شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الأب


ثروت كتبي
12-03-2012, 09:28 PM
الأب : * (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftn1)

في حكم إطلاقه على غير الأب لصلب . هذا مما سُئِل عنه ابن الصلاح فأجاب عنه – رحمه الله تعالى – وهذا نصها :
(( مسألة : في الأُبوة ، هل يجوز أن يطلق في الكتاب العزيز ، والحديث الصحيح : الأب ، من غير صُلْب ، وأيْش الفرق بين آدم أبي البشر ، وبين إبراهيم الخليل – صلى الله عليهما وسلم – أب ، فآدم أبو البشر ، وإبراهيم أبو الإيمان ، أو لمعنى آخر .
ونرى مشايخ الطرقية يسمونهم : أبا المريدين ، فيجب بيان هذا من الكتاب العزيز ، والحديث الصحيح ، وأّيُّما أعْلى : الأب ، أو الأخ ، أو الصاحب ؟ ترى الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا إخوة رسول الله r من حيث الإسلام والإيمان ، وتراهم خُضُّوا باسم : الصاحب . بيِّنُوا لنا هذا ، رزقكم الله الجنة .
أجاب – رضي الله عنه - : قال الله تعالى {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } وإسماعيل من أعمامه ، لا من آبائه ، وقال سبحانه : {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} وأمه قد كان تقدم وفاتها ، قالوا : والمراد خالتُهُ ، ففي هذا : استعمال الأبوين من غير ولادة حقيقية ، وهو مجاز صحيح في اللسان العربي ، وإجراء ذلك في النبي r ، والعالم ، والشيخ ، والمريد : سائغ من حيث اللغة ، والمعنى ، وأما من حيث الشرع ، فقد قال – سبحانه وتعالى - : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ } ، وفي الحديث الثابت عن النبي r : (( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد ، أُعلِّمُكم )) .
فذهب بعض علمائنا إلى أنه لا يُقال فيه r : أنه (( أبو المؤمنين )) وإن كان يُقال في أزواجه : (( أُمهات المؤمنين )) .
وحجته ما ذكرت .
فعلى هذا ، فيقال : هو (( مثل الأب )) أو (( كالأب )) أو (( بمنزلة أبينا )) .
ولا يُقال : (( هو أبونا )) أو (( والدنا )) .
ومن علمائنا من جوَّز ، وأطلق هذا أيضاً ، وفي هذا للمحقق مجال بحث يطول .
والأحوط : التورع ، والتحرز عن ذلك . وأمّا الأخ ، والصاحب ، فكل واحد منهما أخص من الآخر وأعم ، فأخ ليس بصاحب ، وصاحب ليس بأخ ، وإذا قابلت بينهما فالأخ أعلى .
وأمَّا في حق الصحابة – رضي الله عنهم – فإنما اختير لفظ الصحبة ، لأنها خصيصة لهم ، وأُخوة الإسلام شاملة لهم ولغيرهم ، وأيضاً فلفظ الصحابة يشعر بالأمرين : أُخوة الدين والصحبة ؛ لأنه لا يطلق ذلك في العرف على الكافر وإن صاحبهُ r مُدّةً . والله أعلم )) انتهى . وانظر : أبو المؤمنين ، وأجداد المؤمنين .


المرجع
معجم المناهي اللفظية
بقلم : بكر بن عبد الله أبو زيد

* (http://toratheyat.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=73#_ftnref1) الأب : فتاوى ابن الصلاح : ص / 64 – 66 .