشاً، وحداداً قتل عمر سنة 23هـ، فألقى عليه عبدالله بن عوف برنساً فانتحر لنفسه، انظر: البداية، (7/137).

([70]) أخبار الخلفاء، ص(521)، تاريخ الأمم والملوك (2/687-691)، البداية ، (7/185).

([71]) الكامل ، (3/105-124)، النهاية، (7/229-246).

([72]) المصدر السابق، (7/252-275).

([73]) المصدر السابق، (7/277-387).

([74]) الكامل، (3/194-198)، النهاية، (7/321) وما بعدها، تاريخ الخلفاء، ص(190).

([75]) عبد الرحمن بن ملجم المرادي: كان من القراء الذين قرأوا على معاذ بن جبل، من شيعة علي، شهد معه صفين، ثم خرج عليه وقتله فقطعوا يديه ورجليه، ثم قتلوه، وقيل أحرق بعد قتله. انظر: الأعلام، (3/339).

([76]) النهاية، (8/172-204).

([77]) النهاية، (8/217-223)، تاريخ الإسلام، الذهبي ص(23)، انظر: من عام (61-80).

([78]) الكامل، (4/21-27)، النهاية، (7/238) وما بعدها.

([79]) النهاية، (8/345)، التاريخ الإسلامي، محمود شاكر، (4/156-160).

([80]) الكامل، (4/461-472)، البداية، (9/35-37-77) وما بعدها.

([81]) البداية، (9/220-222). إتاوة: أي مال عظيم. انظر: المصباح المنير، (1/4).

([82]) المصدر السابق، (9/35-37).

([83]) المصدر السابق، (10/220-222)، الكامل، (4/160-171).

([84]) التاريخ الإسلامي، (4/179-181).

([85]) الكامل، (4/240) وما بعدها، النهاية، (10/330).

([86]) النهاية، (10/189).

([87]) انظر: أخبار القضاة، (1/308).

ريمة مطهر
12-24-2012, 10:43 PM
% ثانياً -الحياة الاجتماعية.

