شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الله ورسوله أعلم


ثروت كتبي
12-08-2012, 10:29 PM
الله ورسوله أعلم :

الأصل أن يُقال : الله سبحانه وتعالى أعلم ، لأن النبي r لا يعلم إلا ما يعلمه الله به ، وجملة الكلام في هذا الإطلاق في مقامين :
الأول : قول ذلك في حياة النبي r في حديث معاذ – رضي الله عنه – المشهور ، وفيه : فقال r : (( يا معاذ : أتدري ما حق الله على العباد ، وما حق العباد على الله ؟ )) فقلت : الله ورسوله أعلم .. الحديث ، رواه الشيخان ، وغيرهما .
فهذا من أدب الصحابة- رضي الله عنهم-، وحسن أدبهم في التعلم. وفي قصة حاطب بن أبي بلتعة ، قول عمر – رضي الله عنه - : الله ورسوله أعلم . رواه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وأحمد ، وذكره ابن هشام في السيرة بلا إسناد .
وفي قصة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك : قول أبي قتادة : الله ورسوله أعلم .
الثاني : قولها بعد وفاة النبي r ، وقد جرى إطلاقها عند بعض أهل العلم . منهم ابن القيم – رحمه الله تعالى – قال في نونيته :

والله أعلم بالمراد بقوله ورسوله المبعوث بالفرقان

لكن لم يحصل الوقوف على إطلاق الصحابة – رضي الله عنهم – لها بعد وفاته r بل الظاهر خلافه . ومنه ما في تفسير آية البقرة : {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} الآية . فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحابه النبي r : فيمن تُرون هذه الآية نزلت ؟ قالوا : الله أعلم . فغضب عمر ، فقال : قولوا : نعم أو لا نعلم ... رواه البخاري .
ومن الجائز حمل كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – على إطلاق ذلك في مواطن التشريع ، وأما ما سوى ذلك من المغيبات ، ومن أُمور الدنيا فلا ، إلا ما أطلع الله رسوله عليه . قال الله تعالى : {ِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} الآية .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد