شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الأجانب


ثروت كتبي
12-06-2012, 06:32 PM
الأجانب : * (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)

في مقال حافل شمل عدة ألفاظ معاصرة ، جاء في مجلة (( البعث الإسلامي )) بعنوان : (( التغريب يشمل الألفاظ )) للأستاذ على القاضي ، هذا نصه بطوله :
(( المجتمع الإسلامي في الماضي كان يستعمل ألفاظاً تحمل مدلولات إسلامية ، لا يختلف أحد في فهمها ولا في استعمالها ، ولا تدور المناقشات حولها .
ثم جاء الاستعمار العسكري للبلاد الإسلامية الذي تبعه الاستعمار الفكري ، فعمل على تغيير الألفاظ ، وتغيير مدلولاتها ، فيسير المسلمون في اتجاه الحضارة الغربية ، ويتركون الحضارة الإسلامية .
لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو يأُخرى ، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه ، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية ، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك ، إلى تعبيرات أٌخرى لها مدلولات أُخرى .
ومن هنا فقد قام المستشرقون بحملة منظمة على أُسس دقيقة ؛ ليحدثوا تغييرات في التعبيرات الإسلامية ، فأحلُّوا تعبيرات غريبة محل التعبيرات الإسلامية ، ومع مرور الزمان تبهت المعاني الإسلامية شيئاً فشيئاً ، حتى تنمحي أو تكاد ، وتثبت المعاني الغريبة عن الإسلام ... وإذا أراد المسلم أن يرجع إلى أصل هذه التعبيرات ، فإنه يرجع إلى الخليفة الثقافية الغربية – وحينئذ يتم للغرب ما يريد من تغريب المسلمين – الأمر الذي يمكِّن لهم من ديارهم كما يمكِّن لهم من عقولهم ، ومن هذه التعبيرات :
الأجانب : بدلاً من الكُفِّار .
الحرب : بدلاً من الجهاد .
التراث : بدلاً من الإسلام .
المساعي الحميدة : بدلاً من الصلح بين طائفتين من المسلمين .
الوطنية والقومية : بدلاً من الإسلامية .
إلى غير ذلك من التعبيرات التي تسربت إلى ثقافتنا الحديثة بدون أن نشعر ، وبعد فترة بدأت هذه البذور تأتي بثمارها .
فقد أصبح الكفار يعيشون في بلادنا على أنهم أجانب فقط ، ومن الممكن أن يكون الأجنبي أيضاً مسلماً ، وأن يكون عربياً ، لأنه من غير البلد الذي يعيش فيه ، ومن الممكن أيضاً أن يكون الأجنبي أرقى ثقافة وأكثر مدنية .
وبالتالي فالمسلم لا يرى أن هؤلاء الكفار دونه في شيء ، وأنه مطالب بهدايتهم إلى الإسلام ، فيبدأ في الاقتداء بهم ، وتنمحي صورة المسلم شيئاً فشيئاً ، ويصير الأمر إلى ما نرى في بلادنا الإسلامية من الاقتداء بالأجانب ، والاقتناع بأنهم المثل الأعلى في التربية .
ثم إلى الاقتناع بأن التمسك بالإسلام هو سبب التأخر في المجتمعات الإسلامية التي تتمسك به ، وقد حذر النبي r من ذلك .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

* (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) الأجانب : مجلة البعث الإسلامي . عدد /2مجلد / 35 ، شوال عام 1410 هـ ص /28 – 33 .

ثروت كتبي
12-06-2012, 06:37 PM
واستعملت كلمة الحرب ، بدلاً من الجهاد :
لأن الجهاد يعطي ظلاله الإسلامية فهو حرب ضد أعداء الإسلام ، وهو جهاد في سبيل الله تعالى ، ومن يقتل في سبيل الله فإنه شهيد .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

ثروت كتبي
12-06-2012, 06:38 PM
وهدف الجهاد :