« الحياة الاجتماعية ويقصد بها تشكيلة الحياة، وأنماطها، وذكر طبقات المجتمع من حيث الجنس، والدين ، ومفهوم الحياة، وما ينتج من هذا التمازج من مشاكل ، وهموم، وعلاقات، وما يتمتع به الناس من ممارسة للحياة، ووصف الأمور، والعلاقات الأسرية وحياة الأفراد، ثم وصف البلاد، ومجالس الخلفاء، والأعياد، والمواسم، والولائم والحفلات »([1] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn1)) ولقد عاش الرعيل الأول في صدر الإسلام في خلافة أبي بكر الصديق t حياة هانئة راضية، فالناس سواسية وأسس هذه المساواة قائمة على التقوى، يقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)([2] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn2)) ويقول الرسول r : (( ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى )) ([3] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn3))، فهذا أبو بكر t وهو خليفة رسول الله r يقوم بحلب الغنم لجواري الحي([4] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn4))، وكان يتعهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل، فيسقي لها ويقوم بأمرها([5] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn5))، وهذا عمر بن الخطاب t يقوم بتفقد أحوال الأرامل، ويحمل بنفسه الدقيق، والعسل للمحتاجات منهن، حتى أثر ذلك في جنبه([6] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn6)) وكان يقول: « والذي بعث محمداً r بالحق لو أن جملًا هلك ضياعاً بشطر الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه »([7] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn7)) وكان يقوم بدهن إبل الصدقة بالقطران بنفسه([8] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn8)) .
وفي عام الرمادة أجرى عمر t الأقوات على المسلمين، وكان يرزق الضعفاء القوت، ونهى عن الحكرة([9] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn9)) وما أكل سمناً([10] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn10)) وكان أول من عس في الليل([11] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn11)) وهذا عثمان t وهو أول من اتخذ سماطاً([12] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn12)) في المسجد للمتعبدين، والمعتكفين، وأبناء السبيل، وكان عمر يعطي جند المسلمين كل ليلة من رمضان درهماً ولأمهات المؤمنين كل واحدة منهن درهمين فأقره عثمان وزاده([13] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn13)).
وهذا علي t كان لا يخص بالولايات إلا أهل الديانات، والأمانات وكان جواداً كريماً إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئاً وكان يقوم بتفقد أحوال الرعية بنفسه([14] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn14)).
وفي ظل الخلافة الراشدة، كما تبين لنا كانت العلاقة بين المحكوم والحاكم علاقة تقوم على المحبة والطاعة، وعلاقة الحاكم بالمحكوم تدور علي الرأفة والمسؤولية، وكان الخليفة يختار على أساس الشورى، ثم يبايعه الناس على أساس الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله r([15] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn15)) وكان القضاء من عمل الخليفة، ولما كثرت الفتوحات الإسلامية في عصر عمر بن الخطاب عين القضاة بعد أن وضع لهم نموذجاً يسيرون عليه، وكانت إقامة الصلاة من عمل الخليفة أو نائبه وكذلك إقامة الجمعة، ولم يكن سوى منبر واحد في المصر كله يقف عليه الخليفة في صلاة الجمعة، وكذلك كانت العلاقة بين أفراد المجتمع في الخلافة الراشدة، فلقد اهتم الإسلام بالفرد ومن مظاهر اهتمامه حث الزوج على حسن اختيار الزوجة (الأم) يقول الرسول r(( تنكح النساء لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) ([16] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn16)).
ثم اهتم الإسلام بتربيته بعد خروجه إلى الوجود مهتماً بالناحية البدنية من حيث النظافة والأكل والشرب، يقول تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)([17] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn17)) ومهتماً بالناحية العقلية بالحث على القراءة، والتأمل، والتفكير، يقول تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *)([18] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn18))، وبالناحية الروحية وذلك بالحث على تعليمه الأدب، وحسن الخلق، والصلاة، يقول r : (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع )) ([19] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn19)).
أما الأسرة: فقد كانت قوية متماسكة تسودها المحبة والوئام وكانت أمور النكاح سهلة ميسرة، وعندما ارتفعت المهور في عهد عمر بن الخطاب؛ نتيجة للرخاء والسعة، قام فخطب الناس ونهى عن ذلك([20] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn20)).
أما المجتمع بصورة عامة، فكان كتلة واحدة، يسوده المحبة، والوئام، والتعاون، ولم يكن هناك نظام الطبقات في ظل الخلافة الراشدة؛ لأن الإسلام قد حصر نظام الرق إلا في أسرى الحرب. وكان هؤلاء يعاملون على أساس من خوف الله وخشيته فلا يقع عليهم ظلم، ولا عدوان، ولا حرمان، فقد قال رسول الله r : (( نعم هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه ، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه )) ([21] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn21)).
وفي عصر الدولة الأموية بدأت مظاهر الحياة الاجتماعية تتطور، بسبب الفتوحات الإسلامية، وتأثر المسلمين بالحضارات الأخرى، وهذه الفتوحات الإسلامية لم تكن غزوًا للشعوب بالقوة، ولا استعمارًا للاستقلال الاقتصادي على نسق الاستعمار في القرون الأخيرة، إنما كانت إزالة للقوة المادية للدولة التي تحول دون الشعوب ودون العقيدة الجديدة وتبعاً لحقيقة أن الإسلام دين للبشرية كافة وأنه لا يعتمد على القهر المادي، فإنه وضع شعوب الدنيا أمام ثلاث طرق، لكلٍ أن يسلك إحداها الإسلام، أو الجزية أو القتال… ولقد حقق الإسلام أهدافه كاملة في البلاد المغزوة، فكفل لأهلها المساواة المطلقة بأهل الجزيرة في حالة الإسلام، وكفل لهم حقوق الإنسانية الكريمة في حالة دفع الجزية، وكفل لهم المعاملة الإنسانية العادلة في حالة القتال([22] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn22)).
ولقد قامت الدولة الأموية على أثر الفتوحات، وامتزاج الحضارات فتأثر المسلمون بتلك الحضارات والمجتمعات التي كادت تكون بعيدة عن الإسلام بسبب جهل أهلها فمن مظاهر ذلك:
1-انحصار الخلافة في بيت واحد: حيث يختار كل خليفة منهم ولي عهده من أهل بيته إما ابنه، أو أخاه، أو ابن عمه([23] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn23)) مما أدى ذلك إلى انحصار الملك في أسرة بني أمية. وانقسام الناس إلى طبقة الحكام والمحكومين فظهرت طبقات الشعب. وقد تعصب الأمويون للعرب ونظروا إلى الموالي نظرة السيد إلى المسود، مما أثار شيئاً من الروح القومية في المجتمع وكانت هذه العصبية المقيتة، من أهم أسباب سقوط الدولة الأموية([24] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn24)).
2-مجالس الغناء والطرب: كثر في العصر الأموي الشعر والشعراء، فكان أول من اتخذ المغاني من خلفاء بني أمية يزيد بن معاوية([25] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn25))، وفي عهد الوليد الثاني زاد الشغف إلى الغناء، وكانوا يسرفون وينفقون ببذخ على المغنين، وكثرت تجارة الرقيق وبيع القينات وكان أكثرهم من غير العرب، وظهرت الآلات الموسيقية، وتوسع بعض الأمراء والناس في استعمالها([26] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn26)).
3-قصور الخلفاء والأمراء: لقد استفاد معاوية t من نظم الحكم التي أدخلها الروم في بلاد الشام، فهو أول من اتخذ الحشم، وأقام الحجاب على بابه، ووضع المقصورة، وكان يحافظ على إمامة الناس في المسجد هو وعبد الملك، وعمر بن عبدالعزيز من خلفاء بني أمية، واقتصر الباقون على إقامة صلاة الجمعة([27] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn27))، وقد يقوم بدل الخليفة نائبه.
وكان للخليفة قصر عظيم أعمدته من الذهب، والرخام، وسقوفه مرصعة بالجواهر، ومحاط بالمياه الخارجية، والحدائق الغناء، ولم يكن ذلك مقصوراً على الخليقة بل تنافس فيه الأمراء وكبار رجال الدولة([28] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn28)).
4-الطعام([29] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn29)): نتيجة اختلاط العرب بالأمم الأخرى، تغيرت أطعمتهم وتعددت ألوانها وعرف بعض خلفاء بني أمية بحب الطعام مثل سليمان بن عبدالملك، كما استعمل العرب في عهد الدولة الأموية الفوط، والملاعق المصنوعة من الخشب، أو الفخار، وجلسوا على الكراسي أمام الموائد.
5-الملابس([30] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn30)): شاع الوشي في عهد الدولة الأموية واصطنع منه الناس جلاليب وأردية ، وسراويل، وعمائم، وقلانس.
6-المرأة: كانت لها مكانة عالية وسامية في المجتمع، فنالت حقها كأم وزوجة، وقد زيد في مهر بعض النساء في ذلك العهد فكان مهر عائشة بنت طلحة مائة ألف درهم عند زواجها من مصعب([31] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn31)) بن العوام([32] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn32)).
أيضاً نبغ في ذلك العصر كثير من النساء أمثال عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وحفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبدالرحمن، وعائشة بنت طلحة التي نالت حظها من علم الفلك والنجوم، وناظرت الخلفاء في عهد هشام بن عبدالملك فأمر لها بألف درهم([33] (http://www.toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn33)).
ولقد غلب على طابع الناس في ظل الدولة الأموية طابع الترف، والنعيم، ولقد كان حال الدولة العباسية كالأموية، وإن زادت عنها في البذخ والترف.

([1]) تاريخ الإسلام السياسي، (1/529).

([2]) سورة الحجرات، آية: (10).

([3]) حم، (5/411).

([4]) تاريخ الأمم والملوك، (2/354).

([5]) تاريخ الخلفاء، ص(91،92).

([6]) الجوهر الثمين، ص(40).

([7]) الكامل، (3/30).

([8]) تاريخ الأمم والملوك، (2/579).

([9]) أخبار الخلفاء ، ص(476). الحكرة: حبس الطعام إرادة الغلاء. انظر: المصباح المنير، ص(145).

([10]) تاريخ الخلفاء، ص(146).

([11]) الكامل، (3/31). انظر: تاريخ الإسلام السياسي، (1/239-240).

([12]) السماط: الجانب أي خص جانباً من المسجد لهم. انظر: المصباح المنير، ص(288).

([13]) النهاية، (7/148)، المصدر السابق، (1/263-265).

([14]) الجوهر الثمين، ص(51،52).

([15]) تاريخ الإسلام السياسي، ص(428-436).

([16]) جه، كتاب النكاح، باب تزويج ذات الدين، (1/597) رقم (1858).

([17]) سورة الأعراف: (31).

([18]) سورة العلق: (1-5).

([19]) د، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، (1/133) رقم (495).
ك، كتاب الصلاة، باب أمر الصبيان بالصلاة، (1/197).

([20]) عب، كتاب النكاح، باب غلاء المهور، (6/180) ح(10420) وانظر: فتح الباري، (10/256).

([21]) خ، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعان، (5/2248) رقم (5703).

([22]) العدالة الاجتماعية في الإسلام، سيد قطب ، ص(147،148).

([23]) محاضرات في تاريخ الأمم، ص(209-210)، وتاريخ الإسلام السياسي، (1/437،438)

([24]) تاريخ الإسلام السياسي، (529-532)، محاضرات تاريخ الأمم، البيك، ص(223).

([25]) أخبار الخلفاء ، ص(562)، النهاية، (8/235-236).

([26]) تاريخ الإسلام السياسي، (1/532-536)

([27]) المصدر السابق، (1/537-538)، تاريخ الأمم الإسلامية، ص(209).

([28]) تاريخ الإسلام السياسي، حسن إبراهيم، (1/536-541).

([29]) المصدر السابق، (1/543-544).

([30]) المصدر السابق، (1/545).

([31]) مصعب بن العوام القرشي الأسدي: كان فارساً شجاعاً، وليس له رواية، ذو جمال ومنصب ومكانة وكان من أكرم الناس، قتل في نصف جمادي الأول سنة (72هـ)، انظر: سير أعلام النبلاء، (4/140) ر(48).

([32]) المجموع شرح المهذب، (1/184).

([33]) الدر المنثور في تراجم ربات الخدود، ص(287).

ريمة مطهر
12-24-2012, 11:18 PM
% ثالثاً -الحياة الفكرية.

في العصر النبوي الأول، وعصر الخلافة الراشدة كان المنهل والمعين الأول للمسلمين كتاب الله المنزل وهو الوحي المتلو المقروء الذي صانه الله U من أيدي العابثين يقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)([1] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn1))، فقد أقبل الصحابة رضوان الله عليهم على القرآن الكريم يتدبرون آياته، ويحيون به ليلهم ويتمثلونه في عالم الواقع.
كما اهتم الصحابة y بأقوال الرسول r وأفعاله وما يقرره اهتماماً بالغاً، ليتأسوا به، يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)([2] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn2)) ويقول: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)([3] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn3)) .
فكانوا يحرصون على أن يحضروا مجلس رسول الله r ليسمعوا منه ما يقول، ويتبعوا ويمتثلوا بأفعاله.
هذا وقد تفاوت الصحابة في رواية الحديث لأسباب منها: اشتغال بعضهم بالحروب وأمور المعيشة، فكان منهم من طالت صحبته، وكثرت ملازمته، فكثر أخذه عنه r ، وروايته عنه([4] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn4)).
وكانوا شديدي الاهتمام بدراسة أحاديثه r ومذاكرتها يقول علي بن أبي طالب: « تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إلا تفعلوا يدرس »([5] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn5)) ويقول عبدالله بن عباس: تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم، إنه ليس بمنزلة القرآن محفوظ مجموع([6] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn6)).
ومع ذلك كانوا شديدي التحري والتثبت، فما اطمأنت قلوبهم إليه من الحديث قبلوه وعملوا به، ولم يطلبوا عليه شهيداً، ولا دليلًا، وما فيه شك طلبوا عليه دليلًا([7] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn7)).
وكان أول من نهج هذا المنهج وسار عليه أبو بكر الصديق t وذلك عندما جاءت الجدة تسأله ميراثها فقال لها: « مالك في كتاب الله شيء وما علمت لك في سنة رسول الله r شيئاً، فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله r أعطاها السدس، فقال أبو بكر هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري([8] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn8)) فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة، فأنفذه لها أبو بكر الصديق »([9] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn9)).
ثم سار على نهجه عمر بن الخطاب t يقول أبو موسى([10] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn10)) استأذنت على عمر ثلاثاً فلم يؤذن لي، فرجعت فقال: ما منعك؟ قلت استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت، وقد قال رسول الله r : (( إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع )) فقال عمر: والله لتقيمن عليه بينه، فسأل أبو موسى الصحابة: أمنكم أحد سمعه من النبي r فقام معه أبو سعيد([11] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn11)) الخدري([12] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn12)).
بالإضافة إلى النظر إلى المتن، وعرضه على النصوص والمبادئ الإسلامية([13] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn13)) إلا أن الحياة الفكرية في ذلك الوقت تأثرت بالتيارات الفكرية نتيجة الفتوحات الإسلامية المختلفة في عهد الخلفاء الراشدين، مثل فتح العراق، وفارس، ومصر، ودخول عناصر جديدة بين العرب كالأعاجم، والأتراك وغيرهم، فقام الصحابة، والدعاة إلى الله بنشر دين الإسلام فكان طبيعياً أن يتحمس أصحاب تلك الديانات فيدافعوا عن مللهم، ونحلهم، فتكثر المناقشات، ويلتحم الجدل، وكان المركز الكبير لهذه التيارات المختلفة هو العراق([14] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn14)).
أيضاً مما أثر على الناحية الفكرية في ذلك العصر ظهور الأحزاب، والفرق الدينية ومن أهمها الخوارج, والشيعة, والزنادقة, وكان لهذه الفرق الضالة أثر على السنة النبوية, حيث قام البعض من تلك الفرق بوضع الأحاديث التي تؤيد مذاهبها الضالة, وقام البعض الآخر برد بعض الأحاديث النبوية؛ مما كان لهذا الصنيع أثره على عقيدة الأمة الإسلامية .
" وخلاصة القول أن السنة النبوية الصحيحة لقيت من عنت الشيعة والخوارج عناءً كبيراً، وكان لآرائهم الجامحة في الصحابة أثر كبير في اختلاف الآراء والأحكام في الفقه الإسلامي "([15] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn15)) فقيض الله لها الجهابذة من المحدثين فكشفوا عوارها وذلك بتقعيد قواعد علوم الحديث وتأصيل علومه ومصطلحاته .
وهذه نبذة مختصرة عن الخوارج، والشيعة، والزنادقة:
1-الخوارج: " كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الخلفاء الراشدين، أو كان من بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان "([16] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn16)).
"وهؤلاء لم يرد في التاريخ ما يدل على كذبهم، ووضعهم للحديث"([17] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn17)).وكان هدي التابعين قبول مروياتهم "لما رأوا من تحريهم الصدق، وتعظيمهم الكذب، وحفظهم أنفسهم عن المحظورات من الأفعال، وإنكارهم على أهل الريب والطرائق المذمومة ورواياتهم الأحاديث التي تخالف آراءهم ويتعلق بها مخالفوهم في الاحتجاج عليهم"([18] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn18)).
2-الشيعة: " والشيعة هم الذين شايعوا علياً t على الخصوص، وقالوا بإمامته، وخلافته نصاً ووصيةً، إما جلياً وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده "([19] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn19)).
ولا مقارنة بين الخوارج والشيعة في وضع الحديث، حيث كان الشيعة منبعه، ونشط الوضع في الحديث من قبلهم فوضعوا أحاديث في الفضائل، والمثالب، ومناقب البلدان، والأيام، والعبادات المختلفة، وفي المعاملات، والأطعمة، والأدب، والزهد، والذكر، والدعاء، وفي الطب، والمرض، والفتن، والمواريث([20] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn20)) وقد كثر الوضع بينهم، وأصبح أهل المدينة يتقون حديثهم، وعرفوا بالكذب، وحذر العلماء من أحاديثهم . وفي ذلك يقول الشافعي([21] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn21)) : " لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة ".
3-الزنادقة: " وهم الذين قوضت دولة الإسلام دولتهم، وكانوا هم يحكمونها بالقوة، والقهر، فأضمروا الحقد، والكيد للإسلام، والدولة الإسلامية أي كراهية الإسلام ديناً، ودولة . فقاموا بوضع أحاديث في العقيدة تنفر الناس منها "([22] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn22))
ونتيجة ظهور الوضع في الحديث بسبب الشيعة والزنادقة، حرص الصحابة، والتابعون y أن تنقل أقواله r نقية غير مشوبة وغير محرفة([23] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn23))، فطالبوا بالإسناد . يقول الحسن البصري: " لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم "([24] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn24)).
هذا ولم يتوقف تعليم السنة على الرجال، بل تعلمت النساء فمنهن: عائشة، وحفصة وأم سلمة y، وكانت النساء بصفة عامة يحضرن مجالس رسول الله r والجمعة، بل لقد طالب النساء الرسول r أن يخصص لهن يوماً فجاءهن وخطبهن([25] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn25))
ولم يقف الإسلام على تعليم الحرائر، والاهتمام بهن بل تجاوز ذلك إلى الحث على الإماء يقول الرسول r : (( ثلاثة لهن أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد r، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كان عنده أمه فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران )) ([26] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn26)) .
وكان أكثر النشء في عهد الخلفاء الراشدين يعرف الكتابة ، ولم يكتب شيء رسمي في ذلك العهد إلا القرآن, فإنه جمع في مصحف في عهد أبي بكر الصديق t وفي عهد عثمان t كتبت مصاحف أرسلت إلى الأمصار، أما سنة رسول الله r فلم تجمع في كتاب ، وكذلك لم يكتب شيء من العلوم([27] (http://toratheyat.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=19709#_ftn27)).


