شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم اغفر لنا وللمؤمنين جميع الذنوب


ثروت كتبي
12-10-2012, 07:32 PM
اللهم اغفر لنا وللمؤمنين جميع الذنوب : * (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)

في (( الفتاوى الحديثية )) لابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى - : (( [ مطلب : هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمومنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا ؟ ]
وسُئِل – فسح الله في مدته – عن مسألة وقع فيها جوابان مختلفان صورتها : هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا ؟ فأجاب الأول فقال : لا يجوز ، فقد ذكر الإمام ابن عبد السلام والإمام القرافي من الأئمة المالكية أنه لا يجوز ؛ لأنا نقطع بخبر الله وبخبر رسول الله r أن منهم من يدخل النار ، وأما الدعاء بالمغفرة في قوله تبارك وتعالى حكاية عن نوح : {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } ونحو ذلك ، فإنه ورد بصيغة الفعل في سياق الدعاء وذلك لا يقتضي العموم ؛ لأن الأفعال نكرات ويجوز قصد معهود خاص وهو أهل زمانه مثلاً . انتهى .
وأجاب الثاني فقال : يجوز ؛ لأًمور : أحدها : أن الأئمة رضي الله عنهم ذكروا أنه يسن للخطيب أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات . الأمر الثاني : أن الإمام المستغفري روى في دعواته عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( ما من دعاء أحب إلى الله من قول العبد : اللهم اغفر لأُمة محمد رحمة عامة )) كذا في العجالة ، وغير ذلك من الأدعية التي يحيط علمكم بها . الأمر الثالث : أن الشيخ شرف الدين البرماوي سُئِل : هل يجوز الدعاء بمغفرة جميع الذنوب وبعدم الوقوف للحساب ؟ فأجاب : بأنه يجوز أن يسأل الله عز وجل مغفرة جميع ذنوبه كلها ، فإن الله تعالى له أن يرضي من له حق من الناس فيتخلص الداعي من جميع حقوق الله وحقوق الناس . وأما الدعاء بعدم الوقوف بين يدي الله للحساب فطلب محال لا يجوز أن يدعو به ، بل يسأل الله تعالى أن يلطف به في ذلك الموقف .
فما الراجح عندكم من ذينك الجوابين ؟
فأجاب بقوله رحمه الله تعالى : إن الدعاء بعدم دخول أحد من المؤمنين النار حرام ، بل كفر ؛ لما فيه من تكذيب النصوص الدالة على أن بعض العصاة من المؤمنين لابد من دخوله النار . وإما الدعاء بالمغفرة لجميعهم فإن أراد به مغفرة مستلزمة لعدم دخول أحد منهم النار فحكمه ما مر ، وإن أراد مغفرة تخفف عن بعضهم وزره ، وتمحو عن بعض آخرين منهم ، أو أطلق ذلك ؛ فلا منع منه ، أما في مسألة الإرادة فواضح ، وأما في مسألة الإطلاق فلأن إطلاق المغفرة لا يستلزم المحو عن الجميع بالكلية ؛ لأنها تستعمل في هذا المعنى وفي التخفيف ، بل لو قال : اللهم اغفر لجميع المؤمنين جميع ذنوبهم ، وأراد بذلك التخفيف عنهم لم يحرم ؛ بخلاف ما لو أطلق في هذه الصورة فإنه يحرم عليه بأن اللفظ ظاهر في العموم بل صريح فيه ، فالحاصل أنه متى قال : اللهم اغفر للمسلمين ذنوبهم وأطلق ، أو أراد المحو للبعض والتخفيف للبعض ؛ جاز ، وإن أراد عدم دخول أحد منهم النار ؛ لم يجز ، وإن قال : اغفر لجميع المسلمين جميع ذنوبهم ، وأطلق أو أراد عدم دخول أحد منهم ؛ حرم ، وإن أراد ما يشمل التخفيف جاز ، والفرق بين الصورتين واضح مما قررته ، وقد أمر الله نبيه محمد r بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} فيتعين حينئذ حمل كلام ابن عبدالسلام وتلميذه القرافي على ما قررته من التفصيل ، وبذلك علم أن إطلاق المجيب الأول الحرمة ، والثاني عدمها : غير صحيح ، واستدلاله بخبر المستغفري غير صحيح أيضاً ؛ لأن الرحمة العامة لا تستلزم مغفرة جميع الذنوب بالمعنى السابق ، فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه : (( إن لله رحمة على أهل النار فيها )) ؛ لأنه يقدر أن يعذبهم بأشد مما هم فيه ، وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ففي إرساله r رحمة حتى على أعدائه من حيث عدم معاجلتهم بالعقوبة ، والله سبحانه وتعالى أعلم )) انتهى .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

* (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) اللهم اغفر لنا و.......... : الفتاوى الحديثية / 46 – 47 .