شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الوالدان


ريمة مطهر
11-30-2012, 08:41 PM
الوالدان

هما الأب والأم الحقيقيان اللذان أنجبا الطفل عن طريق المعاشرة الطبيعية واشتركا معًا في توريث المولود خصائصهما العقلية والطبيعية .
وهما اللذان كرَّمهما الله سبحانه وتعالى بالبر والطاعة وحسن المعاملة والرعاية من الأبناء ، فجعل شكرهما مقترنًا بشكره في قوله تعالى : ) أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير ( لقمان : 14 . وجعل عصيانهما في غير ما يغضب الله وعقوقهما ، من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة .
للوالدين على الأبناء حقوق تتمثل في البر والطاعة في غير معصية الله وحسن المعاملة والرعاية . وتترتب عليهما واجبات نحو الأبناء تتمثل ابتداءً في اختيار الاسم المناسب مرورًا بحسن التنشئة والتعليم وانتهاء بتزويج الابن إن كان الأب قادرًا .
ولقد حدد الإسلام معيار التناسق الاجتماعي داخل الأسرة في ضوء المنهج والشرع ، ورسم معالم الطريق التي تحقق الاستقرار والبناء الاجتماعي السليم . فالأب في الأسرة هو المسؤول عن معاشها بالإنفاق حسب وسعه بلا تقتير أو إسراف . وهو المسؤول عن ولده حتى قبل أن يوجد ، فعليه أن يختار له أمًا صالحة تحسن حضانته وتربيته ، وأن يقوم على تربيته بعد ذلك تربية سليمة عمادها الطّهر والعلم والقرآن وأخلاق القرآن . أما الأم فهي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأطفال مبادئ الكلام وأسس الأخلاق ، فعليها أن تغرس فيهم حب الإسلام وروح البطولة ، والنزوع إلى الفضيلة ليصبحوا نافعين لأنفسهم ولأمتهم . وقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله r يقول : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ... ) رواه الشيخان . وفي ضوء الحديث الشريف تأتي أهمية دور الأب والأم في بناء الأسرة ، فإذا كانت اللبنات سليمة وقوية كان المجتمع كذلك .
وهناك فرق بين مفهوم الإسلام للأسرة والمفاهيم الغربية ، تلك التي تقلع الأسرة من جذورها ، وتتنكر لها وتبيح أن يكون الوليد ابنًا للدولة ، يتربى في دور الحضانة ولا يعرف أبًا ولا أمًا ولا قرابة ، وهذه إن أبقت على الأسرة حينًا ، فسرعان ما تحمل الأبناء إلى الانفصال عنها في سن مبكرة .
كما حدد الإسلام دور المرأة في السمع والطاعة بالمعروف ، وأن تقوم على تدبير شؤون المنزل ، وتحافظ على ما فيه وتتولى تربية الطفولة عماد المستقبل وركيزة الأمة ، وأن تؤدي حقوق الزوجية وواجب الأمومة . والإسلام بهذا يحافظ على المرأة من دعوى الخروج والاختلاط ويؤكد على قيمة الحفاظ على تعاليم الإسلام وأن يكون خروجها مشروطًا بما حدده الشرع وأكده .

المرجع
الموسوعة العربية العالمية – الطبعة الثانية – الجزء 27 – 1419 هـــ ( 1999 م ) .