ثروت كتبي
12-08-2012, 05:27 PM
أفعال العباد غير مخلوقة : * (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)
هذا قول القدرية ، وهو من البطلان بمنزلة من قال : السماء غير مخلوقة .
ومثله في الإنكار والابتداع قول بعض العجم : أفعال العباد قديمة .
ومثله قول بعض المتأخرين :
أفعال العباد قدر الله . إن أراد أنها نفس تقدير الله الذي هو علمه ونحوه من صفاته فلا .
أما إن أراد أنها مقدَّرة قدرها الله فهذا حق . ومثله قولهم :
الأعمال هي الشرائع . فلفظ الشرع هنا مجمل ، فإن أُريد به الشرع الذي هو كلام الله فهذا باطل ، وإن أُريد به الأعمال المشروعة بأمر الله فهذا حق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (( الفتاوى )) 8 / 422 – 423 :
(( والشيخ أبو الفرج كان أحد أصحاب القاضي أبي يعلى ولكن القاضي أبو يعلى لا يرضى بمثل هذه المقالات ، بل هو ممن يجزم بأن أفعال العباد مخلوقة ، ولو سمع أحداً يتوقف في الكفر والفسوق والعصيان أنه مخلوق – فضلاً عن أن يقول إن أفعال العبد من خير وشر : قديمة – لأنكر عليه أعظم الإنكار .
وإن كان في كلام القاضي مواضع اضطرب فيها كلامه وتناقض فيها ، وذكر في موضع كلاماً بنى عليه من وافقه فيه من أبنية فاسدة ، فالعالم قد يتكلم بالكلمة التي يزلّ فيها فيفرع أتباعه عليها فروعاً كثيرة ، كما جرى في مسألة (( اللفظ )) و (( كلام الآدميين )) ومسألة (( الإيمان )) و (( أفعال العباد )) .
فإن السلف والأئمة – الإمام أحمد وغيره – لم يقل أحد منهم إن كلام الآدميين غير مخلوق ولا قلوا : إنه قديم ولا إن أفعال العباد غير مخلوقة ، ولا إنها قديمة . ولا قالوا أيضاً : إن الإيمان قديم ولا إنه غير مخلوق ، ولا قالوا : إن لفظ العباد بالقرآن مخلوق ، ولا إنه غير مخلوق ، ولكن منعوا من إطلاق القول بأن الإيمان مخلوق ، وأن اللفظ بالقرآن مخلوق ؛ لما يدخل في ذلك من صفات الله تعالى ، ولما يفهمه هذا اللفظ من أن نفس كلام الخالق مخلوق وأن نفس هذه الكلمة مخلوق ، ومنعوا أن يقال : حروف الهجاء مخلوقة ؛ لأن القائل هذه المقالات يلزمه أن لا يكون القرآن كلام الله ، وأنه لم يكلم موسى .
فجاء أقوام أطلقوا نقيض ذلك فقال بعضهم : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فبدع الإمام أحمد وغيره من الأئمة من قال ذلك .
وكذلك أطلق بعضهم القول بأن الإيمان غير مخلوق . حتى صار يفهم من ذلك (( أن أفعال العباد )) التي هي إيمان : غير مخلوقة ، فجاء آخرون فزادوا على ذلك فقالوا : كلام الآدميين مؤلف من الحروف التي هي غير مخلوقة . فيكون غير مخلوق . وقال آخرون : فأفعال العباد كلها غير مخلوقة . والبدعة كلها فرع عليها وذكر لوازمها زادت قبحاً وشناعة ، وأفضت بصاحبها إلى أن يخالف ما يعلم بالاضطرار من العقل والدين .
وقد بسطنا الكلام في هذا ، وبينا اضطراب الناس في هذا في مسألة القرآن وغيرها )) انتهى .
المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد
* (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) أفعال العباد غير مخلوقة : الفتاوى 8/406 ، 427 ، 12 / في مواضع كثيرة ، منها 258 – 279 .
هذا قول القدرية ، وهو من البطلان بمنزلة من قال : السماء غير مخلوقة .
ومثله في الإنكار والابتداع قول بعض العجم : أفعال العباد قديمة .
ومثله قول بعض المتأخرين :
أفعال العباد قدر الله . إن أراد أنها نفس تقدير الله الذي هو علمه ونحوه من صفاته فلا .
أما إن أراد أنها مقدَّرة قدرها الله فهذا حق . ومثله قولهم :
الأعمال هي الشرائع . فلفظ الشرع هنا مجمل ، فإن أُريد به الشرع الذي هو كلام الله فهذا باطل ، وإن أُريد به الأعمال المشروعة بأمر الله فهذا حق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (( الفتاوى )) 8 / 422 – 423 :
(( والشيخ أبو الفرج كان أحد أصحاب القاضي أبي يعلى ولكن القاضي أبو يعلى لا يرضى بمثل هذه المقالات ، بل هو ممن يجزم بأن أفعال العباد مخلوقة ، ولو سمع أحداً يتوقف في الكفر والفسوق والعصيان أنه مخلوق – فضلاً عن أن يقول إن أفعال العبد من خير وشر : قديمة – لأنكر عليه أعظم الإنكار .
وإن كان في كلام القاضي مواضع اضطرب فيها كلامه وتناقض فيها ، وذكر في موضع كلاماً بنى عليه من وافقه فيه من أبنية فاسدة ، فالعالم قد يتكلم بالكلمة التي يزلّ فيها فيفرع أتباعه عليها فروعاً كثيرة ، كما جرى في مسألة (( اللفظ )) و (( كلام الآدميين )) ومسألة (( الإيمان )) و (( أفعال العباد )) .
فإن السلف والأئمة – الإمام أحمد وغيره – لم يقل أحد منهم إن كلام الآدميين غير مخلوق ولا قلوا : إنه قديم ولا إن أفعال العباد غير مخلوقة ، ولا إنها قديمة . ولا قالوا أيضاً : إن الإيمان قديم ولا إنه غير مخلوق ، ولا قالوا : إن لفظ العباد بالقرآن مخلوق ، ولا إنه غير مخلوق ، ولكن منعوا من إطلاق القول بأن الإيمان مخلوق ، وأن اللفظ بالقرآن مخلوق ؛ لما يدخل في ذلك من صفات الله تعالى ، ولما يفهمه هذا اللفظ من أن نفس كلام الخالق مخلوق وأن نفس هذه الكلمة مخلوق ، ومنعوا أن يقال : حروف الهجاء مخلوقة ؛ لأن القائل هذه المقالات يلزمه أن لا يكون القرآن كلام الله ، وأنه لم يكلم موسى .
فجاء أقوام أطلقوا نقيض ذلك فقال بعضهم : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فبدع الإمام أحمد وغيره من الأئمة من قال ذلك .
وكذلك أطلق بعضهم القول بأن الإيمان غير مخلوق . حتى صار يفهم من ذلك (( أن أفعال العباد )) التي هي إيمان : غير مخلوقة ، فجاء آخرون فزادوا على ذلك فقالوا : كلام الآدميين مؤلف من الحروف التي هي غير مخلوقة . فيكون غير مخلوق . وقال آخرون : فأفعال العباد كلها غير مخلوقة . والبدعة كلها فرع عليها وذكر لوازمها زادت قبحاً وشناعة ، وأفضت بصاحبها إلى أن يخالف ما يعلم بالاضطرار من العقل والدين .
وقد بسطنا الكلام في هذا ، وبينا اضطراب الناس في هذا في مسألة القرآن وغيرها )) انتهى .
المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد
* (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) أفعال العباد غير مخلوقة : الفتاوى 8/406 ، 427 ، 12 / في مواضع كثيرة ، منها 258 – 279 .