تحقيق رسالة المسلم في هذه الحياة باعتباره خليفة من الله في الأرض.أما الحرب فشيء مختلف ، فقد يكون بين المسلمين وأعدائهم، وقد يكون بين المسلمين بعضهم مع بعض .
وقد يكون لمطمع مادي أو مطمع ذاتي ، كتحقيق زعامة مثلاً ، وما إلى ذلك . ولابد من جهاد المستعمر ؛ لأنه كافر ومستغل وضال .
ولكن ليس هناك ما يدعو إلى حربه ؛ لأنه صديق ، ونحن نستفيد من حضارته وما إلى ذلك .
وبقي المستعمرون في بلادنا فترات طويلة يغتصبون خيراتنا ، ويستعبدوننا ويغيرون مفاهيمنا ، ويعملون على إخراجنا من ديننا ...
ولم يخرجوا من ديارنا إلا بعد أن اطمأنوا إلى أنهم ربَّوْا مجموعات من أبناء البلاد مكَّنوا لها ، وبذلك استطاع أن يطمئن إلى تحمسها لتنفيذ ما يريد .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

ثروت كتبي
12-06-2012, 06:39 PM
واستعملت كلمة التراث :

فأصبح المسلم يحس بأن القرآن والسنة من التراث ، كأي شيء آخر ، وبذلك لم يعد لهما أهمية كبرى ، والمسلم لذلك لا يعتز به الاعتزاز الكامل – وقد لا يخطر ببال المسلم القرآن والسنة ، بل الكتب الصفراء – وحينئذ يرى أن هذا التراث بالٍ ، وأن التمسك به رجعية ، وما ينسحب على الكتب الصفراء ينسحب مع الزمن إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ...
ومن الممكن أن نستغني عن التراث أو بعضه .
ولكن ليس من الممكن أن نستغني عن الإسلام ولا عن القرآن والسنة .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

ثروت كتبي
12-06-2012, 06:41 PM
واستعملت كلمة المساعي الحميدة :