([1]) سورة الحجر: (9).

([2]) سورة الأحزاب: (21).

([3]) سورة النساء: (80).

([4]) مكانة السنة في الإسلام، محمد محمد أبو زهرة، ص(44،45).

([5]) شرف أصحاب الحديث، الخطيب البغدادي، ص(94). انظر: السنة قبل التدوين، محمد عجاج الخطيب، ص(144-148).

([6]) المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، الرامهرمزي، ص(547).

([7]) مكانة السنة في الإسلام، أبو زهرة، ص(53).

([8]) محمد بن مسلمة الأنصاري: صحابي مشهور، وهو أكبر من اسمه محمد من الصحابة، شهد بدراً، مات بعد (40هـ). انظر: الإصابة (6/63) ر(7800)، والتقريب 507 ر(6300).

([9]) ط، كتاب الفرائض، باب ميراث الجدة (2/513) رقم (4).

([10]) أبو موسى الأشعري: هو عبدالله بن قيس بن سليم، صحابي مشهور، قدم المدينة بعد فتح خيبر أمره عمر ثم عثمان وهو أحد الحكمين بصفين مات سنة 50، الإصابة (4/119) ر(4889)، التقريب 318 ر(3542).

([11]) أبو سعيد الخدري: هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري، له ولأبيه صحبة، استصغر بأحد ثم شهد ما بعدها ، وروى الكثير، مات (43أو 54). انظر: الإصابة (3/85) ر(2189)، التقريب 232 ر(2253).

([12]) خ، كتاب الاستئذان، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً 5/2305 رقم (5891).

([13]) المدخل إلى توثيق السنة رفعت فوزي، ص(45-47).

([14]) الحسن البصري، مصلح سيد البيومي، ص(47).

([15]) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، مصطفى السباعي، ص133 .

([16]) الملل والنحل، الشهرستاني 1/114. وانظر: أيضاً الفرق بين الفرق، ص20-56، في طوائف الخوارج . انظر: الملل والنحل 1/114-132 .

([17]) المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، ص416 إلا خبر واحد وهو قول رجل من الخوارج " إن هذا الحديث دين، فانظروا عمن من تأخذون دينكم، إنا كنا إذا هوينا أمراً جعلناه في حديث "، السنة قبل التدوين، عجاج الخطيب، ص204، وما بعدها .

([18]) الكفاية، الخطيب البغدادي، ص153 .

([19]) الفرق بين الفرق، ص21 .

([20]) السنة قبل التدوين، ص208-210 ، السنة ومكانتها ، أبو زهرة، ص75-78 .

([21]) الكفاية، ص154. وانظر السنة ومكانتها في التشريع، مصطفى السباعي، ص79-81 .

([22]) السنة قبل التدوين، ص206، انظر: أمثلة اللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، السيوطي 1/12-31، ومن اشتهر منهم بالوضع عبدالكريم العوجاء الذي وضع أربعة آلاف حديث ، انظر: الميزان، 2/144 .

([23]) الجرح والتعديل، 1/7 .

([24]) صحيح مسلم بشرح النووي، 1/84 .

([25]) راجع التمهيد، ص33 .

([26]) خ، كتاب العلم، باب تعليم الرجل أمته وأهله 1/48 رقم (97) .

([27]) تاريخ الإسلام السياسي، 1/498-502 .

المرجع
تراجم طبقة المحدثات من التابعيات ومروياتهن في الكتب الستة
الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م
تأليف: د . عالية بنت عبد الله بالطو