ثروت كتبي
12-07-2012, 09:58 PM
أصولي : * (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)
من الجاري في مصطلحات العلوم الشرعية : أُصول الدين ، ويُقال : الأصل ، ويقصد به : علم التوحيد . ومنها : أُصول التفسير ، أُصول الحديث ، أُصول الفقه . وإلى هذا اشتهرت النسبة للمبرز فيه بلفظ : الأصولي . وعنهم ألف المراغي كتابه : (( طبقات الأصوليين )) .
لكن في أعقاب اليقظة الإسلامية في عصرنا ، وعودة الناس إلى الأخذ بأسباب التقوى والإيمان ، والتخلص من أسباب الفسوق والعصيان ، ابتدر أعداء الملة الإسلامية هذه العودة الإيمانية ، فأخذوا يحاصرونها ويجهزون عليها بمجموعة من ضروب الحصار ، والتشويه ، وتخويف الحكومات منهم ومن نفوذهم ، وفي قالب آخر تحسين المذاهب المعادية للإسلام وعرضها بأحسن صورة زعموا ، وكان من هذه الكبكبة الفاجرة في الإجهاز على العودة الراشدة إلى الإسلام صافياً : جلْبُ مجموعة من المصطلحات المولودة في أرض الكفر ، تحمل مفاهيم سيئة إلى حد بعيد ، وكان منها هذا اللقب : (( الأصولية )) ، النسبة إليها : (( أُصولي )) .
التزمت . التطرف .
والذي يعنينا هنا هو هذا اللقب ، الذي صار له من الشيوع والولوع بذكره الأمر العجيب ، حتى في بني جلدتنا ، فكأنهم مرصدون لتبني نفثات العداء ، وإشاعتها بين المسلمين ، ونقول :
الله أكبر : إنها السنن ، فكما كان أهل الأهواء يطلقون مجموعة ألقاب نكراء على أهل السنة ، للتنقص منهم ، والوقيعة فيهم ، والتنفير منهم والسخرية بهم ، مثل : حشوية . مشبهة . مجسمة .
فتؤول النوبة اليوم إلى المبتدعة الجدد في بدعهم الكلامية الجديدة ، وهي أشد مكراً من سوابقها . والحمد لله الذي خذلهم جميعاً ، وبقي الحق على الإسلام والسنة ، لم تؤثر فيه تلك الأهواء الطاغية ، والمقولات الفاسدة الفاجرة . وعليه :
فهذا اللقب (( أُصولي )) أصيلٌ في مبناه ، طري في معناه ، بل فاسد تسربل هذا المبني ، حتى يسهل احتضانه ، والارتماء في حبائله ، فهذه الياء (( ياء النسبة )) ، وأصل الشيء : قاعدته وجوهره .
لكن ماذا تحمل من معنى في محلها الذي ولدت فيه : (( أمريكا )) ؟ إنها تعني : ديانة نصرانية كهنوتية ترفض كل مظهر من مظاهر الحياة وتراه خروجاً على الدين .
ولهذا فإن النصارى – ومن في ركابهم من أُممِ الكفر في عدائهم العريق لملة الإسلام – سحبوا هذا اللقب على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام : قولاً ، وعملاً ، واعتقاداً ، فسربلوه بهذا اللقب (( أُصولي )) وما يتبناه هو (( الأُصولية )) .
وهي تلتقي تماماً مع ما كان يقال بالأمس : (( رجعية )) ، و (( رجعي )) ، لكن هذا اللقب (( رجعي )) فيه قدح ظاهر ، أما (( أُصولي )) فهو قدح مبطن .
ولهذا فكم رأينا من أغمار استملحوه فأطلقوه ، وامتحنوا الأُمة به .
ثم أوجد الحداثيون في عصرنا ألقاباً أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام منها :
(( الماضوية )) نسبة إلى الماضي .
(( التاريخانية )) نسبة إلى التاريخ القديم في الزمان الغابر .
(( الأُممية )) نسبة إلى الرجوع إلى أمة واحدة والواجب في نظرهم : الخلط بين الناس من غير اعتبار دين يفرق بينهم .
وفي مقدمة الأستاذ / عبدالوراث سعيد ، لترجمة كتاب : (( الأُصولية )) قال (( ص 12)) : في معرض كشفه لعدد من سلبيات كتابات الغربيين عن الإسلام :
( تقديم الصحوة الإسلامية من خلال مجموعة من المصطلحات التي وُلِدت في بيئة الغرب وحُمِّلت بمعانٍ ، ومفاهيم متأثرة بتجارب الغرب ، وقِيمِهِ ، ونظرته للدين ، والحياة ، مثل :
الأصولية ... والخلاص ... والعهد السعيد ... واليمين واليسار ... والرجعية ... والتقدمية ... والحداثة ... والرادكالية ... والنضالية ... والتحررية ... والإحياء ... والإصلاح ... والانبعاث ، وغيرها .
وخير مثال على خطورة تبني هذه المصطلحات ، دون إعادة تحديد لمدلولاتها ، مصطلح : (( الأصولية )) ؛ إذ يعني في بيئته الأصلية : فرقة من البروتستنت ، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في : (( الكتاب المقدس )) ويدّعي أفرادها التلقي المباشر عن الله ، ويعادون العقل ، والتفكير العلمي ، ويميلون إلى استخدام القوة ، والعنف ؛ لِفرْضِ هذه المعتقدات الفاسدة )) انتهى .
وقال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز – أثابه الله تعالى - : ( مما يلاحظ في هذه الأعوام – أي : 1412 هـ وما بعده – بشكل خاص أن كثيراً من وكالات الأنباء العالمية التي تخدم مخططات أعداء الإسلام ، وتخضع لمراكز التوجيه النصراني ، والماسوني ، تخطط بأُسلوب ماكر ؛ لإثارة العالم كله ضد ما يسمونه : (( الأُصوليين )) ، وهم يقصدون بذلك الذَّمَّ والقدح في المسلمين المتمسكين بالإسلام على أُصوله الصحيحة ، الذين يرفضون مسايرة الأهواء ، والتقارب بين الثقافات ، والأديان الباطلة .
وقد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء ، وأخذوا ينقلون تلك الأخبار المعادية للإسلام ، وأصبحوا يتداولونها عن جهل بمقاصد أصحابها ، أو غرض في نفوس بعضهم ، فكانوا بفعلهم هذا ، أعواناً للأعداء على الإسلام والمسلمين ، بدلاً من قيامهم بواجب التصدي لأعداء الإسلام ، وإبطال كيدهم ، ببيان أهمية الرابطة الدينية والأُخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية ، وأن الأخطاء الفردية التي لا يسلم منها أحد ، لا ينبغي أن تكون مبرراً للتشنيع على الإسلام والمسلمين ، والتفريق بينهم ) انتهى .
وقد كنت كتبت فتوى عن حكم إطلاق هذا اللفظ واستعماله ، هذا نصها :
المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد
* (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) أصولي : الأُصولية في العالم العربي ، ترجمة : عبدالوراث سعيد . مقال بعنوان : أُصولي ، بقلم / محمد الحضيف في : مجلة المبتعث ، عدد /108 ، وعنه في مجلة رابطة العالم الإسلامي ، عدد / 294 ، السنة /27 محرم / 1410 هـ ، ص /58 .
من الجاري في مصطلحات العلوم الشرعية : أُصول الدين ، ويُقال : الأصل ، ويقصد به : علم التوحيد . ومنها : أُصول التفسير ، أُصول الحديث ، أُصول الفقه . وإلى هذا اشتهرت النسبة للمبرز فيه بلفظ : الأصولي . وعنهم ألف المراغي كتابه : (( طبقات الأصوليين )) .
لكن في أعقاب اليقظة الإسلامية في عصرنا ، وعودة الناس إلى الأخذ بأسباب التقوى والإيمان ، والتخلص من أسباب الفسوق والعصيان ، ابتدر أعداء الملة الإسلامية هذه العودة الإيمانية ، فأخذوا يحاصرونها ويجهزون عليها بمجموعة من ضروب الحصار ، والتشويه ، وتخويف الحكومات منهم ومن نفوذهم ، وفي قالب آخر تحسين المذاهب المعادية للإسلام وعرضها بأحسن صورة زعموا ، وكان من هذه الكبكبة الفاجرة في الإجهاز على العودة الراشدة إلى الإسلام صافياً : جلْبُ مجموعة من المصطلحات المولودة في أرض الكفر ، تحمل مفاهيم سيئة إلى حد بعيد ، وكان منها هذا اللقب : (( الأصولية )) ، النسبة إليها : (( أُصولي )) .
التزمت . التطرف .
والذي يعنينا هنا هو هذا اللقب ، الذي صار له من الشيوع والولوع بذكره الأمر العجيب ، حتى في بني جلدتنا ، فكأنهم مرصدون لتبني نفثات العداء ، وإشاعتها بين المسلمين ، ونقول :
الله أكبر : إنها السنن ، فكما كان أهل الأهواء يطلقون مجموعة ألقاب نكراء على أهل السنة ، للتنقص منهم ، والوقيعة فيهم ، والتنفير منهم والسخرية بهم ، مثل : حشوية . مشبهة . مجسمة .
فتؤول النوبة اليوم إلى المبتدعة الجدد في بدعهم الكلامية الجديدة ، وهي أشد مكراً من سوابقها . والحمد لله الذي خذلهم جميعاً ، وبقي الحق على الإسلام والسنة ، لم تؤثر فيه تلك الأهواء الطاغية ، والمقولات الفاسدة الفاجرة . وعليه :
فهذا اللقب (( أُصولي )) أصيلٌ في مبناه ، طري في معناه ، بل فاسد تسربل هذا المبني ، حتى يسهل احتضانه ، والارتماء في حبائله ، فهذه الياء (( ياء النسبة )) ، وأصل الشيء : قاعدته وجوهره .
لكن ماذا تحمل من معنى في محلها الذي ولدت فيه : (( أمريكا )) ؟ إنها تعني : ديانة نصرانية كهنوتية ترفض كل مظهر من مظاهر الحياة وتراه خروجاً على الدين .
ولهذا فإن النصارى – ومن في ركابهم من أُممِ الكفر في عدائهم العريق لملة الإسلام – سحبوا هذا اللقب على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام : قولاً ، وعملاً ، واعتقاداً ، فسربلوه بهذا اللقب (( أُصولي )) وما يتبناه هو (( الأُصولية )) .
وهي تلتقي تماماً مع ما كان يقال بالأمس : (( رجعية )) ، و (( رجعي )) ، لكن هذا اللقب (( رجعي )) فيه قدح ظاهر ، أما (( أُصولي )) فهو قدح مبطن .
ولهذا فكم رأينا من أغمار استملحوه فأطلقوه ، وامتحنوا الأُمة به .
ثم أوجد الحداثيون في عصرنا ألقاباً أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام منها :
(( الماضوية )) نسبة إلى الماضي .
(( التاريخانية )) نسبة إلى التاريخ القديم في الزمان الغابر .
(( الأُممية )) نسبة إلى الرجوع إلى أمة واحدة والواجب في نظرهم : الخلط بين الناس من غير اعتبار دين يفرق بينهم .
وفي مقدمة الأستاذ / عبدالوراث سعيد ، لترجمة كتاب : (( الأُصولية )) قال (( ص 12)) : في معرض كشفه لعدد من سلبيات كتابات الغربيين عن الإسلام :
( تقديم الصحوة الإسلامية من خلال مجموعة من المصطلحات التي وُلِدت في بيئة الغرب وحُمِّلت بمعانٍ ، ومفاهيم متأثرة بتجارب الغرب ، وقِيمِهِ ، ونظرته للدين ، والحياة ، مثل :
الأصولية ... والخلاص ... والعهد السعيد ... واليمين واليسار ... والرجعية ... والتقدمية ... والحداثة ... والرادكالية ... والنضالية ... والتحررية ... والإحياء ... والإصلاح ... والانبعاث ، وغيرها .
وخير مثال على خطورة تبني هذه المصطلحات ، دون إعادة تحديد لمدلولاتها ، مصطلح : (( الأصولية )) ؛ إذ يعني في بيئته الأصلية : فرقة من البروتستنت ، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في : (( الكتاب المقدس )) ويدّعي أفرادها التلقي المباشر عن الله ، ويعادون العقل ، والتفكير العلمي ، ويميلون إلى استخدام القوة ، والعنف ؛ لِفرْضِ هذه المعتقدات الفاسدة )) انتهى .
وقال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز – أثابه الله تعالى - : ( مما يلاحظ في هذه الأعوام – أي : 1412 هـ وما بعده – بشكل خاص أن كثيراً من وكالات الأنباء العالمية التي تخدم مخططات أعداء الإسلام ، وتخضع لمراكز التوجيه النصراني ، والماسوني ، تخطط بأُسلوب ماكر ؛ لإثارة العالم كله ضد ما يسمونه : (( الأُصوليين )) ، وهم يقصدون بذلك الذَّمَّ والقدح في المسلمين المتمسكين بالإسلام على أُصوله الصحيحة ، الذين يرفضون مسايرة الأهواء ، والتقارب بين الثقافات ، والأديان الباطلة .
وقد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء ، وأخذوا ينقلون تلك الأخبار المعادية للإسلام ، وأصبحوا يتداولونها عن جهل بمقاصد أصحابها ، أو غرض في نفوس بعضهم ، فكانوا بفعلهم هذا ، أعواناً للأعداء على الإسلام والمسلمين ، بدلاً من قيامهم بواجب التصدي لأعداء الإسلام ، وإبطال كيدهم ، ببيان أهمية الرابطة الدينية والأُخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية ، وأن الأخطاء الفردية التي لا يسلم منها أحد ، لا ينبغي أن تكون مبرراً للتشنيع على الإسلام والمسلمين ، والتفريق بينهم ) انتهى .
وقد كنت كتبت فتوى عن حكم إطلاق هذا اللفظ واستعماله ، هذا نصها :
المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد
* (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) أصولي : الأُصولية في العالم العربي ، ترجمة : عبدالوراث سعيد . مقال بعنوان : أُصولي ، بقلم / محمد الحضيف في : مجلة المبتعث ، عدد /108 ، وعنه في مجلة رابطة العالم الإسلامي ، عدد / 294 ، السنة /27 محرم / 1410 هـ ، ص /58 .