بدلاً من الصلح بين طائفتين من المسلمين .
والمساعي الحميدة جهود تبذل ، قد تفيد وقد لا تفيد – وحينئذ لا يحس الساعي في الصلح بأنه قد قصّر في أداء مهمته ؛ لأنه أدَّى ما عليه – لكن الصلح بين طائفتين متقاتلتين من المسلمين فرضٌ على المسلمين ، ولا ينتهي إلاَّ بانتهاء القتال ، والأمر واضح في الآية الكريمة :
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [ الحجرات:9] .
فلابد إذن من إتباع الخطوات الآتية :
1. الإصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين من المسلمين .
2. إن لم يمكن ذلك فلابد من مقاتلة الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله تعالى .
3. إن عادت الفئة الباغية إلى الصف الإسلامي ، فالصلح بين الطائفتين مطلوب ، لإعطاء كل ذي حق حقه ، والله يحب المقسطين .
وما اتخذ بين العراق وإيران إنما هو مساع حميدة ، وليس الصلح بين طائفتين من المسلمين ، ومعنى ذلك أن التغريب قد أتي ثماره .
بل إن التغريب قد وصل إلى أن الدول الإسلامية قد انقسمت في سلوكها ، فبعضها يؤيد هذه الدولة ، وبعضها يؤيد تلك الدولة ، وبعضها لا شأن له ، وكأن الأمر لا يعنيه .
واستعملت الوطنية والقومية بدلاً من الإسلامية ، وكان الغرض من ذلك تفتيت الوحدة الإسلامية ، وتقسيمها إلى قوميات وأجناس تتصارع فيما بينها ، وذلك يمكِّن للمستعمر أن يصل إلى ما يريد .
ويلاحظ أن من خصائص القومية والوطنية الغربية : الكراهية والخوف ، فهي لا تبقى إلا إذا كان للشعب ما يكرهه وما يخافه .
ولا زال الغربيون في البلاد الغربية يثيرون الكامن من عواطف الخوف والكراهية ؛ ليبقى لهم ما يريدون ، وقد حلَّل العلامةُ الألماني (( جود )) ذلك تحليلاً نفسياً فقال :
(( إن العواطف التي يمكن إثارتها هي عواطف المقت والخوف التي تحرك جماعات كثيرة من الدهماء – بدلاً من الرحمة – فالذين يريدون أن يحكموا على شعب لغاية ما ، لا ينجحون حتى يلتمسوا له ما يكرهه ويوجدوا له ما يخافه ، فلم يعد من دواعي العجب أن الحكومات القومية في هذا العصر في معاملتها لجيرانها ، إنما تنقاد بعواطف المقت والخوف ، فعلى تلك العواطف يعيش من يحكمونها ، وعلى تلك العواطف يقوى الاتحاد القومي )) .
ويقول (( والترشزبارت )) في ذلك أيضاً : (( إِنَّ الروح الغربية يتفشى فيها القلق والخوف ، وهي شديدة التأثر ، نزاعة إلى الفردية ، محبة للتنافس ، وإن الفرد من خلال هذا النموذج الغربي لا يعبأ بخلاص روحه ، وإنما يهمه فرض سلطانه وتوسيع دائرة نفوذه ، وقد نجح الفرد في تغيير وجه الأرض ، ولكن هذه الثقافة أخذت تملأ سماءها السحبُ وتومض حولها البروق ، وتعصف بها الأعاصير ، وأوربا تنزلق إلى الهاوية ، وتقترب من النهاية ، ولا شيء يستطيع دفع هذا المصير المحتوم ) .
وعلى هذا الأساس قُسِّمتْ الأُمة الإسلامية إلى دويلات ، تمشياً مع هذه النزعة ، ولا زالت تُقَسَّمُ حتى الآن ، فلبنان التي هي جزء من الدولة الإسلامية الكبرى يعمل على تقسيمها إلى دويلات ، وأهم من ذلك الروح التي تسود تلك الدويلات – روح الكراهية والحقد – وقد أصبح كل قطر إسلامي يتعامل مع غيره على أساس العداوة في أكثر الأحيان ، وأصبحت المودَّة صناعية تسير مع المصلحة الخاصة ، وقد تكون مع الدولة الكافرة ، بينما العداوة للدولة الإسلامية .
لكن الإسلام يُربِّي أبناءه على أساس أن الناس جميعاً خلقوا من ذكر وأُنثى ، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم ، ومهمة المسلم عمارة الأرض ، وتحقيق الأمن والسلام فيها .
أما عاطفة الكراهية فإنه يوجهها إلى العدو الحقيقي الذي لا يريد بالإنسان إلا الشر ، ذلك هو الشيطان الذي حذَّرهم الله تعالى منه بقوله :
{يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [ الأعراف: من الآية27 ] .
وقد بدأ تفكك الدويلات الإسلامية على أساس القوميات التي بدأت في الشام ، ولو أن المظلومين قاموا باسم الإسلام ليدفعوا الظلم ، لوصلوا إلى ما يريدون – مع بقاء وحدة المسلمين – وحينئذ يبقى لهم كيانهم ووحدتهم ، ويستطيعون أن يؤدوا رسالتهم في هذه الحياة .
وفي عصور الظلمات وفي ظروف خاصة بالأُمة الإسلامية استهوتها هذه الشعارات ، وأصبح الجميع يرددونها ، وأصبح بعض المسلمين يعمل على تنفيذها ، ونجح الاستعمار في ذلك نجاحاً كبيراً .
وهكذا قامت جامعة الدول العربية على أساس القومية العربية لإبعاد الإسلام ، وهكذا تُثار نعرة الفرعونية في مصر ، والبربرية في شمال إفريقيا ، وغير ذلك . وهكذا قامت الحرب بين إيران والعراق ، ولم نجد من الدول الإسلامية من يعمل بالآية الكريمة :
{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ..... }
وهكذا تبقى إسرائيل في وضعها آمنة مطمئنة ؛ لأن الجهود غير موجهة إليها ، بل إلى أشياء بعيدة عنها تساعدها على تحقيق آمالها وأهدافها وسط الأُمة الإسلامية .
ولأنها تعيش آمنة فإنها تسعى في الأرض فساداً ، وتنفذ مخططاتها في أمن وتبجح واستهانة بالعالم الإسلامي كله .
ويهتف بعض الناس (( ستبقى القدس عربية )) ، ترى لماذا لا نقول : (( ستبقى القدس إسلامية )) فنكون أقرب إلى الحقيقة ، وبذلك نثير مشاعر المسلمين في جميع أنحاء الأرض ؟
إن كل نجاح للأُمة الإسلامية لا يتم إلا تحت راية ( الإسلام ) .
وكل فشل يتم تحت راية ( العروبة ) .
لأن الإسلام يُوحِّد ؛ بينما العروبة تُفرِّق .
ومن هنا فإنهم يحاولون أن يبعدونا عن طريق السليم ليصلوا إلى ما يريدون .
بل إنهم عوَّدُونا أن يتحدثوا عن الإسلام في كل ما يتعلق بالفشل ، بينما يتحدثون عن العروبة والعرب في كل ما يتعلق بالنجاح .
إنه مخطط خبيث ، ولابد من أن نتنبه له حتى نصحح مسارنا ، لنبلغ بالإسلام إلى ما نريد ونحقق رسالتنا الإسلامية ) ا هـ .